... لكن هذا التطعيم لم يكتشف بعد!

... لكن هذا التطعيم لم يكتشف بعد!

كتب د. ناصر أحمد سنة في مقاله المنشور في عدد أغسطس (585) لسنة 2007 تحت عنوان «أكبادنا تكابد من أجلنا كيف نحافظ عليها؟» «... والتطعيم ضد المرض يفيد بنسبة 95%»، وذلك في نهاية صفحة (161)، وكانت الفقرة تدور حول الالتهاب الكبدي بفيروس C (HCV)، والحقيقة أن هذه المعلومة خاطئة، ومضللة، لأنه بالرغم من اكتشاف هذا الفيروس منذ العام 1988، فإن العلماء لم ينجحوا حتى الآن في اكتشاف طريقة لصنع مصل (تطعيم) للوقاية منه.

وهذا من سوء الحظ بالطبع، لأن الفيروس المذكور هو أحد أكثر الأمراض المعدية انتشارًا في العالم، بعدد ضحايا يقدر بحوالي 170 مليون مصاب أي 3% من عدد سكان العالم قاطبة. كما يعتبر الفيروس المتسبب الأول عالميًا، في التهاب الكبد المزمن وتليف وسرطان الكبد. وتصل نسبة الإصابة في بعض الدول العربية كمصر مثلاً، إلى حوالي 15 - 20% من العدد الإجمالي للسكان على أقل تقدير، مما يضعه هناك في خانة الكوارث القومية. والسبب في صعوبة صنع المصل الواقي، هو تنوع البصمة الوراثية للفيروس نتيجة لتغيّرها باستمرار، وهو ما يحميه من جهاز المناعة في الجسم، ليصبح مزمنًا. هذا ويمكن للمريض أن يصاب بالفيروس نفسه الذي غيّر من بصمته الوراثية، ولن تساعد المناعة الجزئية المكتسبة من الإصابة الأولى في الحماية من الإصابة مرة أخرى. ومن المتواتر اكتشاف نوعين أو أكثر من الفيروس المختلف البصمة عند المريض نفسه.

د. أحمد عبدالسلام بن طاهر
اختصاصي ومستشار الأمراض الباطنة والروماتيزم واضطرابات الجهاز الحركي
أحد مؤلفي المرجع المعتمد في مجال الروماتيزم واضطربات الجهاز الحركي
في جامعات ألمانيا والنمسا وسويسرا