عزيزي القارئ

معها نواصل المسيرة

  • عزيزي القارئ..

طبعنا من العدد الماضي من " العربي " وهو الأول بعد تحرير الكويت، مائة ألف نسخة، وعندما جاءتنا برقيات الموزعين من مختلف الدول العربية، كان المطلوب مائة وسبعين ألف نسخة. هذه الأرقام تؤكد قيمة " العربي " الثقافية لدى قرائها ولدى العرب في كل مكان، وعندما نزلت " العربي " إلى الأسواق نفذت في أيام قلائل، فالعدد تاريخي بكل معنى الكلمة. من جهة أخرى فإن ما حملته " العربي " من فكر له علاقة بالتطورات الجديدة المبتغاة، فـ " العربي " كانت دائما منارة ليس للفكر العربي فقط، بل هي رائدة أيضا في طرح قضايانا الثقافية المستجدة ومناقشتها بموضوعية وشجاعة لا إفراط فيها ولا تفريط.

وعندما تقوم "العربي" بهذا الدور فهي تتجدد وتجدد، تقود وتوجه، وتفتح صفحاتها لكل المبدعين العرب على قاعدة الحرية والرأي والرأي الآخر، في إطار النفع العام للجمهور العربي في أوسع قاعدته وأعرض جماهيره.

والحق أنه ليس بالأمر الهين أو اليسير أن نعود من جديد لمناقشة الموضوعات العربية الثقافية، فالشرخ الذي أحدثه اعتداء النظام العراقي على الكويت شرخ كبير وواسع، وقد طرح الكثير من المسلمات العربية للنقاش، كما أحدث شرخا في العلاقات العربية سيظل يدمى إن لم نتصد له ونعالج آثاره بروح المحبة والفهم والتواصل وتأكيد الإيجابيات التي تجمعنا كمجتمعات ودول عربية لنا مصالح مشتركة. وستقوم العربي في كل عدد بطرح هذه الموضوعات وغيرها بأقلام عربية مستنيرة هدفها الصالح العام ودراسة ما يجمعنا في الثقافة العربية من أجل غد أفضل.

لذلك فإن " العربي " تدعو اليوم كل المبدعين العرب إلى أن يساهموا في تحريرها، خاصة أولئك الذين حاربوا التشدد والقطيعة والرأي الواحد والديكتاتورية... ومجالات الإبداع عديدة في الثقافة، فهي متسعة باتساع الحياة ومتنوعة بتنوعها.

ولعل هذا العدد الذي بين يديك، عزيزي القارئ، هو خطوة على طريق نشقه معا باتجاه ينابيع الفكر وغابات الإبداع.

 

المحرر