عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

إضاءة للعام الجديد

عزيزي القارئ ..

ماذا عن عامنا الجديد؟ ونحن في كل مرة نبدأ أيامه بالأمل، ونودع عامنا الماضي بالأسى، ونؤمن بقول الشاعر التركي ناظم حكمت "أجمل أيام العالم لم تأت بعد" فهل مرت أسوأ الأيام في عامنا الماضي؟ أليس أمر هذا العالم غريبا؟ كلما ارتفع فائض الإنتاج زاد عدد الجوعى! وكلما قلت التناقضات الدولية ازداد عدد الصراعات المحلية! وكلما تطورت وسائل التكنولوجيا ارتفعت حدة القتال وشراسته!

ألا ينبئ هذا بأن هناك خطأ قاتلا في ظل ذلك النظام البشري الذي نعيش فيه؟ بحيث يأتي المسعى على خلاف السعي.

هذه أحوال عام مضى. مذابح قبلية تعود بنا إلى حافة العصر الحجري. شبح نووي يطل من بين أكثر الدول فقراً وازدحاماً، أزمة اقتصادية تطيح بالنمور التي كانت تزأر، وتحولها إلى نمور من ورق، انخفاض حاد في أسعار الشريان الأساسي الذي يغذي العالم بالطاقة. ارتفاع مآسي السلام بعد توقيع كل اتفاقية للسلام .

فماذا عن عامنا الجديد؟ ليس أمامنا إلا ذلك النور الذي يشع دائماً ويجعلنا نواصل الحياة، الأمل .. الأمل في أن يكون هذا أفضل الأعوام. وأن تخف حدة الحماقات البشرية. وأن نعرف كعرب طريقنا إلى داخل المستقبل، وليس على هامش التاريخ.

عدد "العربي" هذا حافل بأكثر من مناسبة، فهو يأتي وسط روحانية شهر رمضان المبارك ونحن نستعد لوداع أيامه الأخيرة لتعيش الأمة الإسلامية عيداً جميلا ورقيقاً ينسيها أحزانها لبعض الوقت، ونبدأ في "العربي" عامنا الواحد والأربعين مدركين أننا نواجه عصراً جديداً مليئا بالتحديات، وأن هذا هو آخر أعوام القرن وعلينا أن نحسن فهم النبضات الجديدة التي يرسلها القرن القادم. نتحدث في هذا العدد عن الثقافة وأهميتها في السلوك الاجتماعي للبشر، وعن أزمات الاقتصاد ورؤيتنا للخروج منها، وعن الشعر والفن والجمال وكل مايغني الإنسان العربي ويزيد من إشعاع ضوء الأمل في هذا العام. إنها إضاءة نقدمها للعام الجديد حتى تمتلىء حياتنا بكل هذه الأضواء الساطعة التي تنير طريق المستقبل.

وإلى لقاء متجدد ..

 

المحرر

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات