عسل النوم وزبادي الأحلام

عسل النوم وزبادي الأحلام

إذا كنت تشكو الأرق، فاعلم أن المسألة سهلة، أسهل مما تتوهم بكثير. وعليك أولا وقبل كل شيء ألا تقلق بسبب قلة نومك، فإن ذلك القلق خليق بأن يزيد النوم استعصاء.

وكل ما أوصيك به كي تنام، ألا تفكر في صعوبة النوم، بل عليك أن «تسترخي»، إما على السرير، وإما فوق الكرسي أو الكنبة المائلة. ومتى تم استرخاء الأعصاب وانقضى توترها أسرع النوم إليك من تلقاء نفسه.

ومما يساعد على النوم طبعا ذلك الغذاء الذي ييسر استرخاء العضلات ويذهب بتوتر الأعصاب، وهو الغداء الذي تدخل فى تركيبه مواد الكالسيوم مصحوبة بالفيتامين «د» والفيتامين «ب6».

واذا أصررت على تناول أقراص تساعد على النوم، فانصحك أن تشتري من الصيدلية أقراص الكالسيوم المخلوط بالفيتامين «د»، وتناول منها قدرا معقولا بإرشاد طبي، فليس منها ضرر، وفيها فائدة محققة لأعصابك. ولا بأس من أن تتناول عددا منها كلما ارقت فى الليل.

وإذا كنت ممن ينامون جيدا، فيوصى بتناول كوب من اللبن الساخن قبل النوم، أو ربع لتر من الزبادى حسبما يروق لك، ففى هذين الصنفين مقدار كبير من الكالسيوم، ولا سيما الزبادي.

أما الفيتامين «ب6» فانه يتوافر بنسبة كبيرة فى العسل الأسود، ولا يتوافر فى الاطعمة الشائعة. وهو فى الوقت عينه ضروري لجلب النعاس.

وقد أثبتت التجارب العلمية أن سكان أمريكا وأوربا الغربية الذين استعبدتهم الحضارة الحديثة يعانون نقصا نسبيا في الفيتامين «ب6»، بسبب ما دخل على أطعمتهم من تكرير وتنقية مترفة ونعومة، ولانتزاع النخالة من دقيقهم.

وإلى هذا النقص العام يرجعون السبب فى التوتر العصبى الذي يسود حياة هؤلاء البشر.. وهو توتر نعزوه إلى مطالب الحياة، مع أن السبب غذائى فى الغالب.

وقد جرب العلماء الفيتامين «ب6» فى علاج حالات من الصرع والشلل فتحسنت ودعمت العلاج الطبي الحديث، مما يقطع بأثر هذا الفيتامين في قدرة الاعصاب على الاسترخاء بعد التوتر.

فاللبن الحليب والزبادي وملعقة من العسل الأسود، هى خير ما تتناوله قبل النوم كي تنعم بليلة سعيدة.

عش مائة عام - د. جايلورد هاوزر