من سهول تهامة إلى جبال عسير

من سهول تهامة إلى جبال عسير

نَنْطلقُ من شواطيء البحر الأحمر، حيث تبدأ سهول تهامة، نسير باتجاه سفوح نَجْدٍ في الشرق من منطقة عسير، بالجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية، وصولا إلى قمم جبال السروات، سنجد قصصًا للماضي، وأخرى للحاضر: هنا مرت فيلة أبرهة الحبشي الذي جاء لهدم الكعبة المشرَّفة واحتلال الحجاز، وهناك عاشت قبيلة ثمود وبقيت آثارها نقوشًا وكتابات، هنا شُقتْ طرق التجارة القديمة لرحلة الشتاء والصيف من مدن اليمن السعيد إلى أسواق مكة المكرمة، وهناك ـ أيضا ـ بيوت عسير التي عاشت تتحدى الزمن، فلما غلبها أو يكاد، أورثت نمط عمارتها وفنونها للأحفاد، فنسخوا شواهد معمارية عصرية تحمل جينات الأولين. وهنا يُكتبُ الحاضر في دفتر النهضة، حواضر للعلوم والثقافة. وما بين التاريخ والفن، وما بين الماضي والحاضر، وما بين سهول تهامة وجبال عسير، وثقت الكلمات حينا من الزمن، في لحظة فارقة تعيشها هذه المنطقة.

ما إن ألقى بنا الليلُ خارج المطار الإقليمي لمدينة أبها، حتى غرقنا في نهر من الأضواء الملونة، لم يكن يضيء الطريقَ القمرُ وحدُه؛ وقد كاد يكتمل بدرًا، بل تحولت أشجار النخيل إلى نافورة يتحرك تمرها نورًا على جانبي الطريق نحو قلب المدينة. وعلى الرُّغم من أن رحلتنا إلى منطقة عسير في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية كان معدًا لها منذ شهور، فإن يوم وصولنا صادف احتفال أبنائها بحلول مليكهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. لم تكن مدينة أبها وحدها المحتفية بهذه المناسبة، بل رأينا ما بين سهول تهامة، إلى جبال عسير، لافتات مرحِّبة، وعبارات متأنقة، وصورًا عملاقة، بها تألقت أبها ونحن نجتاز أسواقها، ونخطو فوق دروبها، ونجتاز عتبات بيوتها التقليدية، نحث الخطوات إلى تاريخ حمل في جنباته من الفن الكثير.

الفنُّ ابنُ الجغرافيا

يقول نقادٌ وباحثون إن الفنون ابنة التاريخ، ولكن المساحات المعمارية، التي مررنا بها، تؤكد أن الفن هو ابن الجغرافيا حقًا. إن منطقة واحدة كعسير تنبت أشكالا عدة من الفنون المعمارية والسبب يعود إلى الطبوغرافيا المتباينة بشكل حاد. لقد جعل التباين في الارتفاعات للمنطقة مناخات مختلفة. فمنطقة تهامة الساحلية حارة ورطبة وهي التي تؤثر عليها مناخات قارة إفريقيا القريبة منها. وتلي تهامة الساحلية موانع جبلية هي قمم جبال السروات، وقد رأينا قمتها الأعلى والتي تصل إلى 0033 متر، لتنعم بأمطار الشتاء لهبوب رياح الشمال، وأمطار الصيف لمرور رياح البحر الجنوبية. وبين هاتين المنطقتين المتناقضتين مناخيا تتتابع مناطق ذات ارتفاع متباين، حتى تبدأ قمم السراة في الانخفاض بشكل حاد لتصل إلى هضبة نجد الصحراوية.

هذا التنوع الجغرافي والبيئي والمناخي سيفسر لنا التنوع في الطرز المعمارية التي شاهدتها «العربي» في عسير، بما يجعلها مرآة للتنوع، تنوع في الخامات، تشعب في التصاميم، تفرع في الارتفاعات، واستجابة للوظائف الحية. وبعد أن أصبح على المعماري والمصمم والبناء والمزخرف أن ينشيء حوارًا مع البيئة حوله، ظهرت العشة الطينية؛ ذات السقف الخشبي، وبُنيَ بيتُ الحصى؛ المبني من الحجر وله طابق واحد، وأقيم البيت الشعبي الحجري؛ الذي قد يبلغ ارتفاعه الطابقين، وشُيِّدَ القصرُ ذو البرج الحجري؛ الذي يتألف من طوابق تصل إلى الخمسة، ومن صوره القصبة المبنية من الحجر الجاف والمزخرفة بحجر المرو، كما أُعْلِي الحصنُ؛ وهو برج طيني جدرانه تتألف من طبقات طينية تسمى المداميك، وأخيرًا كان القصرُ الذي سمي بطراز أبها، وهو عبارة عن جدران من الحجر لا يربط بينها شيء، تعلوها جدران من الطين، مغروس بين طبقاتها ألواح من الحجر (رقف) لحماية الطين من مياه الأمطار (وهي أيضا لتظليل الفتحات، وربما لاستراحة الطيور!).

هذه الرقف الحجرية، التي تشبه ألواحا من الفولاذ، وهي ذات أسنان حادة، استبدلت أولا في التصميمات العصرية بأفاريز بارزة من الطوب، ثم تطور الاستلهام بأن أصبحت مجرد خطوط مقلَّمة، أو خطوط سطحية سوداء، أو حفر بسيط خارجي ومتدرج، أو شرائط خطية من الزجاج الداكن. هذا التحول يعد سمة معمارية تسعى للتبسيط والإحلال دون إخلال. فبعد أن شيد البناء من الأسمنت، لم تعد رقف الحجر مطلوبة للتقوية، أو الحماية من المطر، وبعد أن دخلت المكيفات لم تعد الرقف ضرورية للظل والتهوية. (وبقيت البيئة الخضراء بأشجار النخيل والسرو والصفصاف وغيرها تقدم غصونها للطيور!).

عمارة وفن يتحديان الزمن

تنطلق بنا السيارة فوق شريط أسفلتي عملاق تمتد يده حول خاصرة الجبال. المشهد أسطوري، حيث تمتد السهول الخضراء بساطا في سفح الجبال. كنا في الطريق نحو «رجال ألمع» التي أعيد ترميمها بالكامل، وظلت تحافظ على هويتها الحجرية، بل ويقام في سفحها مسرح للعروض التقليدية. في مضافة ملحقة بالقرية نتأمل المشهد الاستثنائي. في طريق أخرى إلى منتزه فرعاء الذي يقع بعد 28 كيلومترا من أبها. نصعد فنرى كيف تبدو السهول أسفل الوادي من عل: سجاد أخضر منقوش بخيوط الأسفلت التي تشير للطرق، وتوشيح الحب الأخضر بدرجاته الذي يدل على الغابات. تدهشنا مشاهد القردة التي توزعت على مجموعات تتقافز في حرية تامة بين الأشجار، وكثيرًا ما يتحلقون حول كبير لهم يعتلي صخرة، وما أضخم الحجر هُنا. إنه ينبت مثلما تنمو الغابات؛ ضخما وذا أشكال أسطورية، ألم تكن خامة الحجر سر العمارة الحجرية في عسير؟

تدينُ العمارة العسيرية التقليدية للمربع كشكل هندي بقدرته على احتواء كل مقومات الإبداع المعماري. فالمربع الذي يتقلص حجمه إلى مربعات أصغر، فأصغر، كلما ارتقينا للأعلى، يبرز دقة البناء، وتميزه البصري، من ثباته في الأرض، إلى دخوله إلى السماء بشكل متناغم، سواء كان ذلك بيتا من طابق واحد، أو برجًا شاهقا بأدواره، وقاعدته التي قد ترتفع آلاف الأمتار عن سطح البحر في بعض الأحيان.

كانت تلك الأبراج العالية، تعطي الفرصة لسكانها ـ وهي تنهض وسط طبيعة خضراء وجبلية متواترة ـ بتأمل الجمال فيما حولها. مثلما كانت تستخدم أيضا لمراقبة الأراضي الزراعية، أو لأغراض دفاعية كما هي الحال في عمارة القصبات، التي تدافع من أعلى، وتستخدم كمخازن في الأسفل.

وإذا تأملنا القاموس المعماري في عسير التراثية وجدناه يشرح نفسه، ويضيء معاني هذه الأشكال البديعة بصريًا. فاللهوج ـ ومفردها لهْج ـ هي الفتحات العلوية التي تستخدم نوافذ تهوية وإضاءة في الغرف والمجالس، والمضارب هي فتحات في البناء تضيء الأدوار السفلية فيه المستخدمة كمخازن أو حظائر وتسمى ريشا أو سبقا، والمدماك هو أساس حائط الطين الذي يبنى على درجات من المداميك، وتصنع من الطين المخلوط بالماء والقش، وبعد أن توضع يومين في الشمس تجف وتقسو لتصلح كاستخدامها في البناء، والمعدال هو الكمرة الرئيسية التي تتخذ من جذوع الأشجار وتحمل فوقها كمرات ثانوية تسمى سواري أو سهامًا لحمل السقف. والصوبا هو النحت الذي يزخرف به إفريز البناء وأسواره، والتشاريف هي الحليات البارزة من الطين وتبنى على كوابيل من الخشب بطول الجدران لتقويتها، والنوبة هي غرفة النوم، وغالبا ما يزنها اللونان الأصفر والأخضر، مع اللون الأبيض الأساسي.

حين نزور معالم أبها، يتكشف لنا كيف يتم ترويض العمارة الحديثة في منطقة لها مقومات تراثية غنية، وقرب سد أبها، وفي الليل، لا نستمتع بعروض الصوت والضوء وحدها، فهناك تنهض أيضا منشآت عصرية تخدم مستقبل المنطقة السياحي. فبالإضافة للفنادق الرئيسية بالمنطقة هناك كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة بأبها، التي تستفيد من بيئتها التراثية وتمنح درجتين علميتين هما دبلوم في السياحة والإدارة وبكالوريوس في إدارة السياحة والفندقة، لتأهيل كوادر تلبي حاجات قطاع السياحة المتنامي. إنها رؤية تحاول أن تتقدم خطوات نحو تنمية المجتمع المحلي بالاستفادة من مقوماته الطبيعية ومكوناته التراثية.

في منزل أبو ملحة

قرب إمارة أبها الجديدة، نقترب من منزل يُعبِّرُ عن عمارة عسير بصريا ومعماريا. وبالرغم من أن بناء المنزل تم على مراحل، فإنه يعد منزلا واحدًا ذا هوية موحدة. وكان جد عائلة أبو ملحة من أتباع الملك عبد العزيز آل سعود، وبنى الجد الجزء الأساسي من المنزل في 1942، وتميز ـ آنذاك ـ بأنه أكبر حجما في غرفه، وأطول بناء في برجه، من باقي منازل عسير. وحين ضاق المنزل على ضيوفه الكُثر، أضيف له جزء آخر سنة 1954، بواجهات خارجية تحتفظ بالتراث العسيري، أما التوسعة الثالثة (1958)، فجاء تخطيطها على النمط الحجازي، واستخدمت كمضيفة ومكاتب إدارة. كان هذا البيت غير بعيد عن قصر شدا، الذي بني قبل ثمانين سنة، ليكون قصرًا للمقاطعة بأمر من الملك عبد العزيز آل سعود. وقد أصبح اليوم بعد ترميمه مركزًا للمأثورات الشعبية، بعد أن لبى أبناء عسير النداء برفد القصر بمقتنيات تاريخية.

نعود إلى منزل أبو ملحة الذي يكشف التوسع الذي تم به عن استجابة البناء للحاجات الإنسانية للامتداد الأفقي، فإنه يدعم أيضا فكرة النمو المتدرج، ويؤكد كذلك استخدام الخامات المحلية في البناء. ففي التصميم الداخلي للمنزل رأيت غلبة اللون الأخضر الذي كان البنَّاء يحصل عليه بخلط الأعشاب الخضراء مع الجبس حيث تطلى به الجدران، ويبقى محافظا على جودته فترة طويلة قد تصل إلى خمس سنوات.

يعكس منزل أبو ملحة طريقتين في البناء مستوحاتين من مدينتي أبها وخميس مشيط. فاستخدام حجارة الرقف يعود بطريقة البناء إلى أبها، واستخدام الطين المخلوط بالقش يرجع إلى خميس مشيط. كان بناء المنزل يبدأ بتخطيط الأرض غرفا، فإذا وافق صاحب المبنى على المخطط بدأ العمل. وتحفر الأرض حتى المستوى الصلب لها، ثم يملأ الحفر بالحجارة لارتفاع بين متر ونصف إلى مترين. ويقع المنزل بجوار جامع الملك عبد العزيز، ويشكل الجامع مع المنزل والإمارة مع الفضاء أمامها جملة كاملة في كتاب العمارة العسيرية، ما بقي منها قديمًا وما استلهم منها حديثا. وتجسد كتلة جامع الملك عبد العزيز بمنارتيه اللتين تجددان العهد مع التراث العسيري حضورا قويا.

إن العمل المبدع للعمارة يُلزم المصمم تبني الحداثة، وأن يعيد ابتكار شكل البناء وفقا لمتطلبات العصر، وأن يفعل ذلك كله دون أن يقع في خطأين معمارين دارجين: أن يعمد إلى القص واللصق لا يفهم الحاضر وطبيعته المغايرة للماضي، فيتحول قاطنو البناء «المُجمَّع» وفق تركيبة مقلِّدة إلى كائنات تراثية، وليس كائنات لها تراث. أما الخطأ الثاني فهو الإلغاء، بالتخلي عن التراث المعماري باعتباره لا يصلح.

وهذان الخطآن ينجمان من عدم فهم للعمارة التقليدية وطرائق تجديدها واستلهامها.

ولذلك كله لا نجد الاستلهام الحداثي وقفا على جامع الملك عبد العزيز ومبنى الإمارة وحدهما، فهناك مبنى الاتصالات، ومبنى الخطوط السعودية، ومبنى التأمينات الاجتماعية، والمكتبة العامة، والفنادق والمجمعات السكنية الجديدة. والواضح فيها جميعا ضخامة الكتلة المعمارية، كما لو تم تكبير الفراغ الهندسي والمعماري بشكل تناسبي، ليفي بحاجات المجتمع الحديثة. كما نلاحظ أيضا دخول الزجاج كواجهات شافة وعاكسة في الوقت نفسه، لتعالج الواجهات الضخمة المصمتة. كما تم اختزال الشرائط المزينة إلى أقل حد، واحتفظ بحجم النوافذ صغيرًا، كما كان في الماضي. ونحن نعلم أن تلك الفتحات الصغيرة التي استخدمت لدخول الهواء والضوء، كانت تمثل حافظات لحُرمة المكان، فضلا عن وقايتها للسكان من الشمس اللاهبة.

من بعيد يبدو مشهد برج قصر شدا قائمًا وسط المباني الجديدة، كأنه يدٌ من التاريخ تنادي أن حافظوا على تراثكم. حول البرج يقوم مبنى الإمارة، والجامع وبنايات أخرى تشكل زحامًا في سماء كانت ذات يوم خالصة للقصر وحده.

إذا كانت تلك المباني «الضخمة» تمثل تجديدًا معماريا متنوعًا، فإن من الأماكن التي احتفظت بالأحجام الأصلية للبيت العسيري كانت قرية المفتاحة التي تضم مركز الملك فهد الثقافي، والتي تحولت إلى استديوهات للفنانين التشكيليين، ومسرح جماهيري فضلا عن أدائها الإداري، حيث تضم هيئة تنشيط السياحة، والقرية تقع في مواجهة أحد أهم الأسواق الشعبية وأقدمها: سوق الثلاثاء. في القرية يعرض علينا أبو طه نسخة نادرة للقرآن الكريم عمرها سبعة قرون، وسيفا من القرن العاشر الهجري، وأغراضا أخرى للحياة اليومية في عسير على مدى عقود، حيث بدأ عاشقا للتاريخ، ليصبح متجره متحفا حيا.نخرج من عند «أبو طه» واليوم الثلاثاء، لنلقي نظرة توثيقية على السوق التي تغيرت عن حالها الأولى، وستستبدل وضعها الحالي في المخطط الجديد الذي وافق عليه خادم الحرمين، وهو المشروع الذي يوصف بوسط أبها، حيث تنشأ فنادق فاخرة ومدينة ألعاب وأسواق ضخمة، تستقطب الذين يعشقون طقس المنطقة المغاير بفضل نسيمه الدائم.

الموجز اليسير في ملابس عسير

يبدأ البحث في التاريخ عن التراث المادي عبر طريقين، سوق شعبية، ومتحف جامع. أمام قرية المفتاحة تصافح العيون لافتة بيضاء صغيرة تحمل باللون الأحمر اسم: «سوق الثلاثاء»، قيلَ لنا إنه المكان الذي يمكنك أن ترى فيه النساء أكثر من أي مكان آخر. صحيح أن السواد يجلل الثياب، لكن أنماطا من الزينة كانت فيما يبعنه ويشترينه. كثيرون يهبطون من الجبل بأغطية الرأس المميزة، وتيجان الورد والريحان تكلل الرءوس.

اكتشفنا أن ليست النساء وحدهن من يظهرن أو يختفين في هذه السوق الدائرية التي يسلم باب مدخلها لباب مخرجها، وكأنها خلخال في قدم، أو سوار في معصم، فالباعة من الجنسين، وكثيرون من «الشيَّاب» الذين يأتون بشمع عسل النحل المسمى بالسدر، فهذا موسمه. إن إناء متوسط الحجم يساوي 003 ريال سعودي. تدور مع المحلات لتكتشف ماذا تقول الثياب، وبماذا تهمس الفضة، وكيف يكشف المعروض من أدوات، عن المخبأ والمخفي من أساليب حياة. لعل أهم ما يجذبك في الصور الاحتفالية التقليدية أن الرجل العسيري ظلّ حاسر الرأس زمنًا، يطيل شعره، ويفرقه نصفين، ويثبته بعصابة مزينة بنباتات عطرية، كالريحان والكادي والبعيثران. كانت عصابة الرأس من الجلد المزين بالفضة، أو من الفضة الخالصة، أو القش، أو الأشرطة القطنية والصوفية. لكننا في السوق سنتعرف على أشكال أخرى من هذه العصابة، ومنها الرُّدف القطنية. كما أن هناك الكوفية التي تسمى الحدرية (الطاقية أو القبعة)، ومن غريبها المصنوع من قصب الخيزران، بل لعل الطفشة ـ قبعة من سعف النخيل ـ هي أطرف أشكال أغطية الرأس التقليدية في سوق الثلاثاء.

أما الدِّسمال (الغُترة)، فكانت تصنع قديمًا من قماش الخام «المبرم»، على شكل مثلث من طبقة قماشية واحدة، لكنها أصبحت ـ كما هي الآن ـ مربعًا يثنى على شكل مثلث من طبقتي قماش. أتذكر أصل الشماغ ونحن بإحدى الأسواق العصرية، ونستمع إلى البائع: «في السابق كان الشماغ الإنجليزي وحده هو الأصل، وتعددت أنواعه وأثمانه، لكن الشماغ الصيني دخل في السوق بخمسمائة اسم وشكل، وأصبح أغلى من الإنجليزي». علل البائع ذلك بقدرة الصينيين على ابتكار أشكال جاذبة للنقشات والزخارف الحمراء، وهي طلب الشباب والعصريين. قلت وأنا أتفحص الشماغ الصيني: وداعًا لندرة، وأهلا بكين!

ستتعرف على طقس المنطقة في فصولها الباردة حين ترى الثياب الخارجية للرجال والنساء. فستجد للرجال «الفروة»، وهي عباءة واسعة وطويلة تُصنع من جلود الخراف المدبوغة، يُحتفظ بفرائها من الداخل حتى تحقق أكبر مقدار من الدفء، وهناك أيضا الشَّمْلة أو «البيدي»، وهي عباءة ثقيلة من الصوف المغزول والمنسوج يدويا، تصنع محليا وتصبغ بأكثر من لون ليظهر التطريز.

المرأة العسيرية لها نصيب أكثر تنوعًا في الملابس، فأغطية الرأس تبدأ من المنديل، وهو قماش قطني خفيف ملون بالأحمر أو البرتقالي، والمِصْوَن، وهو غطاء مستطيل من القطن السميك له هدب على الأطراف، ومن أسمائه القناع والشيلة والمِسفع. ومن أنواع الشيلة «المريَّشة»؛ وهي قطنية خفيفة سوداء، تزخرف أطرافها بخيوط معدنية مضفرة في النسيج الأصلي، تضاف إليها كُتل ـ على هيئة وردات ـ من خيوط الحرير الملونة بالأحمر والأخضر والأصفر. وترتدي المرأة أيضا الطفشة، أو الهطفة، وهي قبعة تقليدية من سعف النخيل، حين تخرج للسوق أو المشاركة في الزراعة، وتُزخرف بالخيوط الملونة تمييزا لها عن الطفشة الرجالية، وقد رأينا طفشة مطرزة بالأصداف والخيوط السوداء وعرفنا أنها من تهامة، وتتميز أيضا بطول فراغها الداخلي وقصر دائرتها الخارجية. والثوب المجنب هو الزي التقليدي المميز للمرأة العسيرية، وهو يحمل هذا الاسم لوجود عدة قطع جانبية تتسع كلما اقتربت من ذيل الثوب، وهي في كل جانب نحو ست قطع أو أكثر. ويطرز الثوب العسيري على الصدر والأكمام وبطول خياطات الجنب، بغرزات يدوية، منها السلسلة والفستون والفرع، بحرير متعدد الألوان. بينما يُصنع من القطن الأسود والساتان والمخمل (القطيفة). ومثل عباءة الرجل، ترتدي النساء المِزر لغطاء الظهر، المصنوع من جلد وفراء الغنم المدبوغ، وتثبت أجزاؤه بالجلد فيما بينها. ومن العجيب أنك حين تتأمل زخارف الثياب النسوية ترى بينها وبين عمارة وزخرف المساكن تشابهًا كبيرًا. إنه أثر البيئة اللانهائي، الذي يمتد من الجدار للسجاد إلى الملابس، مثلما يحضر في الحجر، ويظهر في الصور، ويتبلور في الخشب، ويتجسد في الطين، وينطق في القماش. في السوق رأينا أكثر من حزام فضي منقوش بشكل ساحر، وعرفنا أن العسيرية تعتاد لبس الحزام، المصنوع من القماش أو الجلد، أو الفضة. ووحده الحزام الفضي يسمى حزامًا، أما الجلدي فيسمونه سَبتة، والجلدي المضفور : نَسعة، وهو ينتهي بشرابة (كتلة) من شرائح الجلد لتدخل في عروة الطرف الآخر، بعد أن يلف الوسط عدة مرات!

إن الحزام الذي تستخدمه المرأة للزينة يصبح عند الرجل ضرورة، فهو للزينة حينا، وحينا لحمل السلاح، الذي تحول من مهمة الدفاع عن النفس إلى الزينة. ولكن المرأة لا تتزين بالحزام وحده، أو نقش الثوب وتطريزه وحسب، بل إن لها مع الفضة بابا من الحكايات مفتوحًا على مصراعيه.

صندوق الحلي التقليدية

في قلب أبها، نعثر على فريج، أو حارة، أو زقاق - سمِّه ما شئت - لا تزال بيوته تحمل سمت العمارة القديمة. تمنينا أن تمتد يد الترميم إلى البيوت التراثية القليلة التي بقيت في حزام المدينة، وأن يتم تسويرها، وإعادة تدويرها إذا كانت غير مأهولة لتصبح مزارا ومتحفا، وربما ليعاد استخدامها كمرافق خدمية سياحية.

المسجد يتوسط مجموعة البيوت القديمة، ويربط بينها سكة تم تبليطها بالحجر الملون، تصعد بك الطريق وتهبط لتشي بجغرافية أبها الصاعدة الهابطة. وفي أحد المحلات الباقية لبيع الفضة نلتقي مع شيخ في الستين له قلب شاب في العشرين، يعرض علينا بعضا من كنوزه. كنا كمن عثر على صندوق للحلي التقليدية. يقول محمد العريفي: هذا العقد يُنظم في خيطه اللؤلؤ والخرز، وكانت القلائد الشعبية القديمة الثمينة تنظم من المرجان والفيروز والياقوت واللؤلؤ والعقيق والنفيسي والضفار، وكانت أيضا تنظم بالحشف من الذهب أو الفضة المطعمة بالفيروز. نتعرف على أسماء القلائد الشعبية في عسير، ومنها المعرّاء والمزنط والمرية والمعمّرَة والمرتهشة والقردالة والسبحة والفريدة والمورقة، والمنثورة والمشلشل والطوق، وهي تسميات تشي أسماؤها بأشكالها وبألوانها.

في «سوق الثلاثاء» تقوم النساء بنظم القلائد والعقود المصنوعة من الأحجار الكريمة كالعقيق اليمني والظفار، ومنها العقود المصنوعة من قطع الفضة القديمة أو الحديثة، وهن يتوارثن المهنة أما عن جدة. ويقمن بعد حبات العقود والقلائد حسب الطلب، وربما يبدأ سعر القلادة بخمسمائة ريال ويصل إلى ألف ريال، حيث تفضل النساء الحلي المصنوعة يدويا، وخصوصا المصوغة من الفضة.

التصميمات التي تزخر بها السوق لها أسماؤها؛ الحرز واللبات (جمع لبة)، والشعيريات ويسمى الحجم الكبير «لازم» والمرتعشة. ومن أنواع حزام الفضة النسوي المحوت والمفشت والمصفح ولبوس العافية، وهناك حلي أخرى كالمعضد والمصك والخلاخل والهلال والشبابيك والهياكل والشليشل والكردالة والبنجرة والشميلات والمنابر والخماخم والنخيلات والحجول.

أما العقود ذات الخرز الصغير فتسمى بالتوت. ومن الخواتم الخنصر والبنصر والحواجز والشاهد والفتخ وهو خاتم الإبهام. وبجانب الصناديق التي كانت تحمل مقتنيات العروس الثمينة، والتي تستخدم هذه الأيام على الأغلب في الزينة، فإن نسوة كثيرات يرتدن السوق لتكوين ركن بدوي، أو شرقي، في بيوتهن، قوامه قطع الأثاث والحلي القديمة مضافا إليها الوسائد والجداريات، وخاصة تلك التي تصور الصحراء والإبل.

نودِّعُ العريفي بعد أن تأملناه وهو يحفر اسما على أحد الأختام المعدنية، فهو لا يبيع الحلي التقليدية والخناجر الفضية وحسب، بل يعمل ككاتب ختوم. في أبها لا تزال الإمضاء المختومة بالخاتم النحاسي مرفقة أحيانا ببصمة الإبهام، جزءا من الهوية الشخصية للإنسان، وهي تحيا جنبا إلى جنب مع الهوية الإلكترونية. وهذا يجسد صورة أبها، وعسير، التي تحرص على أن تحتفظ بتقاليدها، دون أن تفقد مكانها على درب الحداثة.

تراثية ابن حمسان

ننطلق إلى مدينة خميس مشيط، التي يقع مطار أبها في منتصف الطريق بينها وبين مدينة أبها، والمسافة بين المدينتين 52 كيلو مترًا. سيجمعنا النهار والمساء مع عاشق لتراث منطقته هو ظافر بن حمسان الذي أنشأ قرية «تراثية» وقسمها إلى قصر حجري يمثل عمارة المناطق الجبلية في عسير، ويتكون من أربعة طوابق، بين مجالس الضيوف والعائلة، وصولا إلى المطبخ في الدور العلوي «العليَّة». سألنا ظافر عن سر وجود المطبخ في المكان، فيشرح لنا متذكرًا طرفة نادرة. المطبخ في العلية يعني ألا يمتد التلوث والدخان لأهل البيت. وأذكر أن امرأة مرضت نفسيا احتجزت في غرفة علوية، أضرمت النار في مكانها، وانطلقت نساء عسير فيما يشبه قوة تدخل سريع للدفاع المدني يأتين بقرب المياه وينطلقن للأعلى حتى انطفأت النار. فتخيلوا لو أن النار في طابق سفلي؟ لذلك أيضا وجود المطبخ في العلية هو نوع من الحماية، وستجدون غرفة العريس والعروس بجوارها، فلا ينقطع الطهو ولا يتوقف الدعم. غير بعيد عن القصر الحجري نمر بالعريش، وهو مجلس يطل على الجرين «مساحة من الأرض كانت تستخدم لدرس المزروعات والاحتفالات الشعبية»، لنصل إلى المسرح الذي تقدم فيه ألوان من الرقصات الشعبية والمسابقات التراثية لمنطقة عسير، حتى نصل إلى المتحف، الذي يضم ألوانا من المقتنيات، وخاصة ما صنعته يد المرأة العسيرية وما تحب أن ترتديه.

حين تبهرنا الزخارف التي تزين المكان، نسأل ظافر عن سرِّها، فيقول: إنها فاطمة، السيدة التي تخطت ثمانين عامًا الآن، وكان هناك في كل بيت مثيلها، الآن ندر أن نجد من تخصص وقتها وتخلص للفنون التقليدية. خرجنا من المكان وكلمات ظافر تتردد في جنبات الليل، إنه يتحسر على الحرف اليدوية التي كادت تنقرض. صحيح أن هناك نوادر في كل مكان، ولكن ماذا عن الغد؟

البناء الذي يعلو اليوم، ويمتد شاهقا في الغد، يحتاج دون شك إلى تلك اللمسات الإنسانية، وربما يكون في المؤتمر الذي لحقنا افتتاحه في الرياض فاتحة خير. فذلك المؤتمر الدولي الأول للحرف التقليدية في العالم الإسلامي والذي ترعاه الهيئة العليا للسياحة في المملكة، يكرِّسُ لتنمية تلك الفنون اليدوية، والاستفادة من اقتصادياتها. وما ذلك على أهل عسير بعسير، فأهلها كما رأيناهم إما شاعر، أو ناثر، أو تشكيلي، أو حرفي، أو جامع للتحف أو محب للتراث.


أشرف أبو اليزيد 




صورة الغلاف





 





لافتات مرحِّبة، وصور عملاقة، هكذا ترحب أبها بخادم الحرمين الشريفين





حين نتأمل عن قرب التكوين الجداري للبيوت التقليدية في عسير، أو تلك التي تبنى على نسقها، نجد مساحات لونية بلا حدود. وتتبنى عسير أشكالا عدة من الفنون المعمارية، تختلف في شكلها لكنها تأتلف في جماليات استخدام الحجر





 





تؤكد المساحات المعمارية، التي مررنا بها أن الفن هو ابن الجغرافيا حقًا. لقد جعل التباين في الارتفاعات للمنطقة مناخات مختلفة. وهذا التنوع الجغرافي والبيئي والمناخي يفسر لنا التنوع في الطرز المعمارية سواء في الخامات، أو بالتصاميم، والإرتفاعات





يقوم في أعلى الحصن برج طيني جدرانه تتألف من طبقات طينية تسمى المداميك، تغرس بين طبقاتها ألواح من الحجر (رُقف) لحماية الطين من مياه الأمطار، وتظليل الفتحات. وقد استبدلت في التصميمات العصرية بأفاريز بارزة من الطوب





 





 





 





أنشأ المعماري والمصمم والبنَّاء والمزخرف حوارًا مع البيئة حوله، فظهرت العشة الطينية؛ ذات ا السقف الخشبي، وبُنيَ بيتُ الحصى؛ المبني من الحجر وله طابق واحد، وأقيم البيت الشعبي الحجري؛ الذي قد يبلغ ارتفاعه الطابقين، وشُيِّدَ القصرُ ذو البرج الحجري





أنشأ المعماري والمصمم والبنَّاء والمزخرف حوارًا مع البيئة حوله، فظهرت العشة الطينية؛ ذات ا السقف الخشبي، وبُنيَ بيتُ الحصى؛ المبني من الحجر وله طابق واحد، وأقيم البيت الشعبي الحجري؛ الذي قد يبلغ ارتفاعه الطابقين، وشُيِّدَ القصرُ ذو البرج الحجري





أنشأ المعماري والمصمم والبنَّاء والمزخرف حوارًا مع البيئة حوله، فظهرت العشة الطينية؛ ذات ا السقف الخشبي، وبُنيَ بيتُ الحصى؛ المبني من الحجر وله طابق واحد، وأقيم البيت الشعبي الحجري؛ الذي قد يبلغ ارتفاعه الطابقين، وشُيِّدَ القصرُ ذو البرج الحجري





 





قرية "رجال ألمع" التي أعيد ترميمها بالكامل، فظلت تحافظ على هويتها الحجرية، بل ويقام في سفحها مسرح للعروض التقليدية. إنها نموذج لإعادة استخدام المناطق الأثرية في تنشيط السياحة الداخلية، وإحياء الطقوس التقليدية، وربط الأجيال الجديدة بتراث أجدادها





قرية "رجال ألمع" التي أعيد ترميمها بالكامل، فظلت تحافظ على هويتها الحجرية، بل ويقام في سفحها مسرح للعروض التقليدية. إنها نموذج لإعادة استخدام المناطق الأثرية في تنشيط السياحة الداخلية، وإحياء الطقوس التقليدية، وربط الأجيال الجديدة بتراث أجدادها





 





 





 





 





يبدأ البحث في التاريخ عن التراث المادي عبر طريقين، سوق شعبية، ومتحف جامع، وسواء في "سوق الثلاثاء"، أو في قرية المفتاحة، داخل مدينة أبها سنجد كثيرين يهبطون من الجبل بأغطية الرأس المميزة، وتيجان الورد وأغصان الريحان تكلل الرءوس





في أرجاء قرية المفتاحة التي تضم مركز الملك فهد الثقافي، وقد تحولت إلى استدويوهات للفنانين التشكيليين، ومسرح جماهيري فضلا عن أدائها الإداري حيث تضم هيئة تنشيط السياحة، وفي أحد متاجر عاديات عسير العريقة، نرى نسخة نادرة للقرآن الكريم عمرها سبعة قرون





 





قرب إمارة أبها الجديدة، نقترب من منزل يُعبِّرُ عن عمارة عسير بصريا ومعماريا. إنه منزل أبو ملحة. وبالرغم من بناء المنزل تم على مراحل، فأنه يعد منزلا واحدًا ذا هوية موحدة. وقد أصبح اليوم بعد ترميمه مركزًا للمأثورات الشعبية





تقوم النساء بنظم القلائد والعقود المصنوعة من الأحجار الكريمة كالعقيق اليمني والظفار، ومنها العقود المصنوعة من قطع الفضة القديمة أو الحديثة، والتصميمات التي تزخر بها السوق لها أسماؤها؛ الحرز واللبات (جمع لبة)





تقوم النساء بنظم القلائد والعقود المصنوعة من الأحجار الكريمة كالعقيق اليمني والظفار، ومنها العقود المصنوعة من قطع الفضة القديمة أو الحديثة، والتصميمات التي تزخر بها السوق لها أسماؤها؛ الحرز واللبات (جمع لبة)





المرأة العسيرية لها نصيب أكثر تنوعًا في الملابس، فأغطية الرأس تبدأ من المنديل، وهو قماش قطني خفيف ملون بالأحمر أو البرتقالي، والمِصْوَن، وهو غطاء مستطيل من القطن السميك له هدب على الأطراف، ومن أسمائه القناع والشيلة والمِسفع





المرأة العسيرية لها نصيب أكثر تنوعًا في الملابس، فأغطية الرأس تبدأ من المنديل، وهو قماش قطني خفيف ملون بالأحمر أو البرتقالي، والمِصْوَن، وهو غطاء مستطيل من القطن السميك له هدب على الأطراف، ومن أسمائه القناع والشيلة والمِسفع





ليست النساء وحدهن من يظهرن أو يختفين في سوق الثلاثاء الدائرية، حيث يسلم باب مدخلها لباب مخرجها، وكأنها خلخال في قدم، أو سوار في معصم، فالباعة من الجنسين، وكثيرون من "الشيَّاب" الذين يأتون بشمع عسل النحل المسمى بالسدر، فهذا موسمه





ليست النساء وحدهن من يظهرن أو يختفين في سوق الثلاثاء الدائرية، حيث يسلم باب مدخلها لباب مخرجها، وكأنها خلخال في قدم، أو سوار في معصم، فالباعة من الجنسين، وكثيرون من "الشيَّاب" الذين يأتون بشمع عسل النحل المسمى بالسدر، فهذا موسمه





 





 





 





تلي تهامة الساحلية موانع جبلية هي قمم جبال السروات وقد رأينا قمتها الأعلى والتي تصل إلى 3300 متر، لذا تنعم بأمطار الشتاء لهبوب رياح الشمال، وأمطار الصيف لمرور رياح البحر الجنوبية. وبين هاتين المنطقتين المتناقضتين مناخيا تتتابع مناطق ذات ارتفاع متباين





رغم أن هدف العمارة الجديد المبني على تقليد ما هو تراثي يعني بالتحول كسمة معمارية تسعى للتبسيط والإحلال دون إخلال، وترويض العمارة الحديثة في منطقة لها مقومات تراثية غنية، لكن "العبث" الملوِّن دون هدف أو تناغم، قد يخلق ضوضاء بصرية، تبتعد عن الأصل كثيرًا





رغم أن هدف العمارة الجديد المبني على تقليد ما هو تراثي يعني بالتحول كسمة معمارية تسعى للتبسيط والإحلال دون إخلال، وترويض العمارة الحديثة في منطقة لها مقومات تراثية غنية، لكن "العبث" الملوِّن دون هدف أو تناغم، قد يخلق ضوضاء بصرية، تبتعد عن الأصل كثيرًا





رغم أن هدف العمارة الجديد المبني على تقليد ما هو تراثي يعني بالتحول كسمة معمارية تسعى للتبسيط والإحلال دون إخلال، وترويض العمارة الحديثة في منطقة لها مقومات تراثية غنية، لكن "العبث" الملوِّن دون هدف أو تناغم، قد يخلق ضوضاء بصرية، تبتعد عن الأصل كثيرًا





 





تراثية ابن حمسان، القرية التي بناها ظافر عاشق التقاليد العسيرية، في المسافة بين أبها وخميس مشيط، تتكون من قصر حجري يمثل عمارة المناطق الجبلية في عسير، وعريش، وهو مجلس يطل على الجرين "مساحة من الأرض كانت تستخدم لدرس المزروعات والاحتفالات الشعبية"