اعتذار...!

