معزوفة الشهب الشاردة

معزوفة الشهب الشاردة

شعر

هل الشعر في الذكريات الشجيةِ
أم في الأغاني الحرارْ؟
وهل يشعل اللغة المستكنة تحت الرماد
لتنتفض القمة الخامده
ويستصرخ المدن المطمئنة بالخوف
كي تهجر القرية الظالمة؟
تراه يزلزلنا كي تفيق
ونجلو وجه الشجن
عن الشهُب الشارده
ونطفئ هذا الحريق؟
***
ترى الشعر يقوى على رد محرابنا
ودرء الأفاعي المغيرة عن دربنا؟
تراه بأحلامنا الراجفه
وأشواقنا الواجفه
يصد أساطيرها الراعفة
ويأسو جراحاتنا النازفه
لتنفضَ هذي النوارس أغلالها
وتمسح عن خد هذا الصبي الطريد
دموع الفراق
وعن نجمة في سديم المحاق
غبار الطريق المريب
وعن وردة في ليالي الحصار
ظلال المغيب
***
ترى شعرنا في الهوى والحنين
وعثسب المروج
وهمس الأريج
يرى الأمهات الثكالى
على عجلات القطار البعيد
وأرصفة الشاحنات
وطفلا يفتش عن دمية في العراء
تطوِّقه ضحكات السكارى
جنود الحراسة في المحتشد
فيجهش منهمرا بالبكاء
***
هو الشعر يستصرخ المدن المطمئنة بالخوف
كي تهجر القرية الظالمه
ويوقد شعلتنا المستكنة تحت الرماد
لتنتفض القمة الخامده
هو الشعر زلزالنا كي نفيق
ونجلو وجه الشجن
عن الشهب الشارده
ونطفئ هذا الحريق

 

حسن فتح الباب

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات