يعترف تيد تيرنر
بأنه لم يكن يشاهد التلفزيون على الإطلاق حتى عام 1968.. ذلك العام الذي شهد
انقلابا تكنولوجيا كبيرا بدخول ترددات وإشارات "UHF" إلى الأرض الأمريكية.. إلا أنه
يمثل لتيرنر تحولا خاصا.. فهو ذات العام الذي قرر فيه شراء أول محطة تلفزيونية في
مشواره بعد سماعه بنبأ عرضها للبيع في أتلانتا مسقط رأسه.. لم تشغله ساعتها قدرات
المحطة أو إمكاناتها.. بل كان يريد فقط امتلاك محطة تلفزيونية مدركا أن عصر
التلفزيون قد بدأ يغزو المجتمع الأمريكي، ومن بعده سيتجه إلى جميع أنحاء العالم،
وأنه أكبر وسيلة إعلام عصرية في طريقها للنمو، ولن يمر وقت طويل حتى يدخل عالم
الإعلان مجال التلفزيون بقوة ويصبح عنصرا مؤثرا فيه.
كان تيرنر واثقا
من أن الحصول على ترخيص محطة فضائية في ذلك الوقت يمثل ثروة بكل المقاييس، في وقت
لم يكن يشاركه هذا الرأي أحد بل كان معظم المقربين له ينقدونه ويعاتبونه على هذه
القرارات.
والحق لقد كان
تيرنر بعيد النظر، ثاقب الرؤية بشكل لم يشهده العصر الحديث في الولايات المتحدة
الأمريكية، مما قاده إلى سلسلة من النجاحات لم تتوقف.
انطلاقةCNN
"إذا أردت أن تكون
فريدا.. فعليك أن تختلف عن الآخرين.." مقولة يؤمن بها تيرنر ويطبقها. في عام 1980
تحققت نبوءاته وأصبح أكثر من ثلثي الشعب الأمريكي يتابع المحطات التلفزيونية كأهم
مصدر للأخبار والمعلومات بصورة أساسية، هنا بدأت تتضح أهمية الأخبار والحاجة
الدائمة إليها.. كان تيرنر أول من انتبه إلى هذه القضية وإلى دور الأخبار في الحياة
اليومية للمجتمع الأمريكي.. أعجبته فكرة أن يمتلك محطة إخبارية متخصصة. يقول
تيرنر: "الحياة والعمل مثل لعبة الشطرنج تماما.. يجب أن تنظر فيها إلى المستقبل
دائما وتتوقع ماذا سيحدث لخطوات عديدة قادمة.. ومع الأسف قليلون من يفعلون ذلك!. هم
يفكرون فقط في خطواتهم الحالية، ولذلك كثيرا ما ينهزمون! هكذا بالضبط جاءتني
فكرة CNN، حتى من قبل
أن تنطلق محطة "السوبر ستاشن" الخاصة بي على الستالايت.." من يعرف تيرنر جيدا لم
يكن ليصدق أنه قد يقدم يوما على اتخاذ مثل هذا القرار الجريء أو بخوض هذه المغامرة
الخطرة.. فهو نفس الشخص القائل لأصدقائه ذات يوم: "إنني أكره الأخبار.. هي أحد شرور
هذا العالم.. إنها تجعل الناس يشعرون بالغثيان! لا أريد أن تكون لي أية علاقة بهذا
النوع من الإعلام.." نفس الشخص أصبح الآن يقول لأصدقائه: "لو استطعنا أن نقدم
الأخبار على الكيبل فقط دون إشارة بث عادية، نستطيع إذن أن نتحكم في المادة التي
نقدمها بشكل كامل فنعرضها بكل جرأة وصراحة وموضوعية، لنقدم كل مشاكل وقضايا
المجتمع، ويصبح التلفزيون مرآة حقيقية للحياة المعاصرة.." كانت التقديرات المبدئية
كي تقف هذه القناة على قدميها تصل إلى نحو 20 مليون دولار أمريكي على الأقل، وكان
رأيه أن تنقسم مادة القناة إلى أخبار ورياضة وأعمال وأخبار خفيفة تماما مثل برنامج
"صباح الخير يا أمريكا"، ولكن على مدى 24 ساعة متواصلة يوميا، تطلب الأمر في
البداية أسماء لامعة تقوم عليها سمعة القناة وتجذب لها المشاهدين، وبالفعل استقطبت
القناة مجموعة من أشهر الأسماء من جميع المحطات الأمريكية أمثال "جين ماكسويل"،
"ريك براون"، "جيم كيتشل"، و"لاري كينج"، أخيرا تحقق الحلم، وأصبحت CNN حقيقة واقعة. كانت هناك مخاطر
عدة وأزمات شديدة واجهها تيرنر بمفرده وحملها على عاتقه بكل شجاعة وحسم. فقد كان
مؤمنا بأنه يصنع الأخبار بصورة لم يشهدها العالم من قبل. العجيب أن تيرنر استطاع
بثروة شخصية تقدر الآن بنحو 100 مليون دولار تحمل عبء هذه المخاطرة في نفس الوقت
الذي تراجعت فيه شركات إعلامية كبرى يبلغ حجم أعمالها أكثر من عشرة أضعاف حجم مؤسسة
تيرنر، تراجعت وترددت عن خوض التجربة وقررت البقاء على الخط الجانبي حتى تتأكد من
جدوى وكفاءة تجربة جديدة مثل CNN، وتجمع الآراء على أن هذه المحطة ستبقى واحدة من أهم
وأعظم الإنجازات في تاريخ الاتصالات الحديثة والمعاصرة، ويكفي ما ذكره تيرنر في حفل
انطلاق القناة حينما خاطب الصحفيين بقوله: "أتمنى أن تعمل CNN على نشر السلام والمحبة في جميع
أنحاء العالم.."
لقد أصبح تيرنر بالفعل إمبراطور الإعلام الأمريكي
الأول بلا منازع.
البداية مع حرب
الخليج
في صبيحة يوم حار
من أيام شهر أغسطس1990 الملتهبة، تواجد "بيل هيدلاين" رئيس مكتب CNN في واشنطن داخل مقر إقامة
الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز - سفير المملكة العربية السعودية في الولايات
المتحدة - بشمال فرجينيا، وقد سبق ذلك بثمانية أيام انتهاك القوات العراقية وخرقها
لكل الأعراف الدولية بغزو دولة الكويت، كان مع الرجل ممثلون عن شبكات ABC و NBC و CBS جاءوا جميعا للاتفاق على
الترتيبات النهائية مع السفير حول القيام بتغطية حية وشاملة لأحداث الشرق الأوسط
المتفجرة والتي تنبئ بما لا يحمد عقباه، والمرجح أن تتدخل فيها باقي دول العالم على
جميع المستويات.
في يوم 23 أغسطس،
هبط "روبرت واينر" المنتج المنفذ لشبكة CNN على أرض مطار صدام الدولي بعدما استغرقت رحلته من القاهرة
إلى العراق ثمانية أيام بسبب التأجيلات والاستعدادات الأمنية المختلفة، وأيضا تردد
السلطات العراقية في السماح بدخول الإعلام الغربي إلى داخل بغداد، كل ذلك في الوقت
الذي كان فيه تيرنر يقوم بتعيين رئيس جديد لشبكة CNN،
وبعد أن وقع
اختياره على "توم جونسون" بأيام قلائل اندلعت الحرب، وعلى الفور استغلت الشبكة
خبرة عشر سنوات من التغطيات الإخبارية المتميزة وبدأت في تجهيز جيش إخباري من
العاملين للقيام بتغطية الحدث حيا وعلى الطبيعة. لقد كان الأمر بالنسبة لهم كالسير
على القمر في عهد كنيدي ! لم يكن الأمر سهلا كما يبدو، فقد أرسل تيرنر أكثر من
مائة رسالة وفاكس إلى سلطات وهيئات عراقية متعددة في وزارة الخارجية والإعلام
بالإضافة إلى السفير العراقي في واشنطن قبل السماح للشبكة بالبث بصورة حية من
بغداد، إلى أن تمكن الفريق من الحصول على جهازين "INMARSAT" للاتصالات الهاتفية عن
طريق الأقمار الصناعية (الستالايت) وبعدها تم السماح لهم بإحضار جهاز جديد لحقن
الرسائل عن طريق الستالايت يقدر ثمنه بـ 400 ألف دولار، وهكذا استعدت CNN قبل اندلاع الحرب وحرصت على أن
تكون صاحبة التغطية الحية الوحيدة من خلف خطوط العدو. لقد أصبح تيرنر يزهو بشبكته
وأنبائها بعدما نقده كثيرون لإنشائه قناة إخبارية متخصصة واتهموه بالفشل وعدم
الجدية في إدارة المشروعات، ولكن الآن بعد عشر سنوات من ولادة CNN أثبت تيرنر للجميع انتصاره وبعد
نظره وعمق فكره في اتخاذ مثل ذلك القرار الناجح الشجاع.
ساعات
الخطر
ضم فريق
CNN في بغداد كلا من "بيرنارد
شو" ، و "جون هوليمان" ، و "بيتر أرنيت" وفريقا صغيرا من المصورين والمهندسين
والمساعدين. في بداية يناير أصدر توم جونسون أوامره ببقاء طائرة صغيرة على أتم
الاستعداد في عمان لإخراج فريق الشبكة فورا من بغداد في حالة تدهور الوضع، ومع
اقتراب ساعات الخطر وتجمع قوات التحالف متعددة الجنسيات احتشد مراسلو الصحف ووكالات
الأنباء والإذاعات والشبكات التلفزيونية في فندق "الرشيد" ببغداد في الوقت الذي صرح
فيه "مارلين فيتزواتر" السكرتير الصحفي للبيت الأبيض الأمريكي محذرا الإعلام
الغربي بضرورة ترك بغداد على الفور، إلا أن الجميع تجاهل هذه التحذيرات في
البداية، ولكن مع تزايد حدتها وقتها في 16 يناير حين طلبت السلطات الأمريكية من
الإعلام الأمريكي ترك بغداد بصورة جادة وسريعة، لم يكن أمام تيرنر سوى أحد خيارين:
إما أن يترك فريق شبكته في بغداد، أو أن يأمرهم بالعودة. وبرغم قراره الداخلي
بضرورة البقاء فإنه ترك القرار النهائي لكل فرد من طاقم العمل على حدة ليكون الأمر
برمته في أيديهم، وقبيل أن يجري اتصالات معهم في بغداد داهمه اتصال هاتفي شخصي من
الرئيس الأمريكي جورج بوش ذاته.. الذي أكد له أن الأمر أصبح جد خطير في بغداد
وسيكون أكثر خطورة في الأيام القادمة وطالبه بإخراج فريقه على الفور. بعدها قام
تيرنر بمكالمة طاقم التغطية في بغداد وقال لهم بالحرف الواحد:
"لن أجبركم على
العودة والخروج من بغداد.. كل منكم له مطلق الحرية في اتخاذ قراره، ولكني لن أطلب
منكم العودة! هل تفهمون ذلك ؟!"
كانت المفاجأة أن
الجميع قرر البقاء والاستمرار في تغطية الأحداث، وبعد أقل من 12 ساعة وتحديدا في
يوم 16 يناير 1991 بدأت القذائف تنهال على بغداد لتعلن بداية ما أطلق عليه "تقرير
واشنطن الصحفي" اسم "حرب القرية العالمية الصغيرة" أو بتعبير أدق: بداية عصر جديد
من التغطية الإعلامية حول العالم.
تغطية إخبارية
متألقة
ربما كانت
شبكة ABC هي أول من
أذاع نبأ بداية القصف على العراق خلال النشرة المسائية للشبكة. إلا أن CNN كانت هي الباب الحقيقي لتفاصيل
الأحداث وتحكمت بصورة فريدة في التغطية الشاملة خلال هذه الليلة بلا أية منافسة
خاصة بعد أن تعطلت جميع أجهزة الاتصالات في بغداد وانقطعت الاتصالات بين جميع
وكالات الأنباء والشبكات التلفزيونية وبين مراكزها الرئيسية فيما عدا أربعة خطوط
اتصالات دولية خاصة بالستالايت قامت CNN بتركيبها في وقت سابق وكانت هي الرابط الوحيد بين بغداد
والعالم الخارجي.
ويذكر تيرنر أنه
عندما عقد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق "ديك تشيني" مؤتمره الصحفي غير العادي في
مساء هذه الليلة بمقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أعلنها صراحة: "إن أفضل
تغطية إخبارية شاهدتها حتى الآن من بغداد كانت ما قامت به شبكة CNN المتألقة..".
والحق أنه بعد
دقائق بسيطة من القذائف الأولى على بغداد حققت CNN
تفوقا هائلا على جميع المحطات المنافسة، وفي أول
أيام حرب الخليج شاهدها أكثر من 10.8 مليون منزل. إلا أن العدد يفوق ذلك بمراحل
إذا وضعنا في الحسبان قيام مئات المحطات والشبكات حول العالم بنقل واستغلال
تغطية CNN على
شاشاتها. يقول بيتر أرنيت عن إصراره على البقاء في بغداد: "إن سبب بقائي في بغداد
بسيط للغاية.. إن التغطيات الصحفية هي مهنتي التي أرتزق منها، وقد أوليت كل وقتي
واهتمامي وحياتي للصحافة منذ سنوات طويلة، وإذا سألني أي شخص هل هناك بعض الأحداث
التي تستحق المخاطرة بالحياة؟ فستكون إجابتي نعم بلا شك، لقد لاقى كثير من أصدقائي
الصحفيين حتفهم بسبب إيمانهم بهذا المبدأ!!" هذه هي الروح التي بثها تيرنر في رجاله
وكانت سببا وراء نجاحهم، خاصة في ذلك الوقت.
ليست مجرد قناة
أخبار
لم تكن
CNN مجرد قناة إخبارية لرصد
الأحداث في لحظات وقوعها فحسب ولم تقدم تغطية مألوفة خلال حرب الخليج فقط، بل كانت
أكثر القنوات العالمية تفردا وخصوصية، كانت بالفعل القصة الحقيقية للأحداث وكان
واضحا أنه يتحتم على القنوات الأخرى تعلم الكثير من هذه الظاهرة. فقد اشترك أكثر من
75 خبيرا عسكريا مرموقا في التعليق وشرح تطورات الحرب وتوقعاتها وملابساتها، من
بينهم وزراء الخارجية الأمريكية والدفاع السابقون: "كاسبر واينبرجر"، "ألكسندر
هيج" ، "هارولد براون " ، "دونالد رامسفيلد" وغيرهم، فضلا عن خبراء متخصصين في
الإمكانات التسليحية العراقية ومعارك الصحراء ومجالات الشرق الأوسط وصراعاته. وتشير
الحقائق إلى أنه خلال "عاصفة الصحراء" أذاعت CNN أكثر من 400 تحليل سياسي وأكثر من عشرة تقارير وثائقية
يوميا وهو ما يفوق الذي تقدمه الشبكات الأخرى بمعدل أربعة أضعاف، وقد أوضح تيرنر أن
تغطية أحداث حرب الخليج كانت تكلفه ما يقرب من 1.5 مليون دولار في اليوم الواحد،
ولكنه أعطى تعليماته الصريحة المباشرة بإنفاق أي مبلغ في سبيل تحقيق السبق للوصول
إلى الحقيقة. حتى أن CNN كانت تستأجر وقتا على الأقمار الفضائية أكثر من ذلك الذي
تستخدمه الشبكات الأمريكية مجتمعة!
الغريب أنه حتى
يوم 16 يناير 1991 لم يكن يشاهد CNN أكثر من مليون مشاهد في جميع أنحاء الولايات المتحدة..
وعند هبوب رياح "عاصفة الصحراء" تابع القناة ما بين 50 إلى 60 مليون شخص وشاهدوا
صواريخ "سكود" وهي تثير الذعر والهلع في سماءات تل أبيب وبعض المدن الأخرى التي
أطلقت عليها. كل هذا النجاح والتميز تحقق على يد تيرنر، ولا يعرف الكثيرون أن تيرنر
كاد أن يدفع ضرائب باهظة الثمن لهذا النجاح الرائع، فقد تلقى العديد من تهديدات
القتل والانتقام منه ومن أسرته إذا لم يتوقف عن تغطية الأحداث مباشرة وفي صورتها
الواقعية، إلا أنه لم يأبه بكل ذلك، وظل يردد دائما: "كل إنسان له نهاية محتومة في
هذه الحياة، وسيلقى حتفه إن آجلا أو عاجلا، لذلك يجب أن نموت رافعي الرءوس
دائما.."
طموحات بلا
حدود
لم يكتف تيرنر
بكل الإنجازات والنجاحات التي حققها، فالرجل إنسان لا يعرف حدا للطموح والأمل وما
زال يحلم بالمزيد في المستقبل، إن أهم ما يقوم به الآن هو تأسيس قنوات جديدة
وتسويقها وتشجيعها مع إشراقة كل يوم. لقد تفوقت CNN
على "رويتر" كأضخم مصدر ووكالة للأنباء في العالم،
كما تقوم CNN بتوزيع
تغطيات حية ومباشرة لأكثر من 600 محطة تلفزيونية حول العالم، اتجهت أخيرا لتقديم
الخدمات الأكاديمية حيث توفر رسائل إخبارية تعليمية خاصة عن طريق الستالايت لما
يقرب من 20 ألف مدرسة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتقوم بإجراء استطلاعات
الرأي والاقتراع مع مجلة "تايم" الشهيرة، كما تشارك في إنتاج المواد والبرامج
الترفيهية مع مؤسسة "فارايتي"، وأنشأت حديثا قناة خاصة للمطارات والركاب تقدم فيها
خدمة إخبارية للمسافرين وتحوي أهم وآخر الأخبار بالإضافة إلى أحوال الطقس ودرجات
الحرارة، وهناك مشاورات جارية لتقديم قنوات إخبارية على الطائرات ذاتها، وقناة خاصة
لسلسلة مطاعم "ماكدونالد" الشهيرة، إضافة لتقديم تغطيات CNN المميزة والخاصة عن الأحداث
المهمة مثل حرب الخليج وسقوط الاتحاد السوفييتي وهدم سور برلين وغيرها في كتب
خاصة تحوي هذه المعلومات عن طريق شركة "تيرنر" للنشر والطباعة، وأيضا تقديمها على
شرائط فيديو خاصة لمهتمين والمتخصصين، وغيرها من الأساليب والأفكار الرائدة التي لا
تخطر على بال أحد سوى تيرنر!! لقد استغل كل كبيرة وصغيرة في شبكته لتحقيق المزيد من
النجاحات حتى أن أكبر ثلاث شبكات لديه وهي CNN - WTBS - TNT
تصل الآن بالفعل إلى أكثر من 95% من
مشتركي الكيبل في الولايات المتحدة، وتكمن فرص التوسع والانتشار الحقيقي خارج
الولايات المتحدة حيث يزداد الطلب على قنوات تيرنر، وهو الآن يخطط مضاعفة
ميزانية CNN العالمية.
يقوم ببن اء مركز إنتاج جديد بتكلفة 5 ملايين دولار في أتلانتا لإرسال نسخ متعددة
من CNN إلى مناطق
مختلفة في جميع أنحاء العالم. وقد قام بإنشاء مكاتب جديدة في "عمان"، و"ريو دي
جانيرو"، و"نيودلهي"، و"مكسيكوسيتي"، و"جوهانسبرج" ليصل عدد مكاتب المحطة إلى 20
مكتبا حول العالم إضافة إلى 8 مكاتب داخل الولايات المتحدة، ولا تستطيع أية مؤسسة
إخبارية عالمية أن تنافس قدرات CNN الإخبارية العالمية في الوقت الحاضر. والدليل أنه في
عام 1992 تخطت أرباح CNN أرباح CBS و NBC و ABC مع الوضع في الاعتبار فارق الخبرة وتنوع المادة
والإمكانات الفنية والمادية. الأهم من ذلك أن طموحات تيرنر لم تفتر بعد.. وما زال
في جعبته لكثير لهذا العالم الصغير.. يقول: "حافزي الأساسي هو أن أكون مفيدا أو
نافعا للعالم من حولي.. أن أساهم في بناء صرح اتصالات عالمي ضخم دفع بالإنسانية نحو
المزيد من التقارب.. يكافح مشاكل تضخم السكان والمجاعات.. يوقف تيار التسلح الدموي
العنيف.. يحافظ على بيئتنا عالمنا. أحيانا عندما أفكر في أسرتي وأصدقائي ومجتمعي
والعالم الذي أعيش فيه، عندما أفكر أن هؤلاء جميعا في حاجة ماسة إلى، أشعر أنني يجب
أن أكون رئيسا لهم لأساعدهم وأقف بجانبهم.. ولم لا ؟! فهناك بجانبي أقوى وأخطر جهاز
في العصر الحديث!!" ترى.. هل يتحقق حلم تيرنر الأخير.. ويصبح يوما رئيسا للولايات
المتحدة الأمريكية؟!