علاج النفس بالجراحة

علاج النفس بالجراحة

بالنسبة لكثير من الناس ، يعد مصطلح " الجراحات النفسية " Psychosurgery ، كلمة مشئومة ، فهي تستدعي على الفور تاريخ الجراحات الفصية Lobotomy ، وهي جراحة المخ التعيسة التي ابتكرها الجراح البرتغالي الدكتور إيجاس مونيز ، والتي أقعدت الآلاف من المرضى النفسيين خلال عقد الأربعينيات . كان من بين أولئك الضحايات الكثير من الشخصيات العامة والمرموقة ، منهم شقيقة الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي ، وممثلة هوليوود الشهيرة فرانسيس فارمر . وقد كان الموضوع مادة خصبة لكثير من المسرحيات والأفلام ، والتي كثيرا ما صورت الجراحات النفسية كطريقة شريرة وتسلطية للتحكم في السلوك السفلي للبشر، ومن أشهر تلك الأفلام ، فيلم " طار فوق عش المجانين " للممثل الشهير جاك نيكولسون .

وما يهمنا هنا هو توضيح الحقائق وتمييزها عن الخرافات منذ البداية ، أي من التعريف : فهي المعالجة العلمية للاضرابات العقلية عن طريق الجراحة المخية . وقد يبدو من السخف معرفة أن التدمير المتعمد لإحدى مناطق المخ- وهو أرق أعضاء الجسم وأكثرها تعقيدا- قد يؤدي إلى تحسن العمليات العقلية المضطربة في بعض المرضى ، لكن هذه الفكرة ليست بالجديدة ولا بالسخيفة بالنسبة للعلوم الطبية . ولتفكر فيما يحدث عندما يصاب أحد أعضاء أو أنسجة الجسم بالمرض ، بحيث يصبح مهددا لتوازن- بل وحياة- الجسم كله .. في كثير من الأحيان يكون الحل الوحيد هو استئصال هذا العضو أو النسيج العليل نهائيا بهدف إزالة مصدر المرض .

في العصور القديمة

تخيل المشهد التالي : حفرة قطرها 2.5 × 5 سم ، مصنوعة يدويا بالمثقاب في جمجمة رجل حي ، من دون أي تخدير أو إجراءات تعقيمية ، خلال فترة عصيبة تمتد من 30- 60 دقيقة .. ربما كان ذلك هو أقدم صورة للجراحات المخية المعروفة للإنسان : وهي المعروفة باسم النقب Trepanning- أو التربنة " من اليونانية trupanon ، بمعنى مثقاب " . وربما كان من الأسباب التي دعت لاستخدام هذا النوع من الجراحات المرعبة قديما ، هو نفسه ما حفز الجراحين المعاصرين ، مثل الدكتور إيجاس مونيز لإجراء الجراحات النفسية ، إلا وهو تخفيف أعراض الاضطرابات العقلية .

تم العثور على الجماجم البشرية التي تحمل آثار عملية التربنة في أغلب المناطق التي سكنها الإنسان القديم ، وربما كانت التربنة هي أقدم العمليات الجراحية التي عرفها الإنسان ، إذ يرجع أقدم دليل على وجودها للحفريات التي عثر عليها في كهف كرو- مانيون ( Cro- Nagnon ) الفرنسي- ، والتي ترجع إلى 40 ألف سنة خلت .

كانت عملية التربنة من العمليات الشائعة على فترات تاريخية متقطعة ، ويرجع ذلك لأسباب مختلفة في الغالب . فقد كانت العملية تجري في العصر الحجري ، وفي مصر القديمة ، وفي العصور ) الكلاسيكية للإمبراطورية اليونانية- الرومانية ، وكذلك في الشرق الأقصى والشرق الأوسط ن وبين أفراد القبائل السلتية ، وفي الصين قديما وحديثا ، بالإضافة إلى حضارات المايا والأتيك في أمريكا الجنوبية وفي إفريقيا الاستوائية أيضا .

نشر أول التقارير عن ممارسة التربنة في العصور القديمة في عام 1867، على يدي كل من سكواير Squier في أمريكا الشمالية ، وبروكا Braoca في أوربا . ولن يكون بروسعينا على الإطلاق معرفة كيف ولا متى توصل الإنسان البدائي إلى اكتشاف عملية التربية ، لكننا نستطعي فقط أن نخمن الأسباب التي أدت لإجرائها . ويعتقد الباحثون أن هذه الأسباب قد تتمثل في التالي :

- الطقوس السحرية والدينية ، لاستجلاب الحظ وكنوع من القرابين ، إلخ . وفي الكثير من الثقافات وخصوصا بين أولئك الذين عرفوا باسم " عبدة الرءوس " Head- Worshippers ، نظرا لأن دياناتهم كانت تضفي مكانة مميزة للرأس والمخ- كانت عمليات التربينة شائعة تماما ، كما كانت القطعة الدائرية المستأصلة من الجمجمة تستخدم كتعويذة . وليس هناك احتمال لأن تكون الأعداد الكبيرة من الجماجم المثقوبة التي عثر عليها في ساحات المعارك القديمة هي كلها للأعداء ، الذين كانوا يستخدمون كموردين لهذه التعاويذ .

- المعالجات الشامانية Shamanistic " الشامان هو كاهن بدائي يستخدم السحر لكشف المخبأ ومعالجة الأمراض وللسيطرة على الأحداث " ، ويرجع ذلك غالبا للاعتقاد بأن فتح الجمجمة سيؤدى إلى طرد " الأرواح الشريرة " أو الشياطين التي تسكن جسد المريض . وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار عمليات التربنة هذه ضربا من " الجراحات النفسية " ، لكون أغلب الأسباب المؤدية لإجرائها هي الأمراض العقلية ، أو الصرع ، إلخ .

- لمعالجة أمراض عضوية فعلية ، مثل الصداع الشديد ، أو كسور ، وجروح الجمجمة ، والتهاب العظم والنقي Osteomeylitis ، والتهاب المخ Encephalitis ، وارتفاع الضغط داخل الجمجمة نتيجة للأورام الدموية ، وموه الرأس Hydrocephalus ، وأورام المخ وغيرها . وفي حقيقة الأمر ، فإن إجراء عملية التربنة لكثير من هذه الحالات يؤدي لتأثيرات علاجية حقيقية ، ولا يزال جراحو المخ والأعصاب المعاصرون يستخدمونها حتى اليوم . وقد كتب " أبقراط " ، وهو من يعرف باسم " أبوالطب " ، إرشادات تفصيلية عن كيفية إجراء تربنه الجمجمة لعلاج العديد من الحالات المرضية .

- بداية من العصور الوسطى وحتى القرن الثامن عشر ، كانت التربنة في أوربا من الممارسات الطبية الشائعة مثلها مثل الحجامة ، أي أنه لا فائدة طبية لها بمفردها . ولذلك كان تكرار تلك العمليات على المريض ذاته من الشيوع بحيث أجريت العملية على الأمير فيليب أوف أورانج 17 مرة ! ويذكر المؤرخون أن الطبيب الفرنسي ديلا توش De La Touche حطم جميع الأرقام القياسية السابقة في هذا المضمار ، إذ أجرى العملية على مريض واحد 25 مرة في خلال شهرين فقط ! واعتقد كثير من الأطباء- بداية من العصور الرومانية- أن الشرائح العظمية " والمسماة Rondelles- أقراص بالفرنسية " المأخوذة من جماجم المرض الذين تجري لهم علميات التربنة ، لها قيمة علاجية عند سحقها ومزجها مع غيرها من الأشربة التي يتناولها المرضى لعلاج العديد من الأمراض .

كانت علميات التربنة تجري إما بالسحج العظمى Bone Abrasion " باستخدام أحجار ذات حواف حادة أو مدى مصنوعة من الزجاج البركاني " أو بالقطع " باستخدام مثاقب trephines هلالية الشكل ، والتي كانت تقوم بالقطع بطريقة النشر ، مثل تلك التي عثر عليها في مخلفات حضارات أمريكا الوسطى والجنوبية " : ويرجع فضل اكتشاف المثاقب الدائرية إلى المصرين ، والتي تكونت من أنبوبة معدنية ذات حواف مسننة ، حيث تقوم بالقطع بسهولة أكبر عن طريق التدوير ، ثم انتشرت بعد ذلك أصل المثاقب " التاجي " Crown Trephine ، والذي استخدم في أوربا من القرن الأولى إلى القرن التاسع عشر للميلاد . وكان من بين التحسينات الكبرى التي أدخلت على تلك المثاقب ، إدخال شوكة مركزية كانت تستخدم كمركز لحركة التدوير ، بحيث أمكن الحصول على مستويات أعلى من الدقة .

في العصر الحديث

في بداية الخمسينات بدأت مجموعة من جراحي المخ والأعصاب حول العالم في اتباع طريقة جديدة للعلاج ، تتمثل في إتلاف أجزاء محددة من المخ يعتقد أنها مسئولة عن الأنماط الشاذة من السلوك المرضى ، مثل العدوانية المفرطة . وبدلا من الإتلاف الجراحي الواسع للتراكيب المخية الداخلية ، مثلما كان يحدث في الجراحات الفصية lobotomy وشق الفص الجبهي للمخ leukotomy ، بدأ الجيل الجديد من " جراحي العقل " في استخدام طريقة جديدة كانت تستخدم سابقا في معالجة مرض باركنسون " مرض الشلل الرعاش " ، والصرع البؤري Focal epilepsy ، أورام المخ ، ألا وهي الجراحة العصبية بالتوضع الفراغي Stereotactic Neurosurgery وباستخدام هذه الطريقة ، لا يحتاج الجراح إلا لعمل فتحة صغيرة في جمجمة مريضه- تحت تخدير موضعي . وبعد ذلك ، يتم إدخال مسبار صغير إلى المخ ، وباستخدام أجهزة شديدة التعقيد لتحديد الموقع المطلوب بدقة متناهية ، يتم توجيه المسبار نحو الجزء المراد استئصاله من المخ . وبهذه الطريقة ، يمكن الوصول إلى أجزاء من النسيج العصبي لا تزيد على بضعة مليمترات مكعبة ، والمدفونة بعمق مادة الدماغ ، دون إتلاف أي من الأنسجة العصبية السليمة المحيطة بها . ويمكن بعد ذلك إتلاف ذلك الجزء من نسيج المخ الموجود عند طرف المسبار عن طريق إمرار تيار كهربي مباشر .

أجريت الدراسات الرائدة على هذه الطريقة من الجراحات العصبية في مستشفى جامعة تمبل Temple في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الأمريكية ، في عام 1947 ، على يدي الدكتور إرنست شبيجل Spiegel والدكتور هنري وايكيس Wycis ، حيث قاما بتطوير أول جهاز للجراحة العصبية بالتوضع الفراغي يستخدم على البشر ، والمعروض الآن في متحف سميثونيان بالعاصمة الأمريكية واشنطن . وعلى الرغم من أن طريقة التوضع الفراغي قد تم تطويرها لأول مرة في عام 1902 على يدي جراح الأعصاب البريطاني السير فيكتور هورسلي Horsley ومساعده الدكتور كلارك Clark ، فقد كان جهازهما مصمما للتجريب على الحيوانات فقط .

وفي عام 1949 ، برع الدكتور شبيجل ، ضمن مجموعة أخرى من زملائه ، في جراحات شق الكرة الشاحبة Pallidotomy ، وهي عملية تشتمل على الاستئصال- بالتوضع الفراغي- لجزء من المخ يسمى بالكرة الشاحبة ، والذي يتعرض لتغييرات مرضية في الشلل الرعاش ، وهو من مرض تنكسي Degenerative يصاحبه رعاش لا يمكن السيطرة عليه ، وتيبس العضلات ، مع صعوبة في الحركة . وقد قام الدكتور شبيجل أيضا بالقليل من الجراحات النفسية .

وبعد ذلك ، بدأت العديد من المراكز الطبية في الولايات المتحدة ، وكندا وأوربا ، واليابان في إجراء جراحات التوضع الفراغي ، ومن بين رواد هذه الجراحات ، كان هناك الدكتور لارس ليكسل Leksell من معهد كاروليسكا السويدي ، والذي اخترع جهازه الخاص لجراحات التوضع الفراغي ، والذي لا يزال مستخدما إلى يومنا هذا . ونتيجة لذلك ، ظهرت أنواع عديدة من العمليات الجراحية الجديدة التي تستهدف أنواع عديدة من العمليات الجراحية الجديدة التي تستهدف تراكي مخية محددة مثل اللوزة المخية Amygdala والمهاد Thalamus والوطاء Hypothalamus والحزم Cingulum- والتي يعتقد بأنها مرتبطة بالاستجابات العاطفية للمثيرات المختلفة . وذكرت التقارير الواردة من مراكز طبية عديدة في جميع أنحاء العالم تحقيق نتائج مذهلة باستخدام هذه الطريقة الجراحية ، وخصوصا في المرضى ذوي السلوك العدواي أو الانتحاري غير المتحكم فيه .

عملية لإزالة العنف !

في عام 1965 ، أعلن الدكتور ناراباياشي Narabayshi وزملاؤه في اليابان ، أنهم أجروا سلسلة من الجراحات النفسية لعلاج السلوك الشديد العدوانية لدى عدد من المرضي . واستخدمت المجموعة تقانات التوضع الفراغي لتدمير أجزاء صغيرة من تراكيب مخية تسمى بالأجسام اللوزانية Amygdaloid Bodies ، أو اللوزة المخية . ومن بين 27 مريضا " منهم 19 مصابا بالصرع " ، تحقق تحسن مذهل في 14 منهم ، بينما حدث تحسن ملحوظ في 9 مرض ، مما يعني أن السلوك العدواني قد تم اجتثاثه تماما من أولئك المرضى ، دون التأثير في بقية الوظائف العقلية . وبعد ذلك ، سرعان ما تنقلت وكالات الأنباء أخبار إنشاء مراكز متخصصة في جراحات المخ والأعصاب في جميع أنحاء العالم : في الهند ، والمكسيك ، وفرنسا ، والدانمرك ، والولايات المتحدة .

وفي عام 1970 ، نشر طبيبان في كلية طب جامعة هارفارد الأمريكية ، أحدهما جراح أعصاب هو الدكتور فيرنون مارك Mark ، أما الثاني فهو طبيب نفساني- الدكتور فرانك إيرفين Ervin ، كتابا لقى رواجا كبيرا ، ليس بين الأطباء وحدهم ، بل وبين عامة الناس أيضا . كان الكتاب معنونا " العنف والمخ " ، كما كان يسرد بالتفصيل خلاصة تجربة الطبيبين في معالجة المرضى النفسيين المفرطي العدوانية باستخدام طريقة جديدة تماما للجراحة النفسية .

فبدلا من إحداث تلف " عمياني " لأجزاء من أمخاخ المرضى ذوي السلوك العنيف ، بحث الطبيبان عن طريقة للتحديد الدقيق للنسيج المعتل في مخ المريض ، والذي يتسبب في حدوث العدوانية المفرطة لدى أولئك المرضى ، وقد تركزت أبحاثهما على المرضى الذين يعتقد في أن نوبات العنف لديهم كانت ناتجة عن بؤرة نشطة في الجهاز الحوفي limbic system- أو " المخ العاطفي " لديهم . وقبل استخدام طريقة التوضع الفراغي لإجراء الجراحة ، قاما بزرع أقطاب معدنية رفيعة في مخ المريض ، بغرض استقبال إشارات تدل على حدوث نشاط كهربي غير طبيعي ، مصاحب للسلوك العدواني . وقد أظهرت دراساتهما بالفعل حدوث نشاط كهربي شاذ بالمخ خلال النوبات العنيفة للمرضى ، ولذلك فعند إمرار تيار كهربي شاذ بالمخ خلال النوبات العنيفة للمرضى ، ولذلك فعند إمرار تيار كهربي ضعيف في هذه الأقطاب المعدنية ، أمكن تقليل نشاط هذه البؤرة النشطة إلى أقصى حد ، وقد تمكن المضي بعد الجراحة من مزاولة حياتهم المعتادة دون نوبات العنف السابقة ، ودون فقدان أي من الوظائف العقلية الأخرى . وهنا بدا أن الطب كان على وشك الدخول في عصر جديد ، هو عصر الجراحة النفسية- العصبية Neuropsyschosurgery لكن ، ولسوء الحظ ، لم تسر الأمور بالصورة التي توقعها الدكتور مارك والدكتور إيرفين . فعند نشر أبحاثهما لأول مرة في السبعينات ، كان هناك سخط عام على كل ما يمت " للجراحات النفسية " بصلة ، ربما نتيجة للدمار الهائل الذي خلفته حقبة الجراحات الفصية على المرضى وعلى عائلاتهم .

تعرض الكتاب لنقد لاذع من مجموعات كبيرة في المجال الإعلامي ، وتوقفت الجراحات التي تستهدف معالجة العنف ، كانت هناك وصمة ملتصقة بالجراحات النفسية ، وكان من الواضح أن الحال سيستمر كذلك لأعوام طويلة .

وعلى أية حالة ، فلا تزال الجراحات النفسية العصبية ، أو " الجراحات العصبية لمعالجة الأمراض العقلية " كما يطلق عليها اليوم ، تمارس في عالم اليوم- وخصوصا بعد أن تم ابتكار وسائل غير جراحية لتدمير نقاط محددة داخل المخ- باستخدام تقنيات الجراحة الإشعاعية Radiosurgery وهي إجراء جراحي يمكن الطبيب من الجراحة على المخ دون الحاجة إلى فتح الجمجمة ، عن طريق توجيه حزم من الأشعة بجرعات محددة بدقة متناهية نحو الجزء المراد تدميره من الخلايا السرطانية ، وتتميز هذه الجراحات بأهميتها البالغة في علاج الأورام التي يصعب الوصول إليها بالطرق الجراحية التقليدية ، أو التي يتطلب الوصول إليها بتلك الطرق تدمير العديد من الأنسجة والتراكيب التشريحية السليمة في المخ .

ويعتمد الجراحون الذين يمارسون الجراحات الإشعاعية على ترسانة من الأجهزة المعقدة ، مثل أجهزة التوضع الفراغي ، والمعجلات الخطية Linear accelerators " والذي يطلق عليه اختصارا ، ليناك Linac " ، وأجهزة الكمبيوتر المتطورة ، وأشعة الليزر .

وخلال العقد الماضي ، استخدمت الجراحات الإشعاعية لمعالجة أورام المخ التي فشلت الوسائل التقليدية في معالجتها أو كوسيلة مساندة لتلك الطرق . ويقوم الجراح بتخطيط دقيق للأهداف المراد تدميرها إشعاعيا ، بالاستعانة بوسائل التصوير الإشعاعية مثل التصوير المقطعي المحوسب CT- Scanning ، والتصوير بالرنين المعناطيسي MRI ، والتصوير الوعائي Angiography لأوردة وشرايين المخ . ويتم توجيه الأشعة الصادرة من مصدر خارجي ، والتي يتم التحكم في حركاتها واتجاهاتها بواسطة أجهزة كمبيوتر بالغة الدقة ، بحيث يتم توجيه عدد كبير من الحزم الشعاعية ثم تركيزها على الجزء المراد معالجته داخل المخ ، وبهذه الطريقة ، يمكن المحفاظة على الجزء المراد معالجته داخل المخ ، وبهذه الطريقة ، يمكن المحافظة على الأنسجة السليمة المحيطة بالورم من التعرض لأضرار الأشعة .

ويمكن معالجة المرضى بهذه الطريقة في المستشفى ليوم واحد ، مقارنه بفترة الإقامة المعتادة للجراحات المخية التقليدية ، وهي 16 يوما على الأقل . وعلى الرغم من أن الجراحات الإشعاعية تكلف تقريبا مثل الجراحات المخية التقليدية ، فإنها لا تشترك معها في الوفيات ، والألم ، والمضاعفات بعد الجراحية المرتبطة بالجراحات التقليدية . بالإضافة إلى قصر فترة النقاهة التالية لها ، حيث يمكن للمريض العودة إلى عمله وممارسة أنشطة حياته المعتادة في اليوم التالي " للجراحة " مباشرة .

 

إيهاب عبدالرحيم

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




جمجمة أثرية تعرضت لجراحة في المخ





علاج الصرع بالجراحة في العصور الوسطى





عملية حديثة للجراحة بالتواضع الفراغي





مجموعة من الآلات المعدنية التي استخدمت في اليونان القديمة لإجراء عمليات التربنة