عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

قراء جدد.. وشبان

قد يبدو مؤشرا بسيطا، ولكنه يحمل ما نسعى إليه من دلالة، فبالرغم من أن «العربي» تحتل المكانة الأولى في توزيع مطبوعاتها (العربي، العربي الصغير، كتاب العربي) على مستوى قراء العربية، فإنها لم تستند يوما لهذه الأرقام، ولم يغرها معدل الارتفاع مهما بلغ، فهي تسعى دوما لكسب قراء جدد، لأن هذا يعني لها زيادة العقول الساعية للمعرفة والثقافة الجادة، ولكن «العربي» كانت سعيدة عندما أتتها الأخبار من القاهرة بأن معدل الارتفاع في عدد قرائها قد إزداد إلى أكثر من 10 آلاف قارئ في مصر وحدها، وأسعدها أكثر أن أحد أسباب هذه الزيادة - التي لن تكون طارئة كما تقول المؤشرات - هو ملحق العربي العلمي واهتمام شريحة كبيرة من الشباب بالإقبال عليه، أي أن هناك عددا متزايدا من شباب القراء الطامحين لمعرفة أخبار العلم والمتشوقين إلى استقراء المستقبل قد وصلت إليهم الرسالة، التي كانت «العربي» تسعى جاهدة إلى إيصالها، فقد كانت «العربي» تستمد قوتها منذ أن صدرت منذ نصف قرن من الزمن، من إيمانها العميق بالفكر القومي العربي، وأنه يوجد بين العرب ما يربطهم أكثر بكثير مما يفرقهم، وهاهي تضيف لقوتها بعدا جديدا وهو سعيها نحو نشر الثقافة العلمية كوسيلة أساسية لتحرر الإنسان العربي وتقدمه.

وليس بعيدا عن قضية استشراف المستقبل للمواطن العربي يكتب رئيس التحرير في افتتاحيته لهذا الشهر عن الثقافة الديمقراطية، وهي ثقافة يجب أن تنبني في المدرسة والبيت وبيئات العمل قبل أن نطالب المؤسسات السياسية باتباعها، ويمكن أن تموت وتندثر في ظل مناخ غوغائي يحرض على العنف والعنصرية، ويرى الكاتب أن حالات القمع الذكوري للمرأة والتسلط الأبوى على الأبناء، وكل تلك الأهواء الغريبة ما هي أيضا إلا نوع من إفراغ الثقافة الديمقراطية من مضمونها.

وترحل «العربي» في هذا العدد في اتجاهين متضادين، إلى أقصى الوادي في جنوب مصر لتقدم صورة لمدينة أسوان التي ارتبط اسمها بأروع معارك البناء في التاريخ العربي المعاصر،أسوان، مدينة التاريخ بما تحفل من آثار، ومدينة الحاضر بما تولده توربينات السد العالي من طاقة تسري في عروق مصر، ومدينة الفن التي تعيش على دقات أزاميل النحاتين المشاركين في معرض النحت بها. وترحل «العربي» أيضا إلى أقصى الشرق، لتقدم احتفاء كوريا بالحضارة الإسلامية، التي قطعت البراري الشاسعة لتصل إليها، وكيف تتطلع هذه الدولة الفتية لزيادة الروابط مع العالم العربي والإسلامي.

وتقدم «العربي» لقرائها ملفين في هذا العدد، أولهما عن الدراما التلفزيونية، ذلك الفن الذي يتابعه الجميع دون ملل، ولكن دون أن يخضعوه لميزان النقد والتحليل. وملف آخر يحتوي على باقة من القصص العالمية المتنوعة، وهي تأمل أن تحوز هذه الباقة إعجاب عشاق فن القصة القصيرة.

وتحتوى «العربي» غير ذلك على عدد من القضايا المهمة، والموضوعات الشائقة التي نتمنى أن تستمتعوا بها لهذا الشهر.

 

المحرر