يا أيها القمر المستحيل

يا أيها القمر المستحيل

شعر

بُنَيَّ.. حبيبي.. وماذا أقول!
وأنت على سفر دائم موغلا في الغياب،
غريباً علي أي دار تحل بها..؟
يا فتى.. ضاقت الأرض.. ضاقت! ومازال صوت
"الباجيرو"
يدوي، ويزعق ملء السموات..
حالت به دارة الأفق دائرة من صهيل
حبيبي.. علي أي جنب تميل؟
تسافر في العمق.. وحدك! تحمل عبئك.. وحدك!!
خوفا على أبويك اللذين يدوران حولك سبعاً وعشرين حبا
وينتظران بشوق قديم.. حضورك من سفر دائم وطويل
حنيني إليك.. حنين إلى كبدي وهي تمشي على الأرض..
يغتالها الشوق.. والشوك.. والحسك الجبلي..
فلا تبتئس.. نفسي مرجل يتدهدى.. وقلبي شراع
أسافر فيك إلى كل أفق.. وأهبط واديك من سدة الغيب..
حتى تسافر ما شئت.. في أدمعي
وتروي من ظما دمك المستهام النبيل
حبيبي.. هنا آخر الأرض..
ليس على ظهرها اليوم من يفتديك ولا يفتديني!
فليس سواه.. بديع السموات والأرض..
والهم هم ثقيل.. ثقيل!
تعال.. إلى سرة الأرض موعدنا ههنا.. لا يفوت
دع النهر يجري.. ويجري
يسافر في شاطئه صبايا الخيال
ويرقص فيه عذارى النخيل
تعال.. ولا تلتفت لكبار الحوادث.. عد إلى قبل سينا
تشب لك النار.. فاخلع هنالك نعليك إنك بالواد!
حتى إذا ما تطهرت الذكريات..
فعد إلى "الشرم"
(إياك إياك!! لا يصطلمك لظي "الشرم"..
إنك تتلبث هنالك إلا بمقدار حبين..
حب لأمك وهي تسائل عنك المواني وتركب كل مطار
وحب أبيك الذي لج في رأسه الاغتراب
وطارحة الشوق.. والشوك.. حتى استطال على جرحه المستطيل)
تعال.. على صهوات "الباجيرو"
وخل الرياح.. تثبت الرياحين شجو اللحون
وتعزف للبحر لحن الشجون
يافتى.. واترك البحر رهوا
فلابد من ميتة ذات شأن..
وشوق..
وشدو..
يطير لها قلبك الذهبي.. وينحل فيك الصراع
وتعدل فيك غناء الكويت الجميل!
تعال.. على طبق طائر.. يتسابق فيه الخيال مع الحلم..
نحن على موعد.. يا فتى.. ههنا سرة الأرض..
فاهبط إلى "الجوف".. واهدأ قليلاً..
قليلا..
قليلا..
فنحن فيديناك.. إنا فديناك!
فارقد.. طويلا..
طويلا..
طويلا..
هنيئا لك..
الوقت.. !
والصمت..!!
والموت !!!
يا أيها القمر المستحيل !!!

 

مختار أبوغالي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات