بالعلم تنبؤات الأبراج كاذبة

 بالعلم تنبؤات الأبراج كاذبة

أثبت العلم الحديث أن مواقع الأبراج
قد تغيرت، وأن الشمس تجتاز في مسارها
13 برجاً وليس 12 كما اعتقد الأقدمون،
ولايزال الناس يبحثون عن حظوظهم
في تلك الأبراج الخطأ!

شهد القرن الثامن عشر- عصر الأنوار- تراجعاً كبير الشعبية النجامة. وكان الفلكيون يحصدون بالمقابل شعبية متزايدة مع اكتشافاتهم المدهشة. فقد اكتشف هرشل Herschel أول كوكب شمسي جديد هو أورانوس واضعاً بذلك النجامة بمنظومتها السباعية الأجسام في مأزق حرج. والحق أن النظام البطليموسي القديم كان قد أنهـار تماماً، ومع انهياره لم تكن النجامة وحدها التي عانت من المشاكل! فجميع المعتقدات القديمة كانت بشكل أو بآخر ترتكز على هذا النظام، وبانهاره سقطت مركزية الأرض ومنظومة الكواكب السبعة وتضعضعت جميع المنظومات العقائدية التي تقوم معرفتها الكونية على النظام البطليموسي. وسرعان ما اكتشف كوكبان جديدان هما أورانوس وبلوتو إضافة لآلاف الكويكبات. ومع تطور التقنيات الرصدية بعد منتصف القرن العشرين بخاصة عرقنا أن كوننا ليس أوسع فقط من منظومتنا الشمسية بل ومن مجرتنا أيضا، إذ أكن للمرة الأولى معرفة بنى كونية هائلة لاترى بالعين المجردة ولاتشكل مجموعتنا الشمسية فيهـا سوى هباءة! ولم يكن بإمكان أحد من القدماء بحال من الأحوال معرفة شيء عن هذه البنى وعن هذا الكون الذي تبين أن اتساعه وعظمته يفوقان بما لايقاس جميع التصورات العقائدية التي كانت تنسب للآلهة.

وكان علماء الفلك قد تجاوزوا بأرصادهم المنظومة الشمسية واكتشفوا في البداية أن هـناك منظومات نجمية غير منظومتنا. فإذا كانت النجوم المزدوجة تدور حول بعضها فلم لا تؤثر على البشر أيضا كالكواكب؟ وبالمقابل كان الفلكيون قد أثبتوا أن الشمس ليست كوكباً ، وأن النجوم الثابتة ظاهرياً ليست كذلك في الواقع. وهكذا توالت الأسئلة على النجامة، وأهمهـا كان: " لماذا لم تكشف المنظومة النجامية، إذا كانت متجانسة، عن خلل ولو بسيط في التنبؤات كما كان الحال بالنسبة للعلم مما أدى إلى اكتشاف الكواكب الجديدة في المجموعة الشمسية؟" وإذا كان تأثير النجوم يتعلق بقوة مجهولة فإن هذه القوة لابد أن يضعف انتشارها عبر المسافة، أما إذا كان التأثير النجامي مستقلاً عن المسافة فلماذا لاتوجد نجامة للنجوم البعيدة والمجرات والكوازارات؟ وكانت هذه الأسئلة أشبه بسؤال ساخر يوجه للمنجمين: فلو كان موروثهم صحيحاً فلماذا لايتنبأ أحدهـم بجائزة لوتو مثلاً أو يعرف تقلبات الأسهم في البورصة ويعلم وكيله بذلك؟ لقد شكلت الاكتشافات الفلكية حقاً ضربة قاسية ومتلاحقة للنجامة.

ومع ذلك فقد عادت النجامة للظهور في القرن التاسع عشر مع الرومانسية وعودة الحركات