عزيزي العربي

عزيزي العربي

ولايزال أدب الأطفال في حاجة إلى هوية عربية

  • .. رئيس التحرير

يعود الاهتمام بأدب الأطفال وتطوره إلى الصحوة الفكرية التي شهدتها الدولى العربية في بداية القرن العشرين، وهذه الصحوة التي أدت إلى ظهور كتابات موجهة للأطفال ومنها كتاب "المرشد الأمين في تربية البنات والبنين" لرفاعة الطهطاوي وكتاب "العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ " التي ترجمها محمد عثمان جلال عن خرافات أيسوب، ومع أن هذه الأعمال لاتعد كتباً للأطفال بالمعنى الحديث للكتب الطفولية، فإنها تعكس مرحلة تاريخية تتميز باهتمام جديد بالطفل ونموه وأدبه.

إن مايكتب للأطفال سواء كان حقيقة أوخيالاً يجب أت يكون قابلاً للتصديق، وفي كل واقع هناك الكثير من القصص النافعة والمفيدة في هذا المجال، ومثال علي ذلك تجربة العالم الألماني " هرمان أوبرت " الذي قرأ رواية من الأرض للقمر" لجول فيرن، فأثار خياله مافي القصة من صور عن عالم الفضاء، وكانت هذه الإثارة بمنزلة حجر الأساس في مخطوطته "في عالم الفضاء" وهذه المخطوطة كانت الخطوة الأولى في إطلاق أول الأقمار الصناعية حول الأرض. إن قصص الخيال العلمي تحمل فوائد جمة، فهي توجه تفكير الأطفال الخيالي بطريقة علمية خلاقة، ولكن هناك نوعاً من الأدب المترجم الذي يتناول القصص الأجنبية مثل "السوبرمان " أي الرجل الخارق بكل إمكاناته الهائلة، هذه القصص في العادة تدور حول مجموعة من أعمال العنف الجنونية غير المنطقية، قبل أن ينتصر البطل الذي يمثل الخير، في اللحظة التي يتميز بها سلوك الأبطال الآخرين بالإجرام والشذوذ وهو مايمثل الشر.

إن تراث الحضارة العربية يعج بالقصص والحكايات الكثيرة المتنوعة، تربت عليها الأجيال، فروت الجدات للأحفاد قصص الجان والغولة وألف ليلة وليلة، وتناقلت الأجيال. هذه القصص بروح العصر للجيل الذي يحكيها، ولعل الكل يعلم أن الحياة الشعبية والتراث الأدبي هما صلة الوصل بين القديم والحديث والجسر الذي ترتكز عليه الحضارة الحديثة، فكلما كان هذا الجسر قويا ومتيناً كانت لنا ثقافة واسعة ممتدة قائمة على أصول وأعمدة ذات امتداد تاريخي عظيم يمد الأجيال الصاعدة بزاد ثقافي وروحي.

إن من أهم مزايا تراث الأدب الشعبي العربي سهولة تطويعه فهو لايتمسك بصورة موحدة ثابتة، وسهولة تلقينه لأنه يعتمد على الايحاء وتغيير نبرات الصوت حسب طريقة الراوي، فالفنانون اللبنانيون أدركوا أهمية هذا الأسلوب الشعبي فاستخدموه في مسرح الأطفال والكبار عبر مسرح "الحكواتي" الذي يعتبر تطويراً خلاقاً لفكرة الحكواتي في المقاهي الشعبية العربية.

ومن المؤسف أن تكون البيئة العربية وهي واحدة من أهم البيئات الشرقية التي أنتجت وأبدعت هذا التراث الثقافي الهائل قد فاتهـا الاستفادة من هذا الزاد لتكوين مادة تربوية فعالة قادرة على أن تكون مادة الوصل بين كل ما في القديم من قيم وإيصالها إلى روح العصر وجوهره وأفكاره، فعلى الكاتب أن يكون له موقفه المحدد من السلبيات وأن يركز عليها بصورة رمزية على ألا يكثر من هذه السلبيات، وإذا حاول استخدام التاريخ فيجب عليه توخي الصدق والصحة وأن يستفيد من التاريخ كما هو دون إضافة أو تعديل.

وأخيرا فإن الطفل العربي مازال يفتقر إلى هوية ثقافية مميزة بملامح محددة وواضحة، وهو رهن التجارب التي تحتمل المنفعة والضرر لكثرة الإنتاج الخارجي وسيطرتها على وسائل الإعلام الموجهة للطفل على شكل تسلية، فضلاً عن أن مناهج التربية والتعليم لاتزال بحاجة إلى المزيد لمواكبة العصر. فكيف يكون اعتمادنا على أدب الأطفال وثقافتهـم من البلاد الغربية، هذه الثقافة التي لاتفيده لأنها تعبر عن مجتمعها النابعة منه.

عبد العليم عبد السميع عُزي
دمياط- مصر

لبن الناقة

  • .. رئيس التحرير

ورد في عدد يوليو 1998 عن موضوع لبن الناقة ص 103 "إن لبن الناقة له مفعول مسهل ".

وأود إضافة ملحوظة لهذه العبارة، وهي أن جسم ساكن الصحراء يحافظ على مائه ومن ضمن ذلك أن تمتص الأمعاء أغلب الماء في الطعام في أرض يقل فيها الماء، ولذا يتتج عن ذلك الإمساك الشديد، خاصة أن الصحراء تفتقر إلى الخضراوات وغيرها من المأكولات التي تساعد على محاربة الإمساك؟ ولذا فإن لبن الناقة له تأثير ملين لساكني الصحراء ولكن مسهل لغيرهم من أهل الحضر وهذا من عجائب صنع الله ورحمته على عباده.

محمد عبدالعاطي عمر
جدة- المملكة العربية السعودية

ثقافة تخترق الحواجز
بقلم: الدكتور محيي الدين صبحي

أربعون عاماً على صدور مجلة "العربي" إنما تعني أربعين عاماً من نشر الثقافة الحديثة المستنيرة بأسلوب مبسط وفي كل أنحاء الوطن العربي، كما تعني الحرص على الوصول إلى القارئ العربي، ابتداء من التسعيرة التي تحرص على مراعاة القدرة الشرائية لقارئ متوسط الحال، مع الاهتمام بجودة الورق واثتلاف الألوان، وانتهاء بالحرص على تنوع المواد لتلبية كل الأذواق ومطالب المثقفين وتوقعات القراء.

ما من مرة وجدت مجلة "العربي" في السوق إلا بادرت إلى شرائها متوقعاً أن أجد فائدة ومتعة حتى في الاقتباسات الهامشية التي توضع عرضاً في أواخر البحوث أو في أسفل الصفحات، غير أنني أبدأ بقراءة المقال الافتتاحي الذي يكتبه صديق الكتاب الدكتور محمد الرميحي، فهو يفتح نافذة على الفكر العربي والعالمي، يعالج بكل موضوعية مشكلة عربية أو عالمية، ويعرض بعقلية الباحث المحايد معظم ماقيل فيها من آراء، يترجم ويحيل على مصادره بأسلوب سلس رقيق فتخرج وقد أحطت بإشكالية معاصرة وأفدت من جهود باحث لايتعب من جمع مادته وتقديمها للقارئ بطريقة منظمة وأسلوب سلس.

المادة الثانية التي أقرأها هي التحقيق المصور عن مدينة عربية أو أثر عربي، وبما أن التحقيق مصور فهو يجمع متعة النظر إلى متعة الفكر، ويضيف إلى معلوماتنا عن الوطن العربي معلومات تزيد من غنى هذا الوطن وتنوعه.

بعد ذلك أنصرف إلى المواد الأدبية فأقرأ أولاً تحقيقاً عن أديب عربي أو مقابلة معه، فهذه المادة الحية لاتتوافر في الكنب، أقرأ الشعر فأفاجأ بقصائد جيدة لأسماء غير مشهـورة، فالعربي لا تعتمد على المشاهير فقط بل هي مجلة ذواقة تنشر الطريف وتشهر صاحبه.

بعد ذلك أنتقل إلى المواد العلمية فأتعرف على الجديد في الطب أو الفضاء أو الصناعات الإلكترونية، ثم أعود إلى المواد الفكرية وبقية مواد العدد.

ليس هذا فقط، بل كثيراً ما يحدث تنازع بيني وبين بقية أفراد العائلة، فتسرقها ابنتي الكبرى وتأخذها إلى بيتها، فإذا عاتبتها قالت:- لديك مجلات كثيرة، فلماذا تحاسبني علىهذه؟ .

فإذا كانت مجلة "العربي" توزع 300 ألف نسخة فإن عدد من يتداولونها قد يفوق المليون، وبحكم أنها مجلة الأسرة العربية تنتقل من جيل إلى جيل، فيتوارثها الأبناء عن الآباء، وبما أن ابنتي مهندسة وأنا أشتغل بالنقد الأدبي فإن التفاوت بين الاهتمامات يلفت النظر، ومع ذلك فإن مجلة "العربي"، استطاعت أن تخترق فارق العمر وفارق الاختصاص.

عند الحديث عن التسويق، يقال إن التسويق الناجح هر الذى يخلق الحاجة عند الزبون إلى البضاعة فيبحث عنها بدلا من أن تبحث عنه، وهذا ما أفلحت مجلة "العربي" في تحقيقه.

ليست مجلة "العربي" وحدها التي تتمتع بمزايا الجودة والانتشار، بل إن الكويت تزود القارئ العربي بأهم مصادر الحداثة عبر سلسلتيها "عالم المعرفة" و"عالم الفكر" فضلاً عن سلاسل أخرى كالكتاب المسرحي وغيره، إن هذه الدولة تسعى إلى أن تكون عاصمة الفكر والإشعاع، وبالتالي فمجلة "العربي" هي هدية الكويت إلى كل القراء العرب.

رسالة من موريشيوس

  • .. رئيس التحرير

يسعدني أن أكتب هذه الرسالة بعد أن قرأت عدد سبتمبر 98 من مجلة "العربي" أنا مدرس للغة العربية في موريشيوس ويسعدني جداً أن أتعامل مع مجلة مثل "العربي" فنحن نعاني من قلة المواد المقروءة باللغة العربية، كأننا في صحراء و"العربي" واحة حقيقية لنا.

سأكون شاكراً لو أرسلتم لي نسخة من مجلة "العربي" بشكل شهري، أو أي أعداد قديمة.

هود جمكا- موريشيوس
المحرر: نحن ننتظر العنوان البريدي الخاص بك .. لإرسال النسخ المطلوبة.

ورسالة من باكستان

  • .. رئيس التحرير

نحن أعضاء الاتحاد العام للطلبة الفلسطينيين "فرع باكستان "، نود أن نعبر عن شكرنا لمجلتكم لدعمها للقضية الفلسطينية، ولإرسالكم المجلة لنا بانتظام.

السكرتير العام لاتحاد الطلبة
الفلسطينيين فرع باكستان
لاهور- باكستان

وثالثة من بلغاريا

  • .. رئيس التحرير

أهنئك على المقال المنشور في "العربي" عدد شهر نوفمبر 98 فلغتك سهلة وسلسة وتعبر بعمق عما تقصده من معان لتوصيل المغزى لكل القراء مع مختلف الأعمار ومستويات التعليم والمعتقدات.

أشكرك على هذا المقال وأتمنى لكم دوام التقدم والمزيد من المقالات العلمية المفيدة.

علاء الدين عدوان
فارنا- بلغاريا

حلم عاقل .. ولكن

  • .. رئيس التحرير

قرأت بهدوء وروية مقال الأستاذ الدكتور محمد الرميحي المنشورة في عدد "474" مايو 1998، وفيه يعرض لثلاثة كتب للدكتور محمد جابر الأنصاري بشكل موجز جدا، فيأخذ منها ما يفيد مقاله، ويعرض لأهم الأفكار بشكل شدني وجعلني بعد أن قرأت ذلك المقال أفكر كثيرا وكثيرا فيما جاء بالمقال الآنف الذكر، وجعلني أتمعن فيما حولي أولا، وفي أحوال العرب ثانيا.

تساؤلات كبيرة جالت في خاطري وأخذتني إلى التجارب الوحدوية القليلة التي كانت للعرب في هذا القرن ومرور بعضها مرور الكرام، وتأثير بعضها الآخر في مفاصل الفكر العربي ووجدان الإنسان العربي وخصوصا في البلدان التي قامت فيها هذه التجارب.

وجعلني المقال المذكور أعيد التفكير في بنية المجتمع العربي بغض النظر عن وجود الدول القطرية التي أنشئت بعد خروج كل جندي موجود كغاز أو كانتداب، عرب، نعم يقال عن كل من ينطق بالضاد عربي، فهل هو شكل من أشكال الوحدة غير المعلن؟ ! أتقبل هذه الوحدة في خيالي وأحبها وأشاركها أحاسيسي وعندما أكتب أشعر بأن العربي الذي يكتب في بلد آخر من البلاد العربية هو أنا لأنه يكتب بنفس اللغة والأحرف وإن لم تكن هناك وحدة بين قطرينا، وعندما أقرأ كتب الأدباء العرب أشاركهم الشعور الواحد بالمتعة الفكرية التي نمارسها معا حينما نقرأ لغتنا معا في كل أقطار العرب المتفرقة الحدود المجتمعة على لغة القرآن الكريم ولغة العرب القدماء التي أخذت منها القواعد سماعا أو كما كان يقولها لها أجدادنا العرب القدماء، إذن ما هو شكل الوحدة التي أرجوها وأنا الفرد الموجود في أحد أقطار العرب وفي محافظة منه في حي من أحيائه؟ ما هو نوع الوحدة ومدى فائدته لي؟ هل ستكون مجرد روح تبث في أقطار العرب على اسم واحد يجتمعون عليه فأشعر بالفخر والاعتزاز بعد تشرذم وانفصال؟! أم أن الوحدة هي مجرد سراب نجري وراءه لشعورنا بأنه الماء وعندما تتحقق نجد أن أقوياء الوحدة يحصلون على كل المكاسب ويتركون للفقراء هموم الحياة وعملها الصعب لخدمتهم.

إذن عن أي وحدة أتكلم، أبمجرد أن يجتمع السياسيون في كل أقطار العرب ويتفقوا على أن تقوم الدولة العربية الواحدة سوف تقوم هذه الدولة كقوة هائلة يحسب لها الحساب ويهاب لها الجانب فترضى عنها الشعوب والقبائل في شتى ديار العرب، أم أن القرار يجب أن ينبع من أفواه وقلوب أبناء العرب في كل الأقطار ويقولوا كلمتهم بالموافقة على الوحدة إما عن طريق الاجتماع والمسيرات والبيانات المعلنة، أو عن طريق الاستفتاء والاقتراع في الصناديق؟ ما أود قرله في تعقيبي هذا أن العروبة لن تأخذ شكل الوطن الواحد مادامت أبسط مفاصل المجتمع العربي وهي الأسرة العربية يشوبها أحيانا نوع في الانفصال والقطيعة، فهل نطالب الأقطار العربية بالاجتماع فى شكل دولة واحدة دون حدود قبل أن تمحو من ذاكرتنا مفاهيم الغربة النفسية عن بعضنا البعض فلا يشك أي مواطن في بلد عربي أنه ينتمي إلى المواطن العربي في البلد الآخر، إنه تساؤل كبير فهل سنشهد له إجابة قبل أن يذهب العمر، فلا نشاهد للعروبة أي قوام واحد، ونكون قد قضينا الحياة في التساؤلات والفرضيات التي تملأ الكتب وتوضع فوق الرفوف بأناقه، فيما لو تركت هذه الأفكار لتقول ما تقول وتكتب ما تكتب دون حدود ولا مخافر، فتلتقي قلوب العرب وليكن بعد ذلك ما يكون، أيريد العرب الوحدة أم يتبادلون الهدايا، أم يقفون على كل منصة ليقولوا قصائدهم العصماء التى تعبر عن أعراف قبلية. مستقبل غامض، وبعيد، ولكن أنا أحب الحرية مثل كل شيء وأعشق الحياة الكريمة، فهل يأتي الوطن الأكبر بقيم تشمل كل العرب ويكون لهم وطن العزة والقوة والكرامة والعدالة في وجه الأيام القادمة.

عارف محمد حمد
الحسكة- سوريا

"في المرآة".. لمن؟

  • .. رئيس التحرير

طالعت بالعدد " 475" يونيو 1998 مقالا للدكتور جابر عصفور بعنوان: "قراءة حديثة في مجلة قديمة" ص 89 حلل فيه السياسة الأسبوعية الصادرة سنة 1926 م، وأشار إلى أن باب "في المرآة" الذي صور شخصيات أدبية سياسية مع رسوم كاريكاتورية لايعرف هل اقتصرت كتابة هذا الباب على هيكل أم أن غير هيكل أسهم فيه، لكن حسب ما رجحه له صديقه الأستاذ حمد هيكل ابن المرحوم محمد حسين هيكل فالباب لأبيه، والمؤكد أن في المرآة نشر أول مرة كتابا سنة 1927 للشيخ المعمم عبدالعزيز البشري ابن شيخ الأزهر سليم البشري، ونشر مرة ثانية في سلسلة كتب للجميع عدد رقم 11 في ديسمبر 1948 وكانت تصدرها جريدة "المصري"، ومعلوم أن الأستاذ هيكل- وزير المعارف- توفى سنة 1956 م فلم ينكر نسبة الكتاب ولا مقالات "في المرآة" للبشري وتم النشر مرتين: إحداهما في حياة البشري والأخرى بعد وفاته في 25/ 3/ 1943 م مما يؤكد أن الشك في هذا الكتاب في غير محله.

ويضم الكتاب 24 مقالة إحداها لحافظ إبراهيم عن سعد زغلول وتناول هذه المرايا: زيور باشا، عدلي يكن، سعد زغلول، عبدالخالق ثروت، ابراهيم الهلباوي، محجوب ثابت، أحمد لطفي السيد، إسماعيل سري، فكري أباظة، أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، محمود مختار صاحب تمثال نهضة مصر، ويضم الكتاب مقالة واحدة عن هدى هانم شعراوي، وأسلوب الكتاب ينم عن البشري الذي فتح في الأدب العربي فتحا جديدا في عصره، وقد سبقه أديب العربية الجاحظ، كما سبقه الأدباء الغربيون أمثال: جون جونتر، مارك توين بصور كمرايا البشري، وابتدعت مجلة "الكشكول" بابا ينافس مرايا السياسة الأسبوعية شارك فيه أشخاص كثيرون في زمانه.

وهكذا يتبين أن الالتباس في كتاب "في المرآة" منشؤه ما جاء في مجلة "الكشكول"، ولمن أراد المزيد فليقرأ الكتاب نفسه للبشري، أو الدراسة الأكاديمية التي قدمها د. جماد الدين الرمادي وشفعها بكتابه عن البشري في سلسلة أعلام العرب رقم 24 ديسمبر 1963 م.

عبد الرحمن البجاوي
موجه أول لغة عربية- مصر

وتريات
قمر في غرق الليل

في قلبي، قمرٌ مرتحلٌ
لا أدري .. أين سيرتاحُ؟
لا أدري كيف أواصلهُ
ولديّ السفرُ الملاح ..
الشوق يكاتبني، بدمي
والغربة ليلٌ، وجراحُ،
وطريقي، في كل طريق
وهيامي، حيث الإصباحُ
لا تخطر شمس في ساحٍ
إلا والقلب، أو الساحُ

***

مركبتي في كل فضاء
والأنجم خيلٌ، ورباحُ
والعالم أجمع، في صدري
يتنفس شعراً .. بواحُ ..
ومساكن سري قاصيةٌ
يس لأدناها، إيضاحُ
وجناحي ماذا غايته؟
لو ينفع في الحب، جناحُ!
يسلمني التاريخ لحزن
يئد التاريخ، ويجتاحُ
وأحاول أن أكسر حزني
لكن تكسرني الأفراحُ!
ويطلسم في القمقم عمري
ويضيع الحلم المصباحُ
هل لي أحلامٌ كاشفةٌ؟
أم لي أحلامٌ، أشباحُ؟
يحضرني في زمني،
زمنٌ مكسور فيه المفتاحُ
لا بحر ركبت سوى غرقي
وأنا المقتول السواحُ

علي محمد رحومة
طرابلس- ليبيا

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات