مساحة ود
مرحبا.. سبتمبر
من الشهور المحببة إلى نفسي، شهر سبتمبر.
يبدأ العام الدراسي في هذا الشهر. يتوجه الأبناء والبنات إلى مدارسهم وإلى جامعاتهم، من هؤلاء الأبناء والبنات، أبنائي وبناتي.
أحب أن أطل في الصباح الباكر من نافذة بيتي لأشاهد كل الأبناء والبنات وهم يحملون حقائبهم الدراسية ويرتدون زيهم المدرسي ويسيرون فرادى أو جماعات متجهين إلى دور تعليمهم.
قديما، قبل أن أتزوج وقبل أن أصبح أما لأبناء وبنات، كنت أستقبل هذا الشهر بكل الترحاب والفرح، فيه كنت ألتقي بزميلاتي في أول أيام العام الدراسي، كنا نبدأ بالبحث عن تلك التي رسبت وتخلفت عنا في الصف الدراسي، ثم نجمع من نجحن عن لنبحث عن فصولنا ومدرسينا ومدرساتنا. كان أول أيام العام الدراسي السبتمبري يوما مليئا بالسعادة والسرور.
الآن أصبحت أحبه بالدرجة نفسها، لكن لأسباب أخرى، فيه يتوجه الإبناء والبنات إلى فصولهم تاركين إيانا للتفرغ لأعمالنا في الصباح دون أن نتحمل مسئوليات وجودهم المستمر في المنزل. مع كل سبتمبر نتصرف وكأننا نفتح صفحة جديدة من حياتنا الأسرية لأننا نعيد تنظيم الحياة، ثم اليوم بناء على متطلبات الأبناء والبنات.
في الصباح الباكر، نستيقظ جميعا لنعد الإفطار وبعض المأكولات الخفيفة التي سيأخذها الأبناء والبنات إلى المدرسة. يتحول البيت الى خلية نحل حية وسريعة الحركة. تعلو الأصوات خاصة صوتي وأنا أردد الكلمات نفسها "على كل فرد أن ينظم ملابسه المنزلية قبل مغادرة البيت"، "على كل فرد تناول كوب اللبن قبل الخروج"، "هل غسلتم أسنانكم جيدا"؟ "هل نظفتم الأحذية"؟ أتصور أنها جمل وعبارات تتكرر في كل بيت مع كل صباح مدرسى جديد.
وفي الظهيرة، نعد الغداء، وأتأكد أن كلا منهم قد اكل المقدم إليه، وتتكرر الأسئلة ذاتها " هل أكلتم الطعام الذي أخذتموه معكم؟ هل احتفظتم بالزي نظيفا؟.
أما في المساء، فينشغل كل البيت بالمذاكرة، يغلق التليفزيون ويتم الاحتفاظ بالفيديو في مكان أمين وينخفض صوت المذياع وتقل حركة الضيوف في المنزل.
بدءاً من شهر سبتمبر أشعر أن الأيام لم تعد بطول أيام شهور الصيف والإجازة الدراسية، لأن الأيام البادئة بشهر سبتمبر تكون مليئة بالحركة والمتابعة والمذاكرة.
كل سبتمبر وكل الأبناء والبنات بخير، إلى أن ينجحوا ويكبروا ويتخرجوا، ليبدأوا مع أبنائهم وبناتهم من حيث بدأنا.