عزيزي العربي

عزيزي العربي

ملحق العربي العلمي

أنا قارئة قديمة لمجلة (العربي) الرائعة والتي ازدادت روعة بذلك الملحق العلمي ذي المستوى الرفيع, ولدي عدة اقتراحات أرجو أن تنال الاهتمام:

- أن يختص الملحق العلمي بدراسة وتوضيح أي ظاهرة طبيعية في العالم كالإعصار وذوبان الثلوج والفيضانات العارمة وغيرها.

- أن يوضح الملحق العلمي عِلم الجورفولوجيا الطبيعية, ذلك العلم الذي يجهله الكثيرون من القرّاء في العالم العربي, ماهية هذا العلم? أهميته? الظواهر التي يدرسها باستفاضة ودقة وتوضيح ولا يعيب المجلة أن يكون الملحق كباب ثابت لدراسة هذا العلم لحين انتهاء موضوعاته, فيبدأ في توضيح أي موضوعات أخرى تختص بأي ظاهرة طبيعية.

- تاريخ المخترعات والابتكارات والمخترعين سواء في العالم العربي أو في الخارج وكيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه ليستفيد من تاريخهم النشء لأن الطفل العربي يفتقر إلى ما يروي ظمأه لمعرفة المزيد عن هذه النقطة, وكثير من أبنائنا يتساءلون ولكننا لا نستطيع تقديم الإجابة لهم.

عفاف الباز - مصر

لغات ولغات

نشكر لكم جهودكم المبذولة في إعداد مجلة (العربي) خصوصًا فيما يتعلق بما ورد في العدد (564) نوفمبر 2005, وأود الإضافة لبعض ما ورد في جدول اللغات صفحة 13:

1 - اللغتان الكردية والفارسية ليستا من أصل سامي - حامي, وإنما هما من مجموعة اللغات الإيرانية التي تنتمي إلى أسرة اللغات الهندوأوربية, كما هو وارد في الرسم البياني آخر قاموس (The American Heritage College Dectionary) والمعنون (The Indo - European Family of Languages).

2 - اللغة الأرمنية ليست من أصل سامي - حامي, وإنما هي كذلك من أسرة اللغات الهندوأوربية كما هو وارد في المصدر نفسه أعلاه.

3 - اللغتان التركمانية والتركية ليستا من أصل سامي - حامي, بل هما من مجموعة اللغات التركية التي تنتمي إلى أسرة اللغات الآلتية (Altaic Languages).

4 - ليس هناك ذكر في الجدول لتركمان العراق الذين يشكلون نحو 3% من السكان (نحو 750000) وليس 7% كما ورد في ص7 من المقال.

علاء الخطيب
عمان - الأردن

عن المتنبي

قرأت في العدد 564 نوفمبر 2005م الحوار الذي أجراه الشاعر رفيق المعلوف مع المستشرق الفرنسي بلاشير, الذي وصف الشاعر المتنبي بالعبقرية وجعل منه نموذجًا للإنسان العربي وممثلاً للشرف, وكل ما هو جميل من القيم. وفي رأيي أن المتنبي على الرغم من جودة شعره لم يكن يحتذى بما يقوله, فقد عرف عنه البخل والتزلف لسيف الدولة طمعًا في ولاية ينالها. وهل من يكيل السباب ويمتهن الهجاء لخصومه يستحق أن يدعى بطلاً? أم أن أصدق الشعر أكذبه?

أسامة حسن أحمد
خشم القربة - السودان

قصائد معلقة

بعد غياب عن مجلة (العربي) طويلاً رجعت إلى قراءتها ووجدتها كما كانت ذات نضارة وبهاء, وقد لفت نظري خطاب السيد ميمون نوري إلى الشاعر الهادي آدم وقصيدته (على ضوء ثقاب) من طوارق أشجان وأضحى حالي لحاله منذ عثرت عليها في عدد (أغسطس 2002م) أرددها وأستمتع بأريجها وأضع الشاعر بين أصحاب المعلقات.

ومن هنا يأتي اقتراحي إلى المجلات العربية أن تقدم فرائد الشعر العربي سواء من زماننا, هذا أم من الأزمان الفائتة في شكل هدية, مطبق, ملصق, بوستر وبأحرف كبيرة وفي حجم كبير A3 على ورق شفاف أو غير شفاف, مما يمكننا من تعليقه على الجدران أو اللوحات المضيئة في المدارس والمعاهد والجامعات وفي المكاتب والشوارع والنوادي والمنتزهات وفي كل مكان.

نهدف من ذلك إلى تنمية وإحياء الشعر العربي وتذوقه وبثه بين الأجيال الصاعدة وتسهيل الوصول إليه عبر هذه الوسائل, والوسائل الحديثة مثل الإنترنت والقنوات الفضائية.

مشروع نهديه إلى عواصم الثقافة العربية التي تحمل شعلة الثقافة العربية في الأعوام القادمات بمشيئة الله لتبدأ مجلة (العربي) ولتلحق بها الدوريات العربية الأخرى من المحيط إلى الخليج والصحف اليومية, مرة كل شهر وذلك بمعدل اثنتي عشرة قصيدة معلقة في العام على غرار مشروع كتاب في جريدة.

إسماعيل آدم محمد زين
أم درمان - السودان

مقالات أحمد زكي

لمجة (العربي) تقدير وامتنان, فقد تعلمنا منها الكثير من الثقافة والعلوم والفكر في مجالات المعرفة, وكم كان لكتابها الأثر الكبير في شغفنا بقراءة المقالات القيمة وفي تكوين ثقافتنا, وأخص شباب وفتيان الستينيات والسبعينيات الذين انتمي إليهم وماذلك إلا بكتابات أساتذة وعلماء وأخص بالذكر د. أحمد زكي ود. منتصر ود. زكريا إبراهيم وغيرهم الكثير, ولازالت (العربي) تزخر بأصحاب الأقلام من المفكرين والعلماء الأجلاء, فتحية تقدير لمجلتنا الرائدة في نشر الفكر والثقافة, والتي بهرت ومازالت تبهر القراء العرب وتجمعهم على مناحي المعرفة وتوحد آراءهم بما تطرحه من هموم العروبة وكيفية العلاج.

إنني لا أنسى مجلتكم وأنا أتلهّف على اقتنائها بقروش زهيدة وثمن رمزي, ومن أجل القارئ العربي قدمت دولة الكويت هذه الهدية الشهرية للقارئ (العربي) كرسالة لأجل التنوير والمعرفة والتواصل مع أحدث منجزات العلوم واتجاهات الفكر.

ومن هنا اقترح نشر مقالات الأستاذ الجليل د.أحمد زكي هذا العالم والمفكر الموسوعي, والتي كانت تتسم بالأمانة والدقة العلمية والبساطة بغرض تبسيط العلوم والفلسفة لأنها كانت غاية في القوة والموسوعية وحببت إلينا قراءة العلوم والفلسفة, ليكن الاقتراح بإعادة نشر مقالة واحدة شهريًا لهذا العالم حتى يتمكن طلبة وشباب هذا الجيل من الاقتراب أكثر من العلوم بسبب هذه المقالات الممتعة والمثيرة لهذا الموسوعي الكبير الذي يجب أن نفخر به كعربي قدم لأبناء عروبته تراثًا رائعًا, كما يمكن إعادة طبع هذه المقالات في (كتاب العربي).

محمد علي جاد
القاهرة - مصر

  • المحرر: نشرت (العربي) بعض مقالات الدكتور أحمد زكي في أول أعداد (كتاب العربي), كما نشرت مقالات للدكتور عبدالحليم منتصر في ثاني أعداد السلسلة, هذا عدا مقالات الكثيرين من مفكري الأمة العربية الذين تعاقبوا على صفحات (العربي), واقتراحك جدير بالدراسة.

ندوة الثقافة العلمية

تحية طيبة من أعماق قلبي, وشكرًا جزيلاً على ندوة الثقافة العلمية, التي تابعتها بشغف كبير, واستفدت منها كثيرًا, وأود أن أسألكم عن كيفية الحصول على النسخة المطبوعة من محاضر وأوراق هذه الندوة القيّمة لأني من المتابعين لهذا الموضوع, وحريص جدًا على اقتنائها, والأمر الثاني هو أنني سمعت خلال الجلسة الافتتاحية ما فهمت أنه مجلة أو نشرة علمية قامت مجلة (العربي) بإصدارها حديثًا, فما هي بالضبط, ومن هو جمهورها المستفيد منها, وكيف يمكن الاشتراك فيها?

طارق حسان
مدرس جامعي من لبنان

  • المحرر: تُصدر (العربي) ملحقها العلمي مجانًا كل شهر, وهو موجه لقراء الثقافة العلمية في الوطن العربي, أما أبحاث الندوة التي عقدتها (العربي) في ديسمبر الماضي, فسيعاد نشرها ضمن سلسلة (كتاب العربي) وسيعلن عن ذلك في حينه.

أخطاء شائعة في الشعر وعلم العروض

يقع كثير من المؤلفين والمعرّبين (مدرّسي العربية) في أخطاء حين يتحدثون عن الشعر واصطلاحات علم العروض.أما الخطأ الأول فقولهم: هذه القصيدة من الشعر العامودي, ولا وجود في المعاجم العربية لكلمة (عامود), إنما الصحيح أن يقال: من الشعر العمودي. جاء في (تاج العروس) (مادة عمد): العمود (كصبور) وهو الخشبة القائمة في وسط الخباء, والجمع أعمدة في القلة, والعمود: السيد المعتمد عليه...والعمود: العصا...وقضيب الحديد, وعمود الكتاب: متنه, وعمود الصبح: ما تبلّج من ضوئه...إلخ.

وأما الخطأ الثاني فهو تسكينهم الجيم في (العَجُز), وهو الشطر الثاني أو المصراع الثاني من بيت الشعر, وذلك خطأ بيّن لأن العجْز بتسكين العين نقيض الحزم من (عَجَزَ عن الأمر يَعجَز وعَجَزَ يعجِز عجزا), أما العجُز (بضم الجيم) فمصطلح عروضي جاء به الخليل بن أحمد الفراهيدي (سيد أئمة اللغة وأستاذ سيبويه وواضع (كتاب العين) وعلم العروض, المتوفي سنة 170هـ), وسمى به الشطر الثاني من البيت. جاء في (لسان العرب) (مادة عجز): (وعجُز بيت الشعر خلاف صدره...وعَجَّزَ الشاعر: جاء بعجُز البيت..).

وأما الخطأ الثالث فقول معظمهم: (البحر الطويل) أو (البحر البسيط), وهذا خطأ فاحش يدل على أن قائله لا يفرق بين الثُّلة والثَّلَّة, ولا يميز هرّا من برّ, ذلك بأن (الطويل) و(البسيط) و(المجتث), إنما هي أسماء أعلام على بحور الشعر, وليست صفات لها. ولا يغرّنَ أحدًا وجود (ال) فيها, فهو ليس هنا حرف تعريف, ولكنه حرف للمح الأصل كما تقول العلماء, فليس هناك فرق بين (عباس) (اسم رجل) و(العبّاس), وليس لأحدهما مزيّة على الآخر, ذلك بأن كلاّ منهما اسم علم, فهو, إذًا, معرفة لا يحتاج إلى تعريف.

ثم إنك تفتح (لسان العرب) فتجد فيه الآتي: (الخفيف سمّي بذلك لخفّته (مادة: خفف), والمتقارب سمّي متقاربًا لقرب أسبابه من أوتاده) (مادة قرب), وكذلك ذكر بالنسبة إلى سائر البحور, فهي, إذًا, أسماء أعلام. ولئن كان بعضها في الأصل صفات, فإنها حين سمّي بها زالت عنها صفة النعت, ونزلت منزلة الأسماء الأعلام, وألحقت بها (ال) للدلالة على أن أصلها صفات, فسمّيت (ال) للمح الأصل. والدليل الحاسم على ذلك قول السكّاكي (المتوفى 626هـ) في كتابه: (مفتاح العلوم) (ص: 522 وما بعدها): (تتضمن ستة أبحر, أساميها: سريع, منسرح, خفيف, مضارع, مقتضب, مجتث, ويقدم السريع فيها...).

فجمع بين الاسم المجرد من (الـ) والاسم نفسه المحلى بها (سريع والسريع) ليؤكد اسميّتها ومعرفتها. ثم إن علماء العربية يقولون حين يعرّفون البحور الخليلية: (المديد: بحر من العروض) ((كتاب العين) للخليل, مادة: مدد), كما يقولون: (الكرّاث: ضرب من البقول).

وهذا كله يؤكد مرة أخرى عَلَمية ألفاظ (الطويل) و(البسيط) و(المديد)...

فإذا قلت بعد هذا كله: هذا البيت منظوم على (البحر الطويل) فأنت أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تعرب (الطويل) صفة للبحر, وهذا باطل لأن الاسم العلم لا يكون صفة, وإلا جاز قولك: (ذهبت إلى البستان زياد), وإما أن تعربها بدلا من البحر, وهذا أيضا باطل, لأن مفهوم البدلية لا يتوافر هنا, لأننا لو حذفنا كلمة (الطويل) لما استقام المعنى بكلمة (البحر) وحدها, والمعلوم أن المعنى يستقيم لو حذفنا المبدل أو المبدل منه, تقول: (رأيت محمدا أبا عمر) على أن (أبا عمر) بدل (أو عطف بيان) من (محمد), فلك هنا أن تقول: (رأيت محمدًا), أو (رأيت أبا عمر).

فلابد, إذًا, أن يكون (بحر) مضافًا و(الطويل) مضافًا إليه, وهي إضافة معنوية حقيقية لا يجوز فيها تعريف المضاف, بل لا بد من تنكيره فتقول: (بحر الطويل), كما تقول: (بستان زياد), فإذا فتحت (القاموس المحيط) على مادة: (جثث) قرأت فيه الآتي: (وبحر المجتث وزنه...), وكذلك تقرأ في (تاج العروس) (مادة جثث): (بحر المجتث رابع عشر البحور الشعرية), وتقرأ في (كشّاف اصطلاحات الفنون) للتهانوي (المتوفّى في القرن الثاني عشر الهجري): (وجاء في عروض سيفي أنّ بحر الرمل يجيء مثمّنًا ومسدّسًا) (مادة: رمل),

أكتفي بهذا لأقول مخلصًا: لقد أنى أن يرجع المؤلفون والمعرّبون عن تلك الأخطاء القبيحة فيقولوا: شعر عموديّ, وعجز البيت, وبحر الطويل...

د. أحمد الحمصي
طرابلس - لبنان

مداخلة
الثورة العلمية العربية.. متى?

أثار انتباهي مقال د.أحمد أبوزيد المنشور في العدد 568 مارس 2006 والمعنون (هل تقوم ثورة علمية في العالم العربي?), ولعل هذا العنوان المصاغ على شكل تساؤل كبير يثير الكثير من النقاش والجدال. وقد أحاط الكاتب بالموضوع وأرجع أسباب هذه الوضعية التي يعيشها العالم العربي والعالم الثالث عمومًا إلى عوامل ذاتية مرتبطة بطريقة تفكير الإنسان العربي, وعوامل أخرى خارجية ضاغطة حدت, أو لنقل عرقلت, أي محاولة من لدن هذه الدول الثالثة للحاق بالركب. العوامل الذاتية مرتبطة أساسًا بطريقة تفكير الإنسان في العالم العربي القائمة على الانفعال الوجداني وقبول الأشياء كما هي أي كمسلمات لا سبيل إلى معرفة عللها أو أسبابها, بخلاف العقلية الغربية القائمة على الملاحظة والتحليل. أما بخصوص العوامل الخارجية والتي ركز عليها الكاتب, فهي تعود إلى مرحلة الاستعمار الذي عمل على تأخير هذه الدول لسنين عديدة. كما أن الدول الغربية عملت دائمًا على عرقلة أي محاولة للحاق بها على مختلف الأصعدة حتى تظل الدول العربية خاضعة لها وما الاحتكار الذي يمارسه الغرب إزاء الدول الثالثة - احتكار الوسائل التقنية والعلمية - إلا مظهر من مظاهر هذا الضغط والعرقلة. ولعل المثال الواضح على ذلك قانون الملكية الفكرية, الذي يحظر بموجبه على الدول الثالثة الإفادة من نتائج البحوث العلمية الغربية. وبذلك يحكم عليها بأن تظل في حالة التخلف العلمي والتبعية الدائمة.

على أن كاتبنا الكريم تجاوز عاملاً مهمًا في هذا التخلف والتأخر الذي نعيشه. وهو العامل الداخلي وهو مرتبط أساسًا بالسياسات المنتهجة من لدن الأنظمة الحاكمة. فحقيقة أن الغرب يمارس ضغوطًا على هذه الأنظمة ويتدخل في مقرراتها وبرامجها التعليمية ويفرض في بعض الأحيان برامج ومقررات غربية يمولها بنفسه بواسطة مدارسه, وجامعاته وبعثاته الثقافية المنتشرة في كثير من الدول العربية وقد صادف هذا هوى لدى هذه الأنظمة فهو بالتأكيد يخدمها قبل أن يخدم الغرب حتى تظل متحكمة في خيرات البلاد ورقاب العباد, فعملت - الأنظمة - على محاربة التعليم الأصيل والحر بمختلف الوسائل والذرائع وقمعت الحريات الفردية والجماعية والفكرية واحتوت المثقفين بالإغراءات تارة, والتهديدات تارة أخرى, ونفت وسجنت من لم يخضع منهم وأوجدت بالمقابل تعليمًا سطحيًا غير ذي فائدة أو نتيجة يعمل على طمس المواهب والملكات في مهدها بدل تشجيعها وتوفير الظروف المناسبة لتفتحها وإبداعها. وكانت نتائج هذه السياسات فادحة للغاية, فنسبة الأمية في الوطن العربي هي الأعلى في العالم والبحث العلمي لا يكاد يخصص له شيء من ميزانيات هذه الدول. والتي ليست كلها دولا فقيرة. بينما نرى مظاهر هدر المال العام في أنشطة وأمور تافهة ليست لها الأولوية لدى الشعوب. كل هذا لتظهر هذه الدول بصورة غير صورتها الحقيقية. لعل كل هذه العوامل والأسباب مجتمعة, داخلية وخارجية, هي التي أوصلت للوضعية الراهنة, ويبقى مع كل هذا التساؤل مشروعًا متى تقوم ثورة علمية عربية?

محمد الفرشم
مدينة تطوان - المغرب

ضمير الكاتب وأمانة الكلمة!!

في عدد مجلة (العربي) رقم (566) ديسمبر 2005 نشر مقال بعنوان (الرياضة ضد السرطان) للدكتور محيي الدين لبنية, كان قد سبق نشره بعنوان (هكذا تنجو من السرطان), في مجلة (المجلة العربية - العدد رقم 345 نوفمبر 2005) التي تصدر في المملكة العربية السعودية, وإن اختلف العنوانان.

وفي مجلة (العربي) العدد 566 يناير 2006, ضمن ملف العدد (رحلة الحج... لمسة فن) نرى كاتبًا آخر وهو السيد عرفه عبده علي, يعيد نشر مقاله (جداريات الحج... توثيق شعبي لرحلة الروح) وبالصور نفسها, بعد أن قام بنشره في مجلة (الحج والعمرة), التي تصدر عن وزارة الحج السعودية, وذلك في العدد رقم 6 للسنة 60 الصادر في جمادى الأولى 1426هـ - يونيو 2005م. إلا أن المقال الذي نشرتموه كان مختصرًا عمّا هو منشور في مجلة (الحج والعمرة), لكن نصه بالكلمة والنقطة منشور ضمن مقال (الحج والعمرة) الطويل بعض الشيء, والغريب أن المقالين جاءا بعنوان واحد, وافتتاحية واحدة, وخاتمة واحدة. مما يدل على تعهد الكاتب إرساله للمجلتين معًا. وبما يتنافى مع شرف وأمانة الكلمة.

وإذا كنا ككتّاب وقرّاء لا نلقي لومًا عليكم ولا على أي مجلة تقع فريسة هذا السلوك غير السوي, لأنه من الصعب على أي دورية مهما عظمت إمكاناتها أن تتحرى عن كل ما يصلها من مقالات لتتأكد من عدم نشرها مسبقًا, وإنما تعتمد على ثقتها بالكاتب, لذا فإننا نلقي باللوم كاملاً على ضمير الكاتب الذي يرتكب هذا السلوك, وهو يعلم مدى خطئه, ومن المفروض أن يكون أمينًا مع المجلة والقارئ.

إن تلك الظاهرة المتكررة تتطلب وقفة جريئة لكل الدوريات لمنع هذا السلوك.

د. أمير السيد أحمد زكي
أستاذ ورئيس قسم, كلية الطب
جامعة الإسكندرية / مصر.

  • المحرر: و(العربي) إذ تشكر يقظة د. أمير زكي ومتابعته, فإنها تؤكد ثقتها بالكتّاب الشرفاء والساعين لخدمة القرّاء والدارسين, وتعلن استياءها من أي غش يسيء إلى صناعة الكتابة والنشر, وتدعو في الوقت نفسه القائمين على المجلات والصفحات الثقافية والأدبية في الصحافة العربية إلى اتخاذ موقف جاد وحازم من أولئك الذين لا يتمتعون بالأمانة.

وتريات

بحر العشق

ودخلتُ بحرًا لا أجيد سباحة فيه فكان الموت بالمرصادِ
أهنا لها جلدي وكنت حبيبها رفقًا بنفسك يا يدي جلادي
أهنا لها طعني بسكين النوى بالله رفقًا بالذبيح فؤادي
أهنا لها قتلي بأسياف الجوى حتى غدا قلبي كما الأغمادِ
أهنا لها دمعي يسح مرقرقًا يروي غليلً جآذرٍ في الوادي
أولم يكن قلبي المعنّى لحظة في ملعب الأرام يضحك شادي
حتى بدت وسط الرياض منيرةً حسناء قد فاقت بهاء الكادي
قالت: وبين الزهر كان جلوسها فالجسم خافٍ والكلام البادي
يا أنتَ يا من بالشموخ مكللاً يا فاتنًا بالشعر غير النادي
يا أنتَ يا من قد بخلت بنظرة تروي بها عطشَ المحب الصادي
يا أنتَ يا عقلاً يفيض نباهةً أخباركم بزت نهى الأسياد
فلتغزونّك للقصاص لحاظنا ولتدعونّك للطعان جيادي
ولتأسرنك مقلتاي بنظرةٍ عُذرية ترديك في الأصفاد
فسللت عن سيف الدفاع مقاومًا وخلعت أدراعي وكنت البادي
فإذا بسهم العشق يقصد مهجتي فغدا قتيلاً للغرام فؤادي
وإذا برمح الحب وثّابا عليّ فقام ينهشُ فيّ كالآساد
ورمت علي قيود عشق طاهرٍ فجعلت نفسي رهن ذي الأصفاد
فغدوت هيمانًا بذات خلالٍ ضحكاتها تغري الهزارَ الشادي
بسماتها كالفجر ينحرُ قاهرًا بضيائه ظلمات ليلٍ عادي
أقوالها كالعود يرقص خافقي منه فيا لعذوبة الأعوادِ
أفكارها شمسٌ تشعشع نورها فقد استمدت من سراج الهادي
وجمالها سبحان خلاق الورى يا رب صنها من أذى الحسادِ
معَ ذا فقد كسا الجمال بعفة قدسية عربية الأجدادِ
أفبعد ذا تبغي البُعاد وخالقي لأقحمنّ لظى الممات جيادي
ولأصرخنّ بكل وادٍ قائلاً إني أسير العشق أين الفادي?
ولأبكينّ مدى الدهور تحسرًا ولأشكونّ لخالقي أنكادي
ولأنحرنْ قلبي بساح هواكمُ علَّ الدماءَ تعيد لي أمجادي
مهما صددتم فالفؤاد يحبكم مهما بعدتم ذكركم بفؤادي
مهما هجرتم فالوصال يعيدنا مهما سكتم فالحنين ينادي
تالله لن ننسى هواكم لحظة يا مالكين على الدوام قيادي


سعد بن ثقل العجمي
[email protected]