المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

الكويت

مسرح الشباب يعود من جديد

انطلق مهرجان أيام المسرح للشباب بدورته الرابعة، وسط جهود المؤسسات الحكومية والأهلية في الدولة التي تكاتفت من أجل رعاية وتشجيع نجوم شباب موهوبين وجدوا في فعاليات وأنشطة المهرجان لهذا العام فرصة لإثبات طاقاتهم الفنية بمختلف مجالات العمل الفني المسرحي تمثيلا وإخراجا وتأليفا.

مهرجان 2007 افتتح تحت شعار«الفضاء المسرحي البديل» الذي جسدته العروض المسرحية المشاركة بالخروح إلى الفضاء الطلق وتقديم العروض المسرحية على خشبة مسرح غير تقليدية وبعيدا عما مايسمى بالعلبة الإيطالية. وكان لهذه المبادرة وقع جميل على الممثليين الذين أدوا بحرية أكبر والجمهور الذي صادف وجوده مكان العرض .

وقد حرص منظمو المهرجان على تفعيل الجانب النظري ، فمع أول أيام المهرجان حاضر الدكتور نبيل الحلوجي في ندوة أقيمت بعنوان «المفاهيم المعاصرة للفضاء المسرحي» عن علاقة مكان العرض المسرحي بالنص المكتوب والجمهور منطلقا من أن «العرض نواة والجمهور محيط»، مشيرا إلى عدة نقاط فنية بحتة حول الأداء المسرحي على خشبة المسرح لافتا الانتباه إلى أن ضرورة إحداث توافق بين نص العمل المسرحي والمكان الذي سيعرض فيه خاصة أن المسارح الخارجية متنوعة فهناك مسرح الشارع والحديقة وكذلك مسرح المنزل الذي يعرض في البيوت .

وألقى الدكتور خالد رمضان العميد السابق للمعهد العالي للفنون المسرحية محاضرة حول أهمية المسرح المدرسي والجامعي في خلق فنانين على حرفية عالية في الأداء التمثيلي خاصة أن المسرح ذو علاقة وطيدة بالمناهج الدراسية المتعلقة باللغة العربية والتربية البدنية والتاريخ . وفي الموضوع ذاته أكد عصام الكاظمي على دور الهيئة العامة للشباب والرياضة في تفعيل مسرح الشباب وخلق جو من التنافس بين الهواة ودعمهم ماديا ومعنويا . كما سلط المنظمون الضوء على التجارب الفنية الفردية التي كانت لها بصمة تذكر في مجالها ، كتجربة الدكتور حسين المسلم في الإخراج والتأليف الفني ، وتجربة المخرج المسرحي الشاب سليمان البسام الذي كانت له تجربة مع العروض المسرحية العالمية ، بالإضافة إلى تجربة الفنان والمخرج منصور المنصور .

شهد حفل الافتتاح عرضًا لمسرحية «مهرجان أيام زمان» لفرقة مسرح الشباب، التي صاغها دراميا المؤلف الشاب محمد الحملي بنص مسرحي حمل في طياته الكوميديا الساخرة على أحوال الحركة الفنية في الوقت الحاضر والمعاناة التي تستنزف طاقات الشباب للحصول على فرصة سانحة لإثبات مواهبهم، وذلك من خلال شخصية الحاكم المتجبر والمخرج التاجر اللذين يودان خلق عمل مسرحي ناجح ، وهنا يضع المؤلف تساؤلا حول إمكان أن تخلق السلطة ورأس المال فنًا حقيقيًا مجردًا من الديكتاتورية والتجارة.

«وسمية تخرج من البحر» من أجمل ماقدمته الأديبة ليلى العثمان في مجال الرواية ، وقد لازمها النجاح منذ صدورها -1986- محتلا المركز 55 بين أفضل 105 روايات عربية ضمن قائمة أصدرها اتحاد الكتاب العرب بدمشق لأفضل أعمال القرن العشرين، كما صورت كسهرة تلفزيونية درامية عام 1996. ويمكن القول إن المخرج الشاب نصار النصار رافقه هذا النجاح في إعداد وإخراج رواية «وسمية تخرج من البحر» كعرض مسرحي قدمه في فناء المسرح الكويتي بمنطقة السالمية، وحبكة العمل تدور حول الحب العذري بين طرفين من طبقتين اجتماعيتين مختلفتين وما فيه من معاناة على الصعيد الأسري. كان للمسرحي الراحل سعدالله ونوس حضور في مهرجان أيام المسرح، من خلال عمله «لعبة الدبابيس» بالرغم من مضي السنين عليه إلا أن أعماله لاتزال تحظى بإعجاب المسرحيين الشباب لما تعالجه من قضايا أساسية تعكس تناقضات الواقع العربي على جميع مستوياته السياسية والاجتماعية، روح الثورة والرغبة في التغيير بأعمال ونوس تطابقت مع رؤية المخرج الشاب إبراهيم بو طيبان حيث وفق بطبيعته العبثية لتقديم عرضه المسرحي متطابقا وشعار مهرجان هذا العام «المسرح البديل» فكان مطلا على سور المعهد العالي للفنون المسرحية متخذا من المباني المطلة عليه خلفية لديكور طبيعي غير متكلف، ومستفيدا كذلك من ضوضاء الشارع مما خلق مناخًا طابق إلى حد كبير مضمون الرواية وشعار المهرجان. واستطاع المخرج والممثل عبدالعزيز الحداد أن يؤكد روح الشبابية والرغبة في إحداث تجديد يذكر في الساحة المسرحية المحلية من خلال عرضه لمسرحية المونودراما «مقهى الدراويش» التي أعد نصها وتفرد بتمثيلها وسط مهارة في التنوع بالأداء تبرهن على حرفيته المهنية وقدرته على السيطرة على جمهوره ، فخلال مدة العرض التي لم تتجاوز الـ60 دقيقة استطاع أن يقنع الجمهور بأدائه أكثر من شخصية مستعينا ببعض التغييرات البسيطة في الأزياء و المؤثرات الصوتية مما كسر حالة الملل التي قد يشعر بها الحضور, وخدم النص الأدبي الذي يتمحور حول رواد مقهى مغمورين بالفن دون إنجاز يذكر لأي منهم ولكنهم يتطلعون إلى المشاركة في مهرجان عالمي للفنون الشعبية.

مسرحيتا «سوق الجمعة» و «لعبة الدباببيس» من العروض المسرحية التي تميزت منذ اللحظات الأولى لعرضها من الناحية الفنية والحضور الجماهيري، فالأولى حصدت أغلب جوائز المهرجان، وعن جدارة نالت جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل وأفضل فضاء مسرحي بديل، كما استحق مخرجا العمل جائزة أفضل إخراج مسرحي وكذلك جائزة أفضل تأليف للدكتور حسين المسلم . تكامل العرض المسرحي «سوق الجمعة» فرض نفسه على لجنة التحكيم بكل عناصره الأساسية فقد حصد أبطال العمل جوائز أفضل ممثل دور أول ودور ثان.

هذايل الحوقل

القاهرة

أبحاث مؤتمر الآثاريين العرب دولة الاحتلال تواصل هدم التاريخ الفلسطيني

تقف المنظمات الدولية في أحيان كثيرة مشلولة الأيدي أمام ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات ضد التراث الإنساني والمنجز الحضاري لشعوب وطننا، لكن ذلك لا يعني أن تتوقف نداءات واستغاثات العرب، على أمل أن تتحول إلى استجابات ونجدات تحافظ على الذاكرة الأثرية والطبقات التاريخية للأمة.

ففي المؤتمر العاشر للاتحاد العام للآثاريين العرب طالب آثاريو العرب برفع الاعتداء عن مقبرة مأمن الله في فلسطين المحتلة وما استحدث عليها من أبنية، ووجه المجتمعون الدعوة إلى منظمة اليونسكو للتدخل الدولى لرفع كل انواع التعدى المستمرة، مع إدانة الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على الآثار الفلسطينية وكل انواع الفصل العنصرى خاصة الجدار العازل، بالاضافة إلى الشروع في استكمال مشروعات توثيق الآثار في المواقع المهددة بالخطر في فلسطين والعراق المحتلين ولبنان.

أكتب ذلك وأنا أتذكر الكتاب الذي أصدرته قبل عشرين عاما منظمة الدول العربية في الكويت عن كنوز القدس، التي تتهدد يوما بعد يوم؛ مرة بالاندثار ومرات بالهدم والانهيار، مما يدعو إلى توثيق كل الصور التي تجسد الحفريات الاسرائيلية بالقدس الشريف وما يترتب عليها من أوجه اعتداء على التراث الانسانى الحضاري، بالاضافة إلى دعم مشروع الضمانة الدولية الخاص بالاتحاد لحماية المسجد الأقصى وفق المواثيق الدولية التي تحرم الاعتداء على المقدسات.

كما أوصى المجتمعون بعمل مشروع ترجمة المصطلح الاجنبي الأثري للغة العربية وترجمة أمهات الكتب الأثرية بالوطن العربي وعمل لجنة لتسويق هذه الكتب، ودعوة الدول العربية التي ليس بها هيئات للآثار لإنشاء هيئات خاصة بالآثار، والدعوة أيضا للقيام بحفائر مشتركة بين هيئات الآثار العربية، وحث الدول العربية لتشكيل لجنة بكل دولة لحصر آثارها في الخارج لاستردادها أو استعارتها لكي يشاهد كل مواطن عربي لا يستطيع السفر إلى الخارج آثار بلاده على ارضه.

وتضمنت التوصيات تقنين عمليات الترميم كى تتلاءم مع الاتفاقيات الدولية، ودعوة وزارات التربية والتعليم والجامعات الحكومية والخاصة بالعمل على نشر الوعى الأثرى وتخصيص مقرر دراسي في كل مرحلة دراسية يندب لتدريسه علماء الآثار، مع إخطار وزارات الخارجية بالدول العربية بتوصيات اتحاد الآثاريين العرب والمساعدة في تنفيذها، بالاضافة إلى تبني الاتحاد فكرة انشاء نقابة للآثاريين بكل دولة عربية بالتعاون مع هيئات الآثار، وهو الأمر الذى أكد رئيس الاتحاد الدكتور علي رضوان أنه مجرد اقتراح وليس ملزما للدول العربية التى ترى ما يناسبها.

وخلال جلسات المؤتمر التى استمرت على مدى يومين استنكر عدد من الآثاريين العرب ممارسات اسرائيل تجاه الآثار الفلسطينية محذرين من تغيير معالم القدس وسرقة التراث العربي في فلسطين واعتباره تراثا يهوديا مزعوما.

وتعود هذه الاعتداءات والانتهاكات إلى نهاية القرن التاسع عشر وقد هدمت دولة الاحتلال الإسرائيلي مباني أثرية تؤكد الوجود العربي في فلسطين قبل قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 ومن ذلك أنها هدمت في الأشهر الأخيرة 55 بيتا من العصر المملوكي (1250- 1507).

وقال الأثرى السوري محمد بهجت القبيسي ان دولة الاحتلال الإسرائيلي تسعى من خلال الحفائر في الاراضي الفلسطينية عموما وفي منطقة المسجد الاقصى خصوصا إلى مصادرة التاريخ العربي القديم، فيما عرض الباحث المصري عاطف عبد الدايم عشرات الصور الفوتوغرافية التي التقطها لمعالم في القدس المحتلة وخارجها.. مشددا على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي «تستولي على الآثار الفلسطينية، وتزيف التحف التي كان يحتفظ بها المسلمون واطلاق أسماء عبرية عليها بهدف تزوير التاريخ، والذى لا تستطيع تزييفه تتخلص منه كما فعلت في قطاع غزة عندما أضرمت سلطات الاحتلال النار في مبنى تحفظ فيه الوثائق القديمة، كما أعادت استخدام أحجار المباني الأثرية في بناء منشآت للاحتلال، في ما أجرت سلطات الاحتلال أخيرًا عمليات تنقيب في حرم المسجد، تسببت في جرف جانب من محيط باب المغاربة أحد أقدم أبوابه.

وقالت الأثرية الجزائرية كريمة بوقزاطة ان حفائر دولة الاحتلال الإسرائيلي طوال أربعين عاما تأتي ضمن صراع ديني عقائدي، ولا تتورع عن تغيير معالم المكان في القدس المحتلة وتهجير أهله وتزييف الحقائق التاريخية، مؤكدة أن الحريق الذي أشعله أحد الاسرائيليين في المسجد الاقصى في أغسطس 1969 أضاع جانبا من معالم المسجد وكان من بين ما التهمته النيران المنبر الخشبي لصلاح الدين. ومنذ 1968 وقع 40 موقعا أثريا فلسطينيا تحت اشراف دائرة الآثار في دولة الاحتلال الإسرائيلي وخضعت الآثار الفلسطينية لأربع مراحل من الاعتداءات أخطرها المرحلة الأخيرة الحالية التي تهدف إلى انجاز أنفاق تحت المسجد الاقصى وهي تهدد بسقوطه وتدميره لبناء ما يسمى بالهيكل المزعوم. وقد سعت دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى الاستيلاء على الاوقاف الاسلامية منذ أقر الكنيست عام 1950 قانون أملاك الغائبين وكان «في ظاهره يسعى إلى حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين وفي باطنه يهدف لمصادرة تلك الاراضي.

مصطفى عبد الله

الشارقة

جائزة لتكريم دور النشر

تم تأسيس جائزة سنوية لتكريم الناشرين باسم «جائزة الشارقة لتكريم دور النشر»، وجاءت بالتزامن مع معرض الشارقة الدولي للكتاب، وتهدف إلى تكريم وتقدير الناشرين المتميزين المشاركين في المعرض الذين يرفدون صناعة النشر بإصدارات جديرة بالمعرفة والعلوم والتنوير والتطوير الفكري، على أن تحقق منفعة علمية من نوعية الكتب المطبوعة وتلبي احتياجات قطاعات مهمة في المجتمعات، وتساعد على تجويد مهنة الوراق وحرفته من نشر محقق وطبعات منقحة وتراجم وفق معايير علمية للنشر، على أن يقوم الناشر المرشح بإصدار ما لا يقل عن عشرة إصدارات في نسخة الترشيح للجائزة في مجال التخصص، وتبلغ قيمة الجائزة المالية 25000 درهم لكل ناشر فائز.

وستقدم الجائزة المحلية لأميز ناشر محلي (وتخصص في كل عام لحقل واحد)، على أن تمنح جائزة عربية لأميز الناشرين العرب المترشحين وفي حقل نشر واحد، ومثلها للنشر الأجنبي، ويفضل فيمن يترشح للجائزة أن تكون منشوراته ذات صلة بالحيز الإسلامي العربي.

بيروت

ذكرى الروائي اللبناني يوسف حبشي الأشقر

مرت خمس عشرة سنة على رحيل الروائي اللبناني يوسف حبشي الأشقر الذي يصفه بعض دارسيه بأنه أبو «الرواية اللبنانية الحديثة».

وقد بدأ الأشقر حياته الأدبية بمجموعته القصصية «طعم الرماد» عام 1952، تلتها «ليل الشتاء» (1955)، التي حازت جائزة «أهل القلم»، ثم «الأرض القديمة» التي حازت بدورها جائزة «أصدقاء الكتاب».

ثم انتقل إلى الرواية مع «أربعة أفراس حمر» (1964).

وبعدها كتب «لا تنبت جذور في السماء» (1971) التي وضعته في مصاف أبرز الروائيين العرب. والرواية تختصر مرحلة الأسئلة السياسية والفكرية التي عرفتها بيروت عشية الحرب الأهلية. ثم أصدر «الظل والصدى» (1989) مختتمًا بها ثلاثيته الروائية. لكن الأشقر لم يهجر كتابة القصة، إذ أصدر «خطيب الضيعة» عام 1972، ثم مجموعته الأبرز «المظلة والملك وهاجس الموت» عام 1980، وهي تدور في مناخات الحرب، وأخيرًا «آخر القدماء» عام 1985 التي تستعيد مناخات القرية اللبنانية، وحضارة هذه القرية قبل أفولها. وقد توفي عام 1992 وهو في ذروة عطائه.

وبمناسبة هذه الذكرى أقيمت في مدينته «بيت شباب» احتفالية شارك فيها نقاد وباحثون وأصدقاء عرضوا لجوانب من تجربته، وحضّوا على المزيد من الدراسات حول هذه التجربة. وقد عُرف عن الأشقر بعده عن الأضواء، والمعروف أن والده إميل حبشي الأشقر كتب أربع عشرة رواية مستوحاة من تاريخ العرب، كانت أول إطلالة يوسف حبشي الأشقر على الحياة الأدبية العربية.

على أن يوسف حبشي الأشقر، وإن كان معروفًا لبنانيًا، فإنه شبه مجهول خارج لبنان. وحتى في لبنان، فإن اسمه معروف أكثر من أعماله. أما الدراسات التي صدرت عنه في حياته، أو بعد رحيله، فهي قليلة نسبيًا بالرغم من اعتراف النقاد بريادته وبدوره في تاريخ القصة والرواية اللبنانية. وقد ذكرنا أن بعض هؤلاء يصفه بأنه أبو الرواية اللبنانية الحديثة. ويبدو أن ظروف لبنان السياسية منذ بدايات الحرب الأهلية في عام 1975، وصولاً إلى يومنا هذا، هي وراء ما يلحق به، وبسواه من الروّاد الآخرين، من غبن وإجحاف.

على أن مناسبة مرور 15 سنة على رحيله، شكّلت فرصة لمراجعة أعماله، ولتقييم ما أنجزه في إطار القصة والرواية.

وقد توقف كثيرون عند اهتمامه بالريف اللبناني وبصور القرية الآيلة للانقراض. فهو يصوّر في مجموعته القصصية الأولى «الأرض القديمة» عام 1963 عالم الريف والشخصيات الريفية، والصراعات ذات الطابع الفردي البسيط. ثم يعود بعد عشرين عامًا إلى تلك «الأرض القديمة» ليرى ماذا بقي منها، وما الجديد الذي دخل إليها، وأمعن في تغيير النسيج الداخلي لحياتها القديمة، وجلب إليها نزوعات جديدة، تراها شخصياته القديمة غريبة عنها وغريبة عليها. فأصدر في عام 1983 «وجوه من الأرض القديمة»، وأتبعها في عام 1984، بمجموعة «آخر القدماء».

وتتجسّد مأساة الحرب الأهلية في رواية «الظل والصدى» حيث تقتل الحرب ووحوشها البشرية، ذلك المثقف المتوحد، المبدع، الكاره للحرب والتقتيل، الحالم بعالم آخر، نوراني إيماني ينهض في هذه الأرض نفسها.

هذه هي - بإيجاز - عمارة يوسف حبشي الأشقر القصصية والروائية التي اشتغل عليها طوال أربعين عامًا، فجاءت مكثفة وغنية ومثمرة.

جهاد فاضل

الخرطوم

إعلان الفائز بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي

شهد مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان وقائع المؤتمر الصحفي لإعلان الفائز في مسابقة جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي في دورتها الخامسة، وهي الجائزة الوحيدة المخصصة للإبداع الروائي في السودان، وسط حضور تقدمه مجلس أمناء الجائزة ورئيس اتحاد الكتاب السودانيين الروائي إبراهيم إسحاق.

وأصبحت جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي تقليدا راسخا، بالرغم من تعسر الجهود التي بذلتها السكرتارية من أجل دعم المكون المالي لها حتى يمكن رفع قيمة الجائزة النقدية - الجائزة قيمتها ألف دولار - وبالتالي تحقيق طموح طباعة الأعمال المتميزة والأوراق العلمية للمؤتمرات العلمية والفعاليات النقدية المصاحبة لها طوال العام.

وقدمت تقرير حيثيات الفوز لجنة تحكيم الجائزة المكونة من البروفيسور محمد المهدي بشري الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية والآسيوية بجامعة الخرطوم والقاص والناقد المعروف رئيسا وعضوية كل من الأستاذ مبارك الصادق محمدين القاص والروائي ورئيس رابطة سنار الأدبية والدكتور احمد صادق احمد الاستاذ بمعهد السودان القومي للغات والناقد المعروف. وجاء في التقديم أن رواية «مشروع إبراهيم الأسمر الروائي» للكاتب حامد بدوي بشير قد نالت جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي لهذا العام.

وقد انتظر الروائي حامد بدوي بشير أربع دورات كاملة من جائزة مسابقة الطيب صالح للإبداع الروائي حتى يحصل على الجائزة، وكان الروائي حامد بدوي قد شارك في الدورة الأولى لهذه الجائزة التي انطلقت فعالياتها منذ العام 2003م واستمرت بعد ذلك سنويا حيث نال جائزة تقديرية في تلك الدورة إلا انه لم ييأس وثابر حتى فاز أخيرا في الدورة الخامسة للجائزة.

وأشار تقرير لجنة التحكيم الى أن الرواية الفائزة اعتمدت في أحداثها على التاريخ المعاصر وقد عالجت الرواية أحداثها بمستوى لابأس به وصنعت شخصياتها بواقعية مقنعة وقد حفلت بالدراما مما أكسبها حيوية واضحة.

ويضيف التقرير ان «شخصية حماد المجدور في رواية مشروع إبراهيم الأسمر الروائي كانت حاضرة وتميزت بحيوية وكان لها دورها في التمازج القومي، حيث رفعت من قيمة التزاوج بين العناصر المختلفة لإخراج أمة ذات خصائص متفردة».

ولاحظت اللجنة ان ثمة تناقصا طرديا في عدد الروايات المشاركة حيث لم يتجاوز عدد الروايات المشاركة لهذا العام الاثنتي عشرة رواية مقارنة بالدورة السابقة والتي بلغت فيها الروايات المشاركة أربع عشرة رواية، بينما شارك في أول انطلاقة لهذه المسابقة ما يقارب الثلاثين كاتبا.

يذكر أن كلا من رواية «ابقار تيان تينق الجميلة» للكاتب بدر الدين عبد العزيز ورواية «في تأويل مقام الورد» للكاتب محمد خلف الله سليمان قد حازتا شهادتي تقدير من لجنة التحكيم.

ووصفت اللجنة المحكمة نص رواية «في تأويل مقام الورد» للكاتب محمد خلف الله سليمان بأنه: «غنائية صوفية للمقام، عبر عناوينه الستة التي تأخذنا إلى عوالمها بلغة العذوبة والنصاعة والتكثيف الشعري في تعبيريتها عن الزمان والمكان».

بينما رأت اللجنة أن رواية «أبقار تيان تينق الجميلة» للكاتب بدر الدين عبد العزيز بلال تقوم على التجريد وتماهي الواقع مع الأسطورة وتقترب الرواية من المسكوت عنه مثل الرق والجنس... الخ، مشيرة إلى أن الكاتب وفق في استلهام الأسطورة وإعادة إنتاجها في شكل روائي طيب، رغم أن فكرته لم تكن واضحة تماما.

وقد فاز بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي في دورتها الأولى الروائي محمد حسن البكري عن روايته «أحوال المحارب القديم»، وفي دورتها الثانية حاز عليها الكاتب علي الرفاعي عن روايته «قبيلة من وراء خط الأفق»، وفي دورتها الثالثة حصل عليها كل من الكاتب منصور الصويم عن روايته «ذاكرة شرير» بالاشتراك مع الكاتب علي الرفاعي عن روايته «لكي لا يستيقظ النمل»، وفي دورتها الرابعة حازها الكاتب محمد بدوي حجازي عن روايته «باب الحياة».

ومما يجدر ذكره أن الروائي السوداني العالمي الطيب صالح كان قد دعم إنشاء هذه الجائزة باسمه منذ حوالي عشر سنوات عندما تنازل عن مبلغ من المال رصد لتكريمه في الاحتفال بسبعينيته بالقاهرة لمصلحة إنشاء جائزة للروائيين في السودان وتشجيعا للكتّاب الشباب على الإبداع الروائي.

ودرج مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان على نشر الرواية الحائزة الجائزة الأولى كل عام ضمن منشورات المركز إسهاما منه في رفد كتب السرد السودانية بأعمال جديدة، ويصحب إعلان الجائزة سنويا مؤتمر خاص بالرواية تقدم فيه أوراق علمية تبحث أبرز قضايا الرواية السودانية.

محمد خليفة صديق

عمّان

تكريم القاص بدر عبد الحق

عرفاناً من رابطة الكتاب الأردنيين بدور الأديب والقاص «بدر عبد الحق» ومكانته الأدبية بصفته واحدا من وجوه الثقافة الأردنية، وأحد أهم من كتب العمود اليومي والقصة القصيرة في الأردن، أقيم في الثاني من سبتمبر، حفل تكريم لـ «عبد الحق» الذي أقعده مرض فقدان الذاكرة (الزهايمر) عن الكتابة منذ بداية عقد التسعينيات.

أُلقي في هذا الاحتفال الذي ضم حشداً كبيراً، من الأدباء والكتاب والنقاد والشعراء والمثقفين بالإضافة إلى وسائل الإعلام والصحف المحلية، عدد من البحوث والشهادات بالإضافة إلى الشعر، تضافرت جميعها لتلقي الضوء على جوانب مهمة في حياة الأديب والقاص بدر عبد الحق.

تحدث بالندوة التي أدارها د.غسان عبد الخالق كل من القاص فخري قعوار، والناقد د. محمد عبيدالله، والروائي صبحي فحماوي، والصحفي التشكيلي حسين نشوان، والشاعر غازي الذيبة الذي ألقى قصيدة بعنوان «بدر»، وسمر ابنة عبد الحق.

وتذكر القاص «فخري قعوار» في كلمته مسيرة حياة بدر عبدالحق والصداقة التي ربطتهما معًا، وقال: « عشنا في مدينة الزرقاء من بداية عقد الستينيات وحتى منتصف عقد الثمانينيات، وكنا نلتقي.. ونتحاور حول الكثير من القضايا الأدبية والسياسية والاجتماعية والفنية.

وتابع قعوار: اتفقنا في مطلع عام 1972 على المشاركة في إصدار مجموعة قصصية حملت عنوان «ثلاثة أصوات» أي صوت بدر عبدالحق، وصوت خليل السواحري وصوت فخري قعوار، فطبع منها ثلاثة آلاف نسخة، وفوجئنا باهتمام الكتاب والنقاد بها.

وطالب قعوار وزارة الثقافة بالمسارعة إلى جمع كل أعمال بدر عبد الحق وإصدارها في مجموعة مجلدة. وأشار الناقد الدكتور محمد عبيد الله إلى أن عبد الحق ينتمي إلى جيل الحداثة القصصية في الأردن وفلسطين، أي ذلك الجيل الذي نقل القصة القصيرة إلى مناخ جديد بعد أن هيأ لها الإيراني وبعض مجايليه الطريق الفني في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ويمكن أن نثبت اسم بدر عبدالحق مع الأسماء البارزة التي طورت مسيرة القصة بعد الدفعة الكبيرة التي منحتها مجلة الأفق الجديد للقصة والقصاصين حتى منتصف الستينيات. وأضاف د. عبيد الله أن اسم بدر عبد الحق ظهر في العام 1972 في المجموعة القصصية التي حملت « ثلاثة أصوات» وهي اليوم من روائع القصة القصيرة في الأردن، تستعاد كما تستعاد الكلاسيكيات المكرسة، ليس بمعنى القدم، بل بمعنى الرسوخ، وبوظيفة العلامة المميزة في تاريخ القصة القصيرة المحلية.

أما القاص صبحي الفحماوي فقد تناول في كلمته التي كانت بعنوان «بدر عبد الحق.. وراء كل رجل عظيم امرأة» العلاقة الإنسانية التي ربطت عبد الحق بزوجته، قائلاً: كان بدر عبد الحق يعرف أن سلامة هي الصديقة والزوجة، ولكن هل كان موقناً أنها جمل المحامل؟ ها هي الصديقة يا بدر كما توقعت، قد حملت كل شئون وشجون بيتك بمنتهى الصدق الذي توقعت «ما أعظم الذين يعملون صامتين «خاصة بعد هذا المرض العضال».

من جهته تناول الصحفي والتشكيلي حسين نشوان تجربة عبد الحق بالكتابة الصحفية، وأهم ما يميز مقالته، ومنها: التركيز على الفكرة دون الوقوع في شرك التفاصيل، والبدء بمقدمة رشيقة تشتمل على سؤال وتساؤل أو حكاية، كما اتسمت المقالة بالخاتمة التي تقوم على القفلة المفارقة، وتنوع السرد بين الحوار، أدب الرحلة، المنولوج، الأنماط السردية، الأسئلة، الأمثال، وربط بين العنوان الذي يشكل مفتاحاً للمقالة وعناصرها لضمان حالة من الاتساق البنيوي.

والختام كان بكلمة العائلة التي ألقتها ابنة القاص سمر عبدالحق، التي قالت فيها:

«الذكريات التي أحتفظ بها ليست عن بدر عبد الحق.. بل هي عن « بابا».. ذكريات قليلة ومبعثرة في كل ركن وزاوية من زوايا عقلي.. لكنها كانت الأساس لما أنا عليه الآن..».

ويشار إلى أن «بدر عبد الحق» من مواليد الزرقاء في 2 / 9 / 1945م صدر له في القصة القصيرة: ثلاثة أصوات «مجموعة مشتركة» 1972، ومجموعة «الملعون» 1992، وصدر له كتاب: «أوراق شاهد عيان في غرائب هذا الزمان» 1986، وكتابان - بمشاركة غازي السعدي - الأول: «حرب الجليل» والثاني كتاب: «شهادات ميدانية من جنود العدو خلال حصار بيروت».

ثم عمل صحفياً وكاتباً في الصحافة الخليجية بين عامي 1972 - 1980، وبعد عودته إلى الأردن عمل في جريدة الرأي سكرتيراً للتحرير.

وعمل في مجلة أفكار التي تصدر عن وزارة الثقافة (سكرتيراً للتحرير ومديراً للتحرير ورئيساً للتحرير في عقد الثمانينيات)، وترأس نادي أسرة القلم في مدينة الزرقاء بين عامي 1986 و 1988.

غازي أنعيم






الدكتور نبيل الحلوجي محاضرا في ندوة «المفاهيم المعاصرة للفضاء المسرحي»





من مسرحية «سوق الجمعة» الفائزة بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل





مؤامرات متصلة ضد القدس





الروائي يوسف الأشقر





لجنة التحكيم تعلن اختيار رواية الكاتب حامد بدوي





جانب من ندوة رابطة الأدباء الأردنيين