قواقع تسمع الصم

قواقع تسمع الصم

ثورة الإلكترونات الحديثة لم تبخل على جسد الإنسان ببعض العطاء، وها هي منحة
إلكترونية تجعل الأصم يسمع

تعتبر الأذن من أعضاء الحواس الخمس المهمة التي فضل الله بها بني البشر، إن فقد الفرد السمع مشكلة يعاني منها كثير من البشر من جميع الأعمار في مختلف أنحاء العالم وقد يكون فقد السمع بسيطاً جداً وقد يكون فقدا كلياً، وفقد السمع قد يكون توصيليا أو عصبيا أو توصيليا عصبيا. وتوجد حلول علاجية وجراحية لفقد السمع التوصيلي أما فقد السمع العصبي فلا يوجد غير المعين السمعي كمكبر للصوت وحل لمختلف درجات قد السمع العصبي ما عدا الفقد الكلي للسمع العصبي الذي ظل مشكلة كبيرة حتى بداية العقود الثلائة الأخيرة حيث بدأ ما يسمى زرع القوقعة الإلكترونيه لفاقدي السمع العصبي الشديد جدا كحل ناجح لهذه المشكلة ويعتبر البروفيسور وليم هوس أول من قام بزرع القوقعة الإلكترونية في يداية السبعينيات وتحديدا سنة 1973.

إن عملية زرع القوقعة الإلكترونية للأذن الداخلية هي عملية الغرض منها إعادة قدرة المريض المصاب بالصمم الكلي على الاتصال سمعيا بالبيئة الخارجية عن طريق الاستثارة الكهربائية لقوقعة الأذن الداخلية للمرضى الذين لايستفيدون من المعين السمعي القوي.

والمعين السمعي هو مكبر إلكتروني للصوت سهل الارتداء يعمل على مساعدة ضعيفي السمع وتوجد منه أنواع كثيرة ومختلفة منها ما هو محمول خلف الأذن أو داخل الأذن أو مرتبط بالنظارة أو ما يحمل داخل ملابس المريض.

شروط وموائع

يتطلب إجراء عملية زراعة القوقعة الإلكترونيه مايلي:
1- أن يكون المريض فاقدا السمع فقدا كاملا بكلتا أذنيه.

2- لايمكن استفادته من المعين السمعي القوي جدا.

3- أن يكون على دراية ومتوقعا للإمكانات المحدودة للجهاز.

4- ألا يكون مختلآ نفسيا وعقليا.

5- ألايكون هناك مانع طبي لزرع القوقعة مثل الضعف الصحي الشديد أو عدم قدرته على احتمال التخدير الكلي.

6- ألا يكون هناك مانع عظمي للأذن الداخلية بالأشعة المقطعية مثل عدم تكون أذن داخلية أو وجود خلل بعظام قناة القوقعة للأذن الداخلية.

7- أن يكون عمره أكبر من سنتين وأقل من سبعين عاما.

وهناك موانع لإجراء عملية زرع القوقعة الإلكترونية مثل:

1- أن يكون المريض مولودا فاقدا السمع كليا وعمره أكبر من ست سنوات.

2- ألا يكون هناك قوقعة أذن داخلية بكلتا أذنيه.

3- أن يكون لديه قدرة ولو بسيطة جدا على السمع.

4- عدم قبوله نفسيا لتركيب القوقعة الإلكترونية.

وتتكون القواقع الإلكترونية من عناصر أساسية متشابهة هي:

1- الميكروفون.

2- منسق الكلام والملف الناقل.

3- الملف المستقبل.

4- الأقطاب التي توضع داخل قناة توقعة الأذن أو خارجها.

ومع تشابه العناصر المكونة للقواقع الإلكترونية فمنها أنواع شتى هي:-

1- قواقع إلكترونية ذات القطب الواحد وتركب داخل القناة الداخلية لقوقعة الأذن الداخلية.

2- قواقع إلكترونية ذات القطب الواحد ويتم إلصاقها يجدار القوقعة للأذن الداخلية.

3- قواقع إلكترونية متعددة الأقطاب ويتم إلصاقها بجدار قوقعة الأذن الداخلية.

4- قواقع إلكترونية متعددة الأقطاب وتركب داخل القناة الداخلية لقوقعة الأذن الداخلية.

وأشهر هذه الأنواع على مستوى العالم هي القوقعة الإلكترونية ذات الاثنين والعشرين قطبا.

عملية زرع القوقعة هي عملية يتم فيها إدخال أقطاب القوقعة داخل قناة القوقعة للأذن الداخلية أو ملتصقة بجدارها بالأذن الوسطى ويتم فيها أيضا تثبيت الملف المستقبل للقوقعة بجدار عظمة الجمجمة خلف الأذن تحت الجلد وبعد التئام الجرح يقوم المريض أثناء استخدام الجهاز بوضع الملف الناقل على الجلد في مقابل الملف المستقبل، وعن طريق التجاذب المغناطيسي بينهما تثبت في مكانها والميكروفون يستقبل الموجات السمعية ويحولها إلى منسق الكلام وعن طريق نظام F. M تنقل إلى ملف المستقبل ثم إلى الأقطاب وبإشارتها الكهربإئية إلى بقايا عصب السمع الحية ثم إلى مراكز السمع بالمخ وبذلك يتم سماع الصوت لكن قدرة فاقدي السمع على تمييز الكلام تختلف تبعا لاختلاف عوامل كثيرة منها نوع القوقعة المزروعة وفترة فقد المريض للسمع وحالتة قبل فقده للسمع وقدرة مجموعة التأهيل التخاطبي ومدى مداومة المريض على برامج التأهيل.

إن عملية زرع القوقعة الإلكترونية على الرغم من أنها توضح مدى ما توصل إليه العلم من تقدم وتكنولوجيا في خدمة الإنسان فإنها باهظة التكاليف في الوقت الحالي وتكلف عملية زرع القوقعة ما يساوي خمسة وعشرين ألف جنيه إسترليني منها أربعة عشر ألف جنيه للجهاز فقط. لكننا على أمل أنه في المستقبل القريب قد تقوم بعض الشركات العالمية بتصنيع أجهزة بأسعار أقل تناسب أبناء الدول النامية التي بها نسبة كبيرة من فاقدي السمع الكلي.

مضاعفات ومحاذير

ومن حسن الحظ أن هذه العملية لها مضاعفات بسيطة قد لاتذكر حتى الآن ومن هذه المضاعفات:

1- التهاب الجرح.

2- تحرك الأقطاب من أماكنها أو التواؤها أو تكسرها.

3- تحرك الملف المستقبل وخروجه من خلال الجلد.

4- فشل القوقعة إلكترونيا.

وفي كل حالة يتم استقصاء النواحي الأتية: التاريخ المرضي والفحص الإكلينيكي والفحص السمعي وعمل أشعة مقطعية، ويختتم بقرار فريق زرع القوقعة ثم يتم إجراء عملية ررع القوقعة لمن تستوجب حالته ذلك. ومن ناحية التاريخ المرضي يتم استقصاء عناصره الثلاثة : الحاضر والماضي والعائلي ويستقصى في التاريخ المرضي الحاضر عن عمر المريض وجنسه والسبب المفترض لفقده السمع ومدة فقده السمع ويستقصى في التاريخ المرضي الماضي عن تعرض المريض لمشاكل أثناء الولادة أو بعد الولادة وعن فترة الحمل عما إذا كان المريض قد تعرض لمرض الالتهاب السحائي الوبائي أو تعرضه لخبطة أو صدمة لرأسه أو أذنه أو عما إذا كان قد تم حجزه بالمستشفى من قبل وسبب دخوله المستشفى، أما استقصاء التاريخ المرضي العائلي فيشمل حدوث حالات ضعف للسمع في محيط العائلة من عدمه ويستتبع ذلك الفحص الإكلينيكي للمريض ويشمل أذنيه وأنفه وحلقه للبحث عن سبب موضعي لضعف سمعه من عدمه ثم يتم إجراء الفحوصات السمعية كمقياس السمع- دون استخدام المعين السمعي ثم باستخدامه ومقياس ضغط الأذن ومقياس قدرة الأجهزة العصبية السمعية بالمخ والمخيخ والأذن الداخلية على السمع بالأجهـزة الإلكترونية ثم يتم إجراء أشعة مقظعية على الأذنين لتحديد مدى ملاءمة القناة الداخلية لقوقعة الأذنين لإدخال أقطاب القوقعة الإلكترونية.

وبعد إتمام إجراء العمليه وقبل قفل الجرح يتم إجراء فحوصات سمعية للأطفال للتأكد من أن الأقطاب في أماكنها المطلوبة وأنها تعمل بكفاءة ثم يتم إجراء برامج تأهيل تخاطبية لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر.

إن عملية زرع القوقعة الإلكترونية للأذن الداخلية أصبحت عملية سهلة الإجراء في أماكن مختلفة من العالم ويوجد مركزان لإجراها في مصر أحدهما في جامعة عين شمس والآخر في جامعة الإسكندرية كما أن الجهـاز مقبول لدى الأطفال والكبار رجالاً ونساء. ولكن هل يسمح لمن يستخدم القواقع الإلكترونية بالقيام بكل أنشطته السابقة؟ تقول: يوجد هناك بعض الموانع مثل الأنشطة الرياضية التي تتطلب التحاماً جسديا مثل رياضة الملاكمة والتي قد تحرك الملف المستقبل من مكانه كما يمنع استخدام الأشعة ذات الموجات المغناطيسية وإستخدام جهاز الكي الكهربائي أو العلاج الإشعاعي بقرب الجهاز.

 

كمال الدين أبوأحمد

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات