عزيزي العربي

عزيزي العربي

رسالة الشهر
دعوة لإعادة الاستعمار

.. رئيس التحرير

كعادتها في كل شهر، فإن مقالات الدكتور محمد الرميحي تترك أثرا في نفس كل من يقرأها. وقد أثرت في نفسي مقالة عدد مايو 1996 بعنوان الإمبريالية تطرح نفسها للنقاش : هل استفادت الدول الاستعمارية من الاستعمار؟ "وأحببت أن أبدي رأيي التالي :

ليس أمام كل من يتابع الأحداث في دول العالم الثالث إلا أن ينضم إلى صف المؤيدين للاستعمار، والمتمنين عودته إلى تلك الدول لتخليصها من الحالة المتردية التي آلت إليها. وهناك الكثير من الأدلة والشواهد التي تثبت أن حقبة الاستعمار كانت حقبة خير على كثير من تلك الدول على عكس ما كنا نتصور. فمن منا يستطع أن ينكر أن مصر كانت أغنى الدول العربية في تلك الفترة لدرجة أنها كانت تمنح المساعدات لدول عربية وإسلامية عديدة، وكانت قيمة الجنية المصري تعادل الدينار الكويتي في هذا الوقت. والدول الإفريقية الأخرى التي طالبت باستقلالها وحصلت عليه قبل ثلاثين عاما مثل نيجيريا والسنغال وغيرها، ماذا حققت لشعوبها غير البؤس والشقاء وإنك لو سألت أي مواطن فيها عن حاله الآن لأجابك بأن الحال كان أفضل أيام الاستعمار. وليبيريا تلك الدولة التي أسسها عبيد محررون من أمريكا بعدما وعدوا رئيسها في ذلك الوقت (مونرو) بأنه لو منحهم الحرية فإنهم سيؤسسون لهم دولة يثبتون بها للعالم أنهم قادرون على منافسة البيض في الحرية والديمقراطية والازدهار، وها هم الآن بعد مائة عام من ذلك الوعد، هل أوفوا بشيء منه؟.

وآخر الأمثلة دولة جنوب إفريقيا، فبفضل حكم الأقلية البيضاء استطاعت هذه الدولة أن تصبح من أغني وأرقى الدول الإفريقية وأكثرها تقدما وازدهارا، أما وقد آل أمرها لأهلها الأصليين هل تراهم سيحافظون على مكانتها تلك؟. أنا شخصيا لا أظن ذلك، إنني أعتقد أنه في خلال عشرين عاما أو أقل سيكون حالها حال جيرانها من الدول الإفريقية الأخرى المتخلفة.

وخلاصة القول أن هناك حقيقة واحدة يجب علينا أن نعرفها وهي أن هناك أمما خلقت لأن تحكم وأمما خلقت لأن تكون محكومة إلى الأبد.

ولكم التحية والتقدير
يوسف الإبراهيم
قطر / الدوحة

. . ونقـول

بعد قراءة ما ورد في رسالتك، يحق للمرء، خاصة من عاصر جزءا من حقبة الاستعمار، وزمن الاستقلال أن يتساءل، هل حقا ذهبت كل تلك السنوات التي خاضت خلالها الشعوب في كل أرجاء الدنيا أشرف معاركها لتنال حريتها، هل ذهبت كل تلك السنوات سدى؟

وهل كل ما ساهمت هذه النضالات الطويلة والمضنية في ترسيخه، أصبح الآن في حاجة للتأكيد على ضرورته، مرة أخرى؟.

إن السؤال يبدو مرعبا حقا، خاصة إذا ما تناولناه من جانبه السلبي فقط، وتجاهلنا عن عمد حقيقة أن الفجائع والكوارث التي تعانيها شعوب العالم الثالث حاليا، هي في الأصل بذور فاسدة كان الاستعمار ذاته هو الذي زرعها قبل أن يرحل، من أجل أن يأتي زمن - كالذي نعيشه الآن - ويطالب فيه البعض- ويا للعجب! - بإعادة الهيمنة على مقدرات البشر في دول العالم الثالث، تلك التي تم نهبها أصلا حتى النخاع. !!!

"العربي"

فولتير والشرق

.. رئيس التحرير

في عدد يوليو 1996 من مجلتكم الغراء "العربي" استفدت كثيرا من موضوع 300 عام علي ميلاد فولتير بقلم الدكتور أحمد درويش. حيث بين لنا الكاتب أن جل أعمال فولتير الأدبية مستوحاة من حضارات المشرق زمانا ومكانا، تاريخا وأسطورة، وأن بعض أعماله الأخرى انتقدت وهاجمت رجال الدين. وفيما يخص هذه النقطة الأخيرة، يجب أن نعلم أن فولتير عاش جزءا من حياته المدنية في أوساط الملحدين والفاسقين. . الشيء الذي جعله يكتسب حسا نقديا وطابعا هجاء. فلقد كان فولتير ضد كل شيء : ضد السلاطين المتجبرين، ضد رجال الدين، ضد الطبيعة وفي بعض الأحيان ضد العلوم. "وإذا كانت هذه الأخيرة، يقول فولتير، توفر الرفاهية، ولين العيش - وهذا أمر حسن - فيجب ألا تنتظر منها التفسير النهائي للأشياء الموجودة في هذا العالم". وهذا ما جعل فولتير يرفض شرعية نظرية التطور : فالعالم، بالنسبة إليه، لا يتغير ولا يمكن تغيير أي شيء فيه بل يمكن تنظيمه.

وفي الأخير أضيف أن فولتير ولد سنة 1694 في مدينة باريس وتوفي فيها في نهاية شهر مايو سنة 1778.

محمد الريفي
تطوان / المغرب.

الشعر الجاهلي. . مرة أخرى

.. رئيس التحرير

قرأت ما كتبه الأستاذ الدكتور جابر عصفور عن كتاب في "الشعر الجاهلي" للمرحوم الدكتور طه حسين عدد يوليو 1996 من مجلة "العربي"، وكيف استقبل هذا الكتاب استقبالا عدائيا من القراء، ولقد هالني وأزعجني ما ذهب إليه الكاتب من أن أول أسباب هذا العداء هو العامل السياسي الذي يرتبط بالخصومات الحزبية، وعزا ذلك إلى أن طه حسين كان قد انحاز إلى الأقلية الأرستقراطية - برغم نشأته في قاع المجتمع - التي تأثرت بالأفكار الليبرالية والأوربية والتي كانت تعادي سياسة سعد زغلول زعيم ثورة 1919 . وعلل الدكتور عداء الجماهير لطه حسين بأنه مظهر من مظاهر هذا العداء الشعبي، نظرا لانغماسه في هذا الصدام الذي جرى بين الوفديين وخصومهم السياسيين، ذلك أن طه حسين رأى في الزعيم الشعبي سعد زغلول، استبداده باسم الشعب المضلل، كأنما أصبحت زعامة شعب من أجل استرداد حقوقه، استبدادا وتضليلا. وهذا التفسير من جانب الدكتور عصفور تفسير غريب وعجيب، كما أنه تبسيط للأمور يدعو إلى الدهشة، وقفز على السبب الحقيقي الذي من أجله غضب الناس، حتى ولو كانت الخصومة السياسية شيئا حقيقيا، ذلك أنه اعتدى على أعز ما يملكه الناس. فهل كانت ثورة الناس في وجه الكاتب والكتاب من أجل صراعات سياسية، أو أنها كانت غضبة من أجل الافتراء على آيات الله، والاستخفاف بما جاء في القرآن الكريم، واعتبار بعض آياته من الأساطير التي لم ترق لطه حسين؟

وهل معنى هذا أن الناس يغارون على مذاهبهم السياسية أكثر مما يغارون على كتاب الله، حتى ولو جرحت مشاعرهم الدينية بأفظع الافتراءات؟

هل كانت المسألة في حاجة إلى مبرر سياسي كي يغضب المؤمنون مما افتراه طه حسين؟ إن أزمة طه حسين لم تكن في خصومته مع الوفد، إنما أزمته الحقيقية كانت في خصومته مع كتاب الله.

دكتور عوض الدحه
المنيا / مصر

الخليج والدواء

.. رئيس التحرير

في الاستطلاع الذي قامت به "العربي" في عدد يوليو 1996 م عن "الإمارات العربية المتحدة" تلبي حاجة الخليج من الدواء عندي هنا بعض النقاط أود التعليق عليها وقبل ذلك أشير إلى أنني في منتصف شهر يوليو نشرت مقالا بعنوان " إنجازات عربية مهمة في مجال صناعة الأدوية " وذلك في مجلة المواقف البحرينية، حيث قمت برصد عدد من الشركات العربية الدوائية وتطرقت ل "جلفار" وعرضت رأيي في الموضوع، وعن الاستطلاع أقول : ذكر الموضوع أن من سلبيات التصنيع الدوائي تشابه المنتج العربي وتكراره. وهنا أضم صوتي لهذا الرأي إذ إن التشابه لا ينتج بل يحجم من عملية التوسع في التصنيع الدوائي ويعطل طرح المنتجات الجديدة التي تحل محل المنتج الأجنبي البديل. إذن التنسيق بين شركات الدواء العربية هو السبيل الصحيح، وهنا يأتي دور مجلس وزراء الصحة العرب واتحاد الصيادلة العرب في عملية التنسيق. أيضا في الإمكان تشكيل لجان علمية عربية مشتركة منبثقة من عملية التنسيق .. وعلى شركات الدواء العربية تبني هذه الإستراتيجية المستقبلية الكفيلة بترسيخ وجودها في السوق العالمية كقوة اقتصادية. وهذا ما يؤكده منطق عصرنا الراهن، من أن التكتل هو السبيل للقوة والبقاء في ساحة المنافسة العالمية.

أحمد المؤذن
دمشق / سوريا

الإسلام وتحريم التصوير

.. رئيس التحرير

قرأت في عدد مايو 1996 مقالا بعنوان (الإسلام وتحريم التصوير) بقلم الأستاذ بلند الحيدري، وأود أن أطرح بعض الآراء في هذا الموضوع تتخلص فيما يلي : إن الله سبحانه عندما خلق الإنسان أودع فيه القدرة على التصوير والرسم والتفكير في شتى صنوف الإبداع وإذا مارس الفنان الموهوب الرسم ضمن الأطر المحكومة بالقيم الجمالية والعقيدة وخصوصية المجتمع المسلم، فإن ممارسته للفن يمكن لها أن تتشابه إلى حد بعيد مع الإنسان العاقل المسيطر على غرائزه التي أودعها الله فيه ويمارسها بما يتناسب مع قيمه الاجتماعية ومعتقداته، مسلما مسيطرا على شهواته بالعقل. وأتساءل كيف يجرؤ من به قدر من الإيمان بالله وعظمته، أن يؤيد فتوى من يحرم التصوير لاعتقاده بأن الرسم والتصوير محاكاة لخلق الله!! إن مجرد التفكير بالمقارنة بين قدرة الله سبحانه وتعالى. . وقدرة البشر على الرسم والتصوير. . بحد ذاته يمثل في رأيي، تعديا وقصورا في استيعابنا لصفة من صفات الله عز وجل وهي الخلق، ولا يمكن بأي حال أن يقع في هذا المطب إلا جاهل في الجانب المتعلق بفهم علاقة العبدمع خالقه. لقد أدى هذا التحريم إلى تدني مقاييس التذوق الجمالي، لاسيما التصويري في المجتمعات المسلمة عبر مختلف العصور، ولم يتوقف هذا التدني المتواصل إلا بعد اختراع آلات التصوير، وتنوع المذاهب الفنية في الرسم والتصوير. . في الغرب عموما وانفتاح المجمعات المسلمة على العالم المتحضر خلال القرن الحالي.

إن التحريم الذي خضع للفهم التقليدي في الماضي جمد فنيا دور العقل، وأثر سلبا على الإحساس بالتذوق الفني وعطل تراكم المعرفة عبر العصور لدى الفنان المسلم وأدى إلى سلبيات لا يمكن حصرها طالت مختلف جوانب حياة الإنسان المسلم بشكل عام وخصوصا الفنانين الذي يصاحبهم في رأيي، حتى أيامنا هذه شعور دائم بالإحباط، ولا يجدون عزاء إلا في الرسم والتصوير الذي يجسد أحلاما لا تتوقف لاستنفاد جميع الطاقات الإنسانية الكامنة التي حرم منها أسلافه. في حين أتيحت لغيره في المجتمعات الأخرى وخاصة الغربية، مساحات أوسع للحركة الإبداعية، حقق بفضلها معجزات ضمن المقاييس المعروفة، شملت مختلف جوانب الحياة الإنسانية. . والشواهد المادية للحضارة الغربية في عصرنا الحاضر تتحدث ببلاغة لا ينكرها أحد! يقابلها في المجتمعات المسلمة انعدام شبه كامل لأدنى دور فني في صنع الحياة ، الأمر الذي ترك للسلطان مهمة تحديد مصير الإنسان، وتدوين التاريخ والحضارة وبالتالي طمس الحقائق وتشويه التاريخ بما يتناسب ومصالح تمليها مختلف الصراعات. إن الفن عند الحضارات الأخرى مادة توثيقية ساهمت في صنع وإثراء تاريخ تلك الأمم، وكانت خارجة تماما عن سيطرة مختلف أنواع القوى، ولا يمكن بأي حال وفي كل العصور أن تنهض الأمم إذا حرم الإنسان فيها من استغلال جميع طاقاته، وخاصة الإبداعية، وممارسة حقه في الإسهام الإيجابي الحر في مختلف أنشطة الحياة، وستظل حضارتنا مفتقدة لجانب تعبيريا غاية في الأهمية لسنوات قد تكون طويلة في المستقبل، برغم الانفتاح البطيء والذي جاء متأخرا جدا. وتطالعنا حضارات مشابهة لحضارتنا من حيث العقيدة، كانت أقل منا نموا في الماضي والتحقت الآن بركب العلم والإنتاج والتنمية. . ولم يعطلها البحث عن المحرمات التي لا تمس الأصل في الدين عن ركب الحضارة مثل المجتمعات المسلمة في جنوب شرق آسيا، إلى أن تحول النشاط الإنساني الإيجابي عندهم إلى ممارسات بديهية في أطر الأعراف والتقاليد الموروثة التي تحترم قيم وخصوصية تلك المجتمعات ولا تمس العقيدة وأدت إلى تفوقهم عنا في مختلف المجالات. . وتعرقلت مسيرة العقل عندنا في الهوامش الفارغة، والسطحية التي حولها ازدهار الدكتاتوريات السياسية والمتزمتين في عصرنا الحاضر إلى ما يشبه الأصول في الدين، حيث يتعرض للتكفير والمطاردة كل من يتطرق إلى معالجتها!

أكتفي بهذا ودمتم.

أحمد عبدالرحمن السنيدي
الدوحة / قطر.

يحيى حقي ولغة البسطاء

.. رئيس التحرير

عندما نلج عالم أديبنا الكبير الأستاذ يحيي حقي نكون قد ولجنا عالم الطبقات الشعبية - حيث الروح المرحة، والكدح من أجل لقمة العيش - من أوسع أبوابه لذلك عندما طالعت مقال الأستاذ فؤاد دوارة عن رواية "قنديل أم هاشم" في عدد أبريل 1996 عاودني ذلك الإحساس بالزخم الشعبي الذي خلفته في نفسي هذه الرواية عند قراءتها للمرة الأولى. وتساءلت عن سر قدرتها على فتح مغاليق القلوب، وربما يكون الأستاذ دوارة قد طرح سببين لهذه القدرة وهما : الصدق الفني في الرواية، وارتفاع الرواية إلى مستوى التبشير للتصالح بين العلم والإيمان. هما حقا من أهم الأسباب التي ساهمت في انتشار هذه الرواية ، خاصة أن الصدق هو أقصر الطرق للإقناع، وكذلك جاء ارتفاع الرواية إلى مستوى التبشير للتصالح بين العلم والإيمان مسايرا لما كان يشغل الفكر العربي في هذه الفترة التي بزغ فيها نجمها- فترة الأربعينات من هذا القرن - فلقد كان العالم العربي يبحث عن حل لمعادلة الموازنة بين العلم والإيمان، بين حضارة الغرب المادية وروحانية الشرق.

ونضيف هنا أن من أسباب نجاح هذه الرواية أيضا قدرة كاتبها الفذ على الملاحظة والتأمل العميقين للناس والأشياء من حوله، وكيف لا وهو القائل بإنه يستطيع أن يعد عربات "الكشري" من بيته إلى دار الكتب، وبذا جاء تصويره في القصة حيا نابضا.

ما كان لأصله التركي دور غير مباشر في كثرة استخدامه للأساليب الشعبية والتعبيرات البلدية وهي من الظواهر التي نلمحها أيضا عند شاعرنا الكبير بيرم التونسي، فكأن هناك حافزا نفسيا يجعلهما يكثران من استخدام هذه الألفاظ المصرية الصحيحة حتى لا يتهما في مصريتهما، وهو ما جعل لغة الرواية قريبة سلسلة بعيدة عن التقعر والغموض.

أحمد السيد عبده
السنبلاوين / مصر.

وتـريـات
العـودة

عائدا كان مع الغيم الشتائي الحزين
لابسا جرح المسافات وعرى الأمكنة
كان في عينيه من رمل السنين
بارق علمه..
حرقة الأرض وزيف الأزمنة
عائدا كان يغني :
"أيها الصوت السماوي الذي يهرب مني
إنني عدت أخيرا. .
عدت من رحلة موتي
شاهرا سيفي ورمحي وحسامي
إنني عدت ألا تبصريني. . !؟
ها أنا أصعد من بين حطامي. . !!
عندما عدت من الدرب وحيدا
طوقتني قامة الليل
تدثرت بأوجاعي
وأوجاع المواويل الظوامي
وتوحدت مع الموت. .
تناثرت مع الريح
تقاسمت مع الأرض بقايا من أغانينا الدوامي
كانت الجدران تهمي
وأنا أهرب من صمت المسافات إلى سفر البداية
الخفافيش ورائي
والخفافيش أمامي
الخفافيش التي تحفر جلدي وعظامي. .
أيها الغيم الذي يلبس وجهي
إنني عدت من الموت أخيرا
شاهرا سيفي ورمحي وحسامي
إنني عدت ألا تبصرني. . !
ها أنا أصعد من بين حطامي..!!

عبدالقادر العرفي بن مسعود
الجزائر

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




الإسلام وتحريم التصوير





يحيى حقي ولغة البسطاء





طه حسين