ملف الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح: وجائزة الآداب في كوريا الجنوبية

 ملف الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح: وجائزة الآداب في كوريا الجنوبية

الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح.. خاص بمناسبة حصولها على جائزة (مانهي) للأدب، في كوريا الجنوبية

في يناير من العام الماضي، استضاف ملتقى مجلة العربي الذي حمل عنوان «العرب يتجهون شرقًا»، نخبة من مفكري الشرق الأقصى وفاعليه في حقول الثقافة والفنون والآداب، وكان من بينهم لي سانج كي، مؤسس رابطة صحفيي آسيا، وناشر «آسيا إن»، وهو صحفي مخضرم، يعشق الأدب، ويؤمن بالحوار. وقد وجهت الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح الدعوة لكل ضيوف الملتقى من خارج الكويت، فكان اللقاء بدارها، وكان الحوار الذي عزز فكرة تدور بخلد سانج كي، وهي ترشيح أديب عربي لأرفع جائزة في جمهورية كوريا، وهي جائزة مانهي.

تُمنح هذه الجائزة منذ العام 1979 سنويا باسم مانهي (هان يونج أون) الذي كرس حياته لنشر الأفكار النبيلة، فعاش راهبًا بوذيًا، ومصلحًا، وشاعرًا شهيرًا، وذلك تخليدًا لذكراه وعمله في نشر الفكر والحكمة ونضاله ضد طغيان الحكم الاستعماري الياباني، ودفاعه عن فكرة الحرية والمساواة، وذلك من وئام وسلام. ومن بين الفائزين في السنوات السابقة الرئيس الكوري الجنوبي السابق كيم داي جونغ والمناضل نيلسون مانديلا، الرئيس السابق لجنوب إفريقيا الذي فاز لاحقًا أيضًا بجائزة نوبل للسلام.

بدأ لي سانج كي بعمل ملف خاص عن إبداع الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح، مستعينًا بقسم الشرق الأوسط للرابطة، للتعريف بسيرة د.الصباح، شاعرة، وباحثة، وراعية للثقافة والآداب والفنون والعلوم.

وبعد تقديم الترشيحات، أعلنت جمعية تعزيز وممارسة أفكار «مانهي» الكورية الجنوبية الخميس الأول من مارس عن أسماء الفائزين بالجائزة التي تُمنح لثلاث فئات مختلفة. ومن بين نحو 50 مرشحًا في جميع أنحاء العالم تم اختيار سبعة فائزين؛ اثنان في مجال الأدب العالمي، ومثلهما في مجال السلام، وثلاثة في حقل خدمة المجتمع.

وقد مُنحت جائزة الأدب للشاعرة الكويتية د. سعاد الصباح، والناقد الأدبي الكوري الجنوبي البروفيسور كيم جاي هونج. أما الفائزان بجائزة السلام فهما آكي رع، داعية السلام الكمبودي؛ وسونج وول جو، الراهب البوذي الكوري. فيما ذهبت جوائز فئة خدمة المجتمع إلى رينيه دوبون، وهو أسقف كاثوليكي ورئيس سابق لأبرشية أندونج الكاثوليكية، ومعه أوتاني مانشو كوشين الزعيم البوذي في الهند، ود.كورت كريبل رئيس بلدية أوغسبورغ بألمانيا.

وجاء في حيثيات الفوز أن «الفائزة العربية بالجائزة هي الشاعرة د. سعاد الصباح، التي كرست أدبها لتعزيز وضع المرأة في البلدان العربية، ومنذ العام 1961 نشرت أكثر من 15 مجموعة شعرية، كما أنها أكدت على ضرورة التسلح بالعلم من خلال دراساتها الأكاديمية، ومنحت الشباب العربي الفرصة لمكافأة إبداعه من خلال جوائزها في الأدب».

أما الفائز الثاني فهو البروفيسور كيم جاي هونج الأستاذ بجامعة كيونغي في سيئول. والمعروف في مجال دراسة الشعر الكوري الحديث، وقد نال الجائزة تقديرًا لمساهمته في بحث وتحليل القصائد الكورية الحديثة من وجهة نظر جمالية.

الكمبودي داعية السلام آكي رع هو خبير في إزالة الألغام الأرضية، وقاد حملة في بلاده لإيجاد وإزالة الألغام الأرضية المهددة لحياة البشر، وانتقل في جميع أنحاء بلاده، مكفرًا عن خطاياه عندما كان جنديًا في جيش الخمير الحمر واضطر لزرع ما بين 4000 إلى 5000 لغم كل شهر حين حكم بلاده نظام الطاغية.

وقد لعب شريكه في الجائزة سونج (78 عامًا) دورًا قياديًا في حركة الإصلاح الديني في كوريا، ونال تقديرًا كبيرًا بفضل أنشطته المكرسة للتخفيف من آلام شعب كوريا الشمالية والدول الفقيرة الأخرى.

الحائز على جائزة الخدمة الاجتماعية هو الأسقف رينيه دوبون، الذي وفد إلى كوريا عام 1954، ككاهن كاثوليكي من فرنسا، وقضى حياته كلها من أجل تعزيز الوعي السياسي بين المزارعين الفقراء من خلال حركة الفلاحين في كوريا، كما لعب دورًا رئيسيًا في الحركة الديمقراطية من كوريا خلال سبعينيات القرن الماضي وعمل راعيًا لأبرشية أندونج، جنوب شرق العاصمة سيئول.

ومن المعروف عن د.كورت كريب الفائز الثاني في الخدمة الاجتماعية، دوره المحوري في أن يجعل من أوجسبورج مدينة للسلام العالمي، من خلال استضافتها لكأس العالم للسيدات لكرة القدم والمهرجانات الأدبية والمؤتمرات الدينية المختلفة، لتتبوأ المدينة الألمانية مركز الصدارة في الإصلاح. أما أوتاني، الفائز الثالث في خدمة المجتمع فهو وزير البوذية في الهند، وقد فاز بالجائزة تقديرًا لمساهمته في أنشطة الإغاثة للاجئي التبت في بلاده. ومن المعروف أيضًا أنه قد يقود مشروعًا لبناء مساكن للمواطنين المسنين الفقراء في بلده.