صفحات سرية من رسائل العاشقين

صفحات سرية من رسائل العاشقين

أوراقُهم سفنٌ ترى أكوانَها وتخالُ في أرواحِهم شطآنها
والحبرُ أقمارٌ معطرةُ البكا كتمتْ بدمعاتِ الهوى أحزانَها
كتبوا الجراحَ كأنهم في أبجديا ت الرعودِ تأملوا عنوانَها
العاشقونَ الضالعونَ بقتلنا سكنوا العيونَ وغادروا أجفانَها
أوراقُهم هيجاءُ وردٍ هاطلٍ وأنا الشهيدُ مضمخٌ بستانها
بدموعهم نقشوا جبالَ حروفِها حتى يراود سيلُها وديانَها
سيعبُّ قلبي من كـئوس رسائلٍ بسطورها نبضٌ يصبُّ حنانَها
وأرى غداً سفكت دماه بنظرةٍ وأرى يدا قد مزقت شريانَها
وأرى هواءَ ودٍّ من تنهيدةٍ لو كان في عرش الصدى سجانَها
وهنا حبيبٌ ضلَّ في أوجاعِه جعل القيامةَ حولها أوطانَها
ترمي ملامحُه الظلامَ كأنما خلقت به هذي الدنا عميانَها
والعاشقاتُ الناسخاتُ صبابةً ذبحوا بجفنِ سطورِها كهانَها
وهنا حبيبٌ قافلٌ لحبيبةٍ ويخالُ في خصرِ المفازةِ بانها
يشتاقُ يوماً يدعي عذرية ويقد تحت ضميرِه فستانَها
وهنا لقاءاتُ العتابِ حديقةٌ ذهبت ضلوعي كي تبوسَ مكانَها
بين الرسائل شهقةٌ في موعدٍ كم قد وددتُ لخافقي لو زَانَها
لتحينَ بين العاشقينَ قيامتي وأرى بآخرة الشذا أحيانَها
برسالةٍ ضمختُ شمساً تدعي أن الحنينِ بلا ظلال كانها
العاشقونَ.. الأبجديةُ بعضُهم فحروفُها نارٌ تقد دخانَها
يمشونَ كالتاريخِ حين تدلهم خمرٌ بأن صدى الجنون زمانها
أرض مؤنثةٌ تنام بخطوِهم فكأنها قد فارقت دورانها
هذي الرسائلُ أمة الصبوات من سيخطُّ في فقه الهوى قرآنَها?
سأرتِلُ النبضاتِ فوق صهيلها ليخال قلبي شوطه فرسانها
هذي الرسائلُ تركتي.. من بعد موتي سوف أبقى عاشقاً أكوانَها

عبدالله السمطي