دورة الدم المذعور

دورة الدم المذعور

1

الـنـدم

أين سنتركُ أثرنا الخفيف
فوق أرضٍ منكوبةٍ كهذه؟
وكيف سيقرأ الآخرون وقْعَ ندمِنا الكثيف
في ساحةِ الهزيمةِ المزعومةِ بالأوسمة،
المثقلةِ بالضغائن؟
وماذا سنقول لدورة الدَّمِ المذعور
وهي تصقلُ ترنّحنا المُكابرِ
لئلا يشوبُ الغموضُ
أنخاباً تباهي الشمس
وتخدعُ الأمل؟

2

الماضي

يهندسُ لنا إيقاعَ القصيدة
هذا الماضي المرْضوضُ بالعَجَلات الفولاذية..
كنا نؤلّف به أيامنا البطيئة
لئيمةَ الادعاءات
ونؤثّث غرفَ جحيمنا بتركته الفجّة،
وكنا نغرّرَ بأكثرَ مريدينا حماساً له.
الماضي الذي ينتصر علينا
لا يزال يغْلبُ النحوَ والصرفَ
ويستفرد باللغة في غفلةٍ من قلوبِنا
يَحضرُ يَحتضرُ
ويصيرُ مستقبلاً.

3

فكرة العمل

الفارغُ من الدلالات
كلّما بالغَ في طرح صوته
ضاجاً
مجلجلاً
يجهرُ بجرأةِ خطابه الفجّ،
كلّما شَـغـرَ به المكان
وفَرَغتْ التجربةُ من أخباره
وخرجَ عن فكرة العمل.
كلّما تكاثر بالكلام
شحّّتْ دلالاتُه
وشَحُبَ المعنى.

 

قاسم حداد