عزيزي العربي

عزيزي القارئ

هذا الملف.. هذه الاحتفالية

عزيزي القارئ..

على غير عادتها تفتتح العربي عددها هذا بملف تكمل أجزاؤه بعضها بعضاً، لتقول كلمة تود التأكيد عليها برغم مرور السنين. فثمة حدث مهم شملت أضواؤه هذه المطبوعة، احتفالاً بمرور أربعين عاما على بدء إصدارها.

ولعل ملابسات الوقت وتداعيات التنسيق جعلت من اختيار الموعد رمزاً في حد ذاته. فاحتفال العربي بعيدها الأربعين أخرته الظروف بضعة أشهر، ليجيء بينما العربي تعبر عقدها الرابع موغلة في العقد الخامس من عمرها. وهو عمر مديد بمقياس استمرار الحيوية، وتواصل العطاء، وصعود الطموح. فأكثر من ثلاثمائة ألف نسخة توزعها مطبوعة ثقافية عربية كل شهر ليقرأها ما يقارب المليون إنسان في كل البلاد العربية وحيثما كان هناك قارئ للعربية في العالم، هو ما تفخر به العربي ويزهو به المشروع الثقافي الكويتي العروبي، فهذا المشروع الثقافي كانت من إشارات بدء انطلاقه إصدار مجلة العربي في ديسمبر عام 1958، تعبيرا عن اعتزاز الكويت بعالمها العربي وتأكيدا على هويته وتسريمها لدورها التنويري الذي تؤمن به مع شقيقاتها العربيات. وليس بخاف أن هذا الاختيار صنعته الكويت كلها، عبر نخبتها المثقفة، الرسمية والشعبية على السواء. ومن ثم، فإن تضمين كلمات صاحب السمو أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ومعالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد، في هذا الملف الافتتاحي المكرس لاحتفالية العربي بمرور أربعين عاما على صدورها، والتي احتضنتها الكويت منذ أسابيع قليلة فاتحة أذرعها " للقاء الأشقاء " مستقبلة حشدا كبيرا من أصحاب العقول المضيئة من مختلف أرجاء عالمنا العربي.. هذا التضمين ليس إجراء شكلياً، بل ضرورة تؤكد على الامتنان لإرادة الاستنارة العربية لدى حكام هذا البلد الذين واكبوا، وباركوا، ورعوا هذه المطبوعة ضمن المشروع الثقافي الكويتي العروبي، فكانوا شريكا وسندا للنخبة الشعبية المثقفة. وهي حالة نادرة يتضافر فيها الرسمي مع الشعبي لإنجاز ملمح حضاري مشهود.

إن الثقافة ليست ترفاً زائداً عن الحاجة، بل هي حاجة ماسة ينهض على قواعدها كل بناء قوي وجميل، ويتأكد ذلك عبر حركة التاريخ التي أكدت وتؤكد أن البناء الثقافي للأمم إذا تجذر في أرواح بنيها حال بينهم وبين الانزلاق في مهاوي الهبوط أياً كانت أشكاله. كما أن واقع الحاضر وتباشير المستقبل ينبئان بأن الثقافة- والعلم واحد من روافدها- لم تعد مجرد حجر زاوية في أبنية الغد التقنية، بل هي شرط من شروط العثور على مكان تحت شمس الغد.

وإلى لقاء متجدد.

 

المحرر

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات