الرصاص رعاية الأطفال من أخطاره

مع تزايد اهتمام العلماء بالدراسات الموجهة لحماية البيئة حفاظاً على صحة الإنسان، توجهت الأنظار إلى الأخطار التي تحيط بنا وتحديداً بأبنائنا ، كنتيجة للتلوث الناتج عن استخدام معدن الرصاص وانتشار استخدامه في حياتنا اليومية.

يدخل معدن الرصاص في كثير من الاستخدامات الصناعية، كذلك يدخل في كثير من الاستخدامات الحياتية للإنسان. من الرصاص تصنع أنابيب الماء التي توصل المياه النقية إلى كل المنازل، كما تصنع العديد من البويات التي تدهن بها حوائط المنازل وأبوابها وشبابيكها، كما يدخل في صناعة الوقود، وبذلك يستخدم في الوقود المستخدم للسيارات، بالإضافة إلى أنه يستخدم في طلاء الأواني الفخارية التي نطلق عليها اسم أواني السيراميك، يتغلغل هذا المعدن في استخداماتنا المنزلية ولا يتركنا كثيراً.

في عام 1990 زاد إنتاج العالم من معدن الرصاص بنسبة 6 أضعاف ما كان عليه الإنتاج عام 1960 ، وهي نسبة زيادة مهمة للصناعة وفروعها المختلفة. في إطار العمل الصناعي يمكن فرض حماية على العاملين فيه من خلال وقايتهم من أخطار المعدن ومما ينتج في أثناء تصنيعه من أتربة " غبار " أو من أبخرة. تكمن المشكلة الأساسية مما ينتج من استخداماته الحياتية اليومية، خاصة المنزلية وتحديداً على الأطفال.

الإصابة

يعرف المرض الناتج عن امتصاص الجسم لنسبة عالية من الرصاص بتسمم الرصاص، يحدث ذلك من التعرض اليومي لهذا المعدن وامتصاصه بجرعات يومية منتظمة. تؤكد الأبحاث أنه إذا استمر إنسان يمتص بما يعادل ثلاث ذرات من السكر المبلور من هذا المعدن يوميا، يمكن أن يحدث التراكم في دمه ويصاب في مرحلة ما بتسمم الرصاص، وهو مرض قاتل في النهاية بالرغم من بطء ظهوره وبطء تطوره وأعراضه. في الولايات المتحدة يوجد طفل من كل ستة أطفال مصاب بإحدى درجات التسمم من الرصاص. في عام 1985 تم اكتشاف 600 طفل فرنسي في حالة إصابة، أدخلوا المستشفيات لإجراء التحليلات ، مات طفلان ووجد أن مائتين مصابون بدرجة عالية ومتقدمة من التسمم.

ومن المؤكد أن ارتفاع مستوى المعيشة وتغير أنماطها يساعد على ازدياد تعرض الأطفال للرصاص، وبالتالي تزداد فرص إصابتهم بالتسمم منه. قديما عندما كانت البيوت لا تملك المياه النقية كانت فرصة التعرض معدومة، كذلك عندما كانت الحوائط لا تطلى بالدهان الحديث كانت الفرصة، أقل ثم عندما كانت الأسر لا تملك سيارات خاصة لم يكن الأطفال يتعرضون لناتج استخدام الوقود الذي يحتوي على معدن الرصاص. مع تغير هذا الأنماط بدأت الزيادة في نسبة الإصابة.

وقد دلت الدراسات على أن الأطفال أكثر عرضة من الكبار لأنهم يمتلكون قدرة امتصاص أكثر بسبب قابليتهم للنمو الجسدي، كذلك لأنهم على سبيل المثال، يمتصون وقد يتناولون أطعمة قبل غسلها جيدا.

وتظهر أعراض المرض عندما يصاب الطفل بما يسمى Lead colic اي ذلك المغص المصحوب بالإمساك الشديد، ثم يفقدون درجة التركيز ويصبحون عصبيين متوترتين ومع الوقت يفقدون درجات ذكاء.

الوقاية

في المرحلة الحالية يصعب مطالبة الدول والحكومات بتغيير كلي لأنماط الاستخدامات الخدمية، ذلك شيء مكلف للغاية ويحتاج إلى ميزانيات لا تستطيع الدول توفيرها، على سبيل المثال وضعت الحكومة الفيدرالية الأمريكية ميزانية قدرها 50 مليون دولار لتجديد شبكة المياه التي تخدم 57 مليون مسكن. حدث ذلك في عام واحد فقط. لنا أن نتصور إذن كم سيتكلف تغيير شبكة وطنية كاملة تغطي كل المنازل لتحول أنابيب المياه فهي من أنابيب رصاص إلى أخرى بلاستيك.

لكن يمكن التقدم بالمطالبة بالبدء في التغيير، مثلا أن نطالب بإدخال تعديلات على مكونات الوقود اللازمة للسيارات بحيث تقل فيها نسبة الرصاص، كما حدث في اليابان وكما يحدث بنسب في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا. كذلك نطالب الحكومات بأن تضع قيوداً ومواصفات محددة لصناعة دهان الحوائط والأبواب بحيث يتم التحكم في الصناعة ذاتها.

لكن إلى حين ذلك يمكن أن نضع الضوابط بأنفسنا ومن منازلنا ، كما بدأت المكسيك في العمل. هناك شن الإخصائيون حملة عامة طالبوا فيها الأسر بالتالي :

أولا : عند فتح صنابير المياه في المنزل لا بد من ترك الكمية الأولى تتدفق في البالوعة، في هذه الكمية الأولى يتم التخلص من النسبة العالية من تركيز الرصاص في المياه. بعد هذا التدفق يمكن استخدام المياه للشرب أو للطبخ.

ثانياً : علينا التخلص من الأواني السيراميك بحيث نعود مرة أخرى إلى الأواني الصيني التي كنا نستخدمها سابقا.

ثالثا: علينا أن نفتح نوافذ السيارة في أثناء القيادة حتى لا تتركز الأبخرة المحملة بالرصاص داخل السيارة.

رابعا : عند طلاء حوائط المنزل، علينا التأكد من أن نوع الدهان الذي يشتري ويستخدم خال من مادة الرصاص.