أضواء على تجربة إنجي أفلاطون

أضواء على تجربة إنجي أفلاطون

المرأة العربية والإبداع الفني
إن مسألة الابداع في الفن التشكيلي، بوصفه فناً بصرياً، حتمت على المرأة استيفاء شروط ثلاثة هي: حرية الروح، ثفاقة العين، مرونة اليد.

يشهد تاريخ الفن على أن تشكل صورة المرأة فى الفن بدأ مع تشكل أول صورة رسمها الإنسان على جدار كهف أو نحتها في صخر أوقدها من حجر أو خشب أو عاج. فقد تشكلت صورة المرأة الفنية مع تشكل الحضارات الفنية البدائية. وقد مرت صورة المرأة الفنية البدائية- من حيز المعبود والضم والطوطم (آلهة الخصب، والجمال والخير) إلى حيز المشاركة في تشكيل الصورة- بمراحل انتقالية متعددة، أسهمت فى تطورها المراحل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي مرت بها البشرية منذ ستة آلاف سنة وحتى الثورة الفرنسية. وقد زينت صورة المرأة جدران الكهوف والمعابد والقصور بشتى وظائفها: وظيفة الأنثى (صور الرقص والغناء والموسيقى) وظيفة الأمومة (صور العذراء والأيقونات) والمرأة العاملة (صورة الحياة والبيئة) وقد كرس تاريخ الحضارات الفنية العالمية صورة للمرأة تحمل في ذاتها التنوع، والتناقض، والتكامل والامتثال المطلق للإلهام والإبداع لدى كل الفنانين، وكانت صورة المرأة تتبلور وتتبدل وفق العصور الفنية التي تعاقبت على الشرق والغرب. وتتمظهر تبعاً لقوالبها الجمالية وموضوعاتها وأساليبها. فمن إلهة الخصب عشتروت إلى إلهة الجمال فينوس إلى زنوبيا رمز العظمة والسلطة، ارتدت صورة المرأة طابعاً هو مزيج من التاريخ والأسطورة حيث دخلت، صلب الديانات ورمز العبادة والطقوس في حضارات المتوسط وبلاد ما بين النهرين والصين والهند وفارس. ومع ظهور المسيحية تكرست صورة للمرأة هى مزيج من الواقع والرمز وكذلك الأمر بالنسبة إلى صورها في فن المنمنمات الإسلامية ومن عذراوات رافاييل وليوناردو دي فنشى إلى عاريات مايكل أنجلو وفيرونيز وتيسيان وبوتشللي مروراً براعيات الفن الهولندى وفلاحاته، إلى غواني البلاطات الملكية في عصر الروكوكو وجداري السلطان في الباب العالي العثماني. وكانت صورة المرأة تخضع خضوعاً تاماً لمقاييس العصر والذوق الفني السائد في البلاط. فكان يركز الفنان تارة على وجهها وتارة علي جسدها وأخرى على زينتها أو وظيفتها في الحياة. وكانت تظهر إما فى صدر اللوحة وإما قرب عرش الملك أو خلفه وإما بين يديه أو عند قدميه. باختصار إنها صورة الرجل عن المرأة. "بيد أن المرأة، تشبه الرجل لكونها صورته. فهي مختلفة عنه ذلك أن صورة الشيء ليست عين الشيء، وأن الذكر ليس كالأنثى. فإذن هما مختلفان والاختلا ف هو آية الخلق، وعلامة الإبداع ودليل الإيجاد. إنه بعد يتيح لكل من الجنسين المختلفين الانجذاب إلى الآخر، واستدعاءه والتعرف إليه.. فلولا الاختلاف بين شيء وشيء لاستوت الأشباء كلها ولما كان ثمة معني لشيء. والرجل يألف المرأة ويصورها لأنها تشبه، ويفتتن بها لانها مختلفة عنه. والمرأة مختلفة عن الرجل بكينونتها وهويتها، بميولها واستعدادها بصفاتها ومواهبها، بجسدها وروحها بخلقها الظاهر والباطن. ولولا صورتها في الفن لعمت الرتابة والبلادة، وأمست الحياة جدباء موحشة. لذلك انتقلت المرأة من الصورة المرسومة لها (الستريدتيب والموديل) إلى تجربة رسم الصورة بنفسها، ومن حيز الظل والمعبد والحرملك إلى مسرح الخلق والإنتاج ومن عالم الأسود والأبيض إلى عالم الألوان. فالانتقال من حالة الملهمة تاريخياً في فن التصوير والنحت إلى حالة المبدعة، إنما تم بفعل التطور الحضاري والنظم الاقتصادية والسياسية والاكتشافات العلمية التي دفعت باتجاه الثورات الصناعية في كل من إنكلترا وفرنسا، الأمر الذي أسهم في تغيير وضع المرأة وواقعها إثر الثورة الفرنسية البرجوازية فى أوروبا عامة لذلك نجد أن أول كسر للإطار والخروج من الصورة إلى رسم الصورة بدأته كل من الفنانة لويز- إليزابيت فييجه- لوبران التي تعدت شهرتها الفنية آفاق فرنسا إلى إيطاليا والنمسا وألمانيا وروسيا، (الفنانة أنجليكا كاوفمان في أواخر القرن الثامن عشر. وعلى الرغم من كل التطورات التي طرأت على وضع المرأة الاتماعي من جهة، وعلي واقع الفنون والانفتاح الشعبي عليها من خلال كثرة المتاحف في القرن التاسع عشر من جهة أخرى فإن الحضور الفعلي والمتميز لبعض الشخصيات الفنية النسائية بدأ نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين ونذكر على سبيل المثال: لوبون بابوفا، أنا غالوبكينا، سونيا ديلوني، سيرييبكورفا، ونتاليا غونشارونا وموخينا وغيرهن.

الرائدة والمبدعة

وجه ريادي، وعلم من أعلام الفن التشكيلي المعاصر. امرأة مبدعة جمعت العقل والعاطفة والانفعال، وامتلكت ثقافة تشكيلية هي مزيج من جماليات "غربية" و"شرقية"، "حدثية" و"بدائية"، وقدرة خارقة على التقاط نبض العصر وحركة الطبيعة والإنسان، حركة الكائنات والأشياء، الكينونة والزمن. يد مطواعة، تنتج بتلقائية محتكمة إلى الوعي والمعرفة. وخيال يرتقي بالواقع نحو الأسطورة والخلودي. نسجت ألوانها من أرض مصر وشمسها فجاءت صريحة مشرقة كالتي نراها في نهار شرقي عادي، اكتشفت فيه الضوء وحيويته فساعدها على خوض مختلف المدارس والاتجاهات الفنية للتعبير عن هواجسها، واكتشاف شخصيتها المتميزة ولغتها، ومفرداتها التشكيلية. لم تكن تشكو الفراغ، البياض بل كانت أناملها الرشيقة بعفويتها تملؤه بخفة وشفافية وقدرة على الخلق والتكوين والتأليف بالخطوط والألوان معاً. تأثرت بالسوريالية والتعبيريين الألمان وفان جوخ وغوغان والوحوشيين واستهوتها الهندسية والمنمنمات الإسلامية وأخلصت للفن الفرعوني. غير أنها رسمت جوهر عصرها بفرادة تجعلك تقف أمام لوحتها لتقول: هذه إنجي أفلاطون، هذه مصر، هذا هو الشرق، وبذلك تكون قد حققت غايتها كمبدعة بجمع "الذاتي" و"الموضوعي".

بدأت تعلم فن الرسم على أيدي معلمين كثيرين أحضرهم لها والدها تشجيعاً لموهبتها التي برزت في سن مبكرة، وخاصة وأن إنجي أفلاطون ترعرعت في أسرة مثقفة كان كل أفرادها تقريباً يمارسون الأدب والفن (شقيقتها الكبرى كاتبة، أمها أول مصرية تفتح دوراً للأزياء في مصر والصغرى فنانة تشكيلية توفيت في سن مبكرة. أما والدها فهو عالم حشرات ومؤسس قسم علم الحشرات في كلية العلوم. فقد أورثها حب المغامرة والاكتشاف والرحلات.

أما نقطة التحول في بداية حياتها الفنية فقد كانت فترة تتلمذها في فن الرسم على يد كامل التلمساني الذي أعطاها المبادىء الأولية في الألوان وكانت في العاشرة من عمرها واستمرت ثلاثة أو أربعة أعوام كان لها تأثيرها الإنساني والفكري في تشكلها كفنانة. وقد منحها فرصة الظهور للتمرد الداخلي، وفتح لها نافذة كبيرة على العالم، فألهب فيها الحماس لقضايا مصر الوطنية والنزول إلى الشارع المصري وهي ذات التربية البرجوازية إذ كانت تتحدث بالفرنسية آنذاك. وبدأت تتعلم العربية لتدخل في المناخ العام المصري. عملت مع جماعة الفن والحرية واشتركت معهم في معرض المستقلين عام 1942م وكذلك في معرض 1943م. وقد ميزت أعمالها في هذه المرحلة المبكرة من نتاجها الفني نزعة سوريالية- تعبيرية سواء في اختيار الموضوعات أو في عملية التأليف للبناء العضوي العام للحدث. كما طغت عليها الألوان الداكنة والخطوط العريضة التي تنم عن ضربات ريشة مازالت تفتقر إلى المهارة والخبرة. غير أن بعض لوحات هذه المرحلة تحمل لذاتها المؤشر والدلالة على مشروع فنانة متميزة لها خصوصية في الرؤية وعلاقتها بالحياة علاقة جذرية، تأملية تشف عن قلق ورعب من تاريخ مثقل بالصراع، وعن مستقبل عنيد الضوء.

في معترك السياسة

في النصف الثاني من الأربعينيات انقطعت إنجي أفلاطون عن أستاذها التلمساني وجماعة الفن والحرية لتدخل معترك الحياة السياسية والعمل النسائي الاجتماعي. فقد أسست رابطة فتاة الجامعة والمعاهد عام 1945م وكانت أول حركة نسائية قوية تقدمية في مصر، وقد مثلت هذه الرابطة مصر في أول مؤتمر نسائي عالمي، وهو مؤتمر تأسيس الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي. وقد ربطت بين قضية المرأة والاستعمار والسراي والرجعية. وفي عام 1946م حضرت المؤتمر التأسيسي لاتحاد الطلبة العالمي في براغ، وفي عام 1947م حضرت مهرجان الشباب العالمي، واتسمت هذه الفترة بالعمل الشاق حيث كانت تدرس الرسم واللغة الفرنسية صباحاً وتعمل في النشاط النسائي مساء. وكانت إلي جانب ذلك قد بدأت العمل على تمصير نفسها أي الاختلاط بالمصريين الحقيقيين وتعلم اللغة العربية، حيث نحت حياتها منحي استقلالياً كبيراً في عام 1948م تزوجت من وكيل نيابة ترك عمله من أجلها ومنحها الاستقلالية. فعادت إلى الرسم بعد زواجها بشكل جدي وبرؤى فكرية تتماشى مع هواجسها الوطنية وعملها في المجالين السياسي والاجتماعي. وتخبر إنجي أفلاطون نفسها عن هذه المرحلة بقولها: إنها مرحلة "البحث عن الجذور".

وجاءت أعمال الخمسينيات مفعمة بالتعبيرة الاجتماعية عبر إبراز للشخصية المصرية من خلال التصوير وباتت الشجرة عنصراً أساسياً في لوحاتها.

وفضلاً عن ذلك كانت عين إنجي أفلاطون المثقفة تشكيلياً والمروضة على فهم كل تيارات الفن الحديثة الغربية، تقود يدها دائما للتعبير عن هموم العصر وأحداثه المسلم، فكانت ريشتها تنتقل ما بين الريف والمدينة، العمال والفلاحين، المرأة والرجل، وأوجه متعددة من صور الحياة والبيئة.

باكورة الإبداع

ولعل لوحة "الفيضان وحاملو التين" من أهم لوحات هذه المرحلة المبكرة من إبداعها: من حيث جدة الموضوع، وبناء الحدث، والعجينة اللونية. تذكرنا هذه اللوحة بلوحات الانطباعيين الفرنسيين وخاصة لوحة "كومة التين" لسيزان. حيث يبدو المنظر الطبيعي عبارة عن انطباع ذاتي. فتظهر أكوام التين الصفراء كأنها جبال صغيرة عائمة في الماء بينما يتراكض حاملوها على جسور خشبية صغيرة، وكأنهم أشباح زرقاء ترقص فوق المياه وعلى رءوسها أكوم التين. ويلاحظ أن إنجي أفلاطون قد ركزت على تناغم اللون وتوزيعه وفق موقعه من الضوء فظهرت أكوام التين البعيدة صفراء فاتحة، كما بدت السماء زرقاء مرصعة بغيوم رمادية. ويذكرنا اللون الأصفر الذي طغى على مناخ لوحاتها باللون الأخضر الذي استخدمه فان جوخ لدى تصويره مواسم الحصاد والريف في الطبيعة.

كما برزت موهبتها كفنانة لون من خلال توزيعها للون الأبيض على مساحة الجسد وبعلاقته بالضوء ومن خلال قدرتها على منح لون بشرة الوجه لوناً طبيعياً هو الأقرب إلى الواقع، مع ملامح تعبيرية تراجيدية. إن لوحة البورتريه لعائلة الصياد أظهرت قدرة إنجي أفلاطون الفنانة الرائدة على سبر غور الشخصية المصرية، وعلى إنجاز نوع البورتريه وهو من أصعب الأنواع الفنية وأعقدها. فنلاحظ أن العين هائمة بنظرة غير محددة لكنها تؤكد واقعاً تراجيديا لعل البحر وحده يملك مفتاح سره بالنسبة إلى الصياد. إنها نظرة الخوف من المجهول من البحر، من لقمة العيش وتميز بورتريهات إنجي أفلاطون مسحة حزن وقلق دفين وغياب للفرح، وهذا ما نلحظه في كل البورتريهات التي أنجزتها في شتى مراحلها الفنية.

قمة النضج الإبداعي

يبدو أن الحرمان من الضوء والحرية مدة أربع سنوات ونصف قد جعل الفنانة إنجي أفلاطون تكتشف أهمية الضوء والمدى. فقد اكتشفت بعد خروجها من السجن أهمية الضوء في التشكيل اللوني، وجعلت مشاهد الطبيعة المترامية الأطراف (الحقول جني المحاصيل والصحراء) مادة أساسية لمواضيع لوحاتها طيلة السبعينيات. كان على إنجي أفلاطون أن تتعود الضوء وتتخلص من حالة "زوغان البصر" التي أصابتها إثر خروجها من ظلام السجن، فانطلقت في ترحال دائم إلى الريف والناس تبحث عن النور والحركة واللون.

امتدت هذه المرحلة من عام 1964م إلى عام 1975م. وقد تميزت أعمالها في هذه الفترة بتقنية جديدة وهي ترك مساحات بيضاء على أرضية اللوحة، لتمنح انطباعاً مفعماً بالضوء والشفافية. كما أن يدها قد طوعت فرشاة الألوان تطويعاً يماثل العزف على آلة موسيقية. فبدت ضربات ريشتها كأنها إيقاعات لونية تشبه النغم الموسيقي في إنسانيته وتدرجاته، فهي لم تعد ترسم بل بدأت تعزف باللون وتتحكم بإيقاع المقامات اللونية بطلاقة عجيبة وتلقائية تضعها في مصاف كبار الفنانين الملونين العالميين.

فما هي عناصر الخلق والإبداع لدي إنجي أفلاطون في هذه الأعمال التي تعتبر تتويجاً لحياتها الفنية، وتمييزاً لحضورها كشخصية فنية في الفن المصري الحديث؟

أولا: أهمية اكتشافها لموقع الضوء في حياة اللون، وفي طبيعة الأشياء.

ثانياً: اكتشاف ألوان الطبيعة الحقيقية، المتولدة من انطباع فني عالي التوتر. فنلاحظ أن ألوانها استرخت حدة تناقضاتها السابقة، لتتفاعل بتدرجات لونية هي أقرب إلى مشتقات الأصفر والأخضر وبعض الأحمر.

ثالثاً: أهم ما يميز أعمال هذه المرحلة هو اكتشاف إنجي أفلاطون لمعادلة التسطيح ـ الفن الشرقي ـ الحداثة في التأليف. فنرى أنها توصلت، بعد عقدين أو ثلاثة من الزمن، إلى ما طمح إليه فنانو الحداثة الغربيون وعلى رأسهم ماتيس، وهو العودة إلى التسطيح ورسم المدى بفطرة لونية ـ دون التقيد بقواعد علم المنظور أو الأبعاد الثلاثة.

وباعتماد مبدأ التسطيح في البناء العضوي العام إلى جانب تقنية الانطباع اللوني، والعودة إلى صور الحياة والبيئة الشرقية بلونها المحلي المصري، تكون إنجي أفلاطون قد استطاعت الاستفادة من التراث بتقنية الحداثة اللونية وأعطت الشرق ما للشرق. باكتشافها الضوء وعلاقة الإنسان بالطبيعة وأهمية الضوء بالنسبة إلى اللون، وباستعمالها اللون الأصفر بصورة خاصة وهو اللون المميز للمناخ الصحراوي بشتى مشتقاته، فضلاً عن أن فن التصوير الفرعوني قد تميز به.

رابعاً: ركزت على موضوعات "طقوس العمل" جني المحاصيل، وحياة الريف النشطة، الصامتة، وهي موضوعات زينت فن التصوير الفرعوني وبقيت مستمرة مع استمرار الطبيعة والإنسان، لكنها صورتها بنبرة غنائية وبفرادة وابتكار رفعت الفن المصري المعاصر بها إلى مصاف التاريخية والعالمية.

المرحلة المتأخرة

بعد عام 1973م ـ عملت إنجي أفلاطون على تصوير المعالم الطبيعية. وتغلغلت في سيناء وقلب الصعيد فظهر النخيل بصورة أساسية في لوحات مناظرها الطبيعية وحل محل الشجرة. وفي ما بين الأعوام 976 1 و1977 ركزت على تصوير اللوحات والصخور. وقد عملت على تخليد أو تأكيد معالم الشخصية المصرية في الطبيعة الجغرافية فرسمت القرى والواحات بمبانيها وبساتينها.

وقد تطرقت إنجي أفلاطون في آخر حياتها إلى صورة المرأة البطلة ـ المكافحة من أجل قضيتها ـ فتركت لنا بورتريها للشهيدة سناء محيدلي 1985 تبدو فيها عروساً تزين الطرحة البيضاء رأسها والبندقية بيدها.

الرأس مائل في حالة انكسار فالزفاف لم يتم فاستبدلت به زفافاً آخر هو الشهادة. أعطت إنجي أفلاطون وجه سناء محيدلي كل صفائه وجديته وسكونه بملامح تعبيرية وانطباعية.

تجربة غنية

إن تجربة إنجي أفلاطون غنية بمختلف مراحلها، وبشتى الموضوعات التي طرقتها. وهي تجربة لها دلالة الفنانة الكبيرة التي خاضت غمار كل التيارات الفنية الحديثة في عصرها ومجمل الأنواع الفنية: كالبورتريه والمنظر الطبيعي وصور الحياة والبيئة وقد أتقنت مبدأ التوليف بين التراث ـ التقاليد الفنية الشرقية ـ والحداثة روح العصر واهتمت بمسائل الشكل: الضوء واللون والتأليف والبناء. وقد اتسمت بعقل منفتح وعين نفادة إلى جوهر الأشياء. وكانت تتجدد مع كل عقد من الزمن، دائمة الابتكار، متوهجة الرؤية. فمن الضروري أن يصار إلى تخليد ذكراها بوصفها علماً من أعلام الإبداع في الفن التشكيلي العربي، عبر جائزة تسمى باسم جائزة إنجي أفلاطون للإبداع نظراً لقدرتها المتميزة على رسم صورة إبداعية للمرأة العربية في القرن العشرين خاصة وأن هذه الصورة قد شابتها الأساطير والخرافات عبر التاريخ فقد ساهمت إلى حد كبير بتصحيح الصورة وبالتركيز على جوهر كينونتها أو منطق وجودها الداخلي.

 

زينات البيطار

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




إنجي افلاطون





حزن على جبل القرنة- 1981 متحف الفن الحديث





جمع البرتقال- 1980 محموعة البنك الأهلي





سوق العريس- 1983 مجموعة الفنانة الخاصة





صيادو النيل- 1981 ملك الفنان الإيطالي غوثوزو