بهزاد فنان الشرق العظيم

بهزاد فنان الشرق العظيم

ربما كان هذا الفنان هو المفتاح الضرورى لهم فن الشرق الإسلامى وما فيه من لغة رمزية خاصة

من الغريب أننا نجد سهولة فى قراءة أعمال فنانى عصر النهضة الأوربية، ( دافنشى ) و ( أنجلو ) و ( رفائيل 9، ولكننا نجد صعوبة فى قراءة لوحات فنان الشرق ( بهزاد ). ونتابع أخبار ( الجوكندا ) و ( دافنشى ) فى محاولة ترجمة ابتسامتها الغامضة. كما نشترك فى الإعجاب بسيره لمايكل أنجلو، وكيف رسم سقف كنيسة ( ستين ) بروما، نتأمل قصة الخلق، والطوفان، والحساب، وقدرته على التشريح، والتوزيع على المساحة الضخمة، ونعجب بعبقرية رفائيل وكيف اختطفه الموت فى عنفوان شابه، نتأمل بتذوق ما تركه من أعمال فنية فى الفاتيكان.

يتابع العابر هؤلاء فى شغف، ويتأملهم الدارس فى إعجاب، ولكننا نتوقف أمام أعمال ( بهزاد ) المعاصر لهم والنابع من تراثنا الفنى، فلا يخفى الإنسان البسيط انزعاجه، ويبدى المتأثر بالمزاج الغربى عدم فهمه، ويقول الدارس إنه فنان يعد بشئ لم يكتمل فى فن التصوير الشرقى.

المشكلة أن التعالم مع تراثنا الفنى من عمارة وتكوينات، أو تجريدات فنية، وخط عربى وتصوير وتوزيعها على أدوات الاستعمال اليومى فى حياة الفرد الذى عاش ازدهار هذه الفنون، هذا التعامل يتم من خلال ما تعودناه من مقاييس فنية غربية، لا يمكن أن يستعمل متذوق أعمال عصر النهضة الأوربية نفس المقاييس الجمالية ليقيس بها أعمال مثل ( بهزاد ) أو غيره من المصورين، إلا ويكون قد ابتعد عن القيم الجمالية لتذوق فنون الشرق بعامة، ويجد نفسه نافرا منه، أو ظالما لها، أو متحفظا فى تلقيها.

وهذه محاولة لتقدير ( بهزاد ) فنان القرن الخامس عشر فى إيران من رؤية جديدة تتفق مع المكونات الثقافية، والجمالية، والروحية، لفنون الشرق.

بهزاد وفنون زمانه

بهزاد.. هو كمال الدين بهزاد، اختلفت الأراء فى تاريخ مولده. قيل عام 1440م، وقيل 1450م. المهم أنه ابن القرن الخامس عشر. ولد فى ( هراه ) بشمال غرب أفعانستان، تربى فى حضن الدولة التيمورية وبالتلى عرفت مدرسته الفنية بالمدرسة التيمورية. مؤسس هذه الدولة هو ( تيمور لنك ) أو الفرع الذى تهذب وتحضر من المول شملت دولته بلاد التركستان وإيران، وخراسان، والعراق فى بداية القرن الخامس عشر.

ولد ( بهزاد ) أيام السلطان ( حسين بايقرا ) وكان من المهتممين بالفنون مع وزيره الشاعر ( على شير ). وبعد وفاة ( حسين بايقرا ) وسيادة السلطان ( محمد خان الشيبانى ) عام 1507 دخل بهزاد فى رعايته. ثم قامت الدولة الصفوية فانتقل بهزاد إلى ( تبريز ) عام 1510 وعاشهناك تحت رعاية الشاه إسماعيل الصفوى.

بلغ من تقدير الشاه إسماعيل للفنان بهزاد أن احتجزه هو والخطاط المعروف ( شاه محمد نيسابروس ) فى قبو أثناء معارك الشاه مع الأتراك عام 1514 حفاظا على سلامتهما.

كان ( بهزاد ) يشغل أثناء وجوده فى ( هراه ) المجمع الفنى للكتاب. استطاع بإبداعه أن يقيم مدرسة فنية ظلت تحتفظ بحيويتها وطابعها الخاص بعد انتقاله إلى ( تبريز )، حيث عينه الشاه إسماعيل عام 1522م مديرا لمكتبته، ورئيسا للخطاطين والمصورين والمذهبين. ذاعت شهرة ( بهزاد ) آنذاك لاتقانه التعبير بالمكونات الجمالية المتداولة عند من سبقوه ثم لما أضافه من خصائص تميز بها. وتسابق ملوك الهند المغوليون فى اقتناء أعماله، حتى وصل ثمن بعضها ما بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف روبية.

وكما أن هناك خلافا حول مولد بهزاد، هناك خلاف ايضا حول تاريخ وفاته، ويترواج تحديد هذا التاريخ ما بين 1533م و 1537م. كذلك هناك خلاف حول مكان دفنه. هل هو مدينة ( هراه ) حيث ولد، أم مدينة ( تبريز ) حيث قضى بقية حياته.

كان الابداع التشكيلى فى زمان ( بهزاد )، ونتيجة لتراث حضارى قديم يقوم على ثلاثة أشياء: الرسم. النسخ التذهيب. نجد نموذجا لهذا اللون من الفن فى كتاب ( بستان سعدى ) المحفوظ فى دار الكتب المصرية، حيث اشترك فى إنجازه " غير النص المكتوب " ثلاثة " سلكان على " قام بنسخه بخط متميز مبدع. وقام الفنان " يا رسى " بتذهيبه بطريقة مدروسة، وقام " بهزاد " بإنجاز لوحاته أو صوره الست.

وتعتبرهذه الخاصية الأولى لفن التصوير آنذاك. أى الارتباط بإبداع عمل فنى يقوم على تقديم الكتاب بالتصوير أو التشكيل فى إطار متكامل من الفنون الثلاثة الخط والتصوير والتذهيب.

تميز " بهزاد " بخاصية أخرى تتعلق باخيار الألوان بين الأحمر والأصفر والزيتونى والبنى. مع العناية بالأزرق الزاهى، وإعطاء مساحات زخرفية مذهبة أو مفضضة.

ويتصل باختيار هذه الألوان طريقة التعبير المقصود آنذاك، والتى تعتمد على إغفال المنظور بالمقياس الغربى للفنون، فاللوحة تبدو أمامك كأنها قطع أفقى لما يراه الفنان ويريد تقديمه. هذا القطع يجعلك تتردد أو تتوزع فى التعامل معها بالبعد الثالث الذى يعطيك العمق، أو التسطيح الذى يعمد إلى نوع من التجريد سواء بزخرف خالص أو بإغفال التشريح الواقعى لحركة الأجسام كما نراه فى فنون الشرق القديمة، ويتصل بطريقة التعبير هذه الخاصية الرابعة، وهى العناية بالتحضير الكامل للموضوع المراد تقديمه بما يقرب أيضا من فنون الشرق القديمة أو رسوم الأطفال ولكن بشكل مدروس مقصود. نجد مكونات المكان موزعه لأعلى، فالغرفة الأولى أسفل اللوحة، ثم الثانية ترتفع عنها وهكذا. كما أن الأشخاص موزعون أيضا بهذا التوزيع المتصاعد من أسفل اللواحة لأعلاها.

والخاصية الخامسة تعلق بالاهتمام بإدخال الحرف العربى بهدف استكمال التكوين التجريدى الموزع داخل اللوحة، أو يحيط بها ليقوم بعرض نصوص تتفق مع موضوع اللوحة. أو جمل ينطق بها أشخاص هذه اللوحة.

خصائص فنه

ويحدد الدكتور زكى حسن وهو أول من وضع كتابا عربيا فى التصور الإسلامى بعض خصائص " بهزاد " فى النقاط الثلاث الآتية :

أولا: اهتمام هذا الفنان بتوقيع أعماله بخط يده. وتعتبر هذه خاصية غير معروفة أو غير ذات اهتمام عند السابقين عليه.

ثانيا: اهتمام " بهزاد " بتحديد المساحة التى يريدها والموضع المراد عرضه على صفحات الكتاب الذى يقوم بتصويره. وكان الخطاطون- قيل ذلك- ( الذين يقومون بنسخ الكتاب ) يقومون بتحديد هذه المساحة وتحديد موضوع الرسم للفنان. ولذلك وفى بعض الأحيان كان يأخذ لصورته صفحتين متجاورتين، كما أصبح هو الذى يحدد الفراغ الخاص بعرض النص على يد الخطاط أو النساخ.

ثالثا " تميز " بهزاد " بتصوير بعض الشخصيات وتوضيح معالم الوجه والصفات الجسمية، أو بمعنى آهر اهتمامه بعرض الحالة النفسية اهتمامه بالشخصية التى يعرضها فقام فى بدء نشاطه الفنى فى " هراه " برسم السلطان حسين بايقرا ووزيره محمد خان الشيبانى.

قراءة فى اللوحات

وقد عنى الكثير من المستشرقين بدراسة فن " بهزاد " وكانت تواجههم عقبتان: الأولى: تحديد ما إذا كانت بعض الأعمال لـ " بهزاد " أو لغيره من تلامذته أو مقلديه. فقد سعى الكثير من الفنانين فى عصر هذا الفنان إلى تقليد أسلوبه أو نقل بعض أعماله ونسبتها إليه، وذلك لارتفاع أثمان إنتاجه الفنى. الثانية: عدم محاولة تناول أعمال " بهزاد " بعين شرقية بعيدا عن مؤثرات الإنتاج الفنى خاصة إنتاج عصر النهضة الأوربية. فقد انساقوا دون وعى إلى تشريح أعماله بمقياس فنية لم تعرفها فنوننا الشرقية فى الحضارات القديمة بعامة والحضارة الإسلامية بخاصة.

