قصيدة ممعنة في الروغان

قصيدة ممعنة في الروغان

 

(1)

الشاعر يبدأ من وجع، ويصير إلى وجع
يهجر دفء مرافئه مختارا لمجاهل مترعة بعواصفها
فإذا ما صار القارب في عرض البحر انتبه إلى غربته وتساءل:
هل مازال بوسعي أن ألقي في هذا الجدب ينابيع
من الأشواق البكر
وغابات وشموسا من تلك الأسطورية
أم صمت في اليد خير من كلمات فوق الشجرة؟
(2)

أجمل بيني- في الأرض- وبينكمو سراً
أتحصن خلف مخاليقي كي أحفظ لغتي، ذاكراتي
من لغو طوفان لا عاصم منه اليوم
ولو أني كنت حصبفاً، لاحتلْتُ إلى أن أصطنع سفينا
- لو وهماً-
أصطحب عليها من كل الأزواج
فلا أترك نوعا مما نعرف إلا أحصيت
لكي لا ينقصنا شيء مما نحتاج إذا انحسر الماء
فعندئذ سأصيرو أنا وعيونك
ويصير حوالينا من كل الأشياء كتاب ذكر وكتاب أنثى
وهما ما يحتاج العالم للبدء
إذن هو ميعاد للبدء
وقد آن أوانك يا قلبي
فلتتهيأ كل الأشياء لكي تصلح
سيرتها
أو فلتتقبل أن ترجع لزمان بكارتها
وعليها- عندئذ- أن تصلى راضية
عسر مخاض ولادتها
فانهضْ حتى تتهيأ لركوب البحر،
انهض
(3)
أشعر بردا ليس سلاما
ظل زمان يتسلل لا أدري من أين
وما بانت من قبل نواجذه
هو ذا يتراكم حتى صار جليدا
ماتت في صقعته جل براعمنا
قد نفذ البرد إلى قلبك
لايخدعك تقافزه
أو أن الرغبة تشغله
بمجرد أن يبعد أزرار فساتين سعاد
(4)

الحراب التي تتكاثر في الصحو
يبردها الليل
والتي تتكاثر في الليل
بردها الصحو
كم ألف عمر ستحتاج
كي تستريح؟!

 

فتحي فرغلي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات