طعامنا والتلوث الهرموني فوزي عبدالقادر الفيشاوي

طعامنا والتلوث الهرموني

أجريت دراسة على إحدى مزارع تسمين الدواجن، علمنا بموجبها أن نصيب الدجاجة الواحدة يصل في نهاية دورة التسمين ( التي تبلغ شهرا واحدا ) إلى شريط كامل من أقراص منع الحمل، أي أنها تتعاطى 21 قرصا من الهرمونات الأنثوية، ولا بد أن نسبة منها سوف تخزن في أجسامها، وهذه بالتبعية تنتقل إلى أجسام الآكلين. وهنا ربما يصيح واحد من أصحاب العقول الناقدة، زاعما أن هرمونات الأقراص لا تعدو أن تكون هرمونات طبيعية يتيسر للأجسام هدمها، كما يسهل التخلص من آثارها أثناء عمليات الطهي المعروفة. على أن الحقيقة غير ذلك تماما، إذ ربما لا يعرف الكثيرون أن هرمونات الأقراص ليست تماما كالهرمونات الطبيعية، بل هي مركبات استيرودية تنتج صناعيا على نحو يجعلها أكثر قدرة على البقاء في الأجسام دون هدم، لمدة أطول مما تمكثه نظيرتها الطبيعية. ويدل الواقع العملي على صحة ذلك ، فالمعروف أن التركيز الفعال لهذه الأقراص يستمر نحو 48 ساعة، ثم يقل بعدها بسبب قيام إنزيمات الكبد بإدخال مجموعة هيدروكسيل عليها تمهيدا للتخلص من بقاياها، أو بسبب ارتباط تلك البقايا ببعض المركبات التي يسهل بعد ذلك التخلص منها مثل حامض الجلوجيورونيك. وبالطبع فإن فصول هذا السيناريو تختلف إلى حد كبير عما يعرفه الباحثون عن هرمونات الجسم الطبيعية ، التي يزول أثرها سريعا في الأجسام. على أن الشيء الأهم، هو ما عرفه الباحثون عن ثبات الهرمونات الصناعية ضد معاملات الطهي المختلفة، فقد ثبت بالفعل أن هذه الهرمونات مقاومة لحرارة الطبخ والسلق والشي والتحمير، وهي ثابتة سواء في الوسط المائي ( الذي لا تذوب فيه )، أو في الوسط الدهني ( الذي يسهل ذوبانها فيه ).

أجل، فهي تتحمل درجة حرارة غليان الماء ( 100 م ) بصورة مدهشة، ولا يفقد منها غير جزء ضئيل للغاية، وتزيد قدرتها على تحمل المعاملات الحرارية، كلما وجدت في الأنسجة الدهنية، وهنا لا بد أن نتوقع الخطر.

الرجال وأقراص منع الحمل

هل لك أن تتخيل ما يمكن أن يحدث حينما يتعاطى الرجال دجاجات ملوثة بهرمونات أنثوية؟ مما لا شك فيه، أن إخلالا بالتوازن الهرموني في الأجسام قد يحدث، وأن رجلا يتعاطاها باستمرار سوف تحبط قدراته الجنسية. وقد أكد الباحثون ذلك، حينما أعطوا رجالا من تلك الأقراص، لقد كانت حيواناتهم المنوية - عند بدء التجربة - عادية قوية، ولكن بعد تناولهم الأقراص ضعفت حيويتها شيئا فشيئا حتى انعدمت، ولم ترجع إلى سابق قوتها ونشاطها إلا بعد وقف تعاطيهم الأقراص بثلاثة شهور.

ليس هذا فحسب، فقد لوحظ أن الأقراص قد ذهبت بالرغبة الجنسية لدى الرجال كل ذهاب، ولم تعد ثانية إلا بعد امتناعهم عن تعاطيها بمدة كافية. وثمة تأثير آخر لهرمونات الأقراص، يتمثل في حدوث تضخم لأثداء الرجال. فالمعروف لدى رجال الاختصاص، أن شكل الثدي وحجمه يظل في الأطفال متشابها إلى سن البلوغ، وعندئذ يختلفان، إذ ينمو في الإناث بصورة أكبر، كنتيجة لنمو وتضخم نسيجيه: الدهني والغددي، بفعل تأثير هرمون الإستروجين الأنثوي. هذا في الوقت الذي يبقى فيه الثدي ضامرا في الذكور بفعل تأثير هرمون التستوستيرون الذكري مع نقص الإستروجين. وتدل دراسات العلماء على استمرار هذا الوضع الطبيعي لدى الذكور، ما بقيت نسبة التستوستيرون إلى الإستروجين في حدود (300 : 1). ولكن، ما إن يحدث الخلل، بنقص تكوين أو نشاط التستوستيرون، أو بزيادة تكوين أو نشاط الإستروجين، حتى تتضخم أثداء الرجال. ذلكم هو حديث ( دجاجات منع الحمل ) والرجال الآكلين، ولكن ماذا عن النساء الآكلات؟

النساء ودجاجات منع الحمل

بعض النساء قد يعانين من اضطراب في انتظام الدورة الشهرية، وهن لا يدرين أن السبب هو هذه الدجاجات الملوثة هرمونيا. زوجات قد يتأخر حملهن زمنا، يتعرضن خلاله لمشاكل عائلية واضطرابات، وهن لا يدرين أن الدجاج هو السبب، حينما يقوم بدور الأقراص مانعة الحمل. وغير ما ذكرنا، فثمة زوجات أخريات يتعاطين بانتظام حبوب منع الحمل رغبة في تنظيم نسلهن، لا يدرين أن الدجاجات الملوثة هرمونيا تقوم بدور إضافي، حيث ترفع مستوى الهرمونات في الدماء بصورة غير مألوفة، بل لعلها تتسبب في إثارة خلايا الثدي، لا سيما على المدى الطويل، فلقد بات معروفا اليوم ما تسببه مستويات الإستروجين العالية من حث مفرط في نسيج الثدي، مما يؤدي لإصابته بورم تخشاه النساء. ونضيف خطرا آخر لا يقل أهمية، يتعلق بالسيدات الحوامل، فقد تبين أن ثمة ضررا محققا يتهدد أجنتهن، يتمثل في ظهور عيب خلقي من مثل: انشقاق سقف الحلق، أو ظهور علامات تذكير في الأجنة الإناث وحدوث خلل في الجهاز التناسلي، أو ظهور عيب في الجهاز التناسلي للأجنة الذكور، لا سيما عيب تعلق الخصية، وقد تظهر عيوب في أطراف الأجنة أو حتى في قلوبها، وفي العمود الفقري أيضا. أما عن تأثير الهرمونات الأنثوية الملوثة للدجاجة على الأطفال الآكلين، فلا شك يكون أكثر ارتباطا بانتظام عملية النمو واطرادها، فالطفل إذ يحصل قبل بلوغه على الهرمونات الجنسية عن طريق الدجاجات، يبطئ معدل نموه، كما يعاني من اضطرابات أخرى إضافية.

وليست هرمونات أقراص منع الحمل وحدها هي مصدر التلوث الهرموني الذي يصيب ما نطعمه من دجاجات، فهناك كذلك منشطات النمو والمحفزات البيولوجية التي شاع استخدامها في مزارع الإنتاج الحيواني والداجني في السنوات الأخيرة. وها هي شركات عالمية كبرى تتنافس اليوم على إنتاج هذه المركبات، بغرض إسراع نمو الحيوانات وإكساب لحومها صفات أكلية يرجوها بعض الآكلين. والحق أن كل هذه المنشطات لا تشبه من الناحية التركيبية أي هرمونات طبيعية، غير أن لها تأثيرا هرمونيا مشابها لتأثيرها، بل لعله أعظم أثرا منها. وفي عجالة نذكر أن هناك أربع مجموعات رئيسية من المنشطات الصناعية، كمنشطات الغدة الدرقية، أو مثبطاتها، وكذلك شبيهات الهرمونات الذكرية والأنثوية. والحق أن قائمة المنشطات الصناعية طويلة، ولكن النوع المسمى " ثنائي إيثيل استلبسترول " ( Diethylstilbestrol, DES ) هو أكثر الجميع شهرة وانتشارا. وهو في لغة الكيمياء، أحد المركبات الإستيرودية الفينولية، التي يفوق تأثيرها فعل هرمونات الأنثى الطبيعية. ومن الناحية العملية، يمكن إعطاؤه للحيوان على هيئة أقراص بعد خلطها بالعليقة، أو يعطى في صورة حقن تؤخذ تحت الجلد، أو على هيئة حبيبات دقيقة (كبسولات) تزرع تحت الجلد. ولعلنا نشير إلى أن الباحثين قاموا بتجارب كثيرة للتعرف على تأثير هذا المنشط على الدواجن، استبان منها قدرته على زيادة معدلات نموها، مع زيادة ترسيب الدهن وتوزيعه تحت جلودها. هذا فضلا عن دوره في زيادة نسبة التصافي. وإنك تنظر في مزارع الدواجن، فتجد بعض المربين يفضلون إضافة مركب ( DES ) إلى العلائق - في الأسابيع الأخيرة من دورة التسمين - بواقع 20 - 70 جرام / طن، بينما يفضل آخرون طريقة الحقن تحت جلد الرقبة بواقع 15 - 30 ملليجرام / طائر. وفي كل الأحوال، لا بد أن يتساءل الناس عن مصير هذا المنشط في أجسام الدواجن، وعن توزيعه في أعضائها؟ ثمة برهان مهم جاء من معامل العلماء: إذ ثبت أن تغذية الدواجن لمدة أسبوعين في نهاية موسم التسمين على عليقة تحتوي على ( DES ) بواقع 50 ملليجرام / رطل عليقة، يؤدي إلى توزيعها في بعض أعضاء الجسم على النحو التالي: دهن البطن والدم ( 0.3 جزء في المليون )، الفخذ ( 0.35 جزء في المليون )، الصدر ( 0.4 جزء في المليون)، الكبد ( 0.5 جزء في المليون ). وبهذه المناسبة فقد بينت دراسة أخرى أجراها باحثون صيدليون لتعرف توزيع ( DES ) في أجزاء الدواجن المطهية، وجود تركيزات منها في كل من الجلد وطبقة الدهن الموجودة تحت الجلد وفي العظام أيضا. ولحسن الحظ، فلم تكشف الدراسة عن وجود أية تركيزات ضارة منها في لحومها. وقد لوحظ في الوقت ذاته، أن جزءا لا يستهان به من تلك المادة يستخلص - أثناء طهي الدجاج - في ماء الطبخ، مما يلقي بظلال كثيفة من الشك حول صلاحية مرق الدجاج للاستعمال الغذائي.

لحوم الحيوان وكبسولة الخطر

لا، ليست لحوم الدواجن وحدها التي أصيبت بلعنة التلوث الهرموني، فلحوم الماشية أيضا لم تسلم من شرورها. ففي مزارع الإنتاج الحيواني، يلجأ بعض المربين لاستخدام هرمونات ومحفزات بيولوجية أملا في تحسين جودة اللحم الناتج وإكسابه صفات مرغوبة لدى بعض المستهلكين. وهذا بالطبع غير الهدف الأكبر الذي يتمثل في زيادة معدل نمو الحيوانات المرباة وتحقيق زيادة ملموسة في كمية اللحم الناتج. . ففي تجارب أجريت على الماشية المعاملة هرمونيا، تبين حدوث زيادة في معدلات النمو وصلت إلى 10 - 25%، كما زادت كمية اللحم الناتج بنسبة 10 - 20%، ولكن انخفضت كمية الدهون المخزنة بنسبة 6 - 25%.

على أننا نبادر إلى القول إن معظم هذه التغيرات يرتبط بقدرة الهرمونات على زيادة معدل استفادة الحيوان من العليقة المأكولة، وكذا قدرتها في المساعدة على احتجاز الماء بالأنسجة. وتدل الخبرة العملية على قيام بعض المربين بإضافة مادة ( DES ) إلى علائق أبقار التسمين، في حدود 10 ملليجرامات/ رأس، بينما تضاف إلى علائق الأغنام المرباة بواقع 2 - 4 ملليجرامات/ رأس. وفي السنوات الأخيرة، شاعت بين المربين طريقة أخرى للمعاملة، تعتمد على زرع كبسولات هرمونية تحت جلد الرقبة، حيث تعطى البقرة 45 - 75 ملليجراما من مادة ( DES )، وتعطى الأغنام كمية أقل تتراوح ما بين 10 - 15 ملليجراما. وقد جرت العادة على وضع تلك الكبسولات بشكل دوري ، في مدد تتراوح ما بين 45 - 60 يوما. ومما يستطاب ذكره، أن الكبسولة مصنوعة من مادة السيلاستيك ( بوليمثيل سيلوكان )، التي تسمح بمرور ما يوضع بداخلها من هرمونات بشكل منتظم يوميا، إلى بقية أجزاء الجسم، حتى تستنفد كميتها تماما، وثمة خاصية أخرى تميز هذه التقنية، وهي إمكان التحكم في الجرعة المطلوب دخولها يوميا إلى الجسم عن طريق مساحة مسطح الكبسولة وسمك جدارها.

يتساءلون عن أضرارها

يا لها من أضرار وأخطار تلك التي ينطوي عليها استخدام منشط النمو ( DES ) في تسمين الحيوانات والطيور، فقد كشف الباحثون عن دورها في إصابة الآكلين بأنواع خبيثة من الأورام، لا سيما إذا تعرضوا لتأثيرها فترة طويلة. وها هي نتائج إحدى الدراسات التي أجريت على سيدات حوامل تناولن لحوما ملوثة بها، تشير إلى ظهور حالات سرطانية لدى بناتهن الصغيرات، تركزت في أعضائهن التناسلية الخارجية. وغير هذا الأثر البغيض، فقد كشف الباحثون عن أثر آخر يتعلق بالصفات الجنسية لدى الذكور والإناث من الآكلين. وفي هذا السياق، لعل من طريف ما يذكر، أن جماعة من العلماء كانوا قد كشفوا من قبل عن نفس الأثر لدى الحيوانات. فقد درج المربون على زرع كبسولات ( DES ) تحت جلد رقبة الديوك رغبة في تحسين خواص لحومها، ومن ثم تحسين درجة تسويقها. ولكن ظهر فيما بعد خطورة هذه المعاملة، حينما عثر المحللون على بقايا ضارة من تلك المادة مخزنة في الأجزاء المأكولة من الذبيحة. وكان لا بد من التحذير والتوصية بضرورة الامتناع. ومن جهة أخرى، فقد رصد بعض الباحثين ظاهرة غريبة على الحيوانات ذات الفراء التي يغذيها المربون على رءوس ورقاب تلك الديوك المشبوهة، إذ أصيبت جميعها بالعقم. ومع استمرار البحث، اتضح أن الأجزاء غير الممتصة من الكبسولات الهرمونية المزروعة تحت جلد الديوك كانت السبب المباشر في حالة العقم التي أصابت آكليها من الحيوانات.

أغلب الظن أنك تتساءل الآن عن الآكلين من الناس. . هل يصيبهم عقم مماثل؟

في أيامنا هذه، قد ينظر الآكل إلى طبق الدجاج أو اللحم الذي وضع أمامه، نظرة شك وريبة. ومن يدري ربما كان معاملا بتلك الكبسولات الهرمونية الدقيقة التي طالما تحدث عنها خبراء التغذية والباحثون، وأكدوا أخطارها ونبهوا الآكلين لأضرارها. وهذا حق، فلعل رجالا ممن يداومون على أكلها، تظهر عليهم أعراض أقرب إلى الأنوثة، كما تختفي لديهم بالتدريج بعض مظاهر الرجولة. هؤلاء ولا شك سيعتريهم القلق، حينما يعانون من اضطرابات في أدائهم " لوظيفتهم الحيوية ". على أن الخطر الأكبر يحدث حينما يصادف الآكل ذكرا كان أو أنثى، ذلك الموضع في جسم الذبيحة الذي يؤوي الكبسولات الهرمونية. ففي رأي العلماء، أن هذا كفيل بإصابة المرء بعقم أبدي لا رجعة فيه. وفي هذا السياق، فثمة تقارير علمية مزعجة صدرت في " بورتوريكو " تؤكد حدوث مشاكل في الغدد الصماء لدى مجموعة من الأطفال، بسبب تناولهم لحوما بيعت بطريقة غير شرعية، تحوي منشطات وهرمونات للنمو. تقارير أخرى صدرت في إيطاليا عام 1980، تحدثت عن أطفال ذكور حدثت لديهم زيادة واضحة في حجم الأثداء، من جراء تناولهم لحوما تحوي هرمونات أنثوية. ويذكر أن السلطات الصحية في ألمانيا، اكتشفت في عام 1988، عجولا محقونة بالهرمونات، كما وضعت يدها على عصابة دولية تقوم بتصنيع هرمونات تستخدم في نمو عجول التسمين وزيادة حجمها. وهكذا فقد رأينا دولا عديدة كالولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وفرنسا، وبلجيكا، والدنمارك، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، وغيرها. تضع تشريعات صارمة تجرم فيها استعمال هرمونات النمو والمحفزات البيولوجية، كما رأيناها تشدد الرقابة على مزارع الإنتاج الحيواني والداجني في طول البلاد وعرضها، كما منعت استيراد اللحوم التي تحوي مستويات غير مقبولة من هذه الهرمونات. هذا يحدث في الدول الغنية والمتقدمة، ولكن ماذا يحدث في بلاد الفقراء؟ لعل مما يؤسف له، أن الكثير من بلاد العالم النامي لا تزال تفتقر إلى وجود تشريعات غذائية صارمة، وجهاز رقابي حازم يباشر رقابته على مزارع الإنتاج الحيواني والداجني، ويراقب كل ما يرد إلى البلاد من صفقات اللحوم والدواجن المستوردة للتأكد من خلوها من الهرمونات الصناعية. وإذن، ليس على الشعوب النامية إلا أن تنتبه وتتسلح بالحذر، وتتزود بإجراءات عملية يتوجب القيام بها، وقاية من أضرار متوقعة وأخطار تتهدد صحة طعامهم.

والآن دعني أصارحك القول، فلعل قضية التلوث الهرموني الذي يصيب طعامنا، هي قضية معقدة متشابكة، ذات جوانب عديدة. . اجتماعية، واقتصادية، وأخلاقية، وصحية. فمما لا ريبة فيه، أن تقنيات تربية وتسمين الحيوانات والطيور، أصبحت في الآونة الأخيرة مرتبطة بشدة بأنواع خاصة من العلائق المركزة والدوائيات البيطرية والهرمونات ومنشطات النمو. وهذه حقيقة لا ينبغي التغافل عنها. . وها هم الباحثون يعترفون بها، ويؤكدون في كل يوم ضرورة الحذر عند تعامل الآكلين مع الذبائح. وها هي دراسات أهل الاختصاص تؤكد ضرورة وقف استخدام منشطات النمو والهرمونات قبل ذبح الحيوان بفترة كافية لا تقل عن شهر، مع ضرورة فصل رأس الحيوان ورقبته المحقونة بالهرمونات واستبعادها تماما من التداول. وعن الدواجن الملوثة هرمونيا، يوصي الباحثون جموع الآكلين، بضرورة التخلص من جلودها وما يقع أسفل الجلد من طبقة دهنية تعد مخزنا للسموم، كما يرون ضرورة الامتناع عن مص عظام الدواجن أو شرب مرقتها، إذ دلت التحليلات على وجود تركيز مرتفع من الهرمونات الصناعية في تلك المكونات. ويا حبذا لو اقتصر الآكلون في أكلهم على ما هو بروتيني فقط، حيث لم يعثر الباحثون في اللحم نفسه على بقايا هرمونية ضارة، لا سيما في الحيوانات التي روعي وقف معاملتها هرمونيا، قبل ذبحها بفترة كافية.

 

فوزي عبدالقادر الفيشاوي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات