مرض خطير اسمه السمنة

مرض خطير اسمه السمنة

احترس من مرض خطير اسمه السمنة، ومن الواجب أن نتذكر دائمًا أنها مرض، بل من أخطر أمراض عصرنا الحديث.

ما السمنة؟ السمنة هي زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه، وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم.

الغذاء وأنواعه

لا يخرج تركيب أي مادة غذائية تتناولها عن العناصر الغذائية التالية:

1 - الكربوهيدرات.
2 - الدهون.
3 - البروتينات.
4 - المعادن والفيتامينات.
5 - الماء.

لكل عنصر من هذه العناصر دور مهم في إمداد الجسم بالطاقة. وتختلف الأغذية في محتوياتها من هذه العناصر فبعض الأغذية يحتوي على جميع العناصر الغذائية ولكن بنسب متفاوتة، في حين أن بعضها يحتوي على عنصر واحد أو عنصرين فقط، فمثلاً الفواكه تحتوي على الكربوهيدرات أكثر من أي عنصر آخر، والخبز والحليب يحتويان على الكربوهيدرات أكثر ثم البروتينات فالدهون، واللحوم تحتوي على البروتينات أكثر ثم الدهون فالكربوهيدرات، والسكر يحتوي فقط على الكربوهيدرات.

فإذا ما تناول الإنسان الكربوهيدرات تتحول في جسم الإنسان إلى سكريات أحادية بسيطة (الجلوكوز) وذلك ليستخدم مباشرة كوقود ليمد جسم الإنسان بالطاقة، كما يخزن جزء منه في الكبد على صورة جلايكوجين، وما زاد عن الحاجة بعد ذلك يتحول إلى دهون تخزن في الأنسجة الدهنية للجسم. أما البروتينات فإنها تتحلل إلى مركبات بسيطة تمتص إلى الأنسجة والعضلات أو أنها تتحول إلى جلوكوز لاستخدامه كطاقة فورية، أو أنها تتحول إلى دهون تخزن في الأنسجة الدهنية لجسم الإنسان. أما إذا تناولت الدهون فإنها إما تتحول إلى جلوكوز تستخدم مباشرة لإنتاج الطاقة الفورية أو أنها تخزن في الأنسجة الدهنية لجسمك.

ما الحد الطبيعي للوزن؟

إن من أفضل الطرق التي يمكن أن تحدد إذا ما كان وزنك طبيعيًا أم لا هي ما يسمى بطريقة مؤشر كتلة الجسم Body Mass Index أو BMIوذلك حسب المعادلة التالية:

BMI= الوزن (بالكيلو جرام)÷ الطول (بالمتر المربع).

فإذا كانت النتيجة أقل من 20 فإن الوزن يكون دون الطبيعي.

وإذا كانت النتيجة بين 20 - 25 فإن الوزن يكون طبيعيًا.

وإذا كانت النتيجة بين 25 - 30 فإن الوزن يكون زائدًا عن الطبيعي.

وإذا كانت النتيجة بين 30 - 35 فإن الشخص يعتبر بدينًا.

وإذا كانت النتيجة بين 35 - 40 فإن الشخص يعتبر بدينًا جدًا.

وإذا كانت النتيجة أكثر من 40 فإن الشخص يعتبر مفرطًا في البدانة.

مثال لحساب مؤشر كتلة الجسم حسب المعادلة (الوزن بالكيلو جرام تقسيم الطول بالمتر المربع) فإذا فرضنا أن الوزن 98 كيلو والطول 172 سم تكون النتيجة:

تحويل الطول من سم إلى متر= 172سم ÷100=1.72م.

تحويل الطول من متر إلى متر مربع 1.72 × 1.72 = 2.96م2 (متر مربع).

إذن مؤشر كتلة الجسم = 89 كجم ÷ 2.96 = 33 وهذا يدل على أن الشخص بدين

ما مسببات السمنة؟

النمط الغذائي: حيث إنه من المؤكد أن التهام الغذاء بسعرات حرارية عالية مع عدم صرف هذه السعرات يؤدي إلى تراكم الدهون في جسم الإنسان، علمًا بأن الدهون لها كفاءة أعلى من الكربوهيدرات والبروتينات في التكتل في أنسجة الجسم الدهنية. وأفضل مثل على ذلك أن انتشار ما يسمى بالوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية في الدول الغربية ودول أخرى أدى إلى انتشار السمنة والأمراض المصاحبة لها في أجزاء كثيرة من العالم والتي لم تكن تظهر فيها من قبل. ولو أردنا أن نكون صادقين مع أنفسنا، فإنها السبب الأول والأهم، وهي السبب الأوحد في 90 % من حالات السمنة.

قلة النشاط والحركة: من المعروف أن السمنة نادرة الحدوث في الأشخاص الدائبي الحركة، أو الذين تتطلب أعمالهم النشاط المستمر، ولكن يجب أيضًا أن نعرف أن قلة حجم النشاط بمفرده ليس السبب الكافي لحدوث السمنة. لاشك أن النشاط والحركة لهما فائدة كبيرة في تحسين صحة الإنسان بصفة عامة، ويمكن أن نوجز النشاط والحركة بكلمة واحدة هي الرياضة. فقد أشارت الدراسات إلى أن للرياضة دورًا في تخفيض نسبة الدهون وجلوكوز الدم، كما أن لها دورًا في نشاط الأنسولين واستقبال أنسجة الجسم له، ولكن هل هذه النسبة كبيرة لدرجة الاعتماد عليها في إنقاص الوزن؟ الإجابة عن هذا السؤال هي لا، حيث إن الدراسات التي أجريت في هذا المجال، جاءت متضاربة لدرجة أنه لا يمكن أن نوصي للبدين بالرياضة كأساس لتخفيض وزنه، ولكن يمكنها أن تكون عاملاً مساعدًا. العوامل النفسية: هذه الحالة منتشرة في السيدات أكثر منها في الرجال، فحين يتعرضن لمشاكل نفسية قاسية ينعكس ذلك في صورة التهام الكثير من الطعام.

اختلال في الغدد الصماء: وهو السبب الملائم دائمًا في حالات السمنة، من المعتاد والشائع أن نسمع القول (لقد قال الطبيب لي إنها اختلال في غددي الصماء). ومرة أخرى وحتى نكون صادقين مع أنفسنا، فإنها حالة نادرة جدًا وليست بالسبب في معظم الأحوال.

الوراثة: أيضًا يجب أن نعلم أن هذا العامل بمفرده ليس مسئولاً عن السمنة، وقد لا يكون مسئولاً البتة.

مما سبق يتضح لنا أن أهم سبب لحدوث السمنة هو تناول كميات من الطعام أكبر مما نحتاج إليه.

السمنة وأمراضها

من المناسب الآن أن نتعرف على مضاعفات هذا المرض:

أمراض القلب والموت المفاجئ: هل تعلم أنه من النادر أن تجد معمرًا بدينًا! قد تكون هذه النظرية فيها شيء من المغالطة، ولكنها مؤشر عام للبدناء بدانة مفرطة إلى أهمية تخفيض اوزانهم. فالوزن الزائد هو حمل زائد على القلب والرئتين، فيحتاج كل منهما إلى مجهود مضاعف.

وبالرغم من عدم معرفة العلاقة بين السمنة وأمراض القلب وتصلب الشرايين، فإنها علاقة موجودة، وإن كانت هذه العلاقة تتعلق أيضًا بطبيعة ونوع الغذاء الذي يتناوله البدين.

أما علاقة السمنة بأمراض القلب والموت المفاجئ، فهي علاقة تعتمد على مدة البدانة أو عمرها عند الشخص. وجدت بعض الدراسات أن استمرار السمنة لمدة تزيد على عشر سنوات تزيد نسبة التعرض لأمراض القلب والموت المفاجئ، بالذات عند الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة، أو في مرحلة الشباب الأولى.

السمنة ومرض السكري: مما لاشك فيه أن هناك علاقة قوية بين السمنة ومرض السكري (غير المعتمد على الأنسولين)، غير أننا يجب ألا نغفل عن أنه توجد أسباب أخرى مثل الوراثة والجنس والأماكن الجغرافية وغيرها، ولكن ما علاقة السمنة بمرض السكري؟ إن كل خلية عليها مواد تستقبل هرمون الأنسولين الذي يحرق الجلوكوز لينتج الطاقة، هذه المواد تسمى مستقبلات الأنسولين، وإذا لم توجد هذه المستقبلات أو قل عددها، فإن الأنسولين لن يعمل على هذه الخلية، وبالتالي لن يستفاد من الجلوكوز فترتفع نسبته في الدم. وهذه المستقبلات نسبتها ثابتة على الخلية الدهنية العادية، فإن زاد حجم الخلية كما هو الحال في البدين، فإن عدد المستقبلات يكون قليلا، بالنسبة لمساحة الخلية الكبيرة الحجم.

ارتفاع ضغط الدم: يكفينا القول إن نسبة ارتفاع ضغط الدم بين البدناء تصل إلى ثلاثة أضعاف نسبته بين العاديين، وأن تخفيض الوزن مع التقليل من تناول ملح الطعام عند مرتفعي ضغط الدم حسن حالة ضغطهم في حدود تصل إلى 05%.

المفاصل والأربطة: السمنة حمل زائد أيضًا على مفاصل الجسم وأربطته، ويظهر ذلك في صورة آلام متعددة بالمفاصل.

السمنة والجلد: السمنة تزيد كمية الانثناءات في الجلد، ولذلك يكون الجلد عرضة للالتبهابات والإصابات الفطرية والبكتيرية إلى جانب عدم تحمل الطقس الحار.

الريجيم (الحمية أو الدايت)

إن التحكم بالنظام الغذائي للبدين، هو أهم وأنجح طريقة يمكن بها تخفيض وزنه وذلك بتقليل عدد السعرات الحرارية المتناولة لحدود أقل من حاجة الجسم من الطاقة.

كما سبق أن ذكرنا، فإن السعرات الحرارية اللازمة تختلف من شخص إلى آخر، وتطبيق ريجيم معين يعتمد على احتياج الجسم للسعرات، وعلى قاعدة طبية تنصح بأن يتم إنقاص الوزن بمقدار كجم واحد أسبوعيًا فقط. لذلك يجب استشارة الطبيب المختص لتحديد الريجيم المناسب بالإضافة للتثقيف والتوجيه السلوكي الضروري.

طبعي الحبُّ والحنانُ فما أعرفُ للمجد غير حبّي طريقا
وكنوزي ? وليس تحرسها الجنُّ تنادي المحروم والمرزوقا
لم يضق بالعدوِّ حلمي وغفراني وأفدي بمقلتي الصديقا
لا أريد الإنسان إلاّ رحيما باختلاف الهوى وإلاّ شفيقا


بدوي الجبل

 

شريف رأفت