بيتنا العربي: متحف للذاكرة

بيتنا العربي: متحف للذاكرة

رئيس التحرير
د. سليمان إبراهيم العسكري

تعاني مدننا العربية القديمة من خطر الإبادة، تقوم بارتكاب إثمه مجموعات كثيرة تريد الاستفادة المادية من تلك المساحات التي تشغلها مبانٍ تراثية، ومساحات بنت فيها الذاكرة العربية لحظات لا تُنسى.

ربما يكون الترميم المخطط له لإحياء تلك المدن لا يسير وفق الخطط المأمولة، لنقص في الخبرات أو الأموال، وربما تكون الانفجارات السكانية سببًا وراء ما يحدث من جريمة عمرانية لا تُغتفر، ولعل ذلك يكون متكأً للاستثمار في التاريخ، الذي ازدهر، وأنجب، وعمر، ولم يرجُ منا سوى أن نحافظ عليه.

الذاكرة العربية تطلب منا جميعًا أن نكون حافظين لذلك التراث. أعرف أصدقاء وأسمع عن آخرين وأقرأ قصص مَن يكونون مجموعات تذكارية للحفاظ على تراث المدن العربية، فيقيمون متاحف للذاكرة. متحف من صور ومقتنيات عمرها قرن أو أكثر، ألبومات تقدم للأبناء والأحفاد صورة مشرقة لتاريخ حي في العمارة والحياة.

نحن بحاجة لأن يكون لدى كل منا متحفه الخاص. هكذا نصنع تاريخًا يقدم للأجيال الجديدة تاريخًا نابضًا بالحياة. وربما يقدم للمرممين من معماريين وتشكيليين وباحثين مادة تساعد في الحفاظ على هذا التراث.

العمارة الحديثة التي تأكل الأخضر واليابس يجب أن توجه عنايتها لروح المدن التي لم تكن يومًا مجرد واجهات زجاجية وأعمدة حديدية وسقوف خرسانية. كانت حياة كاملة، لانزال نسمع أصواتها كلما دخلنا متاحفها. لنعد الحياة إلى مدننا العربية، ولو من خلال متاحف للذاكرة.

---------------------------------------

  • تربية: اللهو الفطري تعزيز للقوة الكامنة وتبديد للمخاوف

الألعاب الشعبية ودلالاتها التربوية
سعاد راضي

اختلف اللعب قديمًا عن اللعب في عصر التكنولوجيا. فقديمًا كان الأطفال يلعبون ألعابًا فطرية، يتوارثونها عن الأجيال السابقة، جيلًا بعد آخر، من الخليج إلى المحيط، تتغير أسماء بعضها عن مثيلاتها في بلد عربي أو آخر، أو حتى تختلف من بيئة إلى أخرى، لكنها جميعًا تشترك في كونها ألعابًا فطرية تعتمد على الحركة والكلمة أو بهما معًا، فرضتها ظروف النشأة الاجتماعية في الأحياء الشعبية والروح الجماعية، وبينما تبدو هذه الألعاب المتوارثة مجرد وسائل للتسلية والترفيه والتنافس الطفولي.

لكن علم النفس الحديث، في مقارنة هذه الألعاب الشعبية بنظيراتها الحديثة التكنولوجية يكشف كيف أن مثل تلك الألعاب الفطرية تعد وسيلة تربوية يمكن أن تستخدم من قبل المربين لتوجيه الطفل وضمان السلام الداخلي له.

واليوم أصبحت المناهج والأساليب التربوية الحديثة ترى أن المشاركة في اختيار وتقييم لعب الأطفال يجب أن تكون من اختصاص المربين، أي الأب أو الأم أو حتى أحد المعلمين.

وإذا كانت عملية الاختيار والتقييم للعب الأطفال ملكًا لتربويين ومتخصصين في هذا المجال فلابد أن تكون لديهم الخبرة بالأدوات والمقاييس والإلمام بأنواع لعب الأطفال ليتسنى لهم معرفة المفيد والجيد منها.

إرث الأسلاف المسلي

اختلفت الآراء والنظريات في تفسير اللعب عند الأطفال، فالبعض اعتبره مجرد وسيلة لتلبية غريزة الضحك عند الإنسان، والبعض الآخر يظن أنها مجرد وسيلة لاستنفاد الطاقة الزائدة، ومنهم من فسر اللعب على أنه ممارسة وتدريب للمهارات التي يحتاج إليها الإنسان من أجل البقاء، والبعض فسرها بأنها حركات لاإرادية لصفات متوارثة عن الأسلاف.

أما أفضل النظريات وأقربها للواقع فهي نظرية التحليل النفسي لفرويد، والتي أرجع فيها كل تصرفات الإنسان إلى غريزة البقاء والخوف من المجهول.

بعض هذه الألعاب قد يكون لعبًا جماعيًا يستنفد طاقة عبر الركض مثلا والمهارات الحركية، وبعضها قد لا يتجاوز تحريك إطار مطاطي لدراجة أو سيارة والسير خلفه، أو أي شكل من أشكال الألعاب البدائية التي تعرفها الأجيال الأكبر عمرًا في العالم العربي والتي كانت تتشابه في أفكارها وإن اختلفت مسمياتها من منطقة لأخرى.

التطبيقات التربوية للمعلمين والأمهات

1 - يمكن أن تستخدم اللعبة في مساعدة الطفل على تنمية شخصيته والتعرف على قدراته وتنميتها.

2 - يمكن أن يستفاد من اللعبة في العملية التعليمية بتنويع الإطارات والحلق المستخدمة بأحجام وألوان مختلفة واستخدامها في الخبرات لتعلم الطفل الألوان والأحجام.

3 تستخدم في علاج بعض الحالات التي تعاني من الخوف والتوتر اللذين تخلقهما الضغوط النفسية.

ألعاب البنات

بالنسبة للفتيات أيضًا كانت الألعاب تعتمد على الخيال الطفولي عبر العرائس وأدوات وتتشابه مع ما يستخدم في البيت من أثاث أو أجهزة أو طعام. لعبة العرائس كانت لعبة البنات المفضلة وتعتبر من ألعاب الأنشطة التعبيرية وتندرج تحت اللعب الخيالي المعبر عن دافع موجود أساسًا في الحياة العملية والتي يتلذذ من خلالها البنات لأنهن يمارسن من خلاله دورهن الغريزي كإناث ينزعن إلى الأمومة والحياة العائلية.

أهدافها

1 - التنفيس عن نوعية العلاقة بين الطفلة وإخوتها، وكذلك انفعالات ومشاعر ورغبات مكبوتة، أي أنه نشاط تعويضي (هدف انفعالي).

2 - تنمية خيال الطفل ومساعدته في التعرف على أنماط وأدوار الحياة (هدف معرفي).

3 - إثراء الناحية اللغوية عند الطفل عن طريق التعبير واستخدام الكلمات (هدف سلوكي ومعرفي).

الجانب الموضوعي

تأتي البنات بأجهزة منزلية ومفارش وأدوات، وإذا كان اللعب فرديًا تقوم البنت بدور الأم وتتفاعل مع الدمى كأنها الأبناء، وتقوم من خلالها بأنماط سلوك معينة خاصة بالأم. أما إذا كانت جماعية فتوزع الأدوار التمثيلية بين البنات إلى أصحاب البيت والجيران ويقمن بجميع الأحداث والتفاصيل التي تحدث بين الكبار أمامهن.

المعالجة والتحليل

تتجلى من خلال هذه اللعبة الغريزة الوالدية، وكذلك الغريزة الجنسية وأيضًا التملك والغريزة الاجتماعية. فاللعبة توضح شعور البنت النابع من نضجها السريع وميلها إلى الأمومة والاجتماع بالجنس الآخر، والتعبير عن المخاوف التي تنتابها في حالة الوحدة أو عدم وجود أسرة لها، فهي تمارس خلال هذه الخلية غريزة التملك والأمومة وكذلك التوافق الاجتماعي. فالطفلة بهذا الدور تتلذذ بكونها امرأة لها زوج وأبناء وأسرة تفرض على أفرادها رأيها، وتحتكرهم لها، يبتعدون بها عن مخاوف الوحدة والقلق، كما أنها تحاول أن تنفس من خلال دورها عن السلوكيات التي ترفضها من والديها وتجعلها تشعر بالضيق.

إن الطفلة هنا استخدمت اللعب للتعبير عن الشعور وعن رغباتها الشخصية. والرموز والكلمات، والأحداث التي استخدمتها عبرت عن ميولها الفطرية، وارتبطت ارتباطًا وثيقًا بغرائزها الواضحة النضوج. ونتيجة لاستخدامها الخيال والرموز في التعبير، فقد اعتبر اللعب هنا مظهرًا من مظاهر النمو العقلي (بياجيه).

أما من حيث قدرة اللعبة على تحقيق الأهداف، فاللعبة تعتبر نوعًا من التنفيس عن الغرائز، ومخاوف وانفعالات مكبوتة يقوم الأطفال بإخراجها لتحقيق التوازن النفسي لهم. كما تساعد اللعبة في التعرف على الصواب والخطأ ومحاولة تصحيح الخطأ من خلال توزيع وتنويع الأدوار.

فالطفلة التي لها أم عصبية تعوض هذه الشخصية في اللعب بأم حنونة، ما يؤكد قدرة الطفل على التفكير السليم. وكذلك تساعد على تأكيد الأدوار في الحياة ومعنى المسئولية، والسلوك المتعارف في ظل عادات وتقاليد المجتمع.

أما استخدام الألفاظ في التعبير فإنه يساعد على تنمية الثروة اللغوية لدى الطفل، وهذه الثروة الكمية في الألفاظ تساعد في التعرف على مفاهيم أكثر والتفكير، ومن هذا التفكير ينمو العقل ويكبر بصورة أكبر وأجدى.

التطبيقات التربوية

1 - تساعد المربي على معرفة البيئة التي يعيش فيها الطفل فيستفيد فيما بعد في إيجاد الأسلوب والسلوك المناسبين للتعامل معه. كما يمكن للأم أن تتعرف على رأي أطفالها فيها وفي الأسرة من خلال الأدوار التي يمارسونها.

2 - يستخدم هذا النوع من اللعب مع الأطفال الذين يعانون من مشكلة الانطواء والذين يخشون التحدث مع البشر فيتم مراقبتهم من خلال الحديث والتعبير أثناء اللعب.

3 - ينمي هذا النوع من اللعب النواحي المعرفية عن طريق التفاعل المباشر بين المربي أو المعلم والطفل وتوجيه الأسئلة والألفاظ ومحاولة التعرف على الإجابة في جو يسوده الشعور بالفرح والاطمئنان، ما يساعد على الاحتفاظ بالمعلومة وتخزينها واسترجاعها، أي أن الحدث والموقف يكونان ترميزًا أو تسجيلًا مرافقًا للمعلومة ما يساعد على تثبيتها. (باندورا).

نتيجة وتوازن

مما سبق يتضح لنا أن جميع ألعاب الأطفال ما هي إلا إرجاع لسلوك الإنسان إلى الدوافع الأولية المسماة بالغرائز، وهذه الغرائز هي القوى والمحركات الأساسية للسلوك.. واعتبرت هذه القوى هي الخامات والمواد الأولية في تكوين الفرد.

وقد قسم علماء النفس هذه النزعات النظرية والفطرية إلى «القابلية والاستهواء والمشاركة الوجدانية والتقليد واللعب» - بحسب الصحة النفسية - ويعزو كثير من علماء النفس سلوكيات الانسان إلى محاولة إيجاد التوازن الذي يتكون نتيجة لعملية التعلم والتنشئة مضافة إليها الظروف البيئية التي تحول دون الفرد وإحساسه بالأمن المستقبلي.

وكي يتم التوازن للفرد لابد أن يكون هناك تفاعل مستمر بينه وبين الطبيعة بشكل أخذ وعطاء. فمن لا يملك يعان ومن يملك يعين. ولهذا نجد أن جميع الأطفال ترمز ألعابهم إلى بقاء الجنس وأسلوب البقاء للجنس البشري إما بالتكاثر والعائلة وإما البقاء للأقوى باستخدام الذكاء والمهارات.

والطفل يشعر بهذه الأمور بالفطرة لأن الإحساس بالتكاثر والاستمرارية غريزة فطرية، ويولد الإنسان أو الكائن الحي وهو يحاول العثور على ماهيته وحقيقته والأساليب التي تحقق له التواجد والتفاعل والتوازن.

وقد ذكر بعض العلماء «أربعة جوانب أو مؤشرات» - بحسب قائمة صاموئيل - في تحقيق التوازن النفسي منذ ولادة الإنسان، وهي:

- الجانب الروحي: يتضمن الإيمان بالله والمعتقدات الدينية وأداء العبادات.

- الجانب النفسي: يتضمن قبول الذات وتحمل الإحباط والسيطرة وضبط النفس.. إلخ.

- الجانب الاجتماعي: وهو حب الوالدين وشريكة الحياة والأولاد والحاجة إلى الجماعة.

- الجانب البيولوجي: ويتضمن سلامة الجسم من الأمراض والقوة البدنية. فالطفل حين يولد يملك غريزيًا كل ما يساعده على تلبية هذه المطالب والجوانب لتحقيق التوازن النفسي، وأي خلل في أحد هذه الجوانب يولد لديه قلقًا وخوفًا من الهلاك، ولذا نجده في ألعابه يعمد إلى تعزيز القوة وكأنه يؤكد أن فوق كل قوة من هو أقوى والله الأقوى، والدائرة تدور والدنيا تدور. ويؤكد ذاته من خلال هذه الألعاب ويحاول تحمل الإحباطات بتنمية قدراته من أجل الفوز والبقاء والقوة في المرة القادمة، وكذلك يؤكد بقاءه كجنس، ويؤكد حيوانيته من خلال مهاراته وألعابه التي تحتاج إلى التسلق والوثب وغيرهما من المهارات الحيوانية. ويعمد إلى تنمية قوته البدنية التي تعينه على البقاء.

نظرية التفاعل الاجتماعي لبندورا

تؤكد نظرية التعلم الاجتماعي التفاعل الحتمي المتبادل المستمر للسلوك، والمعرفة، والتأثيرات البيئية (الحتمية التبادلية)، وأن السلوك الإنساني ومحدداته الشخصية والبيئية تشكّل نظامًا متشابكًا من التأثيرات المتبادلة والمتفاعلة. تتضح هذه التأثيرات المتبادلة من خلال «السلوك ذي الدلالة، والجوانب المعرفية، والأحداث الداخلية الأخرى التي يمكن أن تؤثر على الإدراكات والأفعال، والمؤثرات البيئية الخارجية». السلوك لا يتأثر بالمحددات البيئية، فحسب ولكن البيئة جزئيًا هي نتاج معالجة الفرد لها.

---------------------------------------

  • مجتمع: الإجهاد الناتج عن الهموم

منى خير

ما الذي يسبب الهم؟ إنه أي شيء يجعلك تغضب أو تتوتر وتُحبط، أيضًا التفكير في شيء إنجازه يكاد يكون صعبًا أو شبه مستحيل تحقيقه أو الوصول إليه، ولكن هناك عوامل تسبب الألم عند بعض الأشخاص قد تمنح الإثارة للآخرين، فنجد مثلاً بعض الرياضات والمسابقات التي تستلزم تحديات جسدية تشكل مصدر سرور وسعادة لأشخاص آخرين.

وفى الواقع أن حيزًا معينًا من الهموم يكون مفيدًا لنا، فبينما نكون مجبرين على القيام بأداء عمل لا نريد إنجازه غالبًا نستطيع إنجاز هذا العمل ونشعر بعد إتمامه براحة كبيرة، فمواجهة التحديات تعطينا الشعور بالراحة وإزالة الضيق والتوتر الذي كنا نشعر به قبل إتمام هذا العمل وأيضًا يكسر لدينا حاجز الروتين الذي نمر به خلال فترات حياتنا اليومية، ولكن يجب علينا تخصيص بعض الوقت للتفكير في مصادر الهموم ومسبباتها في حياتنا.

ونجد هنا أن طريقة تأثير الهم فينا تعتمد على إيجاد نوع من التوازن بين الضغوط التي تواجهنا وقدرتنا على التصدي لهذه الضغوط ومواجهتها، فقد نجد أن أنواعًا من الهموم التي تواجهنا غير مفيدة لنا، ولكن إذا أمعنّا النظر قليلاً نجد أن هذا الموضوع الذي نفكر فيه ويسبب لنا الهم إنجازه قد يفيدنا كثيرًا، وفي بعض الأحيان نجد أن بعض الأشخاص الذين يعجزون عن إنجاز عمل قد يكون صعبًا من وجهة نظرهم ويصابون بالعجز والأمراض.

المصادر التي تسبب الهموم

التغيّرات الكبيرة التي تحدث في حياتنا والرتم السريع الذي يسير به العصر الذي نعيش فيه، والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهنا تكون سببًا رئيسيًا للهموم التي نشعر بها، فعلى سبيل المثال قد يكون الشعور بعدم القدرة على مواجهة الواجبات أو المسئوليات التي تواجهنا سببًا في الشعور بالهمّ أكثر من إخفاق الشخص في إنجاز عمل معين, وهنا نجد أن بعض الأشخاص الذين يفكرون كثيرًا في هموم الحياة قد يصابون ببعض الأمراض مثل الصداع المستمر، أو يصابون بإسهال، أو إصابتهم بنوع معين من الأكزيما، أو فقد الشهية للطعام، والبعض الآخر تزيد رغبتهم في الأكل، وطبعًا هذه الأعراض تختلف من شخص إلى آخر، وهنا نجد أن هناك ردود فعل على الانفعالات الناتجة عن الهم، مثل:

  • الشعور بالتوتر وعدم القدرة على الاسترخاء.
  • الشعور بالقلق والخوف.
  • انعدام القدرة على اتخاذ القرارات.
  • فقد القدرة على الشعور بالسرور.

ونجد هنا أن الشيء الصعب هو أن يعترف الإنسان بالشيء الذي يؤرق حياته ويجعله دائم التفكير به، ومن هنا يجب على الشخص المصاب بالهم أن يقوم بتسجيل كل ما يتعرض له خلال يومه من انفعالات سواء كانت بسيطة أو مزعجة وملاحظة الوقت الذي استغرقه في التفكير في كل حالة، وهنا نعرض عليك بعض الأمور التي تساعدك في تنظيم أمورك اليومية وهي:

1 - دوّن لائحة بالأمور التي تحتاج إلى فعلها.

2 - ابتعد عن أي نمط من أنماط التفكير غير المفيدة.

3 - ركّز على كل ماهو مفيد ويمكن إنجازه مرة واحدة خلال يومك.

4 - ترتيب المهام من حيث الأولوية.

5 - حين تواجهك مهمة صعبة حاول أن تتدرب عليها خطوة خطوة.

كيف نحمي أنفسنا من الهموم في حياتنا؟

نستطيع ذلك من خلال تحسين نمط حياتنا اليومية من خلال تنظيم نومنا مع التقليل من شرب المنبهات مثل الشاي والقهوة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، مع تناول وجبة العشاء مبكرًا ويفضل قبل النوم بساعتين على الأقل، مع ممارسة التمارين الرياضيه كالمشي مثلاً، ويفضل شرب كوب من الحليب الدافئ قبل النوم، مع الابتعاد عن تناول الأقراص المنومة، والاحتفاظ بوزنك مناسبًا لطولك، مع ممارسة الاسترخاء عند الشعور بالتوتر والقلق فهو يحارب القلق ويحسن عملية النوم ويحارب التعب والتشنجات.

كيف نساعد أنفسنا؟

السيطرة على الهم حيث نبقي أنفسنا مشغولين بأي نوع من أنواع النشاطات كالتسوق مثلا.

والابتعاد عن الأفكار المزعجة والتركيز على الأحداث المحيطة والانتباه إلى كل مايدور حولك.

طلب المساعدة من الأصدقاء مع تجنب التحدث عن الأفكار والمواضيع غير السارة والمريحة.

في حالة لم نجد من يساعدنا على الخروج من حالة الهم التي تصيبنا يجب علينا أن نلجأ إلى الطبيب، وبأخذ المشورة والنصيحة من الطبيب يستطيع المريض بالتدريج التغلب على الحالة المرضية التي يشعر بها.

وهناك العديد من الأشخاص المصابين بالهم يلجأون إلى الجانب الروحي والمعتقد الديني للحصول على الدعم والعزاء الروحي. ويملك رجال الدين خبرة عظيمة في هذا المجال ونية صادقة في مناقشة الأمور وتوفير الدعم والمشورة.

وهناك مجموعة من السبل تساعد على حل المشكلة، منها: تحديد المشكلة، تقسيم المشكلة إلى أجزاء قابلة للعلاج، توفير حلول بديلة للمشكلة، اختيار الحل الأفضل.

---------------------------------------

  • تغذية: كيفية شراء غذاء صحي رخيص!

د. جمال علي العطار

في ظل سياسة العولمة السائدة الآن في أسواق العالم كله، والشكوى المستمرة من غلاء أسعار المواد الغذائية التي هي في ارتفاع باستمرار لابد لربة البيت أو المسئول عن الشراء من اتباع الخطوات الآتية لشراء غذاء صحي ويكون في الوقت نفسه رخيصًا من دون التنازل عن القيمة الغذائية أو التضحية بأي صفة بالجودة والنوعية، وهذه الخطوات هي:

أولًا: لابد من تحديد المشتريات قبل الشراء

يجب مقدمًا وضع ورقة في المطبخ وتدوين ما ينقص من مواد غذائية قبل التوجه إلى محلات البيع للشراء، وبهذه الطريقة البسيطة والسهلة يتحقق توفير المال والالتزام بالميزانية الموضوعة للشراء وعدم شراء أي شيء لا لزوم له، وكذلك تجنب عدم الذهاب باستمرار إلى المولات والسوبر ماركت ومحلات البيع، ويجب تنظيم القائمة المكتوبة فيها هذه المشتريات بطريقة ما حتى تكون محتوية على مجموعات مثل مجموعة المعلبات ومجموعة الألبان والسكر والشاي حتى يتم شراؤها مع بعض من محل البيع مما يوفر الجهد، وينصح بعدم أخذ عربة كبيرة من مدخل المحل، ويكفي سلة صغيرة للشراء. وإذا كان المطلوب شراء شيء واحد أو اثنين فيجب الذهاب لشرائه مباشرة وعدم التفرج ومشاهدة أشياء غيرها، وأخيرًا عند الخروج لا يلتفت إلى الحلويات والشوكولاتة وعلب السجائر، وهذه تكون في مكان الخروج، وهذه الأشياء مغريات للأطفال الواقفين مع الأم أو الأب والأهم بالنسبة إلى السجائر التي تعرض بشكل جذاب.

ثانيًا: اختيار الشكل الاقتصادي للمنتج

عادة ما يتم عرض المنتج للغذاء في أشكال مختلفة، فمثلًا الشاي يتم عرضه على صورة ناعمة أو خشنة أو خرز أو معبأ في أكياس، ولكن لابد من شراء الأرخص بغض النظر عن الشكل، وهذا يكون على الزيت والصلصة والمربى وهناك عبوات زجاجية أو بلاستيك أو على هيئة ورق مقوى، ويتم شراء الأرخص، وهناك اللحوم يجب شراء القطع الكبيرة ويتم تقطيعها في المنزل لأن القطع الأصغر تكون أغلى، وهناك الخضار لابد من شرائه طازجًا لأن المجمد والمعلب يكون مستوردًا ويكون أغلى من الطازج، وكذلك الجبنة كلما كانت العبوة أكبر كانت أرخص، وفي المنزل يتم إعدادها على صورة شرائح أو قطع حسب ما يتم إعداده منزليًا. ويجب شراء الأشياء الأرخص مثل العدس - مثلًا - بدلًا من اللحمة المرتفعة السعر ويجب إضافة البيض مع العدس أو الكشري بدلًا من اللحمة الحمراء.

ثالثًا: المنتج الأرخص حسب الوزن

يتم شراء المنتج الأرخص مقارنة بالسعر فمثلًا هناك منتج وزنه كيلو بسعر 5 جنيهات والمنتج نفسه وزنه 750 جرامًا بسعر 5 جنيهات فيجب أخذ المنتج الأكثر وزنًا وبالسعر نفسه.

رابعًا: قراءة بطاقة الغذاء قبل الشراء

يجب قراءة بطاقة الغذاء وما يحتويه من سعرات حرارية ويجب شراء الغذاء ذي الصلاحية الطويلة مثل الألبان والجبنة وكلما كانت طويلة المدة كانت أفضل، وكذلك أن تكون قليلة السعرات وغير مضاف إليها السكر لأن هذه الأشياء تؤدي إلى أمراض وزيادة في الوزن ويجب الابتعاد عن الدهون المشبعة مثل السمنة البلدي وغيرها وشراء الزيوت ذات مدة الصلاحية الطويلة.

خامسًا: الشراء على قدر الاستهلاك

قبل الشراء لابد من شراء كميات صغيرة حتى يتم أكلها بسرعة وعدم رمي الزائد في سلة القمامة لأنه عند شراء كميات كبيرة خاصة من الألبان والجبن تنتهي مدتها قبل الأكل يتم رميها ولا يستفاد منها.

سادسًا: الاستفادة من التخفيضات

عند شراء منتج هناك بعض الشركات تحاول خفض الأسعار للمشترين لشراء المنتج، فإن كنت في حاجة لهذا المنتج فابحث عن المعروض بالتخفيضات ولا تندفع إلى شراء المنتج من أجل أن سعره مخفض ولست في حاجة إليه.

سابعًا: موسم المنتج

لابد من شراء أي منتج خاصة الزراعي في موسمه لأنه يكون أرخص وتكون هذه المنتجات أرخص وذات قيمة غذائية عالية.

ثامنًا: المحافظة على قيمة المشتريات

هناك بعض المشتريات يجب حفظها بسرعة فورًا في الثلاجة فور العودة للمنزل وحفظها في الثلاجة أو الفريزر حتى لا تفقد جودتها وسرعة التلف وهذا يؤدي إلى خسارة مادية وعدم نقل الأكل من مكان البيع ويكون بعيدًا عن مكان السكن، فمثلًا يتم سفر بعض الأشخاص أو السيدات خصوصًا من الإسكندرية إلى القاهرة لشراء بعض الأشياء من مول ضخم نظرًا لأخذ السمعة الكبيرة من حيث الحجم والديكور والكافيتريات المنتشرة بجواره يذهبن للتسوق ويعدن بعد عدة ساعات مما يؤدي إلى تلف بعض المشتريات.

في عصر العولمة تلعب الدعاية الجذابة في وسائل الإعلان المختلفة من تلفزيون وراديو وصحافة دورًا في جذب المشترين إلى شراء هذه الأكلات وتكون أغلبها غالية السعر قليلة القيمة الغذائية وذات سعرات حرارية عالية، كل هذه الأشياء ذات تأثير سيئ على الصحة العامة في مستقبل الأيام.

---------------------------------------

  • طب: كيف نواجه الحروق داخل بيوتنا؟

د. محمد مصطفى السمري

الحروق (Burns)، هي تقرحات تصيب أنسجة الجلد نتيجة التعرض للنار أو المواد المشتعلة أو المواد الكيميائية أو الكهربائية أو الأشعة. وعادة تطلق كلمة الحروق على ما نتج عن حرارة جافة مثل التعرض للهب أو لمس معدن ساخن، أما السموط (Scalds)، فتطلق على ما نتج عن حرارة رطبة مثل البخار أو السوائل الساخنة.

وتؤدي الحروق إلى مخاطر ومضاعفات كثيرة خاصة الصدمة العصبية نتيجة الآلام الشديدة المصاحبة للحروق، والصدمة الوعائية نتيجة لفقدان السوائل من المناطق المحترقة من الجسم، والاختناق نتيجة الحرق المباشر للمجاري التنفسية، وتوقف القلب المباشر نتيجة الحرق بالصعق الكهربي، فضلًا عن التلوث البكتيري الناتج عن مهاجمة الميكروبات لجلد الشخص المحروق.. إلخ.

وتحدث الحروق بمعدلات تختلف باختلاف أسلوب حياة المجتمع ودرجة اهتمامه بالوقاية منها، وتشير الإحصاءات إلى أن حوادث الحروق تحتل المركز الثاني بعد حوادث الطرق، كما تشير إلى أن 40 في المائة من الحروق المنزلية تحدث في المطبخ وذلك لأهمية المطبخ في حياة الناس، في حين يمثل التدخين بكل أنواعه السبب الرئيسي في 40 في المائة من الحروق، بينما نسبة الـ20 في المائة الباقية من الحروق المنزلية يكون سببها الكهرباء وغيرها.

الوصايا العشرون للوقاية من الحروق

تعتبر إصابات الحروق أشد وقعًا وإيلامًا بالنسبة للمصاب أو لوالديه من أية إصابة أخرى تضاهيها شدة.

والحروق والسموط الخطيرة قد تودي بحياة المصاب، وحتى لو لم تفعل فإنها تُحمّل المصاب أسابيع من العذاب والمرض وربما سنوات من الجراحات التجميلية، وتحمل الوالدين أيضًا شعورًا كبيرًا بالذنب، وذلك لأن هذه الحوادث يمكن تجنبها أكثر بكثير من معظم الحوادث الأخرى.

وهذه أهم الوصايا والقواعد الأساسية الواجب اتباعها للوقاية من حوادث الحروق وأخطارها:

أولًا: المطبخ

(1) يجب على ربة المنزل تجنب ارتداء الملابس النايلون لسرعة اشتعالها فضلًا عن سهولة التصاق النايلون المحترق بالجسم، كما ينبغي تجنب ارتداء الملابس كثيرة الأطراف عند الوقوف أمام المواقد. ويفضل استخدام قفازات اليدين أثناء الطهي، وعند رفع الأواني من فوق النار أو من الأفران.

(2) لابد من إبعاد الأطفال عن المطبخ، وخاصة أثناء عمل ربة المنزل به لمنع حدوث حروق من القدور الساخنة أو الزيت الساخن. ويمكن استخدام حاجز خشبي خفيف أمام المطبخ لمنع الأطفال من دخول المطبخ أو من الصعود على السلم أو دخول الحمام.

(3) يشكل موقد البوتاجاز خطرًا حقيقيًا خاصة على الأطفال، ولا عجب فإن أسوأ حوادث المطبخ وأكثرها تكرارًا هي تلك التي تحدث عندما يحاول طفل أن يمسك بمقبض غلاية ويسكب محتوياتها الساخنة على نفسه. لذا يجب استعمال رؤوس الأشغال الخلفية للموقد كلما أمكن، وإبعاد مقابض الغلايات إلى الخلف بحيث لا تبرز من فوق الحافة.

(4) يجب التحقق من درجة سخونة فرن البوتاجاز من الخارج عند رفع حرارته للشواء، فالفرن الرديء العزل قد يصل إلى درجة من السخونة تسبب إصابة الطفل بالحرق إذا وقع عليه أو حتى إذا لامسه.

(5) لا يجب وضع أي شيء لافت للنظر مثل المرآة أو الساعة أو بعض اللعب فوق الموقد، فقد تغري هذه الأشياء الطفل الصغير بمحاولة التسلق إليها.

(6) يتعين التأكد من إغلاق أنابيب البوتاجاز، أو مفاتيح الغاز الطبيعي بعد كل استعمال حتى لا يتسرب الغاز إذا قام أحد الأطفال خلسة بفتح المفاتيح، ويجب وضع أنابيب الغاز خارج المطبخ في مكان مفتوح مثل الحديقة أو شرفة المنزل وهو أنسب الأماكن، ويجب التأكد من أنها سليمة ولا عيوب فيها وبعيدة عن أماكن لعب الأطفال، كذلك يجب أن تكون الوصلات التي تحمل الغاز سليمة لا تسرب شيئًا.

(7) إذا لاحظت الأم وجود تسرب بعض الغاز، فلا يجب إشعال الكبريت أو الولاعة لمعرفة مصدر التسرب، فقد يؤدي ذلك إلى انفجار مروع. كذلك يجب ألا يفتح النور الكهربي داخل المطبخ، فقد يؤدي ذلك إلى تولد شرارة كهربية تؤدي إلى انفجار هائل (ولهذا السبب لا ينصح بوضع جرس الباب داخل المطبخ لأنه يولد شرارة كهربائية).

وأسلم طريقة لمعرفة مصدر تسرب الغاز هي استعمال إسفنجة مبللة بالصابون تمسح بها على وصلات الأنابيب فنلاحظ وجود فقاقيع تظهر في المكان المطلوب، عندها يجب الاتصال بالشركة التابع لها هذا الغاز كي تصلح أي خلل.

ثانيًا: الأدوات الكهربائية ومصادر الكهرباء

(1) عند استعمال أجهزة كهربائية كثيرة (مثل أجهزة التكييف أو الثلاجات أو المكواة أو الغسالة أو التلفزيون...إلخ) يجب مراجعة شركة الكهرباء وحساب قوة تحمل مصدر الكهرباء، فالحمل الزائد قد يؤدي إلى نشوب حريق بالمنزل. كما يجب رفع هذه الأجهزة الكهربائية في مستوى أعلى عن الأطفال، والتأكد من أنها سليمة الأسلاك، خالية من العيوب، ويجب قطع التيار الكهربي عن هذه الأجهزة بعد الانتهاء من استخدامها.

(2) يجب الكشف الدوري على لوحة التوصيلات الكهربائية (التابلوه) بواسطة الفني المتخصص لاكتشاف أي عطل أو تلف مسبقًا. ويجب عدم القيام بأي أعمال صيانة كهربائية دون خبرة كافية تجنبًا للإصابة القاتلة بالتيار الكهربي.

(3) يتعين استخدام السلك الثالث (الأرضي) الموجود بمعظم الأجهزة الكهربائية لتسريب أي كهرباء زائدة إلى الأرض. ويجب تغطية مقابس الكهرباء السفلية والقريبة من أيدي الأطفال بشريط لاصق أو غطاء واق.

ثالثًا: التدفئة والمواد القابلة للاشتعال

(1) يجب عدم وضع مواد قابلة للاشتعال في المطبخ أو الحمام، وخاصة في متناول أيدي الأطفال (مثل البنزين والكيروسين.. إلخ).

(2) ينبغي تجنب التدفئة بواسطة الفحم وما شابه ذلك، وخاصة في الأماكن المغلقة حتى لا يحدث الاختناق بواسطة غاز أول أكسيد الكربون. ويجب عدم وضع الدفايات التي تبعث الحرارة بواسطة تسخين الأسلاك على الأرض في الغرفة، حيث يمكن أن تصل إليها يد أحد الأطفال مما يؤدي إلى احتراق أصابعه، كذلك يجب عدم وضع هذه الدفايات مشتعلة بالقرب من الستائر أو الملابس أو ما شابه ذلك، فقد يؤدي ذلك إلى احتراق هذه المواد فيتصاعد الدخان الذي بدوره يؤدي إلى الاختناق قبل أن تشتعل الغرفة.

(3) يجب الحذر من الثقاب والسجائر والولاعات، حيث إن اللهب الصغير المفاجئ وحلقات الدخان غير المتوقعة يعتبران مدهشين وجذّابين بالنسبة للأطفال الصغار والرضع بحيث يتكون لديهم حافز حقيقي يغريهم للعبث بهذه الأشياء إذا تركت بجانبهم. وعلى المدخن أن يضبط نفسه بعدم حمل طفل أو مداعبته أثناء حمل سيجارة مشتعلة فقد تحرق وجه الطفل أو يديه من دون أن يشعر.

رابعًا: وصايا عامة

(1) لا يجب ترك الطفل الصغير وحده في غرفة فيها أي نوع من اللهب من دون مراقبة. كما أنه يجب عدم تركه أيضًا يستخدم بمفرده الحمام، ويجب مراقبة دوش الحمام فالماء الذي لا يكون ساخنًا إلى درجة «تسمط» أو تحرق اليدين، قد يكون حارًا بالنسبة لجسم الطفل الحسّاس، كما أن الطفل الذي يحاول تخفيض حرارة الماء وهو مغمض العينين ووجهه مغطى برغوة الصابون، قد يخطئ ويزيد الماء الحار بدلًا من الماء البارد.

(2) يجب عدم ترك الأطفال حتى الكبار منهم يحملون الشموع المضاءة فمعظم الشموع غير آمنة، فإذا وضعت الشمعة في فوهة قنينة، فهناك احتمال كبير بسقوطها، أو قد يتقطر الشمع الساخن على يده مما يجعله يسقطها.

(3) يجب إبعاد الثقاب (الكبريت) والولاعات والمكواة الساخنة عن الأطفال. ويجب عدم ترك المكواة ساخنة بجوار الأطفال، وفي كل الأحوال يجب إبعاد الأطفال عن كل مادة أو سائل حار.

(4) من الأهمية بمكان أن يكون في كل منزل على الأقل طفاية حريق واحدة صالحة للاستعمال، وتدريب أهل المنزل على استعمالها.

خامسًا: عند حدوث حريق.. ماذا تفعل؟

(1) عند حدوث حريق بالمنزل أو العمارة يجب القيام بعمل الآتي:

- لا تفقد أعصابك فالذعر هو العدو الأول.

- اصرخ لتحذير الآخرين واستدعاء الجيران للمساعدة.

- أبلغ المطافئ وشرطة النجدة.

- أبعد الأطفال والمرضى ثم بقية أفراد الأسرة من مكان الحريق.

- استخدام أبواب النجاة والسلالم وتجنب استعمال المصاعد الكهربية لاحتمال تعطلها.

- يجب فتح الأبواب بحذر شديد بعد أن تجس حرارة سطح الباب تجنبًا لموجة من اللهب والهواء الساخن.

(2) لعبور منطقة الحريق، وفي الأماكن التي بها دخان، تجنب الجري والهلع، وإنما سر ورأسك منحنٍ قرب الأرض. لأن الدخان يصعد إلى أعلى ويكون الهواء أكثر نقاء قرب الأرض، أما في حالة استعمال أجهزة الإطفاء فإن الهواء يكون أنقى وأنت واقف. ويمكن وضع قطعة قماش مبللة على فمك وأنفك لمنع الهواء شديد السخونة من دخول الممرات الهوائية. ويكون من الأفضل - بالطبع - لو استطعت الحصول على بطانية مبللة لتغطي بها جسمك.

- إذا اشتعلت النار بملابسك فلا تحاول الجري من المكان لأن ذلك يزيد اللهب. وإنما استلق على الأرض وقم بتغطية جسمك بسجادة أو بطانية، واضرب النيران بيدك أو بفوطة، ويكون من الأفضل لو استطعت نزع الملابس وأنت راقد على الأرض.

(3) في حالة الحروق الكهربائية:

- يتم فصل الكهرباء أولًا.

- لا يجب إطفاؤها بالماء

إلا بعد فصل التيار الكهربائي.

- الحرائق الصغيرة المسببة بالورق أو الخشب أو الملابس يمكن إطفاؤها بسكب الماء، أما تلك المسببة بالكهرباء أو الزيوت أو مشتقات البترول فاحذر من سكب الماء عليها. وإنما يجب إطفاؤها بالرمال أو السوائل الرغوية الموجودة بأسطوانات الحريق.

---------------------------------------

  • المطبخ التركي: مطبخ بلاد الأناضول استعمار نجح في نقل ثقافته وطعامه دون لغته

هايدي عبداللطيف

إذا تأملنا المطبخ المصري وأكلات بلاد الشام قديمًا، سورية ولبنان الآن، فمن المؤكد أننا سنجد تأثيرًا كبيرًا للمطبخ التركي - أو العثماني - فكما توسعت الدولة العثمانية من بلاد الأناضول وامتدت شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا، نقلت مع عمارتها وثقافتها، أحد روافد تلك الثقافة ممثلة في أكلاتها وأطباقها.

وإذا تجولنا في المطبخ التركي، أو تأملنا وصفاته ومكوناتها وطرق إعدادها فسنجد تشابها يكاد يصل إلى درجة التطابق بين الأطباق التركية المختلفة وتلك الموجودة في سورية ولبنان ومصر. وبينها على سبيل المثال لا الحصر: «التبّولة» طبق عثماني و«الضولمة» أو ما يقصد به «المحاشي» المتنوعة. وفي الحلوى أيضًا سنجد العديد من الأصناف المتطابقة وأشهرها البقلاوة مثلاً، وغيرها من أصناف الحلويات، أغلبها تقريبًا انتقلت من بلاد الأناضول للمناطق الخاضعة للاستعمار العثماني من الفرات إلى نهر النيل حتى صحراء المغرب العربي وبعض الدول المجاورة لها في أوربا وآسيا كاليونان والبوسنة والهرسك وغيرها.

ثراء تاريخي

يتميز المطبخ التركي بثرائه وتعدد أطباقه التي يصعب اختيار أحدها كعلامة دالة على هذا المطبخ الذي اكتسب كثيرًا من التأثيرات المختلفة عبر التاريخ. ويعد هذا الثراء أحد الأسباب القوية لتأثيره وبصمته في كثير من المطابخ المجاورة.

ويمكن للمرء أن يستنتج بسهولة أن تطور هذا المطبخ العظيم لم يكن وليد مصادفة، فالأمر مشابه لما حدث لمطابخ كبرى أخرى من العالم، هذا التنوع أو الثراء إنما يأتي نتيجة لمزيج من عدة عناصر رئيسية: أهمها أولا: البيئة الغنية، حيث تتمتع تركيا بوفرة وتنوع المواد الغذائية بسبب الغنى الزراعي والحيواني والتمايز الإقليمي. ثانيًا الإرث العثماني الذي لا مفر منه.

يذكر التاريخ أن عهد السلاطين العثمانيين هو ما منح المطبخ التركي شهرته وتميزه وثراءه حيث حرص هؤلاء السلاطين على جلب العمال المهرة من جميع بقاع الإمبراطورية ليجعلوا من القسطنطينية أعظم عواصم العالم، ويسري هذا - بالطبع - على المطبخ الذي استفاد من المطابخ الأخرى كالكردي والفارسي والهندي والعربي والأرمني؛ عبر انتقال الطهاة المهرة لعاصمة الدولة. وتشير الوثائق التاريخية إلى أن ما لا يقل عن 1300 طاهٍ عاشوا في إسطنبول في القرن السابع عشر، حيث كان قصر «توكابي» يضم مساحات هائلة مخصصة للمطابخ الموزعة على عدة مبانٍ منفصلة، وكان الطهاة ينقسمون حسب تخصص كل واحد منهم في مجال معين من الطهي كصنع المعجنات أو الأرز أو الحلويات أو اللحوم أو الأسماك أو الخضار أو الخبز، وغيرها. وقد يتوجب على هؤلاء الطهاة إرضاء ما يزيد على 10 آلاف شخص يوميًا من قاطني القصر والمقربين.

وعند عودة هؤلاء الطهاة وغيرهم إلى بلادهم ينقلون معهم ما تعلموه في العاصمة العثمانية بينما حرص البكوات والبشوات من الحكام الأتراك في البلاد التي تقع تحت الحكم العثماني على استقدام الطهاة من القسطنطينية لتكون العواصم التي يحكمونها نسخًا مصغرة من عاصمة الدولة الأم. ومثلما شهدت أغلب الدول الخاضعة للحكم العثماني كبلاد الشام ومصر وبلاد المغرب العربي تأثرًا معماريًا بالحكم العثماني تأثرت مطابخها أيضًا.

بيئة غنية

تسبب التنوع الجغرافي لبلاد الأناضول في تنوع المطبخ أيضًا، فهي بلاد تملك خصائص مشتركة من ثلاث قارات: أوربا وأفريقيا وآسيا، والتنوع البيئي فيها تجاوز أي مكان آخر. وبالتالي، فقد انتقل لتنوع أكلاتها وفقًا لثراء كل منطقة وطبيعتها المناخية والجغرافية.

ففي المنطقة الشرقية بجبالها الوعرة المغطاة بالثلوج حيث الشتاء الطويل والبارد والمرتفعات وجداول المياه، تسود تربية الماشية. وتعد منتجات الألبان والعسل واللحوم والحبوب الغذاء المحلي. أما وسط البلاد بسهوله وتلاله، فتمتد فيه الحقول المزروعة بكل أنواع الحبوب وأهمها القمح. وتحتل الحبوب وخصوصًا القمح مكانة خاصة في المطبخ التركي الذي يشتهر بمعجناته.

نحو الغرب، تصل في نهاية المطاف إلى مناخ دافئ، مع الوديان الخصبة المزروعة بين الجبال. وتتوافر في هذه المنطقة الفواكه والخضراوات من جميع الأنواع، كما يصبح زيت الزيتون عنصرًا أساسيًا يستخدم في كل الأطباق الساخنة منها والباردة.

أما في منطقة ساحل البحر الأسود، المحمية جيدًا بجبال القوقاز العالية، فنجد الذرة، والبندق والشاي. وفي الجزء الجنوبي الشرقي من تركيا بطبيعته الصحراوية الحارة نلتقي أكبر تشكيلة من الكباب والفطائر الحلوة. والأطباق هنا حريفة بالمقارنة بجميع المناطق الأخرى.

تأثيرات وأكلات

إذا تجولنا بين الأقسام الرئيسية للمطبخ التركي فسنلمس في كل منها تأثيرًا كبيرًا على المطابخ السورية واللبنانية والمصرية وحتى بلاد المغرب العربي. ورغم انتقال الأطباق بمسمياتها نفسها تقريبًا، إلا أن البيئة الخاصة في كل بلد وطبيعة الشعوب وطريقتها أو عاداتها الخاصة وطقوسها الشعبية في تناول طعامها تركت بصماتها وصنعت اختلافات وتباينات كبيرة، بعضها أصبح ذا خصوصية.

وفيما يلي نقدم ملامح من الأطباق التركية وتأثيراتها خصوصًا على مصر وبلاد الشام قديما وخصوصًا سورية ولبنان.

المعجنات

يشتهر المطبخ التركي بالمعجنات التي تخبز عادة في أفران مصنوعة من الطوب، وتقدم مع كل الأكلات سواء في المطاعم أو البيوت، ومنها البيدا والبوريك واللاحماكون والسميت. نبدأ مع البيدا وهو عبارة عن عجين من الدقيق الأبيض مستدير ومسطح، يخبز أحيانًا بالجبن أو اللحم.

وهناك اللاحماكون أو ما يعرف بالعربية «لحم بعجين»، وهو عجين رقيق مسطح متوسط الحجم، يغطى باللحم وصلصة الطماطم والبهارات، ويباع في الشارع. وتوجد منها أنواع تتبل بالشطة وتكون حامية، وتقدم عادة مع أطباق المشويات في المطبخ اللبناني أو السوري. ويوجد أيضا السميت، وهي حلقات من الخبيز دائرية وترش بالسمسم. ويمكن شراء السميت في شوارع تركيا في أي وقت من أوقات اليوم.

ونجد أغلب هذه المعجنات في المطبخين اللبناني والسوري مثل اللحم بعجين والمناقيش، أما السميط والبوريك فينتشران في مصر حيث يعد بائع السميط من التراث المصري يتجول في الشارع حاملاً تلك الحلقات الدائرية المزينة بالسمسم في سلة من الخوص ويبيعها لكل راغب مع قليل من خلطة الملح والتوابل والتي تعرف بالدقة أو مع بيض مسلوق. أما البوريك، فيصنع من عجين متعدد الطبقات (مثل الجولاش) ويكون محشوًا إما باللحم المفروم أو بالسبانخ والجبن الأبيض.

اللحوم والكباب

بسبب المراعي الخصبة الشاسعة وشيوع تربية الماشية، انتشرت في الدولة العثمانية وفي تركيا لاحقًا أطباق اللحوم خاصة المشوية، التي تعد واحدة من أهم الأطباق الرئيسية في المطبخ التركي. ويعد الكباب بأنواعه ومسمياته المختلفة الأشهر والأكثر انتشارًا في مصر وسورية ولبنان، مع اختلاف طريقة تتبيل اللحوم بالبهارات المختلفة وفقًا للثقافة التي استعارت الفكرة من الأتراك، حيث اتسمت صناعة الكفتة أيضًا ببعض الاختلافات في كل من لبنان وسورية عنها في مصر. وينقسم الكباب التركي إلى عدة أنواع مثل «دونر كباب» ويعرف في مصر وبلاد الشام بـ«الشاورما»، ويكون من شرائح لحم الدجاج أو اللحم البقري ويتم رص هذه الشرائح على سيخ رأسي بارتفاع نحو 80 سنتيمتراً، ويشوى من الجانب بشواية بطول سيخ اللحم. تقطع الطبقة الخارجية بسكين طويل عند التقديم. وتتنوع طريقة تقديمه إما في سندويتشات من الخبر الأبيض الرقيق يطوى على قطع اللحم مع قطع الطماطم والبقدونس وصوص الطحينة، كماهو شائع في مصر ولبنان وسورية حيث تستبدل الطحينة مع شاورما الدجاج بالثومية، كما يقدم أيضًا في تركيا مع الأرز والسلطة الخضراء.

ومن أنواع الكباب الأخرى، «إسكندر كباب»، وهي قطع صغيرة من لحم الضأن، تقدم مع صلصة الطماطم، واللبن الزبادي. و«شيش كباب»، وهو لحم ضأن مشوي متبل بصلصة حارة، وتختلف طريقة تتبيله بالبهارات من بلد لآخر. وهناك أيضًا «أدانا كباب»، الذي يعرف في مصر بالكفتة وهو لحم مفروم متبل ويشوى في أسياخ معدنية، ويكون عادة متبلا بالبهارات الحارة. اما الكفتة في تركيا، فهي كرات من اللحم المفروم وأحيانًا تصنع على شكل أقراص، وتتبل بحسب المناطق المختلفة في تركيا.

الخضراوات

تنتشر أنواع كثيرة من الخضراوات بشكل كبير نتيجة لطبيعة الأراضي الزراعية في البلاد ويعشق الأتراك الكوسا والباذنجان ويمكن تقديمهما بعدة طرق أشهرها الضولمة أو المحشي في مصر وبلاد الشام. كما تطهى غالبية الخضراوات كالبامية والفاصوليا بطريقة واحدة مع البصل والطماطم والسمن على نار هادئة ليصنع منها طبق خضراوات شهي يقدم مع الأرز. وهذه هي الأطباق الأساسية للطعام اليومي في مصر «الأرز مع الخضار»، كما تقدم أحيانًا مع الخبز مثل البامية وهي طريقة أكل تركية. وفي بعض المناطق كانت الخضراوات تطهى بزيت الزيتون وتؤكل باردة نوعًا ما وهذه هي الطريقة التي انتقلت إلى بلاد الشام حيث تنتشر زراعة الزيتون ويستخدم زيت الزيتون في الطهي بشكل عام. كما توجد طرق أخرى كقلي بعض انواع الخضراوات وخاصة الكوسا والباذنجان والبطاطا وتقدم مع صلصة طماطم أو الزبادي، وتنتشر هذه الطريقة في مصر واليونان وتتنوع طرق صناعتها أيضا في سورية ولبنان.

أما الضولمة أو المحشي فتأتي من الكلمة التركية «doldurmak» وتعني «حشو»، وهناك نوعان من الضولمة المحشوة باللحم وتلك المنتشرة في سورية ولبنان والمحشوة بالأرز والتي يفضلها غالبية المصريين. وتستخدم في الضولمة الخضراوات التي يمكن حشوها مثل الكوسا والباذنجان والطماطم أو ذات الأوراق التي يمكن لفها كورق العنب والكرنب. أما الفلفل المحشو بخلطة الأرز فيعد ملك المحاشي وأهم أنواع الضولمة.

الحلويات

من بين كل أصناف الحلوى التركية، تتربع البقلاوة بأنواعها وباختلاف مسمياتها على عرش الحلويات التركية فهناك البقلاوة المسماة «بعمة السلطان» حيث تشبه في شكلها عمة السلطان وغيرها أنواع كثيرة. وتشكل المهلبية المصنوعة من نشا الذرة واللبن والسكر والأرز باللبن جانبًا آخر من أصناف الحلوى. ثم تأتي اللقيمات المصنوعة من طحين القمح الأبيض والخميرة والماء والتي تقلى في الزيت ثم توضع في سائل العسل المصنوع من السكر والماء. وقد انتشرت الأصناف السابقة في جميع الدول التي كانت تحت تأثير الحكم العثماني وخصوصًا البقلاوة، أما اللقيمات فحملت مسميات عديدة منها «لقمة القاضي» في مصر و«العوامة» في لبنان و«اللقيمات» في أغلب دول الخليج. ويوجد من بين أصناف الحلويات العثمانية التي انتشرت في المغرب العربي وفي مصر بالتحديد أنواع من الحلوى التي تصنع بالطحين أو السميد وتسقى بشراب السكر وتحمل أسماء غريبة مثل أصابع الوزير أو أصابع الست في مصر وزنود الست في المغرب. كما تأثرت مصر بنوع من الحلوى التركية تصنع من بقايا الخبز الإفرنجي عرف باسم حلوى «عيش السرايا».

وتعتبر مصر أكثر الدول التي نقلت الحلويات العثمانية بطريقة متطابقة، فهناك نوع يصنع من تحمير الدقيق مع السمن ويسقى بشراب السكر ويسمى في تركيا «حلوى» وفي مصر «سد الحنك» وتوجد طريقة أخرى لصنعه حيث تسمى حلوى البيشمانية وتعرف في بقية الدول بـ«حلاوة الشعر».

وبالرغم من التنوع والاختلاف في المسميات نجد التأثير الواضح للمطبخ التركي في أغلب الدول العربية وفي الوقت نفسه تأثره قديمًا من الدول المجاورة ليقدم في النهاية مطبخًا فريدًا يوصف بأنه من أكبر المطابخ في العالم.

---------------------------------------

  • أزياء: لماذا ترتدي النساء الحلي؟

سناء محمود

ربما لا تفكر النساء في السبب الذي يدفعهن لارتداء الحلي، بعد أن أصبحت عادة مستحبة، وتقليدًا اجتماعيا مقبولاً، ويبقى السؤال الجوهري هو: كيف ورثنا من جداتنا تلك العادة التي لازمت البشرية على مدى آلاف السنين؟

يبدو أن تاريخ المجوهرات قد يعود إلى 75000 سنة مضت، وهي إشارة زمنية تقريبية لأول قطع حلي معروفة تم العثور عليها، وكانت أقرب إلى تصميم متخذ من جلود الحيوانات، مزينة بأسنان الحيوانات وعظامها وريشها، مع الحصى والتوت الجاف.

من هذه الخامات الطبيعية صنع إنسان ما قبل التاريخ القلائد والأساور، وطرز القبعات بها، ووشى بها الثياب.

وتبدو تفسيرات كثيرة محتملة تفسر سر تزيين الجنس البشري من أسلافنا لأجسادهم، فهرم العالم الشهير ماسلو يشير إلى التسلسل الهرمي لدينا الذي يرسم الاحتياجات، حيث إننا كبشر لدينا عدة طبقات من الاحتياجات التي يتعين تلبيتها حتى يتسنى لنا أن نشعر بالرضا عن حياتنا، مثل تلبية احتياجاتنا الفسيولوجية، كالجوع والعطش، والأمان، بعيدًا عن الحيوانات المفترسة، ولكن أعلى هذه المستويات الأساسية تبدأ احتياجات أخرى لدينا، ساهمت في صعود الفكرة إلى حيز التنفيذ، حيث استعملت مثلا مثل واذب للجنس الآخر، تمامًا كما يفعل الطاووس لأنثاه حين يبسط مروحة ريشه الملون.

من المثير للاهتمام ملاحظة أن العديد من أعضاء الجسم التي تلفت الانتباه إليها الحلي هي المثيرة للشهوة، مثل القلائد التي تلفت الانتباه نحو الصدور، والأقراط التي توجه النظر إلى الأذنين، وكانت هناك في الماضي حلقات الحلي التي تربط بالجسد نفسه.

كما تأكد القول أن ارتداء المجوهرات علامة على الوضع الاجتماعي، وأصبحت الحلي تعبيرًا عن الثروة والنجاح، وارتبط ذلك بمقتنيات الملوك والأباطرة والأيقونات الشهيرة في السينما والفن على سبيل المثال.

ومثل ارتداء نوع معين من الحلي الارتباط كأعضاء بمجموعة لها انتماؤها الموحد كما فعلت الجماعات القديمة والقبائل في الماضي، سنجد في العصر الحديث لا تزال هناك جماعات - مثل الأخويات الجامعية - ترتدي المجوهرات لهذا السبب.

ويبدو كذلك أن أسلافنا أصبحوا أكثر وعيًا بذواتهم، وبدأ لديهم مبكرًا التفكير في هويتهم كأفراد، فأصبحت المجوهرات وسيلة للتعبير عن الذات. ويقول د. زيهاو أستاذ علم الآثار للعصر الحجري القديم في جامعة بريستول إنه منذ عصور ما قبل التاريخ حدد العمر، والجنس، والأسرة، والانتماء العشائري، الشكل والقيمة المتخذة للمجوهرات.

تمثل الحلي اليوم رسالة من الفرد إلى العالم، ولم تعد قاصرة على النساء، بعد أن أفرزت العادات والتقاليد الاجتماعية الجديدة عودة الإنسان إناثًا وذكورًا إلى الحال التي كان عليها الأسلاف بارتداء الحلي للتعبير عن الذات، ووسيلة لإخبار الناس عن المشاعر، والإعراب عن الحب.

ويبدو ارتداء حلي الرموز الدينية نوعًا آخر من التعبير عن الذات، يبرز الإخلاص والتفاني، حيث تصل هذه الرموز بالمعتقد الديني السماوي، وقد يصل إلى حد التطرف، ويمكن أيضا للمعلقات الدينية استخدامها لأغراض وقائية. كما يعتقد البعض أن ارتداء الحلي ذات الرموز الخاصة تعطي الطاقة والقوة، كما فعل قدماء المصريين منذ آلاف السنين، بالعديد من التمائم والتعويذات.

إن كلمة «مجوهرات» jewelry الإنجليزية مشتقة من الفرنسية القديمة «jouel» والمشتقة بدورها من الكلمة اللاتينية «jocale» ومعناها «ألعوبة»، وهذا يعني تلميحا أن الأصل في المجوهرات أن تكون مثل الألعوبة، لامعة وجميلة، ولكنها لم تصبح اليوم كذلك بعد أن أصبحت جزءًا من تقاليد الحياة وأعرافها، وكذلك رصيدًا بنكيًا لا يستهان به.

---------------------------------------

  • ديكور: 7 أفكار حول المنحوتات

إقبال محمد فريد

حين يُذْكر النحت يفكر القراء في «التماثيل»، لكن عالم النحت الكبير ينقلنا إلى أنواع عديدة من المنحوتات، سواء تلك المخصصة لغرف المعيشة والقاعات العائلية، أو الموجودة بالأماكن المغلقة كغرف الدراسة والمكاتب، أو الأماكن المفتوحة مثل الحديقة. يميل التقليديون إلى منحوتات كلاسيكية كأشكال الحيوانات والعمائر المصغرة، ولكن المنازل العصرية بها منحوتات أكثر تجريدية.

المنحوتات الخشبية

بلونها الطبيعي، أو المطلي بالورنيش اللامع، عادة ما تكون المنحوتات الخشبية من الحيوانات والطيور، وهناك كذلك النساء الأفريقيات والآسيويات بقوام ممشوق وهن عائدات يحملن الأطفال أو الطعام. لا تصلح للأماكن المفتوحة، حيث تؤثر فيها العوامل المناخية سلبًا، يفضل لها غرف المعيشة ليراها الجميع تعبيرًا عن حرفية الصانع ومهارته.

المنحوتات الطينية

من الأشكال واسعة الانتشار، في كل الثقافات لكن هناك حضارات فريدة كما لدى حرفيي الهند التقليديين، ويمكن للصلصال الهندي أن يكون ذا سعر مناسب قياسًا لسواه، سواء كان النحت الطيني المحروق (الفخار) أو العجين. التماثيل الطينية الصغيرة تجسد أي شيء تقريبا: الحيوانات، والبشر، والنباتات، ويصلح للأماكن المغلقة أو في الهواء الطلق كما الطين الحجري.

منحوتات الحصان

من أكثر الحيوانات التي تشغل بال الفنانين الشعبيين، وهو كمنحوتة منتشر بالأماكن العامة والساحات منذ العصور الغابرة. الحصان أفضل صديق لفرسان الحرب، لذلك، فإن الحصان يعتليه فارسه يظل الأكثر شيوعا. اليوم يبرز رأس الحصان وحده فوق قاعدة، ومن خامات مختلفة، ليكون بديلاً لتلك الصورة التقليدية. وهناك تماثيل تصور خيولا مجنحة، كتنويعات أسطورية، مثل الفرس وحيد القرن.

التماثيل المعدنية

من الصعب التعامل مع التماثيل المعدنية كفن أولا، وكخامة صلبة وثقيلة في المقام الثاني، لكن التماثيل الشائعة اليوم تستخدم خامات غير مكلفة، تحتل الأركان لتأمينها.

منحوتات الهواء الطلق

يمكن مشاهدتها في مختلف المدن والبلدات (خاصة في أوربا)، وهي تشغل مساحات مؤمنة داخل الحدائق والمتنزهات المختلفة، لكن هذه التماثيل تحتاج إلى صيانة وعناية دورية، مثل غسلها بانتظام بمياه متدفقة سريعة. إن أحد الأخطار المهددة لتماثيل الهواء الطلق هو التعرض لروث الطيور. وهناك جمعيات ومنظمات مجتمعية وفنية مختلفة تتولى مهمة إنقاذ هذه التماثيل بفضل ما لديها من سجل يتابع صيانتها.

منحوتات الرمال

مثل النحت الجليدي، تعد المنحوتات الرملية شكلاً خاصًا من القطع الفنية غير الدائمة، وتعالج بعض التماثيل الرملية بمادة الأكريليك الملونة عند الانتهاء منها للحفاظ عليها لفترة أطول، وجعلها أكثر متانة. وتحظى هذه الطريقة التقليدية بشعبية كبيرة وتقام لها منافسات ومعارض، ولعل رخص الرمال يساعد على انتشار هذا النوع من المنحوتات، التي يجب ألا تستخدم المياه لترطيبها، بل يستخدم عوضًا عن ذلك زيت المحركات، أو الطين.

المنحوتات الشمعية

الأمر نفسه يمكن أن يقال عن المنحوتات الشمعية، التي تستخدم في القناديل، وأرقام أعياد الميلاد، ولكن يمكن استخدامها أيضًا كمنحوتات دائمة لها جمالية خاصة بفضل نعومتها، ويحتفظ بها عادة داخل علب زجاجية، وأكثر أعدائها، بالطبع هو الحرارة.

---------------------------------------

  • مساحة ود: الطابون الفلسطيني

جمال يوسف الصوالحي

قبابي الشكل، متعدد الأحجام، لم يخل من بيت فلسطيني في القرى والأرياف الفلسطينية قبل نكبة (1948)، فهو الفرن الشعبي التقليدي لصناعة الخبز البلدي، وطبخ العديد من أصناف الطعام في المطبخ الفلسطيني مثل: المسخّن، والقِدْرة، هيكله مصنوع من «اللًبْن» - الطين المخلوط بالتبن - ويخصص له سعَيف ملحق به مخزن لوقوده المكون من (الروث الجاف والقش).

تفرش أرضية الطابون بـ«القالْ» و«الرضْفْ» وهي قطع من «الزلط» تجلب من قيعان الأودية الجافة، وتتصف بالصلابة الشديدة، تُترك في قمة «الطابون» فوهة بقطر كاف لإدخال ألوان الأطعمة المختلفة.

يُحمى «الطابون» قبل استعماله بوقت كاف بوقود عضوي محلي مكون من الروث الجاف والقش.

بعد إحماء «الطابون» يصبح جاهزًا لاستقبال أصناف الأطعمة المختلفة من أرغفة الخبز المعجون من طحين حبوب القمح الكاملة، والقدور الفخارية مختلفة الأحجام بما تحتويه من لحوم وأرز.. إلخ، والطبق الشعبي الفلسطيني المشهور (المُسخّن) المكون من خبز القمح مع زيت الزيتون والبصل والسماق ولحم الدجاج.

يقوم على بناء «الطابون» ويشارك في صناعته الفلاح تعاونه زوجته وأبناؤه وبناته، وأحيانًا الجيران في جهد تعاوني حميم.

خبز «الطابون» صحي ولذيذ يتكون من طحين حبوب القمح الكاملة، والأطعمة المطبوخة فيه صحية شهية تحتفظ بمحتواها من الفيتامينات والمعادن، مقارنة بوسائل الطبخ العصرية حاليًا، مثل «الميكرويف» أتذكره فأكتب:

يا خبز الطابون مع زيت الزيتون والزعتر والكمون/يا وجبتي المفضله في طفولتي المبكرة في أرضي المقدسة/لونك أشقر كالدبور يفوح بالبخور في حمأة التنورْ/في حضن أمي ألوذ مرددًا أقولْ/من قمح البلادْ ولحم الدجاجْ/إلي «بالمسَخَّنْ» طبقي المفضلْ/أحن إليك من يد أمي/افتقدتك الآن يا «مُسخّنْ»/بعد فقد الوطنْ/بعد فقد الحنونْ/أنتظر المنونْ/بعيدًا عن الوطنْ/أكابد المِحَنْ/أودع الزيتونْ/والزعتر والليمونْ/رحماك ربي أقولْ/ثبت عبدك بالإيمانْ/وارددني إليك في الجنانْ.

---------------------------------------

  • مكتبة: ثقافة الاستهلاك!

تحرير: روجر روزنبلات
ترجمة: ليلى عبد الرزاق
عرض: محمد صلاح غازي

إن الارتباط بين مفهومي الثقافة والمجتمع على مستوى النظرية الاجتماعية والواقع الاجتماعي، هو ارتباط وثيق الصلة، حتى لو أمكن التفرقة العلمية بينهما، إلا أن الظواهر التي يعبران عنها لا ينفصل بعضها عن بعض في الحقيقة والواقع. فالثقافة لا توجد إلا بوجود المجتمع، ثم إن المجتمع لا يقوم ويبقى إلا بالثقافة. إن الثقافة طريق متميز لحياة الجماعة، ونمط متكامل لحياة أفرادها.

ومن ثم تعتمد الثقافة على وجود المجتمع، ثم هي تمد المجتمع بالأدوات اللازمة لاطراد الحياة.

لا فرق في ذلك بين الثقافة البدائية والحديثة. وإذا كان أحد الاتجاهات البارزة في تعريف الثقافة، أنها «نمط الحياة الكلي لمجتمع ما، والعلاقات التي تربط بين أفراده، وتوجهات هؤلاء الأفراد في حياتهم» بل يذهب علماء الاجتماع الثقافي، المعنيون بدراسة «الثقافة» إلى أن هناك ثلاثة مفاهيم تمثل الثقافة، وهي:

1 - التحيزات الثقافية، والتي تشتمل على القيم والمعتقدات المشتركة بين الناس.

2 - العلاقات الاجتماعية التي تشمل العلاقات الشخصية التي تربط الناس بعضهم بالبعض الآخر.

3 - نمط الحياة الناتج الكلي المركب من الانحيازات الثقافية والعلاقات الاجتماعية. ومن ثم فإن نمط الحياة الكلي لمجتمع ما، إنما يمثل مرآة لثقافة ذلك المجتمع.

إن ثقافة الامتلاك أو عدم الامتلاك، هي جوهر الثقافة الأمريكية القائمة على ثقافة الاستهلاك المفرط، القائمة على تلك اللحظة السيكولوجية التي تدفعك للحصول على كل الأشياء بالحزن والندم إلى حد البكاء على تلك الأشياء التي لم تحصل عليها بعد. الأمر الذي دفع عددًا من المثقفين والمفكرين الاجتماعيين في أمريكا إلى الحديث عن «الإفلاس الأخلاقي» و«الفقر العاطفي» عند انتقادهم لثقافة الإسراف في الإنفاق، كما لو أن مسائل الروح، مثل السلع الأخرى، يتم فيها بشكل أفضل باستخدام مصطلحات مالية، بل ذهبت الكاتبة الأمريكية البارزة ستيفاني ميلز إلى وصف النزعة الاستهلاكية الأمريكية بـ«مجاعة الروح». إن معنى كلمة «يستهلك»، كما جاء في قاموس أكسفورد الإنجليزى، هو «يحطم بواسطة، أو مثل النار، أو مرض سابق». والمستهلك إذن هو الشخص الذي يبدد، أو يحطم، أو يستنفد». وتضمن كلمة الاستهلاك في هذا الرأي القديم الواضح، الاعتلال، والمرض، والموت.

إن نمط الحياة الكلي في المجتمع الأمريكي، قائم على الصراع الدائم والمستمر بين التملك والتطلع، الأمر الذي جعل المجتمعات في كل أرجاء المعمورة بفضل العولمة، تعيش حالة مستمرة من عدم السعادة سواء كنا نشعر بذلك أم لا. إن الرغبة في الاستهلاك وعلاقتها بعدم الاستهلاك، فسرهما عالم النفس النمساوي الشهير فرويد، عندما وصف الرغبة الجنسية بأنها محكوم عليها بالإحباط لأن شيئًا ما في طبيعتها الفعلية غير قابل للتحقيق، وليس في هذا أي غموض على الإطلاق إذا أخذنا في الاعتبار أن مصدر هذه الرغبة هو شوق الطفل للاتحاد مع الأم، وهذا الشوق لا يظهر إلى حيز الوجود إلا عندما يحدث الانفصال ويولد إحساس الفرد بالذاتية. وهو ما يفسر عدم الشعور بالسعادة نتيجة الوقوع في شرك الاستهلاك المفرط، المؤدي إلى الإحباط نتيجة الصراع بين رغبتي الامتلاك وعدم الامتلاك.

لقد سعت الأفلام الأمريكية إلى الترويج لتلك الرغبة المفرطة في الاستهلاك، الأفلام هي، وكما كانت دائمًا، قوة ثورية، فهي تسعى، مثلها مثل الرأسمالية، إلى أسواق جديدة، ولاتعترف بحدود قومية، وفي القصص التي تعرضها تروج للطريقة المادية في الحياة. تلك المادية التي انعكست سلبيًا على الروابط الأسرية الأمريكية، وحوّلتها إلى روابط زائفة بين أفراد الأسرة الواحدة. وعندما زارت الأم تيريزا مدينة شيكاغو الأمريكية، ورصدت مظاهر الفساد الحضاري في نمط الحياة الأمريكية، وصفت تلك المدينة بأنها تعاني من «فقر النفوس».

عالم واحد من المستهلكين

لقد كشفت عولمة الإنتاج المغالطة الرئيسية التي تكمن دائما وراء الأفكار النمطية للتقدم الصناعي: يمكن للمرء أن يؤمن بفكرة أن التوسع الصناعي اللانهائي قد يحرر في نهاية المطاف كل شخص في العالم من الفقر، فقط مادام أنه ليس هناك احتمال أن يحدث هذا في الواقع الآن. وقد أخذ العالم لمحة ملموسة عما ينطوى عليه هذا العالم من التوسع، يصبح واضحًا استحالة التوسع في الاستهلاك الجماعي. تصطدم الحدود المحدودة للأرض مع اشتهاء الإنسان للأشياء، وتأثيرها يترك الجميع يلهثون: البشر، والنبات، والحيوان، والأرض نفسها.

ديون الأمريكيين

يعمل الأمريكيون من أجل إشباع رغباتهم الاستهلاكية، خلال العام، ساعات أكثر من أي شعب متقدم آخر على وجه الأرض، فيما عدا اليابانيين. وفيما يتعلق بالعطلات، يأتي اليابانيون مرة أخرى في المقدمة، بمعدل 25 يومًا في العام، مقابل 23 يومًا للأمريكيين هذا جزء هزيل من وقت الفراغ، بالمقارنة بالألمان 42 يومًا، و38 يومًا للفرنسسين الذين يعتبرون أن ذلك غير كافٍ.

في الواقع، لا يختار كثير من الأمريكيين العمل من أجل الشراء فهم يجب أن يعملوا ليدفعوا الفوائد، وليسددوا أصل الدين على ما قاموا بشرائه بالفعل. ولم يخترع الأمريكيون وسيلة الدين، ولكن هناك ثلاث سمات فريدة بشأن مديونيتهم. السمة الأولى المميزة للدين هي الأبعاد الجامحة، التي تستمر في الازدياد. بحلول منتصف عام 1997، وصل مجموع الدين لجميع الأسر الأمريكية إلى مستوى غير مسبوق، وهو 89 في المائة من إجمالي دخل الأسر.

والسمة الفريدة الثانية للمديونية الأمريكية هي انفصالها عن الفقر، السبب التقليدي للدين الفردي والأسري. والواقع، أن أفقر 20 في المائة من الأسر الأمريكية لا يدينون بأي شيء، لأي شخص، باستثناء مقرضي الأموال الصغيرة، إذ إن الشروط الصارمة لا تسمح لهم بأي قروض ائتمان. الزيادة الأخيرة، فيما يسمى بقرض الرهن العقارى، والذي يحمل على وجه الخصوص فائدة عالية، ويستخدم كثيرًا في بيع السيارات المستعملة، تعكس إلى حد كبير اقتراض الـ 20 في المائة من الأسر الأمريكية التي تأتي في المرتبة التالية من الفقر والتي هي بعيدة كل البعد عن الفقر، وفقًا لأي معايير تاريخية أو دولية. ومعظم المقترضين الأمريكيين ليسوا فقراء على الإطلاق، أو بالأحرى لن يكونوا فقراء لو أنهم لم يقترضوا لكي ينفقوا أكثر مما يكسبون.

والسمة الثالثة هي الاستخدام الخاص للمبالغ الهائلة المقترضة، يقترض الفلاحون الهنود من أجل إطعام أسرهم بسبب الرياح الموسمية، وكذلك لتزويج بناتهم، ويقترض الأزواج من الشباب في جميع أنحاء العالم لشراء الضروريات المنزلية الأساسية. وبالمثل يتكون جزء كبير من ديون الأسر الأمريكية من قروض عقارية وقروض جامعية، لكن يذهب الكثير منهم لشراء سيارات باهظة الثمن وملابس وساعات من إنتاج مصممين، وأدوات ترفيهية متنوعة، وجميع الأشياء الأخرى التي هي بالكاد - وفقًا لتعريف أي شخص - ضرورات الحياة.

أمريكيون من أصل آسيوي

غير روبرت كيندي الثقافة، وتعداد السكان من المهاجرين من جنوب آسيا وتكوينهم، وذلك عندما أدخل عددًا من الإصلاحات على قوانين الهجرة، وذلك من خلال مبدأ: «لا تسأل فقط ماذا يمكن أن تعمل أمريكا للمهاجرين ذوي التدريب المهني، لكن أيضًا ماذا عمل المهاجرون ذوو التدريب المهني العالي لأمريكا». لأول مرة أصبحت الجدارة والاستحقاق أهم من لون البشرة.

وكان يرجع جزء من نجاح الموجة الثانية من المهاجرين الهنود إلى تعليمهم العالي وتخصصاتهم المهارية. أما الجزء الباقي فكان يرجع إلى التوقيت الصحيح. كانت بدايتهم الجديدة في الولايات المتحدة تتفق مع ما جاء في حركة الحقوق المدنية، وحركة حقوق المرأة، بالإضافة إلى الحركة المضادة لحرب فيتنام. وقد نجحت هذه الحركات في كبت الآراء العامة الرنانة التي تعبر عن الانحياز العرقي. على سبيل المثال: على الرغم من أن معظم المهاجرين الجدد كانوا ينتمون إلى العقيد الهندوسية، لكنهم بحلول الستينيات من القرن توقف الناشطون ضد الهجرة عن استخدام كلمة «هندوس» كنوع من السباب.

قبلت الموجة الثانية من المهاجرين والهنود بثقة وعد أمريكا بأن الموهوبين والمثابرين في العمل من حقهم الحصول على مقابل مادي غير محدود. لكن لم يكن الدافع الأول هو رغبتهم في امتلاك الأشياء لكن دافعهم الأساسى كان ولاءهم لعائلاتهم، فقد كانوا يخططون لإنفاق الدولارات الجديدة في توفير تعليم أفضل لأبنائهم، وبالتالي توفير فرص عمل أفضل. فقد جعلت قوانين الهجرة المعدلة في منتصف الستينيات، من الممكن أن يجلبوا معهم زوجاتهم وأبناءهم القصر. كانت حياة المهجر عبارة عن ثقافة ثنائية، فأنت تعيش الحياة الأمريكية في العمل وتعيش الحياة الهندية في المنزل، أي تتكيف مع السلوك الأمريكي العملي حتى تنجح مهنيًا، لكنك تقاوم الثقافة الأمريكية خاصة فيما يتعلق بالبنات ولقائهن بالفتيات.

استهلاك الطبيعة

يجري الآن جدل عالمي واسع، حول استمرارية الأنماط الحالية للاستهلاك ومشروعيتها. فمن ناحية، هناك الذين يتحدثون عن فقراء العالم، مثل المنظمات الدينية، والبيئية المتعددة، ويجادلون بإصرار، ولم يكن ظهور المجتمع الاستهلاكي حتميًا، ولا عرضيًا، لكنه نتج عن التقاء أربع قوى: مجموعة من الأفكار تفيد بأن الأرض ملكنا، وظهور المادية الحديثة، والمهارة التكنولوجية والسخاء غير العادي لأمريكا الشمالية، حيث تأسس لأول مرة نموذج الاستهلاك الموسع. وبشكل مباشر أكثر، فإن سلوكنا الاستهلاكي هو نتيجة إغواء الدعاية، والوقوع في شرك الائتمان السهل، وانحلال المجتمع، والاستخفاف بالمستقبل والفساد السياسي، وضمور الوسائل البديلة التي قد نزود بها أنفسنا. علاوة على ذلك يطلب المجتمع المستهلك، أن تقوم التكنولوجيا، والتنظيمات بدور الوسيط في العلاقة بين الاتصال البشري للطبيعة، الذي كان في وقت ما مباشرًا، ومتكررًا وعميقًا. ثانيًا، حرمان الناس من الوسائل البديلة، وهي غالبًا الوسائل التعاونية، التي قد يحققون عن طريقها الحاجات الأساسية، ويحصلون على الخدمات الأساسية.

إن قيام مؤسسة جنرال موتورز بالتآمر لتحطيم أنظمة السكك الحديدية الخفيفة في كل مكان في الولايات المتحدة على سبيل المثال، ليست له علاقة بالأسواق أو بخيارات الجمهور، لكن له علاقة بالاتفاقات الخلفية التي تستهدف القضاء على أي منافسة لسوق السيارات. الخطوة الثالثة، جعل أكبر عدد ممكن من الناس مستهلكين على الرغم منهم، بمعنى آخر جعلهم مدمنين، وذلك بمطاردتهم يوميًا بالإعلانات. الخطوة الرابعة تتطلب أن تضفى على النظام صبغة قانوينة، عن طريق شراء عدة أجيال من السياسيين والمحامين.

ويتساءل الكاتب الأمريكي ديفيد أور، هل تشعر بالذنب تجاه الشراهة، والجشع، والشهوة، والفخر، والحسد والكسل التي تدفعنا إلى الإدمان؟ القليل منا قد يشعر بذلك، ولكن على ما أعتقد، يستهلك معظمنا من دون تفكير، ثم يشعر بأنه مثقل بامتلاك أشياء كثيرة. إن رد فعلنا النمطي هو بيع الأغراض التي لا نحتاج إليها، ثم نذهب إلى المركز التجاري للتسوق والبدء في الشراء من جديد. هل يمكن الاحتفاظ بمستوى الاستهلاك نفسه في الولايات المتحدة؟

لا أظن ذلك. في أحد التقديرات، يتطلب تحقيق ذلك لسكان العالم الحاليين فقط موارد كوكبين إضافيين مثل الأرض.

---------------------------------------

  • عمارة: حارة القرماني «سوق ساروجة»

نجوى الزهار

الطبيعة لا تخطئ أبدًا. نحن الذين نخطئ، عندما لا نعتمد قوانين الطبيعة في أرواحنا، وعقولنا وأيضا سلوكنا. الأشجار المتناهية في العلو يفرحها أن تكون ملاذًا آمنًا لعشب متناهٍ في الصغر.

هاهي سهول دمشق لاتزال تزهو بهذا الاخضرار الناطق بحكايات الجمال.

ذهبت لدمشق، للتواصل مع أمي، مع سهول دمشق، مع أشجار اللوز ذات البريق المشع.

ذهبت في محاولة، وأنا أعي تمامًا أنني لن أستطيع إقناع أمي بمرافقتي ولو لحين.

لن أغادر يا ابنتي! لن أغادر! فلقد غادرنا يومًا ما بيتنا في حارة القرماني، غادرنا سوق ساروجة، ولن أعيد ذلك مجددًا.

لايزال بيتنا القديم في حارة القرماني، في خاطري، وعلى لساني. كل البيوت اللاحقة هي جزء من ذلك البيت.

ولاأزال بل مازال كل أهل حارتنا إلى الآن في دهشة واستغراب وألم. كيف كان ذلك؟ ولماذا؟ «يجب إخلاء البيوت بتاريخ محدد. فالهدم سوف يبدأ بساعة محددة. على الجميع تفهم ذلك. الإدارة ليست مسئولة عن الذين يرفضون مغادرة منازلهم. هناك خطة لتنظيم المنطقة وسوق ساروجة جزء من هذا التنظيم».

تلك البيوت تحكي مشوارنا في الحياة. بصمات الغائبين بأجسادهم، الحاضرين بوجودهم بين ثنايا الغرف.

عاد بيتنا مجددًا، فيما بيننا أمي وأنا. استعادت حجارته أماكنها. ركضت المياه للبحيرة المتوسطة ذات النوافير العالية. تلك البحيرة.. التي لطالما نامت أشعة الشمس على سطحها وكذلك انعكست أنوار القمر عليها، فكان أن شربنا مياهًا ممتزجة بمذاق الشمس والقمر.

عادت الغرف بأسمائها غرفة وراء غرفة.. تحكي حكايتها وحكاية من زاروها. المربع البراني(1) المربع الجواني(2) الصالية(3) الدهليز(4) المشرقة(5) الطيارة(6) غرف النوم، المطبخ، الأدراج الأمامية، والأدراج الخلفية، كل غرفة لها دور محدد.

أزهرت أشجار البرتقال والليمون والكباد، فكان ذاك الشذى الذي يحتاج إلى معجم لوصف كبرياء انتشاره. أطواق الياسمين من الياسمين الأصفر والأبيض والبنفسجي التي كنا نحيكها ياسمينة وراء ياسمينة لتطوق أعناقنا.

تلك الجدران التي كانت تتزين بآيات من القرآن الكريم، تلك الآيات كانت بخط جدي رحمه الله. تلك اللوحات القرآنية كانت الأغلى على القلوب. لايزال صوت جدتي الباكي الحائر. أي بيت جديد؟ أي بيت له جدران مثل هذا البيت؟ أين أضع لوحاتك يا صبحي؟

بكت اللوحات النادرة ذات الخط الجميل.. بكت مكانها.. بكت شوقها لحبرها الممزوج بأثير هذا البيت.

كنا نزهو بأن جدنا - رحمه الله - كان قد حصل على جائزة معرض دمشق الدولي بصناعة الخطوط العربية. يا بيتنا الدمشقي، يا حارتنا التي هي امتداد حقيقي لكل البيوت.

فالحكواتي الذي كان يسرد قصص الوفاء والحب والشجاعة، كان يشعل أحلام مستمعيه بكل معاني الزهو والكبرياء. بائع الفول على باب الحارة، ما من غاية لديه إلا أن يكون صحن الفول لديه هو الألذ طعمًا ما بين كل الحارات المجاورة. ذاك الحمام الذي كان يحدثنا عبر مياه ساخنة، صابون الغار وكاسات القرفة.

إن البيوت كل البيوت، أيا كان طولها أو عرضها، أيا كان مكانها، هي أوعية للحنان. إن البيوت كل البيوت هي حكمة بحد ذاتها. فالحب والعطف يسري من القلوب إليها، وهي أيضا تحتفظ من خلال جدرانها وأسقفها وأرضياتها بذاك الحنان لتعيده مجددًا.

إن البيوت كل البيوت هي التي نتعرف فيها مبكرين على طعم الماء، وملمس الماء، ورائحة الماء. وآه يا منازلنا.

الطبيعة لا تخطئ الأرواح الخيرة، تظل دائمًا وأبدًا ملاذًا، فكان لابد لي من اللجوء إلى مقام ابن عربي. ذاك المقام هو أيضًا مساكن للقلوب الحائرة المتألمة. دخلت الحارة التي يتوسطها المكان، فاسم الحارة هو أيضًا «الشيخ محيي الدين».

حارة ضيقة جدًا بها كل شيء. بائعو الخضراوات، الأجبان والألبان، اللحوم المخللات، الكتب، المواد التموينية، الملابس، كل بائع يتخذ مكانه فاسحًا المجال لغيره.

الخضراوات والفواكه في هذه الحارة لها سحر خاص. البائع هناك يرتب خضراواته بأشكال جمالية، أهرامات من البندورة، ضمم البقدونس على ترتيب متوازن مدروس، يرشها البائع بالمياه العذبة لتظل على نضارتها.

المكان هو المكان الذي لطالما عرفته. البائعون لايزالون في أماكنهم. ولكن أين الأصوات؟ أين الغناء؟ أين تلك المفردات الجميلة التي تصف ما لديهم؟ أين تلك الدعوات للمارين للشراء؟ أين بائع السكاكر الذي يسمي كل قطعة باسمها. هذا قبقاب، هذا برنجي، هذه كازوزة، هذه فجلة، هذا حب العزيز. أين ابتسامته ورضاه مما لديه من بضاعة؟ هذا صمت مطبق ولكن به كل الكلام.. كل الكلام.

التجأت إلى المقام. واستأذنت باختيار زاوية لي ما بين هؤلاء السيدات العظيمات. أكان صوتي قد غادرني أم أنه أصوات قادمة من عوالم ابن عربي؟ ولكن ذاك الصوت الجميل الهامس من أم لابنتها: اكتبي يا ابنتي اكتبي! ياالله، الفرج، صبر جميل، بالله المستعان. ثم اكتبي دعاء لجارتنا، بأن تتخطى لوعتها وحزنها على ابنها. همست الطفلة: سأكتب يا أمي ولكن كم من الأوراق لدينا؟

فتحت عيوني ثم قلت لها: هل تستطيعين الكتابة لي أيضًا؟ نظرت الأم بعيوني. قالت العيون مقالتها.. بكت العيون ذاك الحزن اللاصق على جدران القلوب. همست مجددًا لتلك الطفلة: اكتبي لي اكتبي لي:

بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . صدق الله العظيم.

1 - المربع البراني: أول غرفة بعد الدهليز لاستقبال الضيوف من الرجال.
2 - المربع الجواني: هو غرفة معيشة العائلة.
3 - الصالية: الغرفة الأوسع لاستقبال الضيوف في فصل الصيف.
4 - الدهليز: ممر طويل في بداية البيت.
5 - المشرقة: هي تقريبًا السطح وحواليها يزرع العنب بكل ألوانه وأشكاله.
6 - الطيارة: أعلى غرفة في المنزل للإقامة فيها في فصل الشتاء.