وأقدم الآن بعض أعمال بهزاد التى جاءت فى كتاب " بستان سعدى " أو منظوم الشيخ مشرف الدين مصلح الدين بن عبدالله السعدى الشيرزاى. وكان قد كتبه بعد قيامه بعدة رحلات ن يعرض فيه النوادر والحكايات ذا المغزى الإخلاقى.

تمثل اللوحة رقم " 1 " الملك دارا بعد أن ضل طريقه أثناء الصيد مع بعض أتباعه والتقى عند جدول ماء شخصا غريبا فرفع عليه قوسه، ولكن الغريب أوضح له أنه أحد أتباعه ويقوم على رعاية خيله. ويقول الملك: ( عندما يكون تدبير الملك فى شئون رعيته أقل من تدبير الراعى عليه أن يخاف وينزعج. بخلاف الملك العادل والراعى الصالح الذى يطمئن إلى رعيته ويعتمد عليهم كل الاعتماد لما يشمهلم به من رعاية وإنساف ). وقد أثارت هذه اللوحة الإعجاب بما تقدمه من موضوع تعلميى إلى جانب الرشاقة التى عرض بها " بهزاد " الخيل وسط الطبيعة، وطريقة التعبير البادية فى جوار الملك لراعى الخيل.

وتمثل اللوحة رقم " 2 " قصة سيدنا يوسف مع زليخا زوجة العزيز حينما شيدت له قصرا من سبعة أبواب فى محاولة الإغوائه، ووضعت فى الغرفة الداخلية لوحة تمثلها فى أحضان يوسف حتى يدرك هدفها. ولكنه رأى برهان ربه فولى هاربا، بينما أخذت " زليخا " تطارده وتشد قميصه من دبر.

حرص بهزاد كعادة مصورى الفرس آنذاك على إحاطة رأس يوسف بهالة بيضاء. وإلى جوار الموضوع الأخلاقى الذى تقدمه اللوحة، هناك قدرات بهزاد فى عرض الردهات المتعاقبة والعقود المزدانة بواحدات زخرفية متنوعة.

وتمثل اللوحة رقم " 3 " فقهاء يتجادلون، فى الداخل مجلس عالمين من العلماء يتناقشان فى شرفة تطل على أشجار وأزهار، يتقدمها شيخ يحمل عصا وإلى جواره كتاب وفى مقدمة اللوحة يوجد صحن به خمسة أفراد يقفون على بلاطات لا تلتزم بالمنظور مع السور الذى يحيط بالصحن. ويفصل المجلس الداخلى عن الصحن عقد عظيم مرتفع تحيط به مستطيلات عليها كتابات تجد على آخره من جهة الشيخ المجاور للكتاب توقيع " بهزاد ". وقد نوقشت أيضا هذه اللوحة من ناحية براعة بهزاد فى عرض العقد الداخلى والخارجى، وما يحيطهما من زخارف خطية، أو وحدات هندسية وأهميتها كتركيب معمارى.

وتعرض اللوحة رقم " 4 " وتسمى " مناظر فى مسجد "، مدخل المسجد حيث نجد على اليسار رجلا يتوضأ وأمامه زنجى يصب له الماء، وإلى جوارهما رجل يتصدق على فقير. وفى النافذة المجاورة يظهر رجل يصلى. أما أعلى اللوحة على اليسار فنىر سيدى تتلقى العلم على يد أحد الفقهاء، يجاورها رجل مستغرق فى الدعاء. واقتصر نقاش هذه اللوحة كغيرها من الناحية التشكيلية على ما تقدمه من نماذج بشرية متنوعة موزعة بين عقود صغيرة وكبيرة ذات وحدات زخرفية وكتابية بديعة.

أما اللوحتان الباقيتان فى مجموعة بستان سعدى، فتمثلان قصر السلطان " بيقرا ". إحداهما داخل القصر والأخرى من خارجه.

وهناك أعمال أخرى لـ " بهزاد " غير مجموعة " بستان سعدى " نعرض منها لوحة تمثل درويشا من بغداد، وقد أثارت الشخصيات التى رسمها هذا الفنان التساؤل لماذا الاقتصار فقط على رسم أصحاب اللحى، وهل كان ذلك نقصا فى قدرات بهزاد الفنية ؟

كما أن له مجموعة من ثلاث صور فى مخطوط صغير من المنظومات الخمس لـ " نظامى " محفوظة فى المتحف البريطانى، عليها امضاء بهزاد، تمثل اثنتان منها معركتين حربيتين، وتعتبران قمة فى تصوير فنانى الفرس للمعارك الحربية وغير ذلك من أعمال أخرى كثيرة.

مقاييس الرؤية الجمالية

ولكى تتلقى العين الناقد أعمال " بهزاد " بالتذوق أو الفقد والمناقشة، لابد وأن تراعى ملكات الحس الفنى فىعين الفنان الشرقى، والنابعة من تاريخه وتراثه، والتى جعلته ينسج من مظاهر الحياة اليومية إبداعا يستلهم المصادر الآتية :

أولا: الإبداع الفنى فى فنون الشرق بعامة لا يعرف الفاصل بين العمل الفنى ومتذوقه، وبالتالى كانت طريقة تعبير الفنان بها نوع من الشمولية، وإنكار الذات، وبالتالى أيضا جاء التصوير فيه التحضير الكامل للموضوع المراد تكوينه فنيا. ولعل ذلك واضح- على سبيل المثال- فى لوحة " مناظر من مسجد " أو " يوسف وزليخا " حيث يعمد الفنان إلى الكشف عن مكونات المكان، أو الأشخاص بطريقة المناظر المسلسلة أو المتتابعة.

ثانيا: هذا الكشف عن المكونات دعا الفنان إلى المزج بين ما يسمى فى المقياس التشكيلى الغربى بالتجريد والواقعية، مع مراعاة أن الفن كان يشكل أدوات استخدام فى الحياة اليومية.

ثالثا: يقوم اللون بالمشاركة لتقديم التجريد والواقعية فى آن. وذلك باستخدامه لإنطاق ما يريده الفنان ناطقا بواقعية، أو أن يقوم اللون بدور زخرفى فى تكوينات تجريدية.

رابعا: اللجوء إلى البعد الثالث، أو العمق عند الحاجة لتأكيد الواقعية وإعفالة فى أجزاء أخرى من نفس العمل الفنى للفصل بين تكوينين ولإيقاظ الحس الشمولى عند المتلقى. ونلاحظ ذلك على سبيل المثال فى لوحة " مناظر فى مسجد " حيث نجد بلاطات قائمة الزاوية لا تراعى المنظور بينما يخلو الداخل منها.

خامسا: عدم العناية بالتفصيل تأكيد لهذه الشمولية فى عرض الأشخاص أو الحيوانات أو عناصر الطبيعية، فنلاحظ فى لوحة " دارا " أن الخيول ينبع الإحساس برشاقتها من خطوطها الخارجية، وحركة هذه الخطوط نتيجة لإغفال الفنان رسم تفاصيل جسم الحصان. ونجد فى لوحات " فقهاء يتجادلون " أو " درويش من بغداد " أو " مناظر فى مسجد " إغفالا واضحا لتفاصيل الثياب.

سادسا: رسم الطبيعة وكأن لها لغة جمالية خاصة نابعة ومتناغمة مع مكونات اللوحة، وبعيدة عن تقليد الواقع بما يتواق أيضا مع إدخال عناصر زخرفية من خط أو وحدات هندسية.

ولا بد أن نضع فى الاعتبار أن مسيرة فن التصوير الإسلامى بمواصفاته الخاصة جاء عليها وقت كان الإثماؤ فيها متعثرا، ثم ضعيفا، وربما هزيلا كغيرها من قدرات الإبداع الفنى. حتى باتت فى نهاية الأمر غريبة على أهلها بعد تيقظهم على مايبهر من إبداع الفنان الغربى المتواصل المسيرة منذ عصر النهضة الأوربية.

كانت هذه محاولة لقراء " بهزاد " بعين شرقية، ولعل معالم هذه القراءة تتضح ولو وضعت فى مقارنة عكسية مع عين شرقية تأملت إنتاج الفن الغربى قبل أن تتشبع هذه العين بمقاييس الحضارة الغربية. أقصد التقاء بعض رواد نهضتنا كرفاعة الطهطاوى وأحمد فارس الشدياق، وخير الدين التونسى بأعمال الغرب الفنية خلال القرن التاسع عشر. مع وضع قدر من التحفظ يتعلق بضعف الحس الفنى عند هؤلاء الرواد نتيجة لظروف تاريخية معروفة، مقارنة بمن سبقوهم فى فترة ازدهار الحضارة العربية الإسملامية فنيا.

ونرجوا أن تتاح الفرصة مستقبلا لعرض بعض معالم الفن الغربى من عين شرقية.

 

محمد المهدي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




مناظر في مسجد- لوحة رقم 4 من مخطوط بستان سعدي





لوحة رقم 2 من مخطوط بستان السعدي





الملك دارا- لوحة رقم 1 من مخطوط بستان سعدي





فقهاء يتجادلون- لوحة رقم 3 من مخطوط بستان سعدي