عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

قيم جديدة لعصر جديد

هو عصر جديدٌ في كل شيء، نعيشه آلامًا وآمالاً، ويتطلب منَّا الكثير لنجاريه حيناً، أو ننجو من براثن تجاربه أحياناً أخرى. وفي هذا العدد من «العربي» - الذي بين يديك عزيزي القارىء - ستتعرف على أشكال عديدة لمواجهتنا مع جديد هذا العصر الطاغي.

فرئيس التحرير يحذرنا في حديثه الشهري من الاطمئنان إلى لعبة المصطلحات السياسية التي يتداولها منظرو العصر، منبهًا للخطر الذي تسببه المفاهيم المقحمة من خارج ثقافتنا، وكيف تنقلبُ على نفسها، ولعل في الديمقراطية المثل الكافي، الذي يأتي في قالب غربي، يحتاج إلى مراجعة فكرية للثقافة التي أفرزته، إنها دعوة لمواجهة القيم «المُزَيَّفة» و«المُزَيِّفة».

كما يؤكد العالم أحمد أبو زيد على حاجتنا إلى المشاركة في تغييرات هذا العصر، بدلا من التمسك بالأفكار النظرية المطلقة التي تنهار ويظهر زيفها أمام الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، من أجل قيم صالحة لكل العالم.

إن الأفكار الجديدة التي تنبيء عنها تلك السطور، لا تبتعدُ كثيرًا عن الاكتشافات الجديدة التي تفصح عنها سطور أبواب «العربي» الأخرى في مجالات البيئة والتكنولوجيا والطب وغيرها، سواء تحدثنا عن تحول الأقزام إلى عمالقة، أو مكتشفات الأرض، أو فوائد صبغ النحل، أو إعادة تأهيل القلوب المريضة، أو ثقافة الوعي بالعلم، وغير ذلك من مقالات وأفكار، في متن المجلة، أو في ملحقها العلمي، فكلها يتطلب بعد القراءة المتعمقة رأيًا وموقفًا، وهذا هو التحدي.

فإذا كنا نتحدث عن حبنا للتراث، فيجب أن نطور هذا الحب، وهذه مهمة الاستطلاع المصور في هذا العدد الذي يكتشف لنا جنوب المملكة العربية السعودية في واحدة من أكثر مناطقها تميزًا، فمن سهول تهامة إلى جبال عسير نكتشف كيف يمكن إحياء العمارة التقليدية لتكون ملهمًا عصريًا، وكيف يمكن الاستفادة منها لتكون ملاذًا اقتصاديًا.

الملاذ الاقتصادي أيضا قد يكون دافعاً للجامعات الخاصة في الكويت، لكن ذلك يحتاج إلى قراءة أخرى، تقدمها «العربي» عن انطلاقة تلك الجامعات.

وتسعد «العربي» باستضافة أقلام إبداعية مهمة على الخارطة العربية للشعر والنثر والنقد والفن، كقصيدة الشاعر البحريني الكبير قاسم حداد، وملف الموسيقار رياض السنباطي، ويوميات الفنان التشكيلي أسعد عرابي عن الحرب في لبنان، وغيرها من المواد التي نترك لك عزيزي القارئ مهمة اكتشافها في هذا العدد المحتشد.

 

المحرر