القصة الحقيقية للموسوعية

القصة الحقيقية للموسوعية

المؤلف: فرانسوا مورو
الناس في كل أنحاء العالم مصابة بها جس القرن الواحد والعشرين عصر تفجر المعلومات وتراكمها، أو كما يمكن أن نطلق عليه استمرار الموسوعية.

لقد فكر الآخرون. ليس منذ نصف العقد الحالي، ولكن قبل ذلك بمائتي عام على الأقل، وذلك فيما يمكن تسميته بعصر الموسوعية، وقد كان هذا الموضوع بالغ الأهمية، حيث كانت له أكثر من زاوية تناول. فالذين صنعوا الموسوعية لم يبتدعوها، بل إن متطلبات العصر قد دفعتهم إلى ذلك، حيث وجدوا أنفسهم أمام عصر معلوماتي، تزداد فيه المعارف في أنشطة إنسانية متعددة، ولذا قاموا بجمعها، وترتيبه، ثم تركوا للأجيال اللاحقة إجراء الإضافات، وعمل تقسيمات جديدة وأيضا ابتكار وسائل حفظ المعلومات التي وصلت إلى أسطوانات الـc.d.Rom التي تتطور بدورها بشكل مذهل، يصعب للعقل أن يصدقه.

النقطة المهمة المرتبطة بموضوعنا اليوم، والتي أرى أن نتحدث فيها قبل أن نعرض للكتاب الذي بين ايدينا، هي أن العرب قد أحسوا بالقلق هم أيضا أمام هذا السيل الجارف من المعارف، وحولوا في الفترة الأخيرة من مستهلكي موسوعات، ومعارف، إلى مشاركين، ولو بقدر ضئيل جدا في تصنيع موسوعاتهم في بعض المعارف، مثل الدين والأدب والسينما والمسرح.

الكتاب الذي بين يدينا، والبالغ الأهمية، الذي أثار هذا النقاش وغيره، يحمل اسم "القصة الحقيقية للموسوعية" كتبه فرانسو مورو 1995. ووظيفة هذا المؤلف تعكس أن الأدباء، والممارسين للأدب بجميع أشكاله، ليسوا فقط هم صناع الموسوعية في العالم القديم، بل هم الذين لهم الفضل في إدخال هذا النشاط الإنسانى إلى العصر، وأيضا هم الذين يكتبون عنه، فمورو يقوم بتدريس الأدب والمسرح في جامعة بورجون. وهو متخصص في تاريخ الكتب.

وحسب عنوان الكتاب، فإنه يعود بنا إلى بداية علاقة البشر بالمعارف المكثفة والجمعة، ولذا فهو في مقدمة الفصل الأول يؤكد أن موسوعة "ديدرو" الكبرى لم تولد من عدم وسط القرن الثامن عشر، ولكنها نتاج الحركة الفكرية وجدت منابعها في عصر النهضة، وربما أبعد من هذا بكثير في العديد من العلوم القديمة منذ التوصل إلى الهجائية الأولي التي كان ترتيبها بمنزلة أول موسوعية منظمة.

العرب أيضا موسوعيون

ولذا، فإن الحاجات المهنية للإنسان كانت أكثر ضرورية للموسوعية خاصة منذ بداية العصور الوسطى وخاصة في إيطاليا وألمانيا. فقد تطورت التي تنعكس الآن على العلوم الحديثة. ولذا فانه مع نهاية القرن الثامن عشر، لم يكن من المدهش الحديث عن أهمية لم المعارف. باعتبار أن شخصا واحدا مثل "فونتنيل" كانت لديه معارف وأسعة في الفلسفة، والرياضيات، والشعر،والعلوم، والفلسفة بما يمكن تسميته بمخ " موسوعي" . وباعتبار أننا أمام كتاب فرنسي، فمن المنتظر بالطبع تجاهل شخصيات عربية كانت لديهم نفس موسوعية فونتنيل، كل بمعارف عصره.

لكن يحسب لفونتنيل أنه صاحب فضل في توليد الأجزاء الأولي من "الموسوعة" التي شاركه فيها أكثر من شخص منهم ديدرو الذي ينسب إليه صناعة أول موسوعة . وبلغة عصره، فإن تفكير فونتنيل كان ينحصر في جمع المعارف الأدبية والفلسفية، والمسرح الإغريقي. وسرعان ما بدا الاختلاف بين القواميس، خاصة المتخصص منها، والموسوعات، بل إن صناع القواميس قد استفادوا فيما بعد من الموسوعية بإضافة الوصف في كتاباتهم.

وقد لعبت الأكاديمية الفرنسية دورا في نشر القواميس، والموسوعات معا. واهتم المسئولون عنها بتحديث الكلمات، ومصطلحات العلوم والفنون واللغة، واعتبر المتخصصون أن "قاموس الفنون والعلوم" الذى نشره توماس كورني عام 1694 هو أول موسوعة فنية ذات مستوى عال، وقد تضمن المعارف العلمية واكد أنها في صيرورة، وتغير دائم، فالهاجس من التغير لم يصب فقط أبناء نهاية القرن العشرين، بل أصاب أيضا أبناء نهاية القرن السابع عشر.

وفي هذه الحقبة أيضا ظهرت القواميس المتخصصة، مثل القاموس الاقتصادى الذي وضعه نويل شوميل، والذي تضمن صورا توضيحية. كما صدر القاموس الطبي الذي أعطى للناس العديد من وسائل العلاج والوقاية.

لذا، فالموسوعية لم تكن جهدا فرديا مفاجئا، بل جهد جماعي، ولم تكن ذات نظرة قومية، فالموسوعة الكبرى التي اشرف عليها ليبتز عام 1737، كان هدفها عملا يضم مختلف الفنون الإنسانية لكل العلوم النافعة. وقد قوبل مثل هذا المشروع باستحسان في كل من هولندا وإنجلترا وبروسيا. وقد كانت الأكاديميات وراء هذا النشاط، ليس في فرنسا وحدها، بل في كل أوربا. إلا أنه سرعان ما ظهر مصطلح "رجل موسوعي" مثل بيبر بايل الذي غادر فرنسا لأسباب دينية، والذي صنع أول موسوعة في هولندا.

وبظهور الموسوعية في أكثر من قطر بدأت القومية في التصاعد، فهل توضع كلمات من لغات غير قومية داخل الموسوعات، كالكلمات أو المصطلحات الفرنسية التي فرضت نفسها على الموسوعات الإنجليزية وبالعكس . ولعل هذا يعكس أن الخوف من طمس قومية لأخرى باستخدام مفرداتها قد تولد منذ بداية تصنيع الموسوعات، وربما قبل ذلك بكثير.

وقد كان هذا دافعا إلى ترجمة الموسوعات بين اللغات، وإجراء إضافات قومية إليها . وظل كل هذا النشاط الموسوعي أقرب إلى التجريب إلى أن أرسى دنيس ديدرو المولود عام 1713قواعد انشاء الموسوعة، فهو الذي حدد شكل الكتابة بها، وابتعد عن الوصف، واستخدم العبارات المختصرة المحددة، ورأى أن الموسوعية هي محاولة علمية لترتيب الفكر الإنساني لسهولة الرجوع إليه والاستفادة منه. ولم يعمل ديدرو وحده ، بل تعاون مع زميله دالمبير في إعداد أول موسوعة فلسفية في تاريخ البشرية.

الكلمة وحدها .. لا تكفى

وبدا نشاط ديدرو وآخرين أبعد ما يكون عن التجميع، يقدر ما هو ترتيب وتصنيف للمعلومات ، والمعارف. وسرعان ما أبدي رجال العصر إعجابهم بهذا النشاط، ولم يتأخر كل من مونتسيكو، وفولتير عن المشاركة فيه، كما تحمس لهذه المشاريع أثرياء لهم أهميتهم مثل الألماني هولباش، فقاموا بتمويل طبع هذه الموسوعات، بالإضافة إلى نشاط الأكاديميات في هذا الصدد.

لم تكن موسوعية هذا العصر، ولا تزال، قائمة من أجل الذين لا يعرفون بل إنها تخدم أيضا العديد ممن يعملون، باعتبار أن لكل معرفة حدودها داخل العقل البشرى. ولذا، فإن أهمية هذه الموسوعات أن تصل إلى أعداد أكبر من القراء، وبعد، ولذا فبعد الفصل الثاني الخاص عن ديدرو فإن الكتاب قدم الكتاب فصلا عن الطباعة والرسوم، فقد صار إعداد الموسوعة بمنزلة ورشة متطورة للحفر "الجرافيك" والرسم التوضيحي. ومثلما برع جامعو المعرفة، كان لابد من ظهور جيل من رسامى الموسوعات مثل جوسيه الذي كان الريشة المفكرة لديدرو وآخرين، فلاشك أن الرسم التوضيحي يقلل كثيرا من المادة التحريرية.وقد نجح جوسيه، على سبيل المثال في إعطاء وحدة للرسومات، وبرع في رسم الآلات والطبيعة، وساعد ذلك على إعطاء الموسوعية تفردا، فلم تكن الكلمة هي وحدها مصدر المعرفة، بل أيضا الرسم، وقد كتب الموسوعيون الكثير من التعليقات والإشارات داخل هذه الرسوم التي كسبت الموسوعية شهرة حقيقية ووصلت إلى المزارعين في الحقول الذين يسعون إلى معرفة الكثير من أمور الزراعة على سبيل المثال.

كما ساعدت هذه الرسوم التوضيحية البارعة في فهم تركيب الآلات والعدد الصناعية، وقوانين الرياضيات. وتعتبر صفحة واحدة من الموسوعة عن قوانين الروافع برسوماتها أكثر بلاغة، وأسرع معرفية من كتب بأكملها. ولذا فإن هذه الرسوم قد أعطت مصداقية، وحيوية للموسوعات، ومن هذه الرسوم المهمة ما يوضح تركيب الجسم البشرى والساعة من الداخل وما إلى ذلك.

وسرعان ما انتقلت الموسوعية من الأكاديميات، ومن بين أيدى المفكرين إلى التجار، حيث وجد رأس المال المغامر في الموسوعات مصدرا خصبا للربح وصارت طباعة الموسوعات هي أكبر المغامرات في عالم الطباعة منذ جوتنبرج، فبالإضافة إلى توخي المعلومات الدقيقة، فإن هناك بطئا ملحوظا في إعداد الرسومات، وفي الفصل الرابع من الكتاب هناك تأكيد على أهمية الطباعة، والنشر في عملية تطوير الموسوعية، فقد تنافست دور النشر في امتلاك حق الموسوعات، وسعت دور النشر الأخرى، طوال القرون الثلاثة الماضية، إلى عمل موسوعات خاصة بها. وقد احتاج هذا إلى مجتمع يدرك تماما أهمية هذا النوع من المطبوعات الضخمة، في البداية كانت تقدم تسهيلات للاشتراك والشراء، ولا تزال هذه التسهيلات تمنح للأشخاص والمؤسسات باعتبار تضخم هذه الموسوعات في أجزاء كبيرة الأحجام، وبها عشرات الالوف من الصفحات، مثل الموسوعة البريطانية والموسوعة الأمريكية،بل وبدا ذلك في الموسوعات المصغرة مثل موسوعات"لاروس" ،"ولوكيد" وغيرهما. وقد طبع من أول موسوعة أعدها ديدرو قرابة 25 ألف نسخة بين عامي 1751، و1782، وهذا العدد يمكن ان يتم بيعه في الشهور الأولي منسنة الإصدار في اى موسوعة حديثة.

ومثلما وجدت الموسوعية أنصارها، والمتحمسين لها، وأيضا المستفيدين من تطورها، فإن بعض المؤسسات الدينية الغربية قد وقفت أمامها، وأيضا بعض السياسيين، حدث هذا في بداية صناعتها بالطبع كما يشير الكتاب الذي بين أيدينا، وسرعان ما امتدت حرب الموسوعات بين الدول الأوربية، للتأكيد على مكانة كل دولة صانعة موسوعية في آفاق المعرفة، وقد ساعد ذلك على سحب الثقة من بعض الموسوعيين وصناع المعرفة، كما أخر ذلك من تطور بعضها، خاصة إبان حرب السنوات السبع في منتصف القرن الثامن عشر. وسرعان ما لعب قانون المنع دوره، وأصدر مستشار الملك لويس قراره بحرق نسخ الموسوعة عام 1757. وقد دفعت القوانين المتعسفة الموسوعيين إلى العمل في خارج فرنسا من ناحية أو في الخفاء من ناحية أخرى. وكان سبب المنع هو رؤية المسئولين أن الموسوعة تحمل من المعلومات ما لا يتفق ورؤية الحاكم.

حروب الموسوعات

وقد واجهت بعض الموسوعات مشاكل خاصة بحقوق الطبع، حيث تم اتهامها بأنها استعانت برسومات مطبوعات أخرى. وقد ساعد ذلك على إيجاد خصوصية لكل موسوعة، مثل الاستعانة برسامين دون غيرهم من ناحية، وتوحيد التحرير،أو إضافة اسم المحرر أسفل كل فقرة مكتوبة لتكون الكتابة مسئوليته، وقد برزت هذه السمة في الموسوعات الحديثة، أكثر من الموسوعات الأولى، وتعدد أسماء المحررين في مجالات متعددة، وذلك تحت إشراف شخص واحد يتولى المسئولية الرئاسية في كل المادة المكتوبة. وقد شكل هذا النوع من الطباعة ما سمي منذ اللحظة الأولى بالمقال الموسوعي، وهي كتابة تختلف تماما عن المقال الصحفي، أو البحث العلمي، أو حتى المادة المكتوبة في كتاب، وهي كتابة شاملة بشكل مختصر، فتتضمن في محتواها كل ما يتعلق بالموضوع، يمكنها إفادة غير المتخصص في المقام الاول، وقد تحتوى على بيانات ومعلومات تفيد المتخصص في المقام الأول ، وقد تحتوى على بيانات ومعلومات تفيد المتخصص. في البداية كانت الموسوعات عامة، ومع تطور العصور، وتعقيد المعلومات ، نحت إلى التخصص. فبالإضافة إلى موسوعا التاريخ، والشعوب والعلوم هناك موسوعات في الأزياء والطهي والآثار وحتى موسوعات الأشخاص كانت في البداية عامة، ليغلب عليها الأدباء ، ورجال الفكر، والفلسفة، ثم تخصصت في كل فرع على حدة، مثل العلماء، والفلاسفة، والسينمائيين ورجال المسرح ، بل إنه في مجال واحد، وتبعا لتعقيد المعارف ، فقد ظهرت موسوعات بالغة التخصص، مثل موسوعة علماء الفضاء، أو موسوعة أطباء وعلماء تخصصات معينة في الطب. وفي الكتاب الذي بين أيدينا هناك فصل عن أوائل صناع المووسعات مثل ديدرو، وفونتيل، وجوسييه، وغيرهم ، لكن الفصل المهم هو "قيم الموسوعية والثورة"، جاء فيه أنه مع نهاية القرن العشرين ظهر نوع جديد من التاريخ والموسوعية اختلفت تماما عن القرنين الماضيين، وذلك باعتبار ما أسماه المؤلف بالموسوعية الايديولوجية، حيث سعت كل أيديولوجية الى عمل موسوعات خاصة بافكارها ، ومبادئها وقد برهن التاريخ الثورى على أن الموسوعات هي الكتب الاكثر استخداما لدي الشعوب المتقدمة من ناحية والأكثر بقاء في البيوت . وهذه العلاقة متأصلة منذ قيام الثورة الفرنسية، وظلت موجودة حتى ازدهار الثورة البلشفية.

موسوعة وصف مصر

وقد تم النظر إلى الموسوعات باعتبارها من مؤلفات النخبة ولا تزال مواد هذه الموسوعات الأولى تستخدم حتى الآن في التعرف على إيقاع عصر من العصور، وقد خصص كتاب مورو فصلا بأكمله عن كتاب وصف مصر باعتباره موسوعة كاملة في المعرفة والرسوم التوضيحية. ويقول المؤلف إن نابليون قد جلب أربعة أعوام من ذلك التاريخ بدأ نشر أول موسوعة حديثة عن مصرالقديمة والمعاصرة.وقد صدرت الموسوعة في خمسة أجزاء وتضم أكثر من 426 رسما توضيحيا صورت الحياة في مصر، وآلات الموسيقي، والصناعات الحرفية، والكائنات الحية من حيوانات، وحشرات ، وعادات اجتماعية.

أما الفصل الأخير من الكتاب فهو عن بيير لاروس صاحب "القاموس الكبير" والذي كتب إليه فيكتور هيجو قائلا:" سيدي لقد تلقيت الأجزاء الأربعة من كتابك، لقد كان مشروعك متسعا، وهدفك نبيلا، وكانت الأجزاء التي قرأتها ممتازة . إنه صرح اثري يعبر عن القرن التاسع عشر".

ولد بيير عام 1817 لأب بسيط، وعاش طفولة متواضعة وعاني كثيرا من أجل استكمال تعليمه. ووجد في تأليف الكتب متعة لا تعادلها متعة. نشر كتابه الأول عام 1849. ثم عكف مع زميله بوييه على إعداد أول موسوعة متنوعة معاصرة. وقد قام بترتيب الموسوعة أبجديا ، وطبع من الجزء الأول منها 44 آلف نسخة عام 1866 ارتفع الى 200 الف نسخة في عام 1878. وأمام عمله الضخم الذي لا يزال يطبع في عشرات الأجزاء حتى الآن ، كان هو أول من فكر في إصدار القاموس المعرفي المبسط ، الذي يسهل الرجوع إليه ، كما أنه أول من أصدر قواميس أو موسوعات متخصصة، مثل القاموس الجغرافي ، وقاموس الأساطير وقاموس الأسماء، والقاموس الأدبي ، والقاموس العلمي، وغيرها . وتعتبر هذه القواميس وغيرها الأكثر شهرة الآن في العالم. وكانت بمنزلة فاتحة لإصدار سلسلة من الموسوعات العالمية التي كانت أبرز ملامح القرن العشرين مثل الموسوعة البريطانية والموسوعة الامريكية . ثم الموسوعة العالمية التي ضمت 36 مليون عنوان و31500 صفحة و30 الف رسم توضيحي، و6 الاف مقال ويبلغ وزنها الكلي ستين كيلو جراما.. وطبعت في أول طبعاتها عشرين ألف نسخة . وكانت تقع في ثلاثة وعشرين جزءاً وصدرت أول ما صدرا عام 1984.

ومن الواضح أن كل هذه الموسوعات قد صارت جزءا من التاريخ عقب التوصل الي أسطونات الكمبيوتر C.D Rom وهو اختصار للاصطلاح Compact Disc Only Memory والذي وجد هوى لدى الناشرين أنفسهم الذين سبق أن أصدروا الموسوعات المكتوبة ،ويمكن لاسطوانة صغيرة تمسك بين أنامل اليد أن تضم ما يزيد على 500 ألف صفحة حسب آخر الإحصاءات ، ومن المتوقع حتى نشر هذا المقال أن يتضاعف الرقم، وقد جء هذا التطور على هوى المووسوعية أكثر من الإبداع سواء فيما يتعلق بامعرفة المكتوبة أو المرسومة.

وفي عام 1995، تاريخ تأليف هذا الكتب ، بيع من هذه الاسطوانات ما قيمته 22 مليار دولار . وظهر تعبير جديد يعرف باسم "سفر المعرفة" وقد أضيفت خدمة لم تكن موجودة في الموسوعات التقليدية مثل الصوت، خاصة المجسم، فيمكنك أن تسمع سيمفونيات بيتهوفن وأنت تقرأ كل المعرفة الخاصة به كما يمكنك رؤية العديد من الصور التاريخية المرسومة عنه.

وقد دخلت الولايات المتحدة هذا الحقل بكل ما لديها من قوة، ولا تزال لها الصدارة والغلبة وقدمت مؤسسة "ناشيونال جيوجرافيك" موسوعاتها الجغرافية الحية. وبدأت الأسماء تتغير ، حاملة أسماء شركات الابل وIBM وهي التي تتولى الآن اصدار الموسوعات الضخمة.

 

محمود قاسم

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




غلاف الكتاب





موسوعة كيد تجمع بين الأسطوانة والكتاب المألوف





فولتير كما جاء رسمهما في الموسوعات





روسو كما جاء رسمهما في الموسوعات





ديدرو





النول كما جاء في الموسوعة





حرف الألف كما جاء في أول قاموس لاروس عام 1866





أحدث شكل للموسوعات