من شهر إلى شهر

لمحات من جديد العالم
طب
الوجه الآخر للمضادات الحيوية

في آخر اجتماع للجمعية الأمريكية لعلم الكائنات الحية الدقيقة (الميكروبيولوجي)، عاد الحديث من جديد حول الاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية وارتباطه بسرعة تآلف الميكروبات الممرضة مع تلك المضادات، واكتساب القدرة على مقاومتها وإهدار فاعليتها. الأكثر من ذلك حذر العلماء المجتمعون من أن فوضى تداول المضادات الحيوية تزيد من احتمالات عودة بعض الأمراض للانتشار، بعد أن قطعت جهود مقاومتها دابرها، أو تهيأ لنا ذلك. إن 90% من سلالات الميكروبات العنقودية اكتسبت الآن مناعة ضد البنسلين ومشتقاته من مضادات حيوية في الولايات المتحدة الأمريكية. وثمة دلائل أمريكية أخرى تشير إلى أن الميكروبات المسببة للالتهاب الرئوي والتهابات الأذن عند الأطفال والدرن، أصبحت تستعصي على العلاج باستخدام الأدوية التي شاع استخدامها أخيرا، بأوامر الأطباء أو دونها. إن دواء مثل الفانكوميسين، وهو مضاد حيوي حديث نسبيا، تضاعفت قدرة الميكروبات على مقاومته 20 مرة في الفترة من 1989 إلى 1993.

وثمة وجه آخر للمشكلة، قد لا يعرفه كثيرون، وهو انتشار الميكروبات المتحدية للمضادات الحيوية في المستشفيات، وتزايد احتمالات تلوث العمليات الجراحية، وانتقال العدوى للناقهين.

إن اعتياد الميكروبات على المضادات الحيوية يبدأ بوقف العلاج بعد مدة قصيرة، حيث يكون مفعول الدواء ناقصا، ويسمح لنسبة كبيرة من الميكروبات بالإفلات من تأثيره، فيستمر وجود الميكروبات منتعشا، وتعود إلى التكاثر، وتتفاقم حدة المشكلة إذا كان نوع المضاد الحيوي غير مناسب للمرض، أو غير مطلوب أصلا للحالة، كما يحدث في حالات نزلات البرد العادية. وبالإضافة إلى (تدريب) الميكروبات المحرضة على المقاومة، فإن المضادات الحيوية تقضي على أنواع من البكتيريا الطبيعية، غير الضارة، وقد تكون مفيدة للجسم. قد قدرت تكلفة علاج الحالات المرضية الناتجة عن الإصابة بميكروبات لم تعد تفلح معها برامج العلاج بالمضادات الحيوية المعتادة، في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، بحوالي أربعة بلايين دولار سنويا!

البريونات الخبيثة

شكلت الحكومة البريطانية لجنة استشارية علمية خاصة لمرض جنون البقر (بي - إس - إ) بدأت عملها فعلا، ولكنها لا تزال حائرة وعاجزة عن اتخاذ قرار يؤكد أو ينفي احتمالات انتقال المرض من البقر إلى الآدميين.

إن جنون البقر واحد من عدة أمراض محيرة، يسببها بعض البروتينيات الخبيثة، تسمى (البريونات)، تصل إلى المخ فتفسد بعض أقسامه، مؤدية إلى وفاة الضحية. وتصيب البريونات عددا من الثدييات، بينها الإنسان. ولكن البريونات الممرضة للإنسان نادرة للغاية، وأشهرها نوع يسبب المرض المعروف باسم (كروتسفيلدت جاكوب) أو (سي - جيه -دي). وثمة إحصائية تشير إلى أن ضحايا بريونات البشر في بريطانيا وحدها 50 فردا في السنة.

ينتشر مرض (سي - جيه - دي) في العائلات، إذ تتوارثه الأجيال المتتالية، ويظهر عندما تبدأ بروتينات الجسم في انتهاج سلوكيات وتحولات شاذة، ويتخذ بعضها صورة (البريونات). وثمة حالات ينتقل فيها المرض للإنسان عن طريق الحقن بهرمونات النمو الملوثة، كما أن هناك احتمالات لأن تحدث العدوى بالمرض عن طريق عمليات نقل الدم، أو عن طريق لحوم مصابة بمرض جنون البقر.

إن ما يثير الرعب حقا هو أن العلاج لم يتوافر بعد، كما أن العلماء يؤكدون استحالة وقف تقدم تلك البروتينات الخبيثة إذا تمكنت من دخول المخ، ويأملون في التوصل إلى طريقة لعرقلة تقدمها وحماية المخ منها. وقد بدأت التجارب في هذا الاتجاه، منذ عام 1994، في أحد مختبرات جامعة ولاية واشنطن، حيث استخدم العلماء الفئران التي عولجت من قبل ببعض تقانيات الهندسة الوراثية، ويفتقر، الطحال فيها إلى بعض الخلايا النوعية الخاصة بالمناعة، هي الخلايا الشجيرية الجرابية، فوجدوا أن تلك الفئران لا تصاب بالمرض إلا في حالة حقنها بالبريونات في المخ مباشرة، فإذا حقنت في أي موضع آخر، لم تظهر أعراض المرض. معنى ذلك أن عدم وجود تلك الخلايا قد قطع الطريق على البريونات إلى المخ، ومعناه - أيضا - أن تلك الخلايا هي التي تمهد الطريق أمام البريونات الممرضة، فتمر بها قبل أن تنتقل إلى الأعصاب، ومنها إلى المخ.

قد تأكدت هذه النتائج في تجربة فرنسية جرت في مختبرات معهد باستير، حيث تعرض 18 فأرا دون خلايا شجيرية جرابية للبريونات، فلم تظهر أعراض المرض على 12 فأرا منها على مدى 500 يوم، بينما تعرض 6 فئران عادية للبريونات فأصيبت كلها بالمرض بعد 324 يوما من الحقن بالبريونات.

بالإضافة إلى تأكيد النتائج الأمريكية، فقد أظهرت التجارب الفرنسية أن ثمة احتمالات لطرق أخرى تتسرب منها البريونات إلى المخ، وإن كانت أقل كفاءة من الطريق الرئيسية (الخلايا الشجيرية الجرابية الطحالية). ويسعى العلماء الآن إلى تحديد كل الطرق المؤدية إلى المخ، وقطعها - بالعراقيل والموانع - أمام البريونات الخبيثة

بيئة
ثلاث أفكار لتنظيف البحار!

كان طبيعيا، مع تزايد حركة نقل النفط، أن تصبح حوادث الناقلات ملحوظة، لتتحمل البيئة البحرية عبئا إضافيا، هو تسرب الزيت إلى المياه عند الغرق أو التصادم، أو بسبب الإهمال. إن هذا التسرب كارثة بيئية حقيقية يقاس هولها بمدى اتساع بقعة الزيت المتسرب. وقد تعددت الاجتهادات والمعطيات التكنولوجية لتخفيف حدة هذه المشكلة. ونعرض فيما يلي لثلاث أفكار تتميز بانخفاض التكلفة وسرعة الأداء، بالإضافة إلى تصنيع الأدوات نفسها من مخلفات.

يقدم الفكرة الأولى مجموعة من أساتذة الهندسة الكيميائية في جامعة تكساس الأمريكية، اخترعوا (خرزا) دقيق الحجم، مصنعا من القش، ومطلي بمادة غير سامة هي أكسيد التيتانيوم. وهذا الخرز مجوف، وسمك الخرزة الواحدة كسمك شعرة آدمية. ويرش ذلك الخرز بانتظام على سطح بقعة الزيت، فيطفو ملتصقا بها. ويعمل ضوء الشمس على تنشيط مادة الطلاء المؤكسدة، فتتفاعل مع الزيت وتؤكسده.. وهذا هو المطلوب، إذ إن الزيت المؤكسد يذوب في مياه البحر، فيسهل على البكتريا البحرية التهامه. ويمكن لكمية قدرها طن واحد من هذا الخرز أن تذيب 35 طنا من الزيت المتسرب، على مدى أسبوع. وبعد تمام التنظيف، يمكن التخلص من الخرز المستخدم بإحراقه في نفس الموقع، دون أضرار بيئية حقيقية.

أما الفكرة الثانية، فهي لفلاح إنجليزي كان قد شارك في حملات لتنظيف طيور البحر الملوثة بالزيت، وقد لاحظ أن القش كان مفيدا جدا في تخليص أجسام الطيور من الزيت، ففكر في أن يستخدمه في تنظيف المياه من بقع الزيت، فصنع منه طبقة مضغوطة سمكها ثلاث بوصات تمتد بين شريطين من النايلون، عرض كل منهما 4 أقدام. ويجهز الشريط الذي يبلغ طوله 330 قدما في لفة واحدة تزن 560 رطلا، يسهل إطلاقه في الموقع المصاب، حيث يطفو فوق بقعة الزيت ليمتصها، ثم يسحب الشريط بعد تشبعه، ويستخلص منه الزيت بالعصر، ويحرق الشريط.

والفكرة الأخيرة، هي أنه يمكن استخدام نشارة الخشب بعد تدفئتها لرفع كفاءة امتصاصها للزيت. وبالإضافة إلى قدرتها على الطفو، فإنها تمتص حجما من الزيت يوازن 80% من حجمها، فإذا تشبعت تجمعت في كتل يسهل سحبها والتخلص منها.

تكنولوجيا
الشبكة في ورطة!

يعرف المشتركون في الشبكات العالمية للمعلومات أن ما يقدم فيها يدرك كله أو يترك كله.. لا يمكن تجزئته، فعالم الاتصالات لا يعرف الرقباء ولا الحدود، والمعلومات تتدفق في ذلك العالم، ولا سبيل إلى احتجاز أو إخفاء جزء أو أجزاء منها، فإذا ظهرت ضرورة محلية توجب منع صورة أو تحقيق مصور أو فكرة تتحرك عبر القارات، فلا حل إلا في وقف السيل المتدفق كله، وذلك لا يمكن أن يتم محليا أو إقليميا، بل على مستوى العالم.

تلك هي القضية التي ثارت في شهر فبراير الماضي، وكان طرفها الثاني شركة أمريكية للمعلومات تخدم 4 ملايين مشترك من خلال شبكتها العالمية التي تغطي 140 دولة. أما الطرف الأول فهو محكمة مقاطعة بافاريا الألمانية التي طالبت الشركة بوقف إرسال 200 من حلقات المناقشة وقواعد البيانات المصورة، بحجة أن تلك المواد تسيء إلى قيم المجتمع وتخالف القوانين الألمانية التي تنظم تداول المطبوعات والصور العارية.

لقد وجدت الشركة مالكة الشبكة نفسها في ورطة، فعليها الآن أن تستجيب لمحكمة بافاريا وأن تسحب تلك المواد من برامجها، وتحرم منها ملايين المشتركين في الولايات المتحدة وبقية أوربا. ويبدو أنها لم تعد نفسها لمواجهة مثل هذه المشكلة، فهي تحاول الآن أن تجد حلولا قانونية أو وسائل تكنولوجية للالتفاف حولها.

الجدير بالذكر أن قائمة المواد التي رفضتها المحكمة الألمانية هي رسائل موجهة لمن يعانون من بعض المشاكل الجنسية، ومنوعات خاصة بالشواذ من الجنسين. ويبدو أن الموقف الألماني المتشدد قد حرك الجانب المحافظ في المجتمع الأمريكي، ويجري حاليا إعداد بعض التشريعات التي تتيح مراقبة الرسائل الإلكترونية وتجريم غير المحتشم منها.

فن
فان جوخ ألف لوحة وألف رسالة

عاش فنسنت فان جوخ 37 عاما فقط ( 1853 - 1890 ) وهو عمر قصير نسبيا، غير أن عمره الفني أقصر، إذ لم يزد على عشر سنوات، ولا مبالغة، في أنه كان يحترق حتى يتمكن من إبداع حوالي 900 لوحة زيتية وأكثر، وكان المؤرخون الفنيون يجهلون جانبا آخر لفان جوخ، وهو قدراته الكتابية، حتى صدر أخيرا كتاب يجمع ستمائة رسالة - من بين ألف - كتبها جوخ إلى أخيه (ثيو) وزوجة أخيه وعدد قليل من خلصائه. ويبدو أن كتابة الخطابات كانت سلواه في عزلته وانطوائه، ووسيلة للتنفيس عن مشاعره، ولتسجيل مشاهداته ورؤاه كتابة قبل أن يعالج الكثير منها بفرشاته وألوانه.

وقد تقلب جوخ في وظائف عديدة، فعمل وكيلا فنيا، ومدرسا، ثم حاول أن يسير خلف أبيه فيصير رجل دين، فلما فشل في هذه، كانت بدايته كفنان.. وقد كتب لأخيه يقول: "أشعر، وأنا أخرج من ربقة تعاستي، بأن قوتي تعود إلي، وأقول لنفسي: مهما حدث، فإنني متمسك بالحياة، وسوف أعود إلى أقلامي الملونة التي نحيتها جانبا تحت تأثير إحساسي بخيبة رجائي، وسوف أبدأ في الرسم من جديد.. ". يصف فنسنت فان جوخ، في خطاب لأبويه، رحلة بالقطار في إنجلترا، وكأنه يضع خطوطا أولية للوحة جديدة، يقول: "مررنا بمنطقة عامرة بالتلال التي كانت سفوحها فقيرة بالنباتات، بينما غطى السنديان قممها، وقد ذكرني ذلك بغاباتنا. ورأيت بين التلال قرية وفيها كنيسة رمادية اللون، تكسوها أفرع اللبلاب، وتشاركها في ذلك سائر البيوت. وكانت أشجار البساتين مزهرة، بينما تلونت السماء بالأزرق الخفيف وتناثرت بها سحب رمادية وبيضاء.. ".

وخلال إقامته بفرنسا - وكما هو معروف - اعتلت صحة جوخ، وتعرف جوجان، ثم لم يلبثا أن اختلفا وتخاصما، فازدادت حالته الصحية سوءا، ثم أودع مصحة للأمراض العقلية لمدة سنة لم تذهب هباء، فقد كان - خلالها - يرسم ويكتب الخطابات. وبعد خروجه من المصحة، تغيرت ألوانه المعتادة، فصارت باردة، وشاع فيها الحوار بين الأزرق والأصفر. وكتب فنسنت يقول: "... إنها حقول القمح المترامية تحت السماء المضطربة، وأنا قد كففت عن محاولة رصد الحزن والوحدة الشديدة.. ".

إن هذه الثروة من الرسائل تحتاج إلى مراجعات متنوعة، لعلها تفيد دارسي الفنون، والمهتمين بشخصية الفنان، وأيضا الأطباء النفسيين.

فولكلور
موسيقى من بابوا

في الوقت الذي ينعم فيه العالم بمعطيات ثورة تكنولوجية هائلة في وسائل الاتصال، يعاني سكان بابوا - غينيا الجديدة - مشكلة تفاهم، وتعوزهم أدوات اتصال مؤثرة، فهم يتحدثون سبعمائة لغة!. وهم لا يسعون إلى تكنولوجيا العصر، فهي لا تفيد في التقريب والربط بين هذا العدد الهائل من لغات ولهجات القبائل، ويجدون الحل في موسيقاهم التقليدية.. فهي ليست مجرد موسيقى، بل وسيلة تفاهم وإعلام وإعلان واتصال.

ويمثل الشمس والقمر ثنائية أساسية لدى قبائل غينيا الجديدة، فكل الناس - وكل الأشياء - إما شمسيون أو قمريون، وثمة حرص شديد على وجود توازن دائم بين كل ما هو شمسي وكل ما هو قمري. حتى الآلات الموسيقية، والناي بصفة أساسية، تنقسم إلى قمرية وشمسية.

تصنع النايات من أقصاب البامبو، فتقطع إلى أطوال محددة، وتترك لتجف، ثم تلف في أوراق الشجر وتنقل إلى ما يسمى (بيت أرواح الرجال) حيث يجري تقسيمها وزخرفتها.

يتحدد لكل ناي وظيفته في خدمة المجتمع القبلي، فهناك نوع يسمى (إيماكيو) وينفخ فيه لإعلان الحداد، و(سيكيوربي) مخصص للعزف في احتفالات النصر، و(سامجول) الذي تستدعي نغماته الأسماك خلال موسم الفيضان.

فتحة النفخ في ناي البامبو ليست طرفية، بل تقع على مسافة تتراوح بين 5 و13 سنتيمترا من آخر عقدة في نهاية الناي المسدودة، ولا توجد ثقوب للأصابع. وبالرغم من ذلك، فإن العازف يمكنه أن يتحكم في النغمات بتنويع دفع فمه للهواء في القصبة، ويصل عدد النغمات التي يصدرها الناي إلى تسع نغمات.

وإذا اجتمعت النايات في (أوركسترا) فإن دور كل منها يتحدد من خلال اسم يحمله، وهو غالبا اسم طائر أو حيوان، فتجد بينها النعامة والكلب والحمامة، وتصدر أصواتا حسب الاسم الذي تحمله. وتصاحب مجموعة النايات آلة إيقاع ذات سطح مخرم، أو على هيئة الساعة الرملية. كما تستخدم آلات الإيقاع منفردة لبث الرسائل (على الهواء)، تعلن مقدم شخص، أو موت زعيم، أو نشوب حرب بين قبيلتين، وتقرع الآلات بإيقاع متعارف عليه، وتكون الرسالة مسبوقة بإشارة إيقاعية محددة، كأنها اسم المرسل إليه وعنوانه!

رياضة
عشر ثانية.. يكفي!

أجريت دراسة فيزيقية لمهارات لاعب كرة السلة الأمريكي الفذ (مايكل جوردون) الذي كان سر خطورته يكمن في قدرته على الارتقاء عاليا والبقاء معلقا في الهواء لزمن يقول زملاؤه إنه يصل إلى ثانيتين كاملتين، يتاح له خلالهما، وبعيدا عن مقاومة المنافسين، أن يتصرف في الكرة كيف يشاء. أما قوانين الطبيعة فتقول إن الثانيتين زمن مبالغ فيه، بل إن التعلق في الهواء لمدة ثانية واحدة وربع الثانية لا يتأتى لبشر أن يحققه. وتقول تلك القوانين الرياضية إن (جوردون) وهو يثب في فضاء الملعب يكون كالمقذوف الذي يتحكم في قوة انطلاقه كل من قوة الجاذبية الأرضية ومقاومة الهواء، مع اختلاف بسيط، هو أن المسافة التي يثبها (المقذوف جوردون) تكون قصيرة نسبيا، فلا تؤثر مقاومة الهواء على مساره، فتهمل، ويبقى تأثير الجاذبية فقط. وهكذا، فإن زمن القفزة وارتفاعها - في حالة كرة السلة - يتحددان لحظة الانطلاق التي تستغرق 0.2 ثانية، ويتوقفان - بشكل أساسي - على قوة انقباض العضلة رباعية الرءوس في مقدم الفخذ. ويحصل اللاعب على قوة إضافية خارجية، من النعل المطاطي لحذائه، ومن طبيعة أرضية الملعب. وقد لوحظ أن قفزة لاعب كرة السلة تزيد بمقدار بوصة واحدة في الملاعب المغلقة ذات الأرضية الخشبية عن قفزته في الملاعب المفتوحة ذات الأرضيات الصلبة.

وقد وجد أن ارتفاع القفزة الرأسية يساوي أربعة أمثال مربع زمن القفزة.. أي أنك لكي تبقى معلقا في الهواء لمدة ثانية واحدة، عليك أن تحقق قفزة ارتفاعها أربعة أقدام. فإذا عدنا إلى جوردون، الذي يقال عنه إنه يبقى معلقا في الهواء لمدة ثانيتين، فإن القانون الحسابي يلزمه بقفزة ارتفاعها 16 قدما.. وهذا غير معقول!. وقد تبين من مراجعة شريط فيديو أن ارتفاع قفزة جوردون لا يزيد على ثلاثة أقدام. وذلك يعني أن زمن القفزة لا يزيد على 0.87 ثانية.. وثبت أن الإحساس بطول زمن القفزة يأتي من طريقة اللاعب الفريدة في تسديد الكرة وهو يهبط.

نعود إلى اللاعب الماهر، أو ربما المحظوظ، الذي سدد كرته من على بعد 25 ياردة، ليحقق الفوز لفريقه في آخر أو ثانية من زمن المباراة.. فلكي يتحقق ذلك، فإن سرعة الكرة يجب أن تكون 20 ميلا/ ساعة. ولكي تصل السرعة إلى هذه الدرجة، في أقل من عشر ثانية، يجب أن يقع على الكرة قوة دفع تساوي 12 رطلا، أو بمعنى آخر، فإن على الرامي أن ينتج قوة توازي 0.32 حصان!. فهل يبدو ذلك كثيرا؟.

إنه رقم عادي بالنسبة لمتوسط قدرات الرياضيين، كما تؤكد الدراسات الفيزيقية لقياسات الرياضات التنافسية.

 


أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات