ثقافة إلكترونية.. الحياة الثانية قدم في الواقع وأخرى في الخيال!!

ثقافة إلكترونية.. الحياة الثانية قدم في الواقع وأخرى في الخيال!!

كثيرا ما يعبر البعض عن رغبتهم الخيالية في استعادة ما مروا به من مراحل حياتية، لكن حلمهم ذاك يقترن بشرط أن يكونوا مزودين بالخبرة التي حصلوا عليها من الحياة. بينما يتمنى آخرون أن يعيشوا تجارب لم تتح لهم ظروف الحياة أن يعيشوها.

هذه الرغبات التي قد تبدو خيالية - لا يشبهها سوى تجارب الخيال العلمي الخاصة بالسفر في الزمن- وجدت صدى، في ما يبدو، لدى مصممي المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت؛ عبر عدد من المواقع الافتراضية، أحدثها وأكثرها انتشارا موقع «الحياة الثانية» أو Second life الذي يتيح لمن يتردد عليه أن يختار مواصفات شكلية وسلوكية لشخصية يتم ابتكارها، ذات طابع افتراضي، واسم، ومنطقة سكنية، في أي بلد، حيث يصبح في إمكان الشخص الافتراضي أن يسافر إلى أي مكان ويعمل ما يشاء من وظائف أو مهام، أو هوايات، ويرتاد أماكن العمل والترفيه والنوادي الليلية، أو حتى الأماكن الروحية التي يفضلها، ويختار من بين شخصيات هذا العالم الافتراضي من يشاء ليصادقه أو ليقيم علاقة عاطفية وما شابه.

الإنسان المعاصر، شرقا وغربا، وإزاء الإحباط مما يسود العالم الآن من فوضى، وغياب للمعايير والقيم الإنسانية، يبدو، عبر التعامل مع مثل هذه الحيوات والمدن واحتمالات الحياة الافتراضية والبديلة ، يحاول أن يجد لنفسه ملاذًا يفر إليه هربا من قسوة ووحشية ولا إنسانية الواقع الحقيقي الذي يعيشه، من جهة، ويبحث عن متنفس يحقق له أحلاما لا يمكن أن تحدث على أرض الواقع.

اللافت أن هذا التطور لم يعد مقصورا على المواقع الافتراضية، إذ انقلبت الآية وأصبحت هناك نواد حقيقية تقدم فرصة لروادها لأن يعيشوا حياة مختلفة عن واقعهم داخلها، يمكنهم خلال هذه الحياة أن يرتدوا ملابس الشخصية التي يريدونها، ويلعبوا الدور الذي يحبونه.

هذا ما يحدث الآن بالفعل في بعض النوادي البريطانية وبينها، مثلا، نادي «أوشيانا». فهذه النوادي تقدم فرصة لروادها لأن يعيشوا ما يشبه الحياة الافتراضية في الواقع. وبذلك جمعت هذه النوادي بين ميزتين: إمكان أداء دور مختلف وحياة مختلفة عن حياة الفرد المعتادة، بالإضافة الى إمكان الالتقاء بأفراد حقيقيين، وليس مجرد شخصيات افتراضية كما هي الحال على الإنترنت.

نشر الموقع الإلكتروني للإذاعة البريطانية مقابلة مع عالمة متخصصة في علوم المستقبليات (futurlogy) هي ليزلي جيفين، أشارت فيها إلى تطور العلاقة بين الحياة المختلفة التي يمكن أن تمارسها في مثل هذه النوادي، والحياة الافتراضية التي يمكن أن تمارسها عبر الإنترنت الى درجة من الاندماج بين هاتين الحياتين.

على سبيل المثال إذا كنت تمارس شخصية نجم سينما في تلك النوادي فيمكنك أيضا أن تكون ذات النجم السينمائي على موقع افتراضي. وتضيف: إن الأمر يمكن ان يتطور أكثر، إذ يمكنك ان تتجول في شوارع المدن الافتراضية وتلتقي بشخص تتحدث معه، ثم تطلب منه الحديث معك عبر الهاتف المحمول في الحياة الحقيقية.

ومع زيادة الإقبال على هذه المواقع الافتراضية من جهة، وتطور خدماتها من جهة أخرى، أصبح من المتوقع أن تستخدم كوسيلة للتواصل مع الأصدقاء، والأهم في بيئة العمل؛ بين زملاء المهنة الواحدة ، إضافة إلى إمكان الاستعانة بها في تنظيم عمل من يعملون من مواقع مختلفة.

والنتيجة : مساحة واسعة من التواصل عبر مختلف بقاع الأرض، تستطيع أن تدخل إليها بسهولة وتقوم بعدة مهام، ويختلط فيها ما هو واقعي بما هو افتراضي، لكنها في نفس الوقت تطرح عددا من الأسئلة القانونية والاجتماعية المهمة بشأن مدى شرعية قنوات الاتصال الواقعية بالافتراضية، والتأثيرات النفسية على الفرد من مستخدمي هذه التقنيات.

هذه الأسئلة بدأ المختصون بالفعل في محاولة بحثها ومحاولة الإجابة عنها . أما السؤال الذي سيظل معلقا بعض الوقت فهو : هل يمكن لاختلاط الواقع بالخيال أن يحل جزءا من مشكلات العالم الواقعية؟ هذا ما سوف تجيب عنه تطورات هذا المجال في السنوات القليلة القادمة.

مدونة العلوم

«فجوة خالية من النجوم في الفضاء»، «العلماء يكشفون وسائل التخاطب بين إناث القرود وأطفالها»، «اكتشافات جديدة بشأن البروتين المتعلق بمرض الزهايمر».. هذه بعض العناوين التي يمكن أن يطالعها المترددون على هذا الموقع الإلكتروني، والذي يهتم بتجميع أحدث المقالات العلمية والطبية في أشهر الدوريات العلمية المتخصصة.

تتراوح اهتمامات الموقع بين علوم الفلك والفيزياء والجيولوجيا، مرورا بعلوم الأحياء، والدراسات المختصة بدراسة سلوك الإنسان، أو المتخصصة في دراسات سلوك الحيوان أيضا، وصولا لأحدث التجارب الطبية المختصة بدراسة الأمراض المعاصرة، والعقاقير الطبية .

من السمات المميزة لهذا الموقع اهتمامه بما ينشر حديثا، وبالتالي فالمادة التي يقدمها عادة ما تهتم بأحدث اكتشاف علمي في أي مجال من المجالات المختلفة، من الفضاء وبعثات رواده المكوكية في أرجاء الكون، إلى عمق البحر بكائناته الطبيعية والاستثنائية معا.

ويتميز الموقع بشموليته إذ إنه يهتم أيضا بمجالات قد تبدو بعيدة عن العلوم مثل الاقتصاد والاستثمار، لكن اهتمامه بها ينطلق من زاوية تأثر هذه المجالات بأي تقنية إلكترونية حديثة، يكون من شأنها إضافة خدمة، أو تسهيل طريقة تقنية أو معاملة.

لكن الموقع، مقارنة بمواقع علمية أخرى يفتقر إلى الصور وإلى الإخراج الفني الجذاب، واهتمامه بالمضمون على حساب الشكل.

عنوان الموقع هو: www.scinceblog.com

مواقع مختارة
موسوعة الفن التشكيلي

يعتبر هذا الموقع بمنزلة موسوعة شاملة عن حركة الفن التشكيلي في العالم، وبإمكان المترددين عليه الحصول على معرفة دقيقة لتاريخ تطور حركة الفن التشكيلي في العالم، منذ عصر النهضة وصولا إلى العصر الحديث. بالإضافة إلى زوايا خاصة بأهم الفنانين الرواد والمعاصرين مع الإشارة إلى السمات الفنية والأسلوبية التي تميز إنجازهم وأعمالهم الفنية. وينشر الموقع عددا كبيرا من الصور للوحات التي يتم تناولها.

يقدم الموقع أيضا مقدمات نظرية شاملة ووافية عن مدارس الفن التشكيلي المختلفة مثل الانطباعية، التكعيبية، التأثيرية، مدارس الفن الحديثة وغيرها.

يضم الموقع أيضا عددا من الروابط الخاصة بالأحداث وأخبار معارض الفن التشكيلي، بالإضافة إلى موقع خاص بأشهر اللوحات الفنية في العالم لمشاهير الرواد من أمثال جاكوميتي، دافنشي، دي لاكروا، مونييه، بيكاسو، فان جوخ، وغيرهم.

الموقع يعتبر مثاليا من حيث التنوع والشمول إذ إنه يضم قائمة بنحو 8500 فنان تشكيلي من أرجاء العالم. وروابط لأكثر من 180 ألف عمل فني، بالإضافة إلى تضمنه نحو أكثر من 2300 رابط لمواقع فن تشكيلي متخصصة.

وبالرغم من المزايا العديدة لهذا الموقع فربما يؤخذ عليه أن إخراجه الفني بسيط للغاية ولا يتناسب مع إمكاناته كموقع متخصص في الثقافة البصرية، إضافة إلى أنه لا يتيح سوى أحجام صغيرة لصور اللوحات الفنية التي يتضمنها مما يفقده كثيرًا من مزايا مشاهدة اللوحات بشكل جيد والتعرف على قيمها الجمالية بالشكل المناسب. بالإضافة إلى القصور في متابعة الحركة الفنية الآسيوية والإفريقية والعربية، فلا يوجد سوى عدد محدود من الفنانين الإفريقيين أغلبهم من جنوب إفريقيا، وتنزانيا، وكذلك بالنسبة إلى آسيا، حيث يتم التركيز على اليابان وكوريا والفلبين..

عنوان الموقع: www.artcyclopedia.com

 

إبراهيم فرغلي