أوراقُهم سفنٌ ترى أكوانَها |
وتخالُ في أرواحِهم شطآنها |
والحبرُ أقمارٌ معطرةُ البكا |
كتمتْ بدمعاتِ الهوى أحزانَها |
كتبوا الجراحَ كأنهم في أبجديا |
ت الرعودِ تأملوا عنوانَها |
العاشقونَ الضالعونَ بقتلنا |
سكنوا العيونَ وغادروا أجفانَها |
أوراقُهم هيجاءُ وردٍ هاطلٍ |
وأنا الشهيدُ مضمخٌ بستانها |
بدموعهم نقشوا جبالَ حروفِها |
حتى يراود سيلُها وديانَها |
سيعبُّ قلبي من كـئوس رسائلٍ |
بسطورها نبضٌ يصبُّ حنانَها |
وأرى غداً سفكت دماه بنظرةٍ |
وأرى يدا قد مزقت شريانَها |
وأرى هواءَ ودٍّ من تنهيدةٍ |
لو كان في عرش الصدى سجانَها |
وهنا حبيبٌ ضلَّ في أوجاعِه |
جعل القيامةَ حولها أوطانَها |
ترمي ملامحُه الظلامَ كأنما |
خلقت به هذي الدنا عميانَها |
والعاشقاتُ الناسخاتُ صبابةً |
ذبحوا بجفنِ سطورِها كهانَها |
وهنا حبيبٌ قافلٌ لحبيبةٍ |
ويخالُ في خصرِ المفازةِ بانها |
يشتاقُ يوماً يدعي عذرية |
ويقد تحت ضميرِه فستانَها |
وهنا لقاءاتُ العتابِ حديقةٌ |
ذهبت ضلوعي كي تبوسَ مكانَها |
بين الرسائل شهقةٌ في موعدٍ |
كم قد وددتُ لخافقي لو زَانَها |
لتحينَ بين العاشقينَ قيامتي |
وأرى بآخرة الشذا أحيانَها |
برسالةٍ ضمختُ شمساً تدعي |
أن الحنينِ بلا ظلال كانها |
العاشقونَ.. الأبجديةُ بعضُهم |
فحروفُها نارٌ تقد دخانَها |
يمشونَ كالتاريخِ حين تدلهم |
خمرٌ بأن صدى الجنون زمانها |
أرض مؤنثةٌ تنام بخطوِهم |
فكأنها قد فارقت دورانها |
هذي الرسائلُ أمة الصبوات من |
سيخطُّ في فقه الهوى قرآنَها?
|
سأرتِلُ النبضاتِ فوق صهيلها |
ليخال قلبي شوطه فرسانها |
هذي الرسائلُ تركتي.. من بعد |
موتي سوف أبقى عاشقاً أكوانَها |