من شهر إلى شهر

من شهر إلى شهر

لمحات من جديد العالم
طب 1
الزئبق .. في قفص الاتهام

لاحظ الأطباء في هونج كونج تزايد حالات نقص الخصوبة عند الرجال فأخذ العالمان البيولوجيان مايك ديكمان وكليمنت ليونج على عاتقهما مهمة التفتيش عن السبب, من خلال برنامج بحثي امتد لسنتين, وانتهى أخيرا بوضع الزئبق في قفص الاتهام.

والحقيقة أن الزئبق, منذ تبدت سوءاته, لم يخرج من قفص الاتهام, فهو مدان بتدمير الجهاز العصبي للإنسان, والإخلال بنمو القدرات الذهنية عند الصغار, وهاهي قائمة الاتهامات يضاف إليها جريمة إنقاص خصوبة رجال هونج كونج.

بحث العالمان ديكمان وليونج عن الزئبق في شعر عينة عشوائية كبيرة العدد من الرجال, فوجدوا الشبح الفضي, أو عنصر الزئبق, يزيد تركيزه بنسبة 40% عند الرجال المعطوبين, عن مستواه في شعر الرجال العاديين, وبالرغم من أن منظمة الصحة العالمية تعطينا حدا قياسيا عاما للأمان, هو عشرة أجزاء من الزئبق في كل مليون جزء من أي مادة يلوثها (غذاء, أو نسيج حي, مثلا), فقد اكتشف ديكمان وزميله أنه عند مستوى 3.7جزء/مليون- فقط- تتضاعف احتمالات الإصابة بنقص الخصوبة مرتين, عنها عند الرجال الذين يحتوي شعرهم على جزأين في المليون من هذا العنصر الخطير.

وبتتبع المنفذ الذي تسلل منه الزئبق إلى رجال هونج كونج, تبين لديكمان وليونج أنه يأتي متخفيا في الطعام, والأنواع البحرية منه بصفة خاصة.

ويؤكد العالمان أن أربع وجبات- أسبوعيا- من أسماك هونج كونج كفيلة برفع مستوى الزئبق لدى الآكلين, أعلى بكثير منه لدى الذين لا يقبلون على المأكولات البحرية, أو العاجزين عن شرائها.وتعد هذه الدراسة الحديثة أول محاولة علمية للربط الصريح بين تراجع نسبة الخصوبة عند الرجال والتعرض للزئبق, ويوصي العالمان, صاحبا الدراسة, بضرورة مراجعة المستويات القياسية للأمان التي تسمح بها الهيئات المسئولة عن صحة البشر في العالم, كما يوصيان محبي الأطعمة البحرية بتوخي الحذر, وبضبط النفس أمام هذه المأكولات الشهية, التي يكون الإقبال عليها- في أحيان كثيرة- طلبا لمزيد من الحيوية والنشاط!

طب 2
سلامة.. كلبك!

في عام 1993, اجتاح ولاية ميلووكي الأمريكية نوعان من الطفيليات الأولية يصيبان الجهاز الهضمي للإنسان بأضرار فادحة, هما: (الكريبتوسبوريديام) و(الجيارديا), وعجزت المستشفيات عن استقبال المصابين الذين تجاوز عددهم 400 ألف مريض, معظمهم من الأطفال, وكان بينهم عدد كبير من الإصابات الحادة, انتهت مائة حالة منها بالوفاة, وأعلنت الإدارة الصحية في تلك الولاية الأمريكية أن السبب وراء ذلك الاجتياح الوبائى كان تلوث مياه الشرب بهذين الطفيلين المزعجين القادرين على الحياة بحالة نشطة, في المياه, لمدة شهر عند درجة حرارة 21 مئوية, فإذا قلت الحرارة إلى 8 مئوية, طال بقاؤها إلى شهرين.

وكان على تلك الإدارة أن تواصل جهودها لمراقبة سلوكيات الطفيلين ومقاومتهما, فنشاطهما لم يتوقف, إذ ترصد الإحصاءات السنوية بعض حالات الإصابة بهما في مواقع متفرقة من الولاية, وقد لاحظ الأطباء وجود تفاوت في حدة الأعراض المرضية عند المصابين, تبعا لدرجة كفاءة جهاز المناعة لديهم, وأهم هذه الأعراض الإسهال الحاد الذي يستمر لمدة أسبوعين, يصحبه انتفاخ وارتكاريا.

وقد فحص أطباء الشئون الصحية في ميلووكي مخلفات أعداد كبيرة من الكلاب, فوجدوا كل الأطوار من طفيل الكريبتوسبوريديام في 7.3% منها, ومن طفيل الجيارديا في 11.7%.

ومن الملاحظات الجديرة بالاعتبار, أن 90% من تلك الكلاب كانت جراء تقل أعمارها عن 30 أسبوعا, والخطير في الأمر أن الكلاب التي تحمل الطفيلين, أو أيا منهما, لا تبدو عليها أي علامات مرضية, لذلك, فإن أولئك الأطباء ينصحون بضرورة زيارة العيادة البيطرية, لفحص الكلاب المنزلية, والجراء منها بصفة خاصة, للتأكد من سلامتها, قبل أن يتعرض أطفال الأسرة للتعامل معها, كما يدعو الأطباء إلى ضرورة التزام الحرص الشديد عند تنظيف أماكن معيشة الكلاب في المنزل, وعدم ملامسة مخلفاتها, وإبعاد تلك المخلفات عن المجاري المائية.

تكنولوجيا
ومضات ضعيفة.. لكنها كافية

فور اكتشاف الجريمة, تحاصر قوات الشرطة الموقع, ولا تسمح لأحد بالعبث في المكان, حتى يصل خبير الأدلة الجنائية, ويبدأ في (رفع) البصمات من فوق أسطح الأشياء التي يحتمل أن يكون الجاني قد أمسك بها أو لمسها, يأخذ الخبير في رش هذه الأسطح بالمساحيق أو المحاليل المظهرة للبصمات, ويتفحصها برفق, وببطء, وقد تستغرق هذ العملية الفنية عدة ساعات, وربما أياما, إلى أن يضع بصمة الجاني أمام سلطات التحقيق, وقد ينتهى إلى لا شيء, إذا كان الجاني حريصا, فلم يخلع قفازه منذ دخل إلى المكان حتى خرج منه.

آن للخبير أن يغير أدواته, ويحصل على أخرى لا يفلت منها المجرمون, ولو كانوا من العتاة, إن مختبرات وزارة العدل الأمريكية بسبيلها, حاليا, إلى وضع اللمسات النهائية لوسيلة جديدة لتتبع آثار مرتكبي الجرائم, تعتمد على حقيقة علمية هي أن المواد العضوية, التي يحتمل أن يفرزها جسم المجرم في مكان الجريمة (دماء- بول- عرق.. الخ) , تنبعث منها إشعاعات ضوئية ملونة ضعيفة جدا وغير محسوسة للعين البشرية المجردة, وسوف يستبدل خبير الأدلة الجنائية بمواده الكيماوية جهازا صغير الحجم, يتكون من مصباح قياسي, يضيء وينطفئ بمعدل سريع جدا, لا يمكن للعين البشرية أن تدركه, يمرره في الأماكن التي يحتمل أن يترك فيها الجاني بعض آثاره العضوية, فيعمل على تنشيط الإشعاعات الضعيفة المنبعثة من تلك الآثار, بحيث يمكن لعين الخبير وحده أن تراها وهي تصدر ومضات قليلة في الثانية الواحدة من خلال نظارات خاصة تشبه تلك التي يضعها أطفالنا على أعينهم لتحميها من طول التعرض لألعاب الفيديو المجسمة.

وبعد أن تتحدد أماكن وجود هذه الآثار العضوية, يأتي دور خبراء التحليل الكيماوي لمعالجتها والتأكد من نسب هذه المخلفات العضوية إلى شخص بعينه, نجح في ألا يترك بصمات أصابعه, ولكنه لم يفطق إلى آثار ضئيلة من مخلفاته العضوية, بقيت لتومض, وتشير إليه!

غذاء
بطاطس لكل فم

منذ 150 سنة, هاجمت الفطريات محصول البطاطس, في إيرلندا, فقضت عليه, وعانى الإيرلنديون من (مجاعة بطاطس) عدة سنوات.

ولا تزال الفطريات تطارد البطاطس وتحرم مئات الملايين من الأفواه الجوعى في العالم من هذا الغذاء الأساسي, وقد ظهرت سلالات جديدة من الفطريات المحبة للبطاطس, أوقعت خسائر فادحة بالإنتاج العالمي منها, في السنوات القليلة الماضية, وتبلغ قيمة هذه الخسائر 3.52بليون دولار.

وكان من الطبيعي ألا يقف علماء الزراعة مكتوفى الأيدي أمام الفطريات المدمرة للبطاطس, وكما هو متوقع, لجأ البعض إلى المبيدات لمقاومة الفطريات, وهوالتوجه الأسهل, برغم ما يحمله من مخاطر قد لا يقل شرها عن شر الفطريات, بينما فضل جانب كبير من العلماء (المقاومة الخضراء), بعيدا عن المبيدات, وينتمي إلى هذا الجانب علماء المركز العالمي لأبحاث البطاطس في (ليما), عاصمة بيرو, الذين استعانوا بتقانيات الهندسة الوراثية لإيجاد أنواع جديدة من البطاطس تقاوم الفطريات بطبيعتها, وقد تحقق أول نجاح لعلماء المركز في بداية العقد الحالي, حين أنتجوا صنفا جديدا من البطاطس, أطلقوا عليه اسم (كانشان), أبلى بلاء حسنا ضد الفطريات, ولكنه لم يستمر طويلا, فقد تكالبت عليه تلك الكائنات المجهرية المزعجة, ونجحت في غزوه بعد سنوات قليلة, لأن العلماء لم ينقلوا إليه سوى (جين) واحد يقاوم الفطريات, وفطن علماء المركز إلى هذا الخطأ, فجاءت تجاربهم التالية التي توصلت إلى 60 صنفا جديدا من البطاطس, يتراوح عدد خطوط الدفاع ضد الفطريات فيها بين 10 و20 (جين), تعطيها صفتين مطلوبتين: مقاومة الفطريات, وزيادة الإنتاج.

الجدير بالذكر, أن علماء المركز العالمي لبحوث البطاطس في بيرو قد عثروا على الصفات الوراثية (المقاتلة), المنقولة, للأصناف الجديدة من البطاطس, في أنواع برية منها, تنتشر في بيرو, ولا قيمة اقتصادية لها, وسوف يحتاج الأمر إلى بعض الوقت لاستزراع هذه الأصناف الجديدة, الخارجة توا من المختبرات, لتكوين مخزون كاف من (التقاوي), أو الدرنات الصالحة للزراعة, وتوفيرها لمزارعي البطاطس في جميع أنحاءالعالم, ليختاروا من بين هذه الأصناف الستين ما يناسب الظروف المناخية وأذواق المستهلكين.

طيور
وجبة إضافية .. من التراب

نحن نأكل من الأرض, عبارة حقيقية شائعـة, لا تحمل أي قدر من المبالغة, ولا خيال فيها, فالأرض- فعلا- هي التي تعطينا, ليس فقط الأكل, بل أيضا الماء والملبس والمسكن, ولكن المسألة تختلف كثيرا, إذا استغنينا عن حرف الجر(من), وأصبحنا (نأكل الأرض).

والحقيقة, أن (أكل الأرض), أو تناول التراب, أو التربة, كجزء من الطعام, سلوك معروف لدى بعض مجموعات من الحيوانات اللبونة العاشبة, مثل الكيسيات والرئىسات والقوارض وذوات الحوافر, التي تلجأ إلى ابتلاع التراب, منفصلا أو مضافا إلى طعامها الأساسي, باعتباره مصدرا لبعض العناصر المعدنية النادرة التي يحتاج إليها الجسم, ويفتقر إليها غذاؤها الاعتيادي, وفي بعض الحالات, يختار الحيوان حبيبات التربة ذات الحجم الكبير, لا ليستفيد منها كغذاء, ولكن لتساعده في طحن الطعام وتسهيل هضمه.

وقد استوقفت هذه الظاهرة اثنين من علماء البيولوجيا, كانا يعملان في برنامج بحثي خاص بببغاوات غابات غينيا الجديدة, وركزا اهتمامهما على نوعين من هذه الطيور, أحدهما هو الببغاء الانتقائى (الصورة لطائرين من النوع نفسه: الأنثى ذات الرأس الأحمر, بينما يغلب اللون الأخضر على ريش الذكر), ووجدا أنهما يحرصان على إضافة وجبة من التربة إلى قائمة غذائهما, فقاما بتحليل مكونات كل من الغذاء المفضل لديهما والتراب, فكانت مكونات الغذاء أغنى بكثير,ولا ينقصها عنصر غذائي, وهذا يعني أنهما لا يطلبان التراب لفائدة غذائية, ثم إن تلك الببغاوات تمتلك مناقير حادة قوية, كفيله بتمزيق الطعام إلى وحدات صغيرة قبل ابتلاعه, فهما- إذن- لا يعانيان من مشاكل الهضم, وقد تأكدت لهما هذه الملاحظة الأخيرة عندما وجدا أن حبيبات التراب التي يأكلها الببغاوان ناعمة, ولا فائدة ترجى منها كأداة للطحن.

فلماذا تهوى هذه الببغاوات ابتلاع التراب؟

التفت الباحثان إلى الطعام الرئىسي لهذه الطيور, وهو بذور بعض الأشجار والنباتات البرية, فوجداه غنيا بالبروتينات والدهون, وبه- أيضا- بعض المركبات السامة, مثل الستريكنين والكينين, وهي سموم قاتلة, قادرة على إهلاك طيور الببغاء التي تعد واحدة من أكبر طوائف الطيور (350نوعا), ونجح الباحثان في الربط بين حاجة الببغاء للتراب والسموم الموجودة في غذائه, فحبيبات التربة تجذب إليها جزيئات المادة السامة, فتمنع امتصاصها في أمعاء الببغاء, فلا يؤثر السم في الطائر.

الجدير بالذكر, أن الثقافة التقليدية لبعض القبائل البشرية تشتمل على احتفاليات وطقوس دورية يأكل فيها أفراد القبيلة التراب, للسبب نفسه!

موروثات
عصا القِـنْقِن

إذا توافر لديك عمود محوري ينشق إلى فرعين, فأنت تمتلك (عصا القنقن), وهذا هو الاسم القاموسي للأداة التي نتحدث عنها, واسمها الأعجمي dowsing rod, ويمكنك أن تستخدمها فورا!

مهلا, معذرة, لا بأس من إلمامة سريعة بهذه العصا التي قفزت إلينا من بعض الموروثات الشعبية, فالتف حولها جمع من الأنصار, إلى جانب حزب من غير المتحمسين لها, أو قل من المسفهين للأفكار المرتبطة بالقنقن.

فإذا بدأنا بمراجعة المعاجم العربية, وجدناها تورد للقنقن معاني شتى, فهو الدليل والهادي, وهو نوع من الجرذان, وهو صدف بحري, ثم هو المهندس الذي يعرف وجود الماء تحت الأرض, والمعنى الأخير هو الأقرب لـ (القنقنة), التي يصفها لنا الكيماوي البريطاني الشهير روبرت بويل, في أقدم ورقة (علمية) نشرت عن عصا القنقن, في عام 1663, حيث يقول: يقبض (المقنقن) على فرعي عصاه بيديه, ويتجول بها فوق المواقع المحتملة للمناجم, و(يقال) إن العصا تستشعر وجود الخامات المعدنية تحت الأرض, فتهتز!

وعلى أي حال, إذا قررت أن تجرب القنقنة, فإن الخبراء ينصحونك بصنع عصاك من أفرع وغصون أشجار البلوط أو البندق أو الدردار, فإذا كنت ممن يفضلون المنتجات الجاهزة, فثمة شركات بدأت تستجيب لهوس القنقنة, فأنتجت أنواعا من العصي معدنية ولدائنية, أما المحترفون فيتخذون عصيهم من عظام الحوت!

وقد لقي هواة القنقنة عنتا شديدا, ونعتوا بالسحرة, واتهموا باتباع الشيطان, بالرغم من أنهم- في الغالب- يعجزون عن تقديم تفسير مقنع لهذه (اللعبة) التي يلهون بها من وقت لآخر, ويقول (ديردري راصت) رئيس جمعية المقنقنين البريطانيين, إن أي شخص يمكنه أن يقنقن, فكل البشر يملكون درجات متفاوتة من الإحساس بالتغيرات التي تطرأ على المجال المغناطيسي الكهربي للأرض, وهذا هو سر القنقنة, فإذا كان الفرد شديد الحساسية, فهو مقنقن ماهر!

الجدير بالذكر أن (القنقنة) ـ كما يؤكد المروجون لها ـ أسهمت في إنقاذ القوات البريطانية في الدردنيل, في الحرب العظمى الأولى, من العطش, إذ استخدم أفراد سلاح المهندسين القنقنة في اكتشاف آبار من المياه العذبة, كما جنبت القنقنة جنود البحرية الأمريكية الكثير من حقول الألغام في فيتنام, ولا نذيع سرا عندما نقول إن قوائم العاملين ببعض شركات النفط الكبرى,في الولايات المتحدة الأمريكية, تشتمل على اسم أو اسمين, أمام وظيفة (مقنقن) , أما الراتب, فهو رقم يتجاوز رواتب كبار المهندسين!

ملاه
خيول تركض في أرجوحة

تلحق إحدى الشركات البلجيكية باسمها وصف: (صناع الأحلام والمرح), وهي لا تغالي في هذا, فنشاطها هو صناعة أرجوحات الملاهي الدوارة ذات الخيول الخشبية الراكضة, نعم, راكضة, فالمنصة الدائرية للأرجوحة تدور وعليها الخيول, والخيول- بدورها- تتحرك في أماكنها, كما لو كانت تركض صاهلة, محلقة براكبيها, صغارا وكبارا, في عالم من الأحلام المبهجة.

دعنا نتجول في خطوط إنتاج هذه الأرجوحة, هل صناعة (أرجوحة) أمر يستدعي كل هذه الخبرات والمعدات؟

 

نجارون من أجل المنصة الخشبية المستديرة, ونحاتون من أجل أجسام الخيول وقوارب الجندول التي يركبها المتأرجحون, وفنيو كهرباء من أجل محركات الأرجوحة وأنظمتها الكهربية, وخبراء إلكترونيات من أجل وسائل التحكم في الأرجوحة, وفنانو ديكور لإضافة الألوان المبهجة واللمسات الجمالية على كل جزء من الأرجوحة.

ويمضي هذا الفريق خمسة أشهر في إنتاج أرجوحة واحدة, ويستغرق النحاتون معظم هذ المدة في النحت اليدوي للخيول الخشبية والقوارب, ويبلغ وزن الأرجوحة, بكل محلقاتها, خمسة أطنان, وارتفاعها 7.3متر, وقطر دائرتها الخشبية الدوارة عشرة أمتار, وهي تتسع لستين راكبا, يعتلى 28 منهم ظهور الخيول, بينما يتوزع الباقون على مقاعد بقوارب الجندول الأسطورية.

ويتيح نظام التحكم الإلكتروني للأرجوحة أن تتوقف, في نهاية كل جولة, عند نقطة البداية نفسها, حيث يقف الآباء ينتظرون أطفالهم, كما يستجيب لرغبات المتأرجحين في زيادة سرعة الدوران أو تخفيضها.

وليس من السهل تفكيك الأرجوحة البلجيكية بعد تركيبها وتشغيلها, ولعل ذلك هو عيبها الوحيد, ومن أشهر الأماكن التي تعمل بها هذه الأرجوحة, مدينة الملاهي في بروكسل, وفي قصر السينما بمدينة (ليل), شمال فرنسا, ويتعاون أصحاب هذه الأرجوحة, حاليا, مع بعض المراكز التجارية الكبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا في تركيب نماذج من هذه الأرجوحة في ساحات تلك المراكز, كوسيلة ترويج لتجارتهم وجذب للعملاء, أو بمعنى آخر لأطفال العملاء, ليستمتعوا باعتلاء ظهور الخيول الراكضة, قبل أو بعد جولات الشراء.

تعليم
دراسات عليا .... عند سقف العالم

وليس بالضرورة- طبعا- أن يصعد الطالب إلى (السطح) ليكمل دراسته (العليا), فهي مجرد (نكتة)- قديمة- تولدت من التناظر بين ارتفاع المباني وعلو المرحلة الدراسية, ولكن النكتة تحولت إلى حقيقة واقعة في النرويج, فقد أنشأ النرويجيون معهدا للدراسات العليا في منطقة أرخبيل سفالبارد, الذي يقع على بعد 700كم فقط من القطب الشمالي: سقف العالم, إنه أعلى معهد للدراسات العليا في العالم, وقد بدأ العمل في إقامة هذه المؤسسة التعليمية الفريدة في عام 1992, في تلك البقعة النائية من العالم, التي لا يزيد عدد سكانها على ألف ومائتي إنسان, وخلال عام واحد فقط, كان المعهد مستعدا لاستقبال أول دفعة من المغامرين, أو الطلاب, وكان عددهم 23طالبا, قدمت لهم برامج دراسية في جيولوجيا وجيوفيزيقا القطب الشمالي, وفي العام التالي, أضيفت علوم الحياة القطبية وتكنولوجيا المناطق الجليدية إلى مناهج الدراسة في ذلك المعهد الأقرب إلى القطب الشمالي.

وفي عام 1995, أجريت توسعات في مبنى المعهد القطبي, ليستوعب عددا كبيرا من المختبرات, وحجرة للحاسوب, ومكتبة كبيرة, وقاعة محاضرات متسعة, وأماكن إضافية لإقامة الطلاب الذين قفز عددهم إلى 130دارسا, في مرحلتي الدرجة الجامعية الأولى والدراسات العليا.

وقد بدأ هذا المعهد ذو الطابع الخاص في اجتذاب اهتمامات مؤسسات علمية عالمية, يجرى التنسيق معها حاليا لتنفيذ برامج أبحاث مشتركة, كما اجتذب أعدادا كبيرة من الطلاب غير النرويجيين, حتى أن نسبتهم الحالية قد تعدت 44% من إجمالي عدد الدارسين به, وقد ساعد على ذلك أن اللغة الأساسية للدراسة بالمعهد هي الإنجليزية.ويحقق المعهد نتائج طيبة, فنسـب النجاح فيه تفوق مثيلاتها في المعاهد والكليات النرويجية غير القطبية.

وتحرص إدارة المعهد على ان يختلط الطلاب بالحياة العامة في تلك المنطقة الموحشة, فتكون لهم مشاركاتهم, في الفعاليات الاجتماعية والرياضية, لزيادة ودعم قدرتهم على تحمل صعوبة الحياة هناك, والطلاب, من ناحيتهم, حريصون على ألا يبقوا رهائن مباني مؤسستهم العلمية, فدرجة الحرارة تتراوح بين 6 درجات مئوية و14 تحت الصفر, ومن أجل هذه الانشطة الاجتماعية فإن إدارة المعهد تدربهم على استخدام وسائل المواصلات الشائعة: الزلاجات, ومعدات الطوارئ, مع التركيز على كيفية التصرف عند مواجهة الدب القطبي إذا قطع عليهم طريق العودة إلى المعهد!

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




شهي.. ولكن





لا يكفي أن يكون كلبا لطيفا جميلا





آثار المجرم العضوية تومض أمام عيني خبير البحث الجنائي





بعض العاملون بالمركز العالمي لبحوث البطاطس في بيرو يجمعون محصول صنف جديد





فلاح من بيرو يعرض درنات البطاطس التي دمرتها الفطريات





ذكر وانثى الببغاء الانتقائي يأكلان التراب من أجل البقاء





مهندس جيولوجي يقنقن بحثا عن المعادن





خيول مسرجة تركض بينما الأرجوحة تدور





معهد سفالبارد بالنرويج أعلى معاهد الدراسات العليا