عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

طموحات جديدة

تدخل «العربي» عامها الواحد والخمسين، وهي محملة بالطموحات، فقد زادت مطبوعاتها في النصف الأول من القرن، تحول ملحقها الصغير إلى مجلة مكتملة للأطفال، وأصبح لها كتاب فصلي يحتوي على أهم ما نشر فيها من مقالات وقضايا، ولها أيضًا ملحق علمي يتابع أهم القضايا والاكتشافات في هذا المجال، وموقع إلكتروني يعرض أعدادها على الشبكة العالمية للإنترنت، ولكن «العربي» مازالت تريد أن تزيد من خدماتها للقارئ العربي، فهي تعتزم أن تجعل من كتاب العربي كتابًا شهريًا يحوي بين دفتيه نماذج جديدة من الإبداع العربي، بحيث تصدره في طبعات أنيقة بأسعار ميسرة تزيد من خلالها أواصر الصلة بين أدباء العربية وجمهورهم من القرّاء، وتعطي الإبداع العربي دفعة قوية ليجدد نفسه ويؤكد حضوره بين بقية الآداب العالمية، وأن تطور ملحق مجلة العربي الصغير ليصبح كتابا يُقَّدم للطفل كل شهر حاملاً المتعة والمعرفة، وأن تثري مكتبة الطفل العربي الذي يجب ان يزداد نصيبه من الكتب والمجلات، كما تأمل العربي أخيرًا- وليس آخرًا- أن تحول ملحقها إلى مجلة علمية شهرية.

تستعد «العربي» أيضًا لعقد ندوتها الثقافية السنوية، وهي تخصصها هذه المرة لإلقاء الضوء على مسيرة المجلة والدور الذي أدته في خدمة اللغة العربية والنهوض بها، وهي مهمة سامية، فالعربية إضافة إلى أنها لغة شريفة نزل بها القرآن الكريم فهي أيضا عنوان هويتنا ووعاء حضارتنا وهي جديرة بالحفاظ عليها والدفاع عنها ضد كل محاولات الهيمنة والتهميش.

ويتطرق رئيس التحرير إلى قضية اللغة ولكن من جانب طريف، فهو يعيد قراءة مجلة الهلال القاهرية التي صدرت في العام 1923، والتي حوت ملفًا عن فتاوى كبار الكتّاب والأدباء حول مستقبل اللغة العربية، ويكتشف من خلال تحليل مضمونه أن قضايانا اللغوية مازالت تراوح مكانها، وأن أسئلة النهضة العربية والوجود العربي مازالت في مساراتها الدائرية نفسها التي لا تنتهي.

وسيجد القارئ في هذا العدد كثيرًا من المواد المثيرة للاهتمام، وأبرزها هو ذلك الملف الموسع الذي تنفرد به «العربي» عن دوريس ليسنج الروائية الإنجليزية الفائزة بجائزة نوبل، وكذلك الفهرس الوافي لكل ما نشر في «العربي» خلال عام كامل، وبالرغم من أن القارئ قد تعوّد أن يجد هذا الفهرس في العدد الأخير من كل عام، فإن ظروف العدد الخاص حتمت تأجيله، ولم نرد أن نحرم القارئ من الفائدة الجمة لهذا الفهرس، خاصة أنه يرصد كل ما نشر من مقالات وكل من كتب من كتّاب، بشكل علمي منظم يسهل المهمة على أي باحث ويعظم الاستفادة من المجلة. وتأمل «العربي» وهي تبدأ عامها الجديد أن تكون عند حسن ظن قرّائها.

 

المحرر