طرائف عربية
طرائف عربية
حسن التخلص من السلطان من يغدر بضيفه؟! كان معن بن زائدة قد أمر بقتل جماعة من الأسرى ، فقام إليه أصغر القوم فقال له : يا معن ، أتقتل الأسرى عطاشاً؟ فأمر لهم بالماء ، فلما سقوا قال : يامعن ، أتقتل ضيفانك؟ فأمر معن بإطلاقهم. ركعتان لله ، وأبيات شعر للعفو ظفر المأمون بأبى دُلف، وكان يهرب فى الجبال . كان الوقت صيفا، والشمس لها أوار ، وضيق الصدر يأخذ بتلابيب الأمير. فأمر بضرب عنق دُلف ، فقال : يا أمير المؤمنين : دعني أركع ركعتين، قال : افعل . فركع وانشغل بأبيات من الشعر ، ثم وقف بين يدي أمير المؤمنين وأنشد:
فأطلقه وولاه تلك الناحية فأصلحها. سب يقود للعفو ودعوة تفك الأسر أتى معاوية يوم صفين بأسير من أهل العراق ، فقال الحمد لله الذي أمكنني منك. قال الأسير : لا تقل ذلك يا معاوية، فإنها مصيبة. قال معاوية : وأي نعمة أعظم من أن أمكنني الله من رجل قتل جماعة من أصحابي في ساعة واحدة ؟ اضرب عنقه يا غلام ! فقال الأسير : اللهم اشهد أن معاوية لم يقتلني فيك ، ولا لأنك ترضى بقتلي وإنما يقتلني في الغلبة على حكام هذه الدنيا ، فأن فعل فافعل به ما هو أهله وإن لم يفعل فافعل به ما أنت أهله. قال معاوية : ويحك سببت فأبلغت ودعوت فأحسنت ، خلّ عنه. ضمير الجماعة يفدي الرقبة لما ولي سليمان بن عبدالملك كتب إلى عاملة فى الأردن : اجمع يدي عدي بن الرقاع إلى عنقه ، وابعثوا به إلىّ على قتب بلا وطاء "جمل" ووكل به من ينخس به ففعل ذلك . فلما انتهى إلى سليمان بن عبدالملك ألقي بين يديه إلقاءً لا روح فيه، فتركه حتى ارتدت إليه روحه، ثم قال: أنت أهل لما نزل بك . ألست القائل في الوليد
قال عدي : لا والله
يا أمير المؤمنين، ما هكذا قلت : وإنما قلت:
فنظر إليه سليمان وضحك وأمر له بصلة وخلى سبيله. الحرورية تلعب بالحجاج أتي الحجاج بحرورية ، فقال لأصحابه : ما تقولون في هذه ؟ قالوا: اقتلها، أصلح الله الأمير ونكل بها غيرها!. فتبسمت الحرورية. فقال لها الحجاج وقد اربدت ملامحه وكساها الغضب: لم تبسمت؟ فقال المرأة وشعاع من الثقة ينير جبينها ولا تزال البسمة على شفتيها : لقد كان وزير أخيك: استشارهم في قتل موسى فقالوا: أرجه وأخاه، وهؤلاء جماعة الجهل والفساد يأمرون بتعجيل قتلي عليهم غضب الله . فضحك الحجاج وأمر بإطلاقها. لسان الفصاحة آتى الحجاج بأسرى فأمر بقتلهم ، فقال له رجل منهم: لا جزاك الله يا حجاج عن السنة خيرا : فإن الله تعالى يقول : فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منًَا بعد وإما فداء. فهذا قول الله فى كتابه . وقد قال شاعركم فيما وصف به قومه من مكارم الأخلاق:
فقال الحجاج : ويحكم ! أعجزتم أن تخبروني بما أخبرني به هذا المنافق ؟ وأمسك عمن بقي .
|
|