المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

الكويت

إبداع فاطمة العلي في أطروحة جامعية بأصفهان

في إطار تكريس الحوار الثقافي بين شعوب العالم نوقشت رسالة ماجستير في كلية الآداب بجامعة أصفهان في الجمهورية الإيرانية الإسلامية حول الرواية والقصة عند الكاتبة الكويتية فاطمة العلي. حيث عرضت الطالبة ليدا جمهرمي دراستها عن موضوعات قصص العلي وفنها السردي وتاريخها في المنطقة، مشيرة إلى عناصر الفن لديها ومكوناتها، كما تطرقت إلى حياتها الأدبية التي شكلت مرجعا لمعرفة أسماء الكتاب والكاتبات في الأدب الكويتي بالإضافة إلى التعرف على الحياة الثقافية المبكرة التي شهدتها دولة الكويت.

أشارت الباحثة جمهرمي في رسالتها إلى دور الأديب في التعبير عن قضايا وطنه، فرأت في الأديبة العلي كاتبة ملتزمة بقضايا الإنسان والمجتمع والمرأة كونها تجاوزت مرحلة البدايات لتؤسس موقعا في عالمها العربي كرائدة في الكتابة الأدبية في الكويت.

وحول القصة القصيرة أكدت الباحثة أن القصة القصيرة وسيلة سهلة وبسيطة لتعلم اللغة العربية المعاصرة فضلا عن قيمتها الأدبية في إفساح المجال للأدباء والكتاب الإيرانيين كي يتعرفوا على التجارب الأدبية لأبناء اللغة العربية وأن تضاف إلى رصيدهم الأدبي والثقافي في إيران.

تعد هذه المناقشة هي الأولى من نوعها، حيث تتمحور حول الأدب الروائي والقصصي الخليجي والعربي المعاصر.

ولقيت صدى واسعا من أساتذة الجامعة والطلبة، فقد أشادت أستاذة الأدب العربي نرجس كنجي بإبداعات فاطمة العلي معربة عن أملها في قدرة الثقافة والأدب في توحيد الأمة الإسلامية. كما تناول د. محمد إبراهيمي المشرف على الأطروحة المشهد الثقافي الكويتي مشيدا بغزارة إنتاجه وجوانبه الإبداعية مع تأكيده على أهمية ترجمته إلى اللغة الفارسية.

هذه الرسالة فتحت نافذة على الأدب في الخليج الذي لم يتم تناوله من قبل في الجامعات الإيرانية، ممهدة الطريق أمام الدارسين لمواصلة البحث في آداب البلدان الخليجية، على أن تكون خدمة متواضعة في مجال العلاقات الثقافية والأدبية بين الإخوة في الدول الإسلامية في المنطقة.

الإسكندرية

نشر نوادر مخطوطات دير سانت كاترين

يضم دير سانت كاترين في شبه جزيرة سيناء عدة مبانٍ بين صوامع للرهبان، وغرف، وكنائس، ومسجد! ويحيط به سورٌ عالٍ كأسوار القلاع الحصينة. ولا تمثل زيارته استعادة لروح المكان فقط، بل للاطلاع على ما تضمه مكتبة الدير من نفائس المخطوطات، التي يقال إنها تأتى من حيث الأهمية، فى المرتبة الثانية بعد مكتبة (الفاتيكان) الباهرة.

ونظرًا للطبيعة الروحية لدير سانت كاترين، فقد كان من الطبيعي أن تضم مكتبته، نصوصًا دينية مسيحية، اختار الدكتور يوسف زيـدان، مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية سبع مخطوطات نادرة من هذه المجموعة الثمينة، لتكون ضمن الإصدار الخامس من سلسلة (المكتبة الرقمية للمخطوطات) وهي السلسلة التي تهدف إلى إتاحة المخطوطات الأكثر نُدرة فى العالم، على أوسع نطاق وبأفضل صورة . وليكون هذا الإصدار مؤشِّراً دالاً على أهمية مكتبة الدير، التي تضم ثلاثة آلاف مخطوطة، بعدة لغات، يعود كثيرٌ منها إلى القرون الأولى للمسيحية والإسلام.

والمخطوطات السبع المختارة هى الأناجيل الأربعة، ولعلها أقدم مخطوطة عربية للأناجيل الأربعة المعتمدة فى الكنائس المسكونية كافة: متى (متاؤس)، مرقس، لوقا، يوحنا ، (يُحنَّا) .. ومع نص الأناجيل، تضم المخطوطة إشارات، كُتبت بالمداد الأحمر للمناسبات التى تُقرأ فيها الآيات، بحسب ما هو معمول به فى الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية.

وهناك مخطوطة تفسير الأناجيل النادرة التي ترقى إلى القرن الرابع الهجري وتضمُّ تفسيرًا للآيات التي تُقرأ في الكنيسة على مدار العام، أيام الآحاد والسبوت والأعياد، من الأناجيل الأربعة ورسائل بولس الرسول، بحسب الترتيب المعمول به في الكنائس السريانية.

والمخطوطة الثالثة هي قراءات الآحاد وهي قراءات تختلف من كنيسةٍ إلى أخرى، وتتفق هذه المخطوطة مع سابقتها، في أن جامعها يورد قراءات (الآحاد) بحسب ما هو معمول به فى الكنيسة السريانية من ترتيب . وقد أضاف إليها تفسيرات القديس يوحنا فم الذهب عقب كل فقرة.

ويأتي كتاب سُلَّم الفضائِل كواحد من أشهر متون التراث المسيحى المتعلق بالرهبنة والديرية. ومؤلِّفه هو القديس يوحنا السُلَّمى (رئيس دير سانت كاترين في القرن السابع الميلادى) وقد لُقِّب بالسُّـلَّمى نسبةً إلى عنوان كتابه هذا الشهير الذي يعرض فيه للمسيرة الروحية إلى الله بحسب المراتب التصاعدية التي عددها ثلاثين، تيمُّناً بالسنوات الثلاثين التي عاشها يسوع المسيح (عيسى) فى الخدمة.

وهناك مخطوطة كتبها أغاثون بن مصبح الطوراني سنة 636 هجرية (6747 لآدم، 1239 ميلادية) وهي عبارة عن رسائل وميامر (نصائح) ووصايا القديس اصطوماثالاصا (في المخطوطة: اصطومالاصا) الذي يندر أن نجد عنه أخبارًا عند مؤرخي الكنيسة، حتى أن تاريخ وفاته غير معروف.

من الميامر الواردة في المخطوطة، نصائح تبدأ بالآتي: يا ابني الحكيم وولد الحكمة، إذا خاطبت واحدًا.. واعلم علمًا يقينًا أن الله قد وهب لك عشرة مواهب كبار، تفصيلها: حكمةٌ ومعرفة ، رأىٌ وفكر ، تمييزٌ .. فالزم كل واحد منهم ، فاعط الحكمة (!) لتعمل في مخافة الله .

وفي 140 ورقة تأتي مخطوطة سيرة القديس اسطفانوس السائح وهي الترجمة العربية لسيرة حياة القديس اسطفانوس (في المخطوطة:استافنس) التي كتبها باليونانية تلميذ القديس المذكور، وترجمها إلى العربية ابن اصطفان الفاخوري. ونعرف من المخطوطة ، أن القديس اسطفانوس كان فلسطينيًا من كورة عسقلان وُلد لأبوين مسيحيين، وانفرد عن أقرانه من الصبيان، والتحق بدير (مار سابا) الذي يطل على وادي قدرون بصحراء اليهودية، وهو دير أرثوذكسي يوناني أسَّسه القديس سابا الكبادوكي سنة 439 ميلادية.. فنشأ هناك نشأة روحية باهرة، وصارت له مكانة كبيرة بين معاصريه، ولقَّبوه بالسائح من كثرة رحلاته ومجاهداته.

وآخر المخطوطات هي لباسيليوس الكبير (ولد سنة 329 ميلادية).عن سيرة الرهبان وعبادتهم، والمؤلف من أشهر رجال الكنيسة في القرن الرابع الميلادي، أسقف قيصرية كبادوكيا (تركيا).

مصطفى عبد الله

الخرطوم

17 ألف عنوان في المعرض الدولي للكتاب

في دورته الثانية شهد معرض الخرطوم الدولي للكتاب الذي انتهى منذ أسابيع أكبر تظاهرة ثقافية بالبلاد، بحضور أكثر من 170 دار نشر عربية وأجنبية ، تمثل 40 دولة ، ويعد ذلك رقمًا قياسيًا في المشاركة لدور النشر في الوطن العربي في هذا الموسم، منها من جمهورية مصر العربية وحدها (60) دار نشر ومكتبة، بجانب 35 دار نشر سودانية، وصاحب المعرض برنامج ثقافي حافل.

من الندوات التي شهدها المعرض ندوة بعنوان: الأزمة والحلول في دور النشر بمشاركة عدد من المختصين في المجال ، وندوة العزوف عن القراءة قدمها د. محمد أحمد عمر بجانب عدد من الأوراق الأخرى حول الموضوع بحضور عدد من المهتمين والمشاركين من دور النشر بمعرض الكتاب.

وزير الدولة بوزارة الثقافة والشباب بالسودان محمد زين قال إن هناك تنسيقًا للإسراع بإنشاء مقر خاص لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب يتوافق مع حجم المناسبة والمعروض من كتب الذي ضم أكثر من 17 ألف عنوان من الكتب التي صدرت حديثًا 2007م.

ووجد أدب الطفل حظًا وافرًا في معرض الكتاب هذا العام حيث دأبت دور النشر على توفير مكتبة إلكترونية اهتمت بالجانب الإسلامي وقصص الأطفال والمسلسلات الكرتونية.

الكاتب السوداني صلاح عبدالمجيد قال إن معرض الخرطوم الدولي للكتاب أعاد مقولة «القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ» ، وعدَّ المعرض فرصة مناسبة لزيادة موارد المثقفين التي ضاقت.

أحمد عبد الله محمد من مركز بشير للدراسات السودانية بجامعة أم درمان الأهلية قال: نحن نقدم مادة متخصصة في الدراسات السودانية من سنة 1993م ونطبع في السودان وخارجه، والمادة السودانية قيمة ومرغوبة، كما يظهر في مشاركاتنا بالسعودية والشارقة ومصر وغيرها.

ومن إحدى دور النشر الإسلامية تحدث الإمام الضو عن الاهتمام بالكتب التي تناقش هموم الاسرة والزواج والبيت، وقد شاركت داره في المعرض بـ «500» عنوان.

محمد خليفة صديق

فاس

المهرجان الوطني العاشر لفن المديح والسماع

يمثل المديح والسماع مظهرًا من مظاهر تثبيت الهوية المغربية، والثقافة الإسلامية للمغاربة عبر العصور. وسعيًا للمحافظة على أحد وجوه الحضارة العربية الإسلامية، وإدراكا لأهمية التراث الإنساني تحرص مدينة فاس على تنظيم مهرجان وطني للمديح النبوي والسماع كل سنة. تساهم في إحيائه مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية من شتى أنحاء الوطن .

بمناسبة اعتبار مدينة فاس عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2007، تم تكريم جامع القرويين في شخص أحد أبنائها البارزين الشيخ العلامة سيدي محمد بن حماد الصقلي. الذي ولد في مدينة فاس سنة 1930م وسط أسرة متمسكة بقيمها الدينية الإسلامية، التي كان لها أثر عميق في تكوينه العلمي والثقافي. حفظ القرآن الكريم وهو صغير السن، في هذه الفترة شاء الله أن يفقد بصره، لكن هذا لم يثبط من عزيمته، بل واصل مشواره التعليمي بثبات وتقوى ليكمل دراسته بفرنسا بكلية الحقوق (جامعة السوربون). وهناك تعلم الكتابة بطريقة برايل، ثم عاد سريعًا لينقل هذه التقنية في الكتابة إلى المغرب لأول مرة، وينشئ مدرسة لتعليم المكفوفين. ولايزال حتى الآن يواصل عطاءه العلمي، فهو يعمل أستاذا بالطور النهائي لجامع القرويين.

طيلة المهرجان تعالت أصوات العديد من المادحين المتيمين بحب الرسول صلى الله عليه وسلم في مدحه والصلاة عليه. فبعد الكلمات الافتتاحية الرسمية التي انصبت في استعراض بطاقة تعريفية كرونولوجية للدورات السابقة، والتعريف بمصطلح المديح والسماع وتطوره عبر التاريخ. افتتحت الأمسية الفنية بمجموعة مادحي فاس برئاسة الحاج محمد بنيس التي استهلت حصتها الأولى بهمزية الإمام البصيري:

صل يا ربنا وسلم على من هو للخـلق رحمـة وشفاء
وعلـى آله أجـل البرايـا وعلى صحبه الرضى والثناء
ليته خصني برؤية وجه زال عن كل من رآه الشقاء
جُعِلت مسجدا له الأرض فاهتـ ـز به للصلاة فيها حراء


وأنشدت مقطعا من تغطية بساط الحجاز المشرقي من بسيط الصحابي الجليل حسان بن ثابت:

لما نظرت إلى أنواره سطعت وضعت من خيفتي كفي على بصري


الحصة الثانية كانت عبارة عن شذرات من الاستهلال تبتدئ بطويل للشيخ عمر بن الفارض مطلعه:

أدر ذكر من أهوى ولو بملام فإن أحاديث الحبيب مدامي
ليشهد سمعي من أحب وإن نأى بطيف ملام لا بطيف منامِ


وأيضا أشعار مختلفة لبعض العارفين، ومحمد الصقلي، والشيخ الحراق، وسيدي العربي بن السائح، والفقيه سيدي محمد بن إدريس العمراوي، والإمام يوسف النبهاني.

وقد توجه جميع الحضور نحو ضريح المولى إدريس الأكبر لحضور ليلة الشرفاء الصقليين.

الندوة الثانية في اليوم الثالث نظمت لتقييم الحصيلة العلمية للمهرجان. بعدها ابتدأت السهرة الفنية الثالثة، حيث عرفت مشاركة فرقة الإنشاد الديني لطلبة جزر القمر برئاسة السيد عبد الله ثاني أحمد. وقد تأسست هذه الفرقة بمدينة فاس من أجل الحفاظ على الثقافة القمرية، أسسها الطلبة القُمريون الذين اجتمعوا واختاروا من بينهم من له الموهبة والإلمام بهذا النوع من الإنشاد.

فالقصيدة تعتبر جزءا مهما من ثقافة المواطن القمري المسلم، فهو يحرص في كل مناسبة (عقد نكاح، إقامة ذكرى المولد النبوي، فاتح محرم..) على أن يكون لها دور مهم. وحين يسافر خارج وطنه فإنه يظل متشبثا بثقافته، ومن هنا كان اهتمام الطلبة القمريين،المقيمين في المغرب عامة وفي فاس خاصة، بهذا الحانب الديني في تراثهم.

افتتحت حصتها بتوسل للشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني،وهي قصيدة طويلة نقتطف منها هذه الأبيات:

اللـه اللـه اللـه يا ملجأ القاصد يا غوثاه
بسم الله وبه بديـا ولو عبدنا غيره شقينا
يا حبذا ربا وحبذا دينا وحبـذا محمد هادينا
لولاه ما كنا وما بقينا إنا دعوناك استجب آمينا


وختمت الفرقة حصتها بقصيدة «ندعوك لا ندعو سواك إلهنا»، وقصيد في شيوخ الصوفية بجزر القمر للحبيب السيد أحمد بن أبي بكر سميط.

أما مجموعة مادحي العدوتين (مدينتا الربا وسلا)، برئاسة الشيخ الحاج عبد اللطيف بن منصور، فافتتحت حصتها الأولى بدرج الحجاز المشرقي وهو عبارة عن مجموعة من الأشعار:

طويل- هيللة:

ألا يا نديما حل بالقلب وده بحقك علل قلبي المتولها
ورد «حجازا مشرقيا» فإنني إليه أخو وجد تهيم به النها


غيره من بحره (مهزوز):

أدرها كلون التبر نورا وغن لي بألطف ما تشدو به النغمات
بطبع «الحجاز المشرقي» فإنه به وبها تستجلب النشوات


بسيط:

ما بين معترك الأحداق والمهج أنا القتيل بلا إثم ولا حرج
ودعت قبل الهوى روحي لما نظرت عيناي من حسن ذاك المنظر البهج


خفيف:

أكثر العادلون فيك ملامي علهــم يطفئون نار غرامي
وتباهوا بأنهـم عـيروني بجنوني وحيـرتي وهيامي
ورأوا أن ذاك يسلي فؤادي عن هواكم وذاك محض حرام
كيف أسلو وأنتم الروح مني ودمـائي حقيقـة وعظـام


وختمت الأمسية الفنية بإنشاد الجمعية الفاضلة لفن المديح والسماع بوجدة، والتي أنهت حصتها بموال:

متى يا عريب الحي عيني تراكم وأسمع من تلك الديار نداكم
ويجمعا الدهر الذي حال بيننا ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم
سقاني الهوى كأسا من الحب صافيا فيا ليته لما سقاني سقاكم
أمر على الأبواب من غير حاجة لعلي أراكم وأرى من يراكم


رضوان السائحي

العراق

أحمد الباقري في رواية ممر إلى الضفة الأخرى

تنوع النتاج الأدبي للباقري بين قصيدة النثر والترجمة وكتابة القصة القصيرة والمقالة والرواية، وقد أنتج رواية تسجيلية تاريخية لأحداث تؤرخ وقائع السجون والمعتقلات، الكفاح المسلح في الأهوار، الشخوص في الرواية مدار المعاني الإنسانية ومحور الأفكار والآراء لها المكانة الأولى في الرواية إذ لا يسوق الروائي أفكاره وقضاياه العامة منفصلة عن محيطها الحيوي، بل ممثلة في الأشخاص الذين يعيشون في مجتمع ما وسط مجموعة من القيم الإنسانية، إحدى أهم تلك القيم البحث عن الحرية والخلاص من أغلال الدكتاتورية. قد تتشعب الأفكار في موضوع الرواية وتتعدد الشخصيات والمصائر حتى تخفى وحدتها على القارئ لأول وهلة عند البعض، لكن احمد الباقري اختلف مع من كتب الرواية نفسها «حيدر حيدر» في وليمة لأعشاب البحر بالرغم من كتابتها بأسلوب شعري جذاب معتمدا على ما نقله إليه المدرسون العراقيون في الجزائر فصاغ تلك الاحداث وفق ما وصل اليه، اما الباقري فقد اعتمد مذكرات عقيل حبش الذي هو بطل الرواية الحقيقي. وحدة البناء والسرد في ممر الى الضفة الاخرى تحتم على القارىء انجاز قراءة الرواية لمعرفة مصير البطل. لقد تناول العديد من الادباء والسياسيين ادب السجون فقد كتب عبد الرحمن الربيعي رواية «الوشم» وفاضل العزاوي في «القلعة الحصينة» وكتب الاديب الرائع حميد المختار في خان الدراويش او في قصصه واقع السجون العراقية.. وقد كتب السياسيون مذكراتهم عن السجون فقد كتب د.حسين الشهرستاني في الهروب نحو الحرية عن طبيعة المعتقلات الخاصة وابوغريب ووسائل التعذيب، وكذلك مذكرات سجينة والفصيلة عذراء دائما الصمود البطولي للرساليات المؤمنات في ظل زنزانات وأقبية المعتقلات الصدامية.. ان رواية ممر الى الضفة الاخرى الصادرة عن دار قرطاس في الكويت 2005 ارشفت نضال الشعب العراقي وكفاحه ضد الاستبداد، ووثقت ادبيا وتاريخيا احداثا مهمة من تاريخنا في الستينيات، صورت أحوال النزلاء في سجون البصرة والناصرية والحلة وبغداد والرمادي، تبدأ الرواية من قصة «باسل عبد السلام مصطفى» بطل الرواية وهو شخصية حقيقية عقيل حبش سردها في مذكراته مشاهد واقعية من خلال تقديم بطل الرواية الى المحكمة وعدم براءته من انتمائه مع خمسين متهما يقدمون بسيارات مشبكة، بعدها باسبوع ينقلون الى سجون مختلفة، وجبة الى سجن العمارة ووجبة الى سجن نقرة السلمان ووجبة الى سجن الحلة، وكان نصيب (باسل) سجن نقرة السلمان، وارسلوه بعد ذلك الى سجن الرمادي لوجود تضخم في نقرة السلمان، ومن خلال تلك المواقف تصور الرواية ما يلاقيه السجناء على يد جلاديهم ففي صفحة 189 «كان المتهم الذي يدخل الى قصر النهاية حتى لو كان مشتبها فيه يحمل بالبطانية قبل بدء التحقيق فكان يعذب حتى يمتلئ جسده بالجروح ويظل ينزف دما من دون ان يعالج فتتقيح جراحه ويتورم جسده وقد يصاب بالغرغرينا ويسوء وضعه الصحي ويبقى على هذه الحال السيئة شهرًا او شهرين ثم يموت».

ان ثقافة الخوف التي غرسها الاستبداد لعقود في الواقع العراقي لم تثن ابناءه قطعا عن النضال الدؤوب من اجل الحرية فقاوم الطغاة بشراسة، .. ومن فصول الرواية الشائقة كيفية حفر نفق في سجن الحلة لهروب المعتقلين والطرق التي استخدمت في حفر او إخفاء التراب عن ادارة السجن، وقد تمت العملية بمنتهى السرية وقد افلح المعتقلون في تنظيم عملية الهروب والوصول الى مدنهم بعد المرور بصعوبات جمة، من خلال زرع الدوريات من الشرطة والجيش في معظم المدن من اجل اعادته الى المعتقل ومحاكمتهم على هذا الفعل الغرائبي!

يقول بطل الرواية: شاهدت حارس المرآب وسمعته يصيح «من أين أنتم؟ ومن أين أتيتم؟» كان يلتفت يمينا وشمالا وهو يردد هذه التساؤلات، انتهزت هلوسته هذه وسألته: هل مر عليك حسن؟ قال لي بصوت عال:

أي حسن؟ انظر الى هؤلاء الناس من اين أتوا؟ ومن اين خرجوا؟ خرجت من باب المرآب، كان الرفاق يخرجون ويختبئون خلف السيارات الواقفة في المرآب والمجاورة للسياج, ثم اندفعوا الى البساتين متخفين عن رجال الشرطة الذين بدأوا بالبحث عن الفارين من السجن, الذين هربوا الى مدن مختلفة بعد رحلات شاقة.. ثم الوصول الى ذروة الاحداث في الكفاح المسلح في الاهوار ومقاومة السلطة, وقد صورت الرواية بشكل جميل الظروف الخاصة في حياة المقاومين في الاهوار والاحداث التي مروا بها جراء تصديهم للسلطة التي وجهت قوتها بعد اسقاط طائرة وجهت لاصطياد المقاومين فاصطادوها بإطلاقات وجهت من بنادقهم واستيلائهم على مركز الشرطة وأسلحته, ثم تستطرد الرواية بسرد شيق استنفار قوات الجيش والشرطة للقضاء على التمرد والمقاومة ومحاكمة بطل الرواية وتقديمه للاعدام ثم قرار الاعفاء من تلك العقوبة واطلاق «باسل» الذي حاول الحصول على جواز سفر للخروج الى الكويت لكن الامن لم يلب رغبته، وظل الملف مفتوحا. ان وظيفة الادب الجاد الملتزم أرخنة الاحداث المهمة التي تتصل بحياة الشعوب لكي تبقى ذكراها حية في ذاكرة الاجيال.

صباح محسن كاظم

لاهاي

المؤتمر العلمي للجامعة الحرة في هولندا: الحوار الحضاري وسيلة للتواصل الإنساني

لعل كل هذه المعطيات او قسما كبيرا منها على الأقل كانت حاضرة من خلال تنظيم الجامعة الحرة في هولندا أوسع تظاهرة علمية حشدت لها العديد من الأكاديميين والخبراء والعرب، في المؤتمر العلمي الأول الذي اقامته في مدينة لاهاي الهولندية أخيرًا تحت شعار (الحوار الإنساني وسيلة التواصل بين الشرق والغرب) حيث شهد مركز المؤتمرات الدولية في مدينة لاهاي وقائع هذا المؤتمر في يومه الأول، التي امتدت على جلسات صباحية ومسائية، حيث افتتح المؤتمر برعاية الدكتور صالح هاشم رئيس اتحاد الجامعات العربية ثم القى الدكتور يان دونار عضو مجلس رابطة الجامعات العربية الأوربية - رئيس المعهد الملكي الاستوائي كلمة ثم تلاه الدكتور أكرم كسار رئيس الجامعة ثم نائباه الدكتور مجيد خليل والدكتور علي التميمي وتحدث حضور آخرون .. لينتقل المؤتمر بعد ذلك وفي يومه الثاني إلى مقر الجامعة مواصلا تقديم أوراق العمل والبحوث.

واحتل محور الحوار الحضاري ومشكلات الهجرة حيزًا واسعًا في مسار أعمال المؤتمر وفي المناقشات التي شهدتها جلساته حيث تم تقديم أوراق عن بحث بعنوان: نظرية الهوية الاجتماعية وتطبيقاتها على الأقليات المهاجرة إلى البلدان الغربية للدكتور حميد الهاشمي، والهجرة الدولية والتنمية الاجتماعية الاقتصادية للدكتور هاشم نعمة وقدرة مديري المدارس الاسلامية والعربية في أوربا على اتخاذ القرار للدكتور طارق السامرائي.

أما عن الحوار الحضاري والعولمة فقد عرضت أوراق عن: السياسة الخارجبة ومستقبل الأمن والسلم في عصر العولمة للدكتور ضرغام عبد الله الدباغ، والعولمة وبعض اثارها على اقتصادات البلدان العربية للأستاذ الدكتور سعد عبد القهار.

ومن بين الأبحاث المشاركة الأخرى: مناهج البحث الأكاديمي وآفاق التواصل للدكتور حسن الغشتول.

والعلاقات التجارية بين قطر والأقاليم الإسلامية خلال العصور الإسلامية الأولى للدكتور خليل شاكر الزبيدي وتجليات الجسد في الفكرين العربي والغربي للدكتور جمال بوطيب والأسس الأسطورية للسلطة للدكتور منذر الكوثر ومشكلة المياه ومستقبل الغذاء في العالم: العراق نموذجا للدكتور عبد الغفور إبراهيم.

وقد أصدر المؤتمر في ختام أعماله عددًا من التوصيات التي تؤكد على أهمية تدعيم مثل هذه المؤتمرات التي تؤكد الحضور العربي من خلال حشد الأكاديميين والباحثين للمزيد من البحث في القضايا المعاصرة وبالأخص ما يتعلق بقضايا الهجرة والحوار الحضاري بين الشعوب، كما اختتم المؤتمر بتكريم عدد من أساتذة الجامعة وإقامة حفل فني وثقافي لمناسبة تخرج دفعة جديدة من طلبة الجامعة.

د. طاهر علوان

بوخارست

أنطولوجيا رومانية للشعر العربي

الشاعر العربي منير مزيد المقيم في رومانيا أعد انطولوجيا للشعر العربي المعاصر لنماذج من الشعر العربي المعاصر، ضمنها نحو 150 قصيدة عربية مترجمة إلى الإنجليزية والرومانية ليكون الكتاب الأول لأنطولوجيا الشعر العربي المعاصر الذي سيصدر بهذه اللغات معًا.

بدأت الفكرة حين بحث مزيد مع الناقد والباحث الروماني ماريوس كيلارو في إمكان إصدار انطولوجيا للشعر الفلسطيني وإصدارها في رومانيا لكي يتسنى للقارئ الروماني وجميع المعنيين بالأدب الاطلاع على الشعر الفلسطيني، وظلت الفكرة مرهونة للوقت وللظروف. وعرض ماريوس كيلارو استعداده لترجمة القصائد الإنجليزية التي اختارها مزيد، إلى اللغة الرومانية .

وبدأت الفكرة بترجمة لشعراء عرب والنشر في مجلات أدبية. خلال هذه الفترة تعرف مزيد على الشاعر الفلسطيني مصطفى مراد (مدير منتدى من المحيط إلى الخليج)، الذي طلب بدوره ترجمة بعض قصائد شعراء المنتدى الثقافي. ومن المقرر أن يكتب الدكتور عبدالستار عبداللطيف الأسدي أستاذ الأدب الإنجليزي، كلية التربية، جامعة البصرة، مقدمة هذا العمل بالعربية والإنجليزية وسيتناول بها بشكل موجز تاريخ الشعر العربي





فاطمة العلي





من المخطوطات المصورة النادرة التي حققتها طبعة مكتبة الاسكندرية





 





الاجيال كلها شاركت في امسية المديح الديني





مشهد من إحدى ليالي المديح في فاس





صورة من التظاهرة