المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

الكويت

توزيع جوائز الدولة في مهرجان «القرين»

كرّمت الكويت في احتفالية كبيرة رعاها وزير الإعلام محمد السنعوسي الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لهذا العام، ضمن مهرجان القرين الثقافي الأخير والذي انطلقت فعالياته في بدايات الشهر الماضي.

وتأتي هذه الجوائز في إطار الاهتمام بالإبداع في أشكاله المختلفة. ومنحت جائزة الدولة التقديرية لأربعة أدباء ومفكرين وفنانين لهم فضل الريادة، والتأسيس، والتأكيد على جذور الثقافة بين أبناء الوطن منذ الاستقلال وما قبله، وعرفانًا من الدولة بعطاءاتهم وإنجازاتهم، وتقديرًا لأدوارهم المهمة.

وحصل الشاعر الكبير علي السبتي على جائزة الدولة التقديرية للعام 2006، بفضل سيرته الأدبية المزدحمة بالعطاءات منذ الخمسينيات والستينيات والسبعينيات حتى الآن، وأنه أول من كتب قصيدة التفعيلة في الكويت، وجدد في نسيج الشعر العربي، كما عمل السبتي كاتبًا وناقدًا، ورئيس تحرير لمجلة «اليقظة»، لفترة طويلة، وهو عضو مؤسس في رابطة الأدباء، وعضو جمعية الصحافيين الكويتية، وحمل على عاتقه مسئولية تطوير الحركة الشعرية الكويتية مع رفقاء دربه من الأدباء الرواد.

وللسبتي ثلاثة دواوين شعرية هي «أشعار في الهواء الطلق» صدر عام 1980 عن دار السياسة، و«بيت من نجوم الصيف»، صدر عام 1982 عن شركة الربيعان للنشر والتوزيع، و«... وعادت الأشعار» صدر عام 1997.

كما حصل على التقديرية الشاعر الكبير السفير السابق يعقوب الرشيد، صاحب السيرة العطرة في مجال الأدب، وذلك من خلال ما قدمه من إسهامات واضحة في نهضة الكويت الأدبية، وهو من الشعراء العرب الذين احتفظوا بتقاليد القصيدة العربية في شكلها الأصيل، ووالده الشيخ عبدالعزيز الرشيد مؤرخ الكويت الأول، ومؤسس مجلة الكويت عام 1928، ولقد درس يعقوب الرشيد في كتاب ملاّ زكريا الأنصاري، وملاّ محمد، وأنهى دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت، وتقلّد مناصب عدة منها تعيينه أول مدير للمراسم في وزارة الخارجية الكويتية عام 1961، وسفير الكويت في الهند، عام 1964، ثم سفيرًا في باكستان عام 1970، وزائير عام 1975، وكينيا عام 1976، وشارك في العديد من الأمسيات الشعرية خارج وداخل الكويت ولديه العديد من المؤلفات منها: «تاريخ الكويت»، و«الكويت في ميزان الحقيقة والتاريخ»، و«الكويت وغدر الجار»، ودواوين شعرية منها: «سواقي الحب»، و«درب العمر»، و«غنيت في ألمي»، و«هاتف الشوق»، و«همسات السبعين» وغيرها.

والفنان القدير سعد الفرج الحاصل على تقديرية هذا العام أيضا، من الفنانين الذين احتفظوا بأصالة فنهم، كما كان من الرواد الذين أصلوا للدراما والمسرح في الكويت، من خلال أدواره الفنية ومؤلفاته المسرحية والدرامية، وهو الذي حصل على بكالوريوس الإخراج والإنتاج التلفزيوني في أمريكا عام 1974، وعمل رئيسًا لقسم الدراما في تلفزيون الكويت عام 1962، ثم مستشارًا للدراما في القسم نفسه، وكرّم في العديد من المهرجانات المحلية والعربية.

وحصلت الإعلامية القديرة فاطمة حسين على جائزة الدولة التقديرية بفضل إسهاماتها في نهضة العمل الإعلامي الكويتي، وإبراز دور المرأة في المحافل الإعلامية، وهي من النساء الكويتيات الأوليات اللواتي بعثتهن الكويت لاستكمال تعليمهن الجامعي في القاهرة، وشهدت الساحة المحلية نشاطها المؤثر في مجال حقوق المرأة السياسية، ولقد عملت مديرة تحرير لجريدة «الوطن» ومجلة «سمرة» في وقت سابق.

وفي مجال جائزة الدولة التشجيعية فقد منحت للفنانة سهيل النجدي والفنان فهد الشايع والفنانة عائشة العبدالله.

وللكاتبة الشابة بثينة العيسى عن روايتها «سعار» والدكتور عبدالله القتم في مجال الدراسات اللغوية والأدبية عن دراسته «شعراء البحرين وشعرهم في العصر الجاهلي»، والدكتورة فاطمة الشايجي، والدكتورة خيرية رمضان في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية، وخاصة التربية عن كتابها «تعليم وتعلم الرياضيات».

مدحت علام

مسقط

الإعلان عن جائزة السلطان قابوس للإبداع الثقافي

أعلنت وزارة التراث والثقافة في سلطنة عمان أخيرًا عن جائزة تحمل اسم «جائزة السلطان قابوس للإبداع الثقافي»، وتأتي هذه الجائزة متزامنة مع احتفاء السلطنة هذا العام بإعلان مسقط عاصمة للثقافة العربية، وقد وجهت الوزارة دعوتها للأدباء والمثقفين والفنانين العرب للترشح للجائزة، في مجالين رئيسين هما الآداب والفنون، ففي مجال الآداب تتوجه الجائزة للأنواع الأدبية التالية: الرواية، والنص المسرحي، والشعر، والقصة القصيرة. أما في مجال الفنون فتتوجه الجائزة للتصوير الضوئي، والرسم، والنحت، وقد حددت قيمة الجائزة بمبلغ قدره 48 ألف ريال عماني (ما يعادل 125 ألف دولار أمريكي) في كل مجال من المجالات، كما يمكن أن تمنح الجائزة مناصفة.

وقد وضعت وزارة التراث والثقافة العمانية مجموعة من الشروط للترشح للجائزة، منها في مجال الآداب على سبيل المثال: أن تشكل الأعمال المرشحة إضافة إبداعية جديدة للأدب العربي، وألا تقل الأعمال التي تُقدم للمرشح للجائزة عن ثلاثة أعمال مطبوعة في أي مجال من المجالات الأدبية، وألا يكون قد مضى على أحدث إصدار أدبي للمرشح أكثر من خمس سنوات، ومن تلك الشروط في مجال في مجال الفنون: أن يقدّم العمل الفني رسالةً إنسانية في أي موضوع يختاره المرشح للجائزة، ويمكن للعثور على تفاصيل الترشح للجائزة عن طريق موقع وزارة التراث والثقافة العمانية www.mhc.gov.om.التي أصدرت مجلتين فصليتين ثقافيتين، احتفاءً بإعلان مسقط عاصمة للثقافة العربية 2006 م. حيث صدر الأول من مجلة «زوايا ثقافية» الفصلية، وسعياً من هذه المجلة الوليدة لعدم تكرار نماذج المجلات الثقافية التي تصدر في السلطنة حالياً فقد حاولت أن تعتمد خطاباً ثقافياً يستخدم لغة سهلة، وإن كان العديد من موضوعاتها ذا توجه أقرب إلى النخبوية والخطاب المتخصص. وقد تضمن العدد الأول مجموعة من الأبواب الثابتة في الدراسات الأدبية التي كان أبرزها دراسة موسعة للباحث العماني الدكتور محسن الكندي حول الثقافة الأدبية في عمان قدم خلالها قراءة استقصائية في المرجعيات والتجارب الثقافية في عمان. كما تضمن العدد باباً خصص للنصوص الشعرية والقصصية لمجموعة من الأدباء والكتاب العمانيين والعرب، وتضمن أيضًا بعض الحوارات الثقافية والمقالات الفنية، وقراءات وتحليلاً للنصوص الأدبية، كما احتوى العدد باباً عن المخطوطات العمانية، ومتابعات للأحداث الثقافية حول الأيام الثقافية العمانية في باريس وجائزة السلطان قابوس للإبداع الثقافي. ويحسب للمجلة أنها اعتمدت في المقام الأول على الكتاب العمانيين وأعطتهم المجال الأوسع للكتابة سواء في ذلك الباحثون منهم أو الأدباء والفنانون، كما سعت إلى استقطاب مجموعة من الكتاب والباحثين العرب. وقد لوحظ على العدد الأول عناية لافتة بالتراث العماني سواء في الباب الذي خصصته المجلة للمخطوط العماني والذي قدمت فيه دراسة لمخطوط عماني نادر لمصحف خطه ناسخ عماني هو عبدالله بن بشير الحضرمي من زمن الدولة اليعربية، وهو مخطوط يحتوي على تشكيلة مدهشة من فنون هندسة الكتابة. كما قدمت المجلة مقالاً آخر اعتنى بدراسة «الإنتاج الفكري العماني المخطوط» قدمه الباحث العماني الدكتور موسى المفرجي. ووجهت المجلة قسطاً من اهتمامها للتراث المعماري العماني أيضاً حيث قدم زكريا القضاة خبير ترميم المباني الأثرية بوزارة التراث دراسة حول «الزخارف الفنية في المباني التراثية العمانية». وكذلك قدم العدد مجموعة من المقالات لكتاب عمانيين وعرب منهم محمد الرحبي والدكتور حسين العربي والدكتور ضياء خضير والدكتور عبد العزيز الفارسي وغيرهم.

وبالتزامن مع صدور هذه المجلة صدرت مطبوعة فصلية أخرى موجهة للأطفال هي مجلة «قناديل» وهي تعتمد أساليب مجلات الأطفال التي توظف الرسوم القصصية. غير أن البعد العماني يبدو فيها واضحاً، سواء من جهة المضمون أو من ناحية الإخراج الفني، كما أنها تعتمد على المحررين والفنانين العمانيين اعتماداً شبه كلي. حيث ركز العدد الأول من المجلة على العناية بالجغرافيا العمانية، وخصص تحقيقاً عن حقوق الطفل وظفت فيه مقابلات وحوارات مع الأطفال، واهتمت المجلة في بعض أبوابها بتقديم معلومات مبسطة عن «العالم الرقمي» وعلوم الحاسوب.

محمد بن سعيد الحجري

القاهرة

قرنٌ من التأثيرات الإسبانية في فن التصوير المصري

بعد أن عاشت الباحثة مروة عزت عبد الحميد سنواتٍ تدرسُ تأثير الحروب على فن التصوير الإسباني، خلال دراستها للماجستير، استطاعت أن تفهم الظروف الاجتماعية المختلفة في إسبانيا، بل ورأت تشابهًا كبيرًا مع الظروف الاجتماعية في مصر، مما شجعها على التعمق في التصوير الإسباني ودراسة تأثر العناصر الفنية المختلفة ذات الدلالات العميقة الأثر بالتغيرات الاجتماعية والسياسية، ومقارنتها بمثيلتها في مصر وذلك في دراستها للدكتوراه، التي جاءت تحت عنوان «تأثير فن التصوير الإسباني على أعمال المصورين المصريين المبعوثين إلى إسبانيا» (1900 - 2000)، والمقدمة إلى قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة، بجامعة حلوان بإشراف الدكتور مصطفى محمد أمين الفقي.

كان هدف البحث السعي إلى تحديد الدلالات المختلفة للعناصر الفنية كمفردات تشكيلية والتي تأثرت بتغير الظروف الاجتماعية والسياسية في مصر وإسبانيا، في فترة القرن العشرين الذي ذخر بأساليب فنية متعددة في إسبانيا والذي افتتحت فيه مدرسة الفنون الجميلة في مصر وتلقى فيه العديد من الفنانين المصريين المعاصرين الدراسة في إسبانيا أمثال الفنان صبري منصور، عز الدين حمودة، حامد عويس، أحمد نوار، وعباس شهدي، ورصد مدى تأثرهم بالفن الإسباني في أعمالهم التصويرية.

وقد انطلقت الباحثة من عدة فرضيات خلصت فيها إلى اعتقاد كثيرين من راصدي الفنون أن الفن يمثل فرارا إلى حلم تعويضي أو فردوس من الأشكال ذات الألوان الساحرة في عالم رائق يبعث على الغبطة يرضى فيه الإدراك ويهجع إلى ما يعتمل في التجربة من ضروب النزاع الداخلي، وأن جماليات فن التصوير متغيرة بتغير درجة الاستفادة من عناصر الطبيعة أو توظيفها في العمل الفني سواء تم توظيفها كعناصر أساسية في العمل أو كعناصر مكملة للعنصر الرئيسي.

وفي حين ظلت مصر ـ منذ العصور الحجرية وحتى فترة الحضارة الإسلامية ـ تحتل مكانة مهمة جدا في فن التصوير على مستوى المجتمعات الأخرى على مر التاريخ، فإن ذلك انتهى عندما أصبحت فيها أداة طيعة في أيدي المحتلين المخربين الذين حاولوا محو الهوية المصرية مثل العثمانيين الذين قاموا بترحيل الكفاءات الحرفية والفنية إلى الأستانة للاستفادة منهم، في الوقت الذي نشروا فيه فكرًا دينيًا متطرفًا في مصر عن حُرمة الفن مما أبعد مَن ظل بمصر عن ممارسة الفن، بل وأصبحت النظرة إلى من يمتهنه أنه شخص آثم، فاضمحل المستوى الفني وغيب عن الفكر المجتمعي المصري آنذاك.

ومن العوامل التي ساعدت على إضعاف الهوية الفنية المصرية بعثات محمد علي للفنانين والحرفيين المصريين إلى أوربا زمن اضمحلال الفن المصري، فعادوا من هناك محملين بالطرز الأوربية مثل الباروك، والروكوكو، التي استخدموها في تجميل القصور والحدائق. وعلى الرغم من أن ذلك رفع من الحالة النفسية للفنان المصري الذي أعيد له جزء من ثقته بنفسه فإنه على المدى الأطول لم يضعه إلا في مصاف المقلدين فقط فساعد ذلك أكثر على محو هويته المصرية التي تربع بها قديما على عرش الفن العالمي.

ولأن إسبانيا كانت بحكم موقعها محل أطماع الكثير من الدول لأنها تربط بين قارتي أوربا وإفريقيا فقد مرت بأحداث سياسية كبرى وحروب ومنازعات كثيرة وبالتالي تغيرات اجتماعية جمة أثرت الحالة التشكيلية التي عبر بها الفنانون عن حياتهم وحالاتهم التي يعيشونها شأنها في ذلك شأن مصر أيضا، إلا أن الفنان الإسباني استغرق في محليته وفي تعبيره عما يخالج بلده فأصبح عالميًا.. بل وأيضًا ابتدع مدارس فنية جديدة قادت وراءها العالم الفني كله.

عند افتتاح مدرسة الفنون الجميلة في مصر عام 1908 جاهد طلابها الأول في إعادة الهوية المصرية لفن التصوير المصري وأصبح منهم مصورون عظماء ما زالت أعمالهم خالدة حتى الآن، وبالرغم من أن أساتذتهم في ذلك الوقت كانوا أوربيين، فإنهم أثروا فن التصوير المصري بدراسات بيئية مصرية ريفية وشعبية وفرعونية لإدراكهم التام أبعاد المشكلة الفنية في مصر، فنجحوا في وضع أيديهم على الحلول المثلى لاستعادة الهوية المصرية.

وقد تأثر المبعوثون من المصورين المصريين بالفن الإسباني ـ بأساليبه وتقنياته وروحه التي تنبعث في أرجاء إسبانيا كلها ـ واستنشقوا العبق الأندلسي لذلك الفن، في خطوطه وألوانه وحالاته، وكأن ما زرعه الأجداد الأندلسيون في إسبانيا حصده الأحفاد المصريون الذين بعثوا إلى إسبانيا.

وتمثل تأثر المصورين عبدالعزيز درويش، وحامد عويس، وعباس شهدي ومحمد رياض سعيد بالفن الإسباني في التزامهم واستغراقهم في الواقعية بالرغم من أساليبهم المميزة الخاصة بهم والتي ظهرت في أعمالهم قبل فترة البعثة الإسبانية. أما عز الدين حمودة وصبري منصور ومصطفى عبد المعطي فقد نجحوا في الاستفادة من الفنون العالمية بشكل عام والحكمة في التعامل مع معطيات الفن الإسباني بشكل خاص وصوغ ذلك في صورة تطور منطقي لما بدأوه من رحلة طويلة مع فن التصوير، إلا أن أعمال الفنان صبري منصور تتسم بالمصرية بل وتتوج بها الهوية المصرية التي ترعرع فنه فيها وظل متصالحًا معها حتى الآن.

الفنانان أحمد نوار ومحمد عبد المنعم تأثرا بالفكر الإسباني بشكل ملحوظ في أعمالهما التي أنجزاها أثناء فترة البعثة الأسبانية بل وأيضًا ظهرت على أعمالهما الملامح الفكرية الإسبانية فأدركا العالم بعيون إسبانية وطرق تقنية عالمية إلا أن نوار حاول في بعض الأعمال الحديثة له أن يتواءم والهوية المصرية بشكل كبير.

وقد رفض بعض المصورين المصريين ـ كما تقول الباحثة ـ فكرة تأثرهم أو تأثر أعمالهم بالفن الإسباني معتقدين أن ذلك خطأ وقعوا فيه ويجب أن يتواروا منه، في حين أن البحث يثبت أن الفنان الواعي هو الذي يتأثر بأي عالم محيط به ـ سواء في بلده موضع نشأته أو في بلد آخر ـ ولكن العبرة بالنتيجة الأخيرة وهي ألا يطغى ذلك التأثر على هويته المحلية قبل كل شيء، فالتأثر في حد ذاته مقبول ولكن بشكل مناسب وبتوظيف منظم يفطن له الفنان الواعي.

وتعثرت الباحثة في الوصول إلى بعض الفنانين مثل رياض سعيد وورثة عباس شهدي مما اضطرها إلى الحصول على المادة العلمية الخاصة بهما من شبكة الإنترنت ولم تكن تحمل بيانات كافية، مما يحيلنا إلى قضية توثيق الفن المصري المعاصر، ناهيك عن مجمل العصور التشكيلية في مصر.

وهو ما جعل الباحثة تتمنى أن يزيد اهتمام الجهات الثقافية المعنية بالكتب والمراجع العربية التي تفي بقدر مصوري مصر بداية من فناني الرعيل الأول وحتى الآن.

ورأت الباحثة أن إقامة جسر فني قوي بين مصر وجميع دول العالم يعد ركيزة سياسية مهمة في تغيير وجهة النظر العالمية عن المصريين بوجه خاص وعن العرب المسلمين بوجه عام، وأن يتوازى ذلك مع محاربة كل تقليد عقيم للفن الأوربي أو الفن الغربي دون استيعاب محتوياته والأسس القوية التي ارتكز عليها ذلك الفن في مجتمع بعينه دون المجتمعات الأخرى ومحاولة جذب المصورين الشباب نحو فكرة استعادة الهوية التشكيلية المصرية على المستوى العالمي.

مصطفى عبدالله

عمَّان

المنتدى العربي يؤبن الفنان إسماعيل شموط

أبّن تشكيليون وإعلاميون، في قاعة المنتدى العربي في عمان، الفنان التشكيلي الفلسطيني الراحل إسماعيل شموط في أربعينيته، وشارك في حفل التأبين كل من د. بسام أبو غزالة، والخزاف محمود طه والمصور عبد الرءوف شمعون والإعلامي كامل قسطندي ونجل الفنان د. يزيد شموط.

وقد بدأ التأبين بقراءة الفاتحة على روح الفنان ثم ألقى د. بسام أبو غزالة كلمة الافتتاح التي تساءل فيها قائلاً: ماذا عسانا فاعلون بعد أن أرخى رحيلك علينا هذا الليل الحالك؟ ترى، أتصاب أعيننا من بعدك بعمى الألوان، فلا نعود نرى ذلك الشعر الذي لوّنته ريشتك على الديباج الدمشقي والموصلي والمغربي؟ أم أن ما لوّنت استقر في نفوسنا وعقولنا، فما برحها أبداً؟

وأضاف أبو غزالة: «ذات مساء رويت لنا كيف ساقتك وأهلك عصابات الصهاينة، وأجبرتكم بحد السيف على الرحيل من اللد في يوم رمضاني قائظ من شهر تموز - يوليو - في العام 1948، حيث قطعت وأهل بلدتك الجبال الوعرة على الأقدام حتى وصلتم رام الله، أولى مدن الشتات. ثم رويت لنا كيف تسنّى لك ولتمام أن تزورا في تالي العمر منزل أهلك في اللد، وأهلها في يافا، وكيف وجدتما من جاءوا من أوربا واغتصبوا المنزلين ببساطة عجيبة، ولم يعترفوا لكما بهما».

وأشار الفنان محمود طه في كلمته التي ألقاها نيابة عن الفنانين إلى أهمية شموط كفنان موثق للحركة التشكيلية في فلسطين والشتات، واستذكر الفنان طه قائلاً: «عرفت إسماعيل جيداً وأحببته قبل أن ألتقي به، وتابعت معظم أعماله وأنا في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وكانت سعادتي كبيرة عندما التقيت به أول مرة في بداية الستينيات عندما أقام معرضه مع شريكة مسيرته الفنية تمام الأكحل في قاعة أمانة العاصمة بجانب المدرج الروماني، حيث مشينا نحو مشغلي الصغير للخط والرسم فسألته بخجل: هل تنصح أن أذهب للدراسة؟ قال: إلى أين؟ قلت: إلى بغداد فقال: وماذا تنتظر؟».

وأضاف: «بعد هذا اللقاء ازداد تواصلي معه خصوصاً بعد نكسة حزيران - يونيو - حيث كنا شركاء في تأسيس الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين (الأمانة العامة)، ومع الأيام ازداد التواصل أكثر فأكثر.. مما أتاح لي أن أعرفه جيداً، وأن أقف على جوانب كثيرة من ذاكرته التي تملأ دماغه ينابيع من ذاكرة النكبة وهي التي لا يمكن سحقها أو حتى اغتيالها».

وأوضح طه «في منتصف السبعينيات انتخب شموط أميناً عاماً لاتحاد التشكيليين العرب، وفي فترة ولايته أنجز الكثير للاتحاد، وبعث الحيوية فيه إلى حين تعرض للشلل، والتراجع في دورات غاب عنها».

وخلص طه إلى أن شموط «كان إدارياً واسع الأفق، وفناناً تحركه الذاكرة، يتسع صدره لكل كبيرة وصغيرة، ولا يمكن لأحد أن يستفزه.. وعندما يعصر ذاكرته يملأ من يجلسون حوله بحالة من الأمل والتفاؤل».

وطالب الفنان عبد الرءوف شمعون في بداية كلمته التي ألقاها نيابة عن النقاد من الحضور بقوله: «حاولوا معي أن تمنحوا اسماً آخر لفلسطين، اسماً فنياً، لنقل رمزها الفني المعاصر، لن تجدوا غير هذا الاسم، إسماعيل شموط، وإذا كان الموت بلا غد، فان الملحمة اللونية التي حققتها لغة شموط البصرية تعرفت على وعدها منذ زمن، وذهبت فنياً إلى أبعد ما يكون».

وأكد شمعون: «أن شموط تفوق على ضيق المنافي، فخرجت لوحته من رحم المأساة، وكابد في سنوات عمره كي يرسم بدم اللون سيرة شعبه ويوزعها كشواهد واقعية حية إلى أرجاء العالم».

وختم كلمته: «لقد أتقن إسماعيل العبور إلى العمق، وجدانياً بصياغته، بجماليات تصويرية ضرورية، استندت إلى تكثيف درامي لحياة الفلسطيني ولأرض فلسطين».

إلى ذلك قال الصحفي الفلسطيني المقيم في بيروت، كامل قسطندي في كلمته التي ألقاها نيابة عن أصدقاء الفقيد: «إنني هنا أعزيكم وأعزي نفسي، فأول ما قرأت خبر وفاة أخي وصديقي شموط في جريدة السفير اللبنانية، كانت تلك اللحظة أشبه بالصاعقة، وكانت نكبتي الأولى، وعندما علمت أنه توفي في ألمانيا، كانت نكبتي الثانية، كنت أنا وزوجتي قررنا الذهاب إلى عمان، وكنا نريد أن نفاجئ إسماعيل هناك، لكنه فاجأنا برحيله المباغت».

وأضاف قسطندي: «يجب ألا نحزن أو نخاف على فلسطين التي أنجبت درويش وشموط وناجي العلي.. فهم مشاعل العودة والتحفيز لاسترداد فلسطين».

وختم كلمته بالقول: «عندما أفكر في تلك الينابيع، ينابيع إسماعيل وتمام والكثير من الشهداء الذين سوف يتكررون، أعرف حجم ما ترك إسماعيل للأجيال القادمة من إرث وطني، يُعرفهم بقضيتهم، وذلك من خلال لوحاته الفنية، بالإضافة إلى الجدارية، وفي رسوماته التي تركها ورحل». واختلطت كلمة ذوي الفقيد التي ألقاها نجله د. يزيد إسماعيل شموط بالأبوة والإبداع والعاطفة.

وفي نهاية حفل التأبين تم عرض فيلم وثائقي: «إسماعيل شموط وتمام الأكحل، رحلة مع الفن والحياة والوطن» حيث وثّق الفيلم حياة الفنان وزوجته بصور من الذكريات منذ عام 1948 إلى معرض السيرة والمسيرة، الذي عُرض في العديد من العواصم العربية، وبيّن الفيلم الدور الذي لعباه في طرح القضية الفلسطينية من خلال لوحاتهما الفنية في الوطن العربي وخارجه.

يشار إلى أن الفنان شموط رحل في 3 / 7 / 2006 في أحد مستشفيات ألمانيا اثر عملية جراحية في القلب عن عمر يناهز 76 عاماً.

والفنان إسماعيل شموط من مواليد مدينة (اللد) بفلسطين العام 1930، شردته النكبة عام 1948 م فارتحل مع أهله للإقامة في مخيم للاجئين في خان يونس، التحق في عام 1950 بكلية الفنون الجميلة في القاهرة لدراسة فن الرسم والتصوير، وتخرج عام 1954، أقام معرضه الأول عام 1953 في غزة، وأقام معرضه الثاني عام 1954 في القاهرة برعاية الرئيس جمال عبد الناصر، وقد شاركت فيه زميلته (زوجته لاحقاً) تمام عارف الأكحل.

غازي انعيم

دمشق

خصوصية شعر نزار قباني وحياته في ندوة عربية في دمشق

يتمتع الشاعر العربي الراحل نزار قباني بخصوصية بارزة، في شعره وحياته، لدى الباحثين والقراء معاً، من خلال الموضوعات الجريئة والساخنة التي تناولها في شعره الذي يتصف بالغنى والغنائية العالية والغزارة، حيث ثبت في الدراسات الإحصائية أنه الأغزر بين شعراء العربية، ولهذا فإنه سيظل حاضراً في الذاكرة العربية. ولهذا انعقدت في دمشق ندوة عربية عن الشاعر الكبير (1923 - 1998) بالتعاون بين وزارة الثقافة السورية ومؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري. اشترك في فعاليات هذه الندوة نحو أربعين من الباحثين والشعراء من مختلف الأقطار العربية.

في افتتاح الندوة قال وزير الثقافة د. رياض نعسان آغا:

«ما أحبت الشام في تاريخها العريق شاعراً كما أحبت نزار قباني، وما عرف الشعب العربي شاعراً سكنته الشام كما سكنت فؤاد نزار:

أنت النساء جميعاً ما من امرأة
أحببت قبلك إلا خلتها كذبا».

ومن خصوصية نزار قباني أنه أعاد للحب العربي وجهه الإنساني، أو كما قال عنه الشاعر أدونيس: «كم أشعر بالفخر لأن أبي هو نزار قباني، الشاعر الذي نقل الحب من الأقبية السرية إلى الهواء الطلق».

قال الشاعر أحمد الشهاوي إن هذه الندوة تأخرت كثيراً، وكان ينبغي عقدها عند رحيل نزار قباني عام 1998، وقال إنه أول من بادر إلى إصدار كتاب عنه بعد رحيله. وكان للكاتبة السورية كوليت الخوري حضور مميّز، وفوجئ الباحثون والجمهور بتصريح جريء لها، كشفت فيه سراً كان غائباً، أو معروفاً على نطاق ضيق، حيث قالت: إنها المرأة الوحيدة التي أحبها نزار قباني في حياته.

واختار الباحث والشاعر د. نذير العظمة أن يدرس تحولات «صورة الجسد في شعر نزار قباني، ملامحها الفنية، حوافزها ودلالاتها»، وكيف تطورت عنده القصيدة، من الغريزي إلى الجمالي، ومن الجمالي إلى الفلسفي، في محاولة لكشف علاقة الجمال والذوق في الحب والحياة والحرية في شعر نزار وشخصيته.

بينما قدم د. عمرو عيلان دراسة أسلوبية خاصة بديوان «خمسون عاماً في مديح النساء».

أقيمت على هامش الندوة أمسيتان شعريتان اشترك فيهما كل من: أحمد الشهاوي - عبد القادر الحصني - ساجدة الموسوي - محمد العزي - هارون هاشم رشيد - عبد الرزاق سعيد المانع - خالد محيي الدين البرادعي - عبد الرزاق عبد الواحد - أحمد البخيت.

وانتهت الندوة ببيان ختامي يحمل مقترحات بتحويل بيت الشاعر إلى متحف يضم تراثه المادي والفكري، وإقامة مهرجان شعري دولي يحمل اسم الشاعر وجائزة باسمه, وطباعة الأعمال الشعرية الكاملة لنزار قباني ضمن منشورات وزارة الثقافة.

أغادير

مهرجان فن الروايس احتفاء بفن أمازيغي عريق

احتضنت مدينة «بيوكَرى» عاصمة إقليم «اشتوكة أيت باها» فعاليات الدورة الأولى من مهرجان «فن الروايس وديوان أهل سوس» المنظم من طرف وزارة الثقافة بشراكة مع عمالة الإقليم، ويندرج هذا المهرجان في إطار السيرورة التي دشنتها وزارة الثقافة منذ نهاية التسعينيات من القرن الماضي بإحداث عدة مهرجانات وطنية لألوان الثقافة وفنون القول والموسيقى والغناء الشعبي أمثال: مهرجان «أحيدوس» بعين اللوح، مهرجان «الملحون» بالراشيدية، مهرجان «العيطة» بآسفي ومهرجان «عبيدات الرما» بخريبكة..

ويقوم مهرجان «فن الروايس وديوان أهل سوس» - كما هو محدد في مطبوعاته - على فكرة الجمع بين المكونين الرئيسيين في التجربة الغنائية الأمازيغية بمنطقة سوس - حيث إقليم اشتوكة أيت باها-: مكون الشعر باعتباره فاعلية إبداعية لغوية، ومكون الموسيقى والغناء باعتبارهما مهارتين فنيتين يتبارى من خلالهما الشاعر وفريق الإنشاد في تقديم أحسن ما لديهم، في إطار من التنافس بين القبائل وشعرائها، وقد تم دمج هذين المكونين في فعاليات المهرجان ومن ثمة تسميته بـ «مهرجان فن الروايس وديوان أهل سوس».

وقد تضمنت فقرات المهرجان بالإضافة الى المادة الغنائية والشعرية اللتين تعدان المحور الرئيسي للمهرجان: ندوة علمية في موضوع «أغنية الروايس: الخصائص الفنية والروابط الثقافية» بمشاركة الأستاذ محمد المستاوي الذي خص مداخلته بالحديث عن «الرايس» والشاعر الحسين جانطي المعروف في مجال الإبداع الأدبي والفني الأمازيغيين ويعرف عند النقاد والممارسين للفن الغنائي الأمازيغي بشاعر المقاومة إبان فترة الحماية، مما أعطى لإنتاجه الشعري الغزير نكهة خاصة.. وقد تم بمناسبة هدا المهرجان تكريم ذكرى هذا الفنان.

ولد هذا الشاعر: الحسين بن عبد الله أبو مالك المعروف في الساحة الفنية بـ: جانطي حوالي سنة 1900 م بدوار إمزيلن قبيلة إدا ومحند المنتمية الى كنفدرالية: اشتوكن، وحسب التنظيم الجماعي الحالي جماعة: واد الصفاء، إقليم اشتوكة أيت باها، وحيث إنه عايش في بداية ريعان شبابه ما يعانيه المواطنون من جراء الحكم الاستبدادي للقائد حيدة بن مايس، فقد اضطر إلى الهجرة مبكرا إلى مدينة الرباط رفقة أخيه مبارك واشتغل عند سيدة فرنسية أطلقت عليه اسم: Gentil نظرا لكياسته ولباقته المقرونة بالذكاء..

وقد تناول باقي المتداخلين في الندوة المميزات والخصائص الفنية لأغنية الروايس من حيث محاولة جمع أوزان شعر الروايس التي تسمى بـ «أسيف» أي النهر في مقابل البحر عند العربية، كما ثم تناول فن الروايس: كفن غنائي وموسيقي تؤديه مجموعات كانت في الأصل تدعى الروايس تجوب المواسم والأسواق وأماكن التجمع ومناسباته المختلفة (أعياد، أعراس، احتفالات..) وأضحى هذا الفن فيما بعد عنصرا ثابتًا في كل مظاهر الفرح والاحتفال بالمناطق الأمازيغية بالأطلس الكبير وسهلي سوس والحوز ويمتد نطاقه الجغرافي إلى أطراف الأطلس الصغير.

ومنذ أواسط القرن العشرين، مع ظهور وسائل التسجيل وانطلاق البث الإذاعي بتاشلحيت (اللهجة الأمازيغية السائدة بسوس حيث إقليم «اشتوكة أيت باها») عرفت أغنية الروايس تطورًا وانتشارًا كبيرين وصارت تغذي الذائقة الفنية لجمهور واسع من المستمعين داخل المغرب وخارجه.

يتشكل الروايس التقليديون في مجموعات يرأس كل واحدة منها «رايس» غالبًا ما يكون في الوقت ذاته شاعر المجموعة وملحنها ومغنيها الرئيسي، وتضم هذه المجموعة بالإضافة إلى هذا الرايس عددا من الموسيقيين العازفين والمرددين والمرددات والراقصين، يلبسون أزياء محلية.

وتتناول القصائد التي يغنيها الروايس مختلف المواضيع التي تشغل بال جمهورهم من الغزل إلى المديح النبوي أو مديح أكابر القبيلة، كما لا يغفلون عن تناول مواضيع الساعة من عيوب المجتمع وفساد بعض مؤسساته ومسئوليه. وقد كان لبعض الروايس بلاء حسن في شعر الحماسة ومقاومة الاستعمار واشتهر «سيدي حمو الطالب» على الخصوص بأقواله البليغة التي لم تزل تتردد على ألسنة الناس.

وبجانب هذه الندوة العلمية المهمة وضمن فقرات المهرجان جرى تنظيم معرض فني وإثنوغرافي يعرف بالموروث الثقافي لهذه المنطقة ويضع فن الروائي في سياقه السوسيوثقافي الواسع وقد شارك في هذا المعرض عدد من الجمعيات المحلية وفعاليات ثقافية.. وتضمن المعرض جناحا للصور الفوتوغرافية من وحي ثرات وثقافة المنطقة بمشاركة كل من الأستاذ سعيد أوبرايم والأستاذ خالد ألعيوض ورشيد تاكَلا.. بالإضافة إلى جناح فني للسيد إبراهيم أمنتاك يتضمن مجموعة من الآلات الموسيقية الأمازيغية العريقة والنادرة، بعض منها خاص بكبار الروايس مثال رباب المرحوم الحاج بلعيد.

بالاضافة الى جناح ثالث إثنوغرافي يتضمن مجموعة من الأدوات والآلات والوسائل التقليدية المعبرة عن الثقافة الأمازيغية المحلية.وقد أقيم المعرض في بهو قصر عمالة الإقليم حيث افتتحه وزير الثقافة وعامل الإقليم مع مندوب وزارة الثقافة بأغادير السيد عز الدين بونيت مدير هذا المهرجان.

ومن الأنشطة الثقافية الموازية للحفلات الرسمية في المساء، تم تنظيم خيمة للشعر على مدار يومين بمشاركة أبرز الشعراء الأمازيغيين الذين تعاقبوا على قراءة مقتطفات من أشعارهم، وعرفت هذه الخيمة مشاركة شعراء كبار أمثال الباحث والشاعر الأستاذ محمد مستاوي والشاعر الحاج أحمدالريح وغيرهما.. وقد عرفت هذه الخيمة إقبالا جماهيريا كبيرا بالنظر إلى جمالية القصيدة الأمازيغية (تمديزت) وتأثيرها في نفوس الناس بالإضافة إلى أهمية الشعراء المشاركين. ولم يغفل المنظمون فتح باب للشعراء الشباب للاحتكاك مع رواد الشعر الأمازيغي. وقد أشار المشاركون إلى أن الشعر الأمازيغي ينشد ولا يقرأ، ونبه الشاعر أحمد الريح الشعراء الشباب إلى هذه الخاصية بحيث إن «تمديزت / القصيدة التي استوفت الوزن والنظم تأتي متيسرة في إنشادها. فمن خلال الإنشاد يعرف اتزانها وفق أنماط الإنشاد المعروفة».

وفي اليوم الأخير من أيام المهرجان تم تنظيم ورشة عمل حول موضوع «إستراتيجية العمل الثقافي في الإقليم» بمشاركة فعاليات من المجتمع المدني المحلي، حيث تم تناول المؤهلات الثقافية للإقليم: بين الطبيعي، والتراثي: المنقول وغير المنقول والمؤهلات البشرية الواعدة مع الإشارة إلى الحركية الكبيرة التي يعرفها الإقليم على صعيد العمل الجمعوي من ثم محاولة استكشاف آفاق العمل الثقافي بالمنطقة والإشارة إلى ضرورة تكاثف جهود المصالح المعنية من وزارة الثقافة والمجلس الإقليمي والبلدية مع المجتمع المدني لخلق فعل ثقافي منظم ودائم بالمنطقة، وتحدث المشاركون عن الخصاص الذي تعرفه مدينة بيوكَرى والإقليم على مستوى الفضاءات التي تحتضن الأنشطة الثقافية، وشددوا على ضرورة تجاوز هذا الخصاص في تعاون بين مختلف الفرقاء.

مولاي الحبيب الفقيه





يعقوب الرشيد





فاطمة حسين





علي السبتي





سعد الفرج





غلاف مجلة «زوايا ثقافية»





لوحة للفنان أحمد نوار





لوحة للفنان إسماعيل شموط





نزار قباني