من شهر إلى شهر

من شهر إلى شهر

طـب
كساء جديد لأنبوب قديم

الإحصاءات الطبية قالت إن 20% من المرضى الذين خضعوا لأجهزة التنفس الاصطناعي في غرف الإنعاش أصيبوا بالالتهاب الرئوي pneumonia وإن 50 - 70% من هؤلاء قد توفوا بسبب تفاقم هذه العدوى ومضاعفاتها. ومن الأمثلة القريبة للحظة كتابة هذه السطور حالة رئيس الوزراء اليوناني "باباندريو" الذي يرقد في غرفة الإنعاش على حافة الموت بسبب عجز الأطباء عن تطهير الحويصلات الهوائية الدقيقة والعميقة في رئتيه من نواتج الالتهاب.

هذه المعضلة الطبية لفتت نظر الدكتور "تيموثي لنجليس" المحاضر بقسم "الميكروبيولوجي" بكلية الطب جامعة "ليدز" البريطانية. وقرر أن يبدأ بحثه من دراسة كيفية دخول البكتريا إلى الرئتين عبر جهاز التنفس الاصطناعي لدى مجموعة من المرضى الذين يعالجون في غرف العناية المركزة. وأكدت الدراسة أن البكتريا تأتي من المعدة في حالات الإرجاع وتتسلل من الحلق إلى القصبة الهوائية، وكان الإجراء الوقائي هو تقليل نشاط المعدة لتحاشي الإرجاع. لكن ذلك لم يكن كافيا للإجابة عن سؤال حول كيفية وصول البكتريا إلى أبعاد أعمق داخل الرئتين. وكانت ملاحظة الأنبوب الذي يتم إدخاله إلى القصبة الهوائية ضمن عملية التنفس الاصطناعي مفتاحا للإجابة، وهي أن البكتريا الموجودة في إفرازات الجهاز التنفسي اللزجة يتم دفعها إلى داخل الرئتين مع اندفاع أوكسجين التهوية الاصطناعية عبر الأنبوب. وصار واضحا أن المشكلة تكمن في التلوث الذي يصعب استبعاده عن الأنبوب.

ومن هنا جاءت فكرة الدكتور لنجليس لابتكار وسيلة جديدة تتمثل في تغليف أنبوب التنفس الذي يتم إدخاله في القصبة الهوائية بغشاء رقيق تسهل إزالته بعد كل عملية تنفس ويتم التخلص منه بكل ما يحمله من إفرازات ملوثة وبكتريا ليستبدل بآخر جديد ومعقم. وأسمى المبتكر هذا الغشاء باسم: الرقيقة الحيوية Biofilm، ولقد نالت هذه الرقيقة الحيوية إحدى الجوائز السنوية للابتكارات التي تقدمها شركة توشيبا، كما نالت جائزة مماثلة من مؤسسة رولكس. ولم تتوقف دراسات الباحث عند هذا الابتكار، فبدراسة استخدمت فيها الأشعة السينية والمماثلات الكمبيوترية لنماذج من أنبوب التنفس المكسوبالرقيقة الحيوية وتمثيل الإفرازات بنقاط حبر تتحرك تحت تأثير أوكسجين التهوية المندفع في الأنبوب، تبين أن إعطاء جرعات صغيرة شديدة التقارب من الأوكسجين في عملية التنفس الاصطناعي أفضل من دفع كمية كبيرة مرة واحدة، إذ إن ذلك يحرك أكثر نقاط الحبر، أي أنه في الواقع العملي يدفع الإفرازات التنفسية المحملة بالبكتريا إلى داخل الرئتين مما يسبب الالتهاب الرئوي.

الرقيقة الحيوية سهلة التغيير هي ابتكار بسيط لكنه شديد الفعالية الوقائية، وهذا لن يتوقف على أنابيب التنفس بل إنه واعد أيضا في مجال القساطر، ويبقى هناك جزء يخص الضمير، فإذا نام هذا الضمير وأبقى الأنابيب والقساطر دون تغيير رقائقها الحيوية إن إهمالا أو توفيرا فإن العواقب تصير أوخم.

بيئة
وللجراد فوائد جمة

العالم ينتبه أخيرا إلى أنه ما من شيء في البيئة الفطرية إلا وله فائدة. حتى الجراد الذي صار مثلا لإبادة وتدمير المزروعات، هو في جوهر نشاطه رسول خير للنبات الذي يتعامل معه. فقد اكتشف العالم البيئي المتخصص في الحشرات والأوبئة "ميلفين داير"، من جامعة "جورجيا"، أن الجراد بينما يشرع في التهام بعض من أوراق النباتات التي يتوقف عليها يمنح الأوراق الأخرى التي يلامسها دون أن يأكلها نوعا من البروتين النادر المحفز للنمو.

هذا الاكتشاف الذي أعلن عنه أخيرا كان هاجسا لدى بعض العلماء منذ عشرين عاما. ومنذ عشرة أعوام والعالم "ميلفين داير" مع فريق من الباحثين يكرسون عملهم للتيقن من هذه الحقيقة التي تبلورت أخيرا، وكانوا أول فريق بحثي يصل إليها. وتقول النتائج إن هناك جزيئات بروتينية دقيقة "ببتيدات" peptide توجد في لعاب الجراد وهذه الجزيئات المسماة "منشطات النمو" تساعد النبات على الاستفادة القصوى من المواد الكيماوية التي يفرزها ذاتيا لتحفيز نموه وتسمى "الأوكسينات".

إن "الأوكسينات" يفرزها النبات عند أطرافه حيث تنشأ البراعم الجديدة، ولقد أخذت هذه الأوكسينات ورشت على نباتات في طور النموفأحدثت طفرة في النماء، لكن عندما أضيفت إليها "الببتيدات" المأخوذة من لعاب الجراد وأمعائه، قفز معدل النموألف مرة أكثر من المعدل الذي تحدثه الأوكسينات منفردة. ورجح العلماء أن الجراد وهو يلتهم بعض أوراق النبات يرجع ويفرز ببتيداته على الأوراق الأخرى لتنموأغزر وأسرع. فكأنه يأخذ ويعطي بقدر ما أخذ، على عكس الكثيرين من البشر الذين يأخذون ولا يعطون، فهل نكف عن إلصاق تهمة الطمع والشراهة بالجراد، خاصة إذا عرفنا أن حملات الجراد الوبائية ما هي إلا استجابات استثنائية لشروط مناخية طارئة وقاسية؟!.

تقنية
طيران بمجرد التفكير

الخيال المجنح يتحول إلى حقيقة إلكترونية. ففكرة استقبال موجات المخ وتحويلها إلى لغة تحكم من بعد، باتت موضوع تقنية متقدمة يجري تنفيذها بالفعل، وفي مجالات عدة. ولعل من شاهد فيلم "الرجل الوطواط إلى الأبد"، سيدهشه أن تتحول الفكرة الخيالية عن أجهزة تسرق موجات التفكير من الأمخاخ، إلى أجهزة حقيقية تجعل الإنسان ينجز مهام معقدة دون أن يتحرك من مكانه أو يحرك عضلة واحدة من جسمه.

الخطوة الأولى في هذا الاتجاه جاءت من شركة "إبفا" الأمريكية للتكنولوجيا، التي قدمت برنامجا للكمبيوتر متعدد الوسائط ويتم تشغيله من بعد بالموجات الكهربائية للمخ. وتنهض هذه التقنية على فكرة رسام المخ الكهربائي الذي يسجل النبضات الكهربية الدقيقة التي تحدث داخل المخ، فعن طريق أقطاب مثبتة في طوق يوضع حول الرأس ترصد الموجات الكهربائية داخل المخ، وتترجم التغيرات في هذه الموجات إلى تأثيرات تظهر على الكمبيوتر، فبمعرفة الإنسان بتأثير أنماط تفكيره المختلفة على الجهاز يستطيع التحكم في البرنامج، فيسرع أو يبطئ من حركة الصورة على الشاشة، أو يجعل الصور ترتفع أو تنخفض، أو يدير صورة للكرة الأرضية أو يوقفها.

ولا يتوقف أمر المحاولة على تشغيل برنامج كمبيوتر، بل يتجاوزه إلى أمور أخطر كقيادة الطائرات.. نعم قيادة الطائرات، بمجرد التفكير! وتبعا للتقنية نفسها التي تسمى في هذه الحالة "التكنولوجيا التي يحفزها العقل" (Brain activated technology).

وقيادة الطائرة بهذه التقنية لا تتطلب إلا جلوس الإنسان في غرفة القيادة والنظر في مؤشر خاص به خطان، أحدهما ثابت بمثل خط الأفق والآخر متحرك بمثل خط أفق الطائرة في تصور (الطيار)، أي الباع بين كتفي الطائرة، وبالتدريب على تحويل أنماط التفكير المختلفة إلى تأثير يظهر في العلاقة بين الخطين وتتحرك تبعا له الطائرة، يستطيع الطيار أن يجعل الطائرة تميل وتنعطف وتبطئ أو تسرع، ترتفع أو تنخفض كما يريد وبمجرد تفكيره في ذلك!

والمسألة جد، لا هزل فيها ولا خيال علميا أو غير علمي يشوب جديتها، فهي أحد المشاريع البحثية المهمة لعلماء القوات الجوية الأمريكية في مركز "رايت باتيرسون"، ويقود هذا المشروع البحثي العالم الدكتور "جرانت ماكميلان" أما الرائدة التي تتدرب الآن على الطيران بهذه الطريقة فاسمها "جلوريا كالهاون". والبحث كله يتمحور حول فكرة تدريب الناس على تركيز تفكيرهم في اتجاه معين، ومن ثم الحصول على نمط نشاط المخ الخاص بهذا الاتجاه، والتقاطه بمجسات خاصة، ونقله إلى الكمبيوتر.. ثم التعامل مع الكمبيوتر بناء على المحددات السابقة، وإنجاز نشاطات مبنية على التفكير، ومنفذة بمجرد النظر كما هذا الطيران بمجرد النظر.

هذا جميل، وأجمل منه أن هذه التقنية - حال نجاحها - ستساعد ملايين المعاقين على أداء مهمات لم يكن ممكنا في السابق قيامهم بها، وستجعل من أتعس الطيارين مقاتلين مهرة للذود عن أجواء بلادهم ضد أي طيران مضاد، وبمجرد النظر!

أما غير الجميل، والذي يتطلب منا إمعان النظر، وإعادة النظر، فهو علاقة هذه التقنيات العالية بعقل الإنسان الذي سيستخدمها، خاصة أن هذا العقل يصير مشوشا أكثر فأكثر، ويوما بعد يوم، ولفرط إجهاز التكنولوجيا نفسها على ما بقي من قدراته في الاعتماد على نفسه.

أدب
حقل واسع.. للحنين

كرٌ، وفر. هجوم صارخ وتعاطف حميم. نقد، ونقد النقد. هذا ما أحدثته آخر روايات الكاتب الألماني الشهير جونتر جراس والمسماة "حقل واسع". فقد سبقت نشر الرواية على المستوى الجماهيري حملة من الدعاية، والتبشير، والحماس المتقد. وأعقب ذلك بعض الفتور والنقد الخجول، وما إن علت نبرة النقد، حتى انقض القراء على النقاد يريدون تمزيقهم. ففي إحدى محاضرات "المنتدى الأدبي" بفرانكفورت قدم جونتر جراس قراءة أولى من مسودة روايته المنتظرة والمعنية بتفاعلات ما بعد سقوط سور برلين وتوحيد ألمانيا. بعد هذه القراءة انطلق الإعلام الأدبي يردد: "لقد عاد المعلم".. "جونتر جراس الجديد".. "إنها رواية القرن".

بعد ذلك تم نشر الرواية على الجمهور الواسع، وكانت ضخمة تقع في أكثر من ثمانمائة صفحة. وقرأ الناس الكتاب، وراحوا يسائلون بعضهم بعضا عن الانطباع والنتيجة، كانت المشاعر قد فترت وبدأ التردد والحذر يوحي بالآراء السلبية، ثم تحول الهمس إلى ملاحظات واضحة: "إنه عمل ممل"، لم أصل إلا إلى الصفحة 150" .

وأغرب ما في الأمر كان ذلك التحول الكبير للنقاد الذين أفرطوا في التحمس للرواية عندما وزعت عليهم في طبعة محدودة قبل النشر الواسع. فالناقد "مارتن لودكة" الذي وصف قراءة حقل واسع في فرانكفورت بأنها: "غوص إلى الأعماق، وطرح للأمور دون مواربة، ولغة تتهدج من شدة التوتر"، عاد وأعلن في تراجع: "إنها رحلة مضجرة". أما الناقد المشهور "مارسيل رايش رانيتسكي"، والذي تبنى تقديم قراءة جراس بحماس سابق فقد كتب رسالة مفتوحة إلى جونتر جراس في مجلة "شبيجل" بدأها بالثناء على جهوده المضنية ثم قال عن رواية "حقل واسع" : "إنها فاشلة جملة وتفصيلا". وسرعان ما انتشرت النار في هشيم النقد وكتب نقاد الصفحات الأدبية السيارة عن الرواية: "مولود يولد ميتا".. "كتاب لا يستحق القراءة".."فشل ذريع".. "ثأثأة مملة".

عندئذ انقلب السحر على الساحر! فقد أشعل رأي النقاد السلبي على الرواية حماس رسامي الكاريكاتير، فصوروا النقاد كوحوش، وأكلة للحوم البشر. وسرت في ألمانيا كلها موجة من الحماس للثأر من النقاد والانتصار للرواية، حتى أن نائبة رئيس البرلمان الاتحادي "أنتيه فولمر" دخلت المعركة قائلة في إحدى الصحف: "إننا في أوقات التحول بالذات نكون بحاجة ماسة إلى الأدباء". واحتدم النقاش، ووزعت الرواية مائة وسبعين ألف نسخة. واعتدل الميزان، فوصفت رواية "جونتر جراس" من الناحية الجمالية بأنها: "طموح إلى أقصى حد، فهي تنطلق من الحاضر لتعالج 150 سنة من التاريخ الألماني. وشخصيتها الرئيسية "تيو فوتكه" تبعث من جديد صورة شاعر، وتعبر في الوقت نفسه عن الحياة اليومية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة. أما الشخصية المناقضة "لودفيلج هوفتالر" فهي تعبير عن ثوابت الحكم المتسلط بكل ما يمثله من شر ومن إنسانية مزيفة".

لقد جاءت رواية "حقل واسع"، بكل ما أحاط بها، لتعبر عن حقيقة مطمورة في زحام وتسارع وضوضاء عالمنا المعاصر. ففي ألمانيا التي تمثل حالة واضحة من فرط التصنيع وقفزات التكنولوجيا المتقدمة وما يتبعها من إعلام إلكتروني وسيل معلوماتي جارف وبارد، يبدوالناس - كما قال الكاتب "يوخن هيبر"- في حاجة ماسة إلى كلمة صائبة واضحة ينطق بها شاعر أو أديب.

فـن
شابونجو.. حديقة الحجر

موجة عارمة تجتاح فن النحت العالمي هذه الأيام والجديد أنها إفريقية قلبا وقالبا وتمثلها زيمبابوي التي يعتبرها الكثيرون من نقاد الفن مستودعا لفنون النحت الإفريقي، خاصة في مادة الحجر بكل تنوعاته وألوانه. وعلى مقربة كيلومترات قليلة من العاصمة الزيمبابوية هراري، يتوجه آلاف المهتمين بالنحت والقادمين من الغرب والشرق على السواء إلى حديقة من نوع خاص تسمى "شابونجو"، وفي هذه الحديقة لا تتفتح فقط الأزهار الإفريقية النارية وتسمق أشجار الأبنوس، بل تتفتح أيضا وتسمق بين الأزهار والأشجار نماذج زاهرة من المعروضات النحتية المأخوذة من الملاكبت الأخضر والرخام الأسود والجرانيت البني والرمادي. وتلمع أسماء فنانين فطريين ذوي مستوى عالمي مثل "تابغوما جوتسا" و"تاكاويرا" و"موكومبيرانوا".

لقد أنشئت "حديقة شابونجو لفن النحت" عام 1985 لتكون معرضا ومرجعا ومدرسة لفن النحت في زيمبابوي. فهذا المركز الفني هو المسئول عن اختيار النماذج للمعارض العالمية، وعن دعم ورعاية الفنانين في أماكن إقامتهم مهما بعدت داخل زيمبابوي، كما يضطلع هذا المركز بدور المدرسة العملية لصقل الأجيال الجديدة الشابة من الفنانين، وتعتبر مجموعة مقتنياته النحتية من أغنى مجموعات النحت التاريخية في العالم أجمع.

"مدرسة زيمبابوي في فن النحت" والتي تمثلها حديقة شابونجو باتت تعبيرا عالميا لا تشوبه أية مبالغة، وهذه المدرسة تمتد جذورها إلى القرن الثالث عشر عندما فتح المهتمون أعينهم على تلك الموهبة الشائعة بين أبناء قبائل "الشونا" حتى أن هذه المدرسة الفنية كثيرا ما توصف بأنها "نحت الشونا "، وهي تتميز بعناصر بيئية خاصة وتعبيرات أسطورية تمنح من ثقافة القبائل الإفريقية التي كونت مملكة زاهرة في زيمبابوي تعتبر من الحضارات الإنسانية المبكرة فيما عرف "بزيمبابوي العظيمة" والتي مازالت بعض آثارها المعمارية ماثلة في هضبة ذلك البلد.

لقد كتبت مجلة "آرت ريفيو" الفنية البريطانية المتخصصة عن مدرسة زيمبابوي في النحت: "في إفريقيا تتألق حركة فنية عظيمة تعبر المحيطات لتؤثر في حركة الفن العالمي. وهي تفيض بالطزاجة الإبداعية، ولسوف تفجر مزيدا من جدة الرؤية في مجال التعبير العالمي. وإنه لفن محلي عظيم قادر على الحديث عن الإبداع الإنساني في شمول، عبر مفردات المشاعر الشخصية والأسرية، ليمس الروح والنفس الإنسانية أينما كانت".

 

محمد المخزنجي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




أنبوب القصبة الهوائية المطور في مريض تحت التنفس الاصطناعي





صورة مقطعية تبين الغشاء الجديد يغطي الأنبوب





الجراد .. بريء من تهمة الإبادة في أحواله العادية.





نظرة إلى المؤشر، يحركها التفكير، فتقود الطائرة





نظرة إلى المؤشر ، يحركها التفكير ، فتقود الطائرة.





موجات المخ تشغل الكمبيوتر عن بعد.





جونتر جراس صاحب الرواية المعضلة.)





الروائي يرسم ..ويدعمه الرسامون..





غزالة تتحول إلى فراشة - للفنان تابغوما.





أسرة متماسكة - للفنان تاكاوبرا





الأعمى - للفنان ماتميرا





شجرة الغربيون المرضعة - للفنان بنهورا.