طرائف عربية

طرائف عربية

عدل وإنصاف
العباس بن أحمد بن طولون تحت حد العدل

استدعى "العباس بن أحمد بن طولون" - وكان ماجنا - مغنية وهو يصطبح فلقيها بعض صالحي مصر ومعها غلام يحمل عوده، فكسر الصالح العود وسب الجارية المتبرجة. دخل العباس على أبيه وأخبره بذلك. فأمر بإحضار الرجل الصالح فلما أحضر إليه قال: أنت الذي كسرت العود، وأهنت الجارية؟. قال: نعم. قال: أفعلمت لمن هو ؟ قال: نعم هو لابنك العباس، قال: أفما أكرمته لي ؟ قال: أكرمه لك بمعصية الله عز وجل ؟ والله تعالى يقول (والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، فأطرق أحمد بن طولون عند ذلك ثم قال: كل منكر تراه فغيره وأنا من ورائك.

الخير والنخلة والعدل

روى سيدي "أبوبكر الطرطوشي" رحمه الله في كتابه "سراج الملوك" قال: حدثني بعض الشيوخ ممن كان يروي الأخبار بمصر قال: كان بصعيد مصر نخلة تحمل عشرة أرادب ولم يكن في ذلك الزمان نخلة تحمل نصف ذلك، فغصبها السلطان لنفسه فلم تحمل شيئا في ذلك العام، ولا ثمرة واحدة، ولما ردها لصاحبها حملت أكثر مما كانت تحمل، فعرف السلطان أن الجور يدخل النقص في الممالك، فسبحان العادل العظيم الذي يصلح الراعي فتنصلح الرعية.

العدل في وجه الخليفة

قدم المنصور البصرة فنزل على واصل بن عطاء وكان من أئمة البلغاء والمتكلمين. قال المنصور: بلغتني أبيات عن سليم بن يزيد العدوي في العدل، فقم بنا إليه. فأشرف عليهم من غرفة فقال لواصل: من هذا الذي معك ؟، قال: عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس رضي الله عنهم. فقال: رحب على رحب، وقرب على قرب فقال: يا سليم إنه يريد أن يسمع أبياتك في العدل

فقال: سمعا وطاعة، وأنشد يقول:

حتى متى لا نرى عدلا نسر به ولا نرى لولا الحق أعوانا

مستمسكين بحق قائمين به إذا تلون أهل الجور ألوانا

يا للرجال لداء لا دواء له وقائد ذي عمى يقتاد عميانا

فقال المنصور: وددت لو أني رأيت يوم عدل، ثم مت.

العدل حتى ليهودي

وقف يهودي لعبدالملك بن مروان فقال: يا أمير المؤمنين إن بعض خاصتك ظلمني فأنصفني منه، وأذقني حلاوة العدل. فأعرض عنه مروان، فوقف له ثانيا فلم يلتفت إليه، فوقف له مرة ثالثة وقال: يا أمير المؤمنين، إنا نجد في التوراة المنزلة على كليم الله موسى، ونعرف أن الإمام لا يكون شريكا في ظلم أحد، فإذا رفع إليه ظلم ولم يرفعه عن المظلوم فقد شارك في الظلم والجور. فلما سمع عبدالملك كلامه فزع وبعث في الحال إلى من ظلمه وأخذ لليهودي حقه منه.

الطريق القويم

لما ولي "عمر بن عبدالعزيز" أخذ في رد المظالم فابتدأ بأهل بيته فاجتمعوا إلى عمة له كان يكرمها وسألوها أن تكلمه، فقال لها إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلك طريقا، فلما قبض سلك أصحابه ذلك الطريق الذي سلكه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. فقالت له : يا ابن أخي إني أخاف عليك منهم يوما عصيا. فقال : كل يوم أخافه دون يوم القيامة فلا أمننيه الله.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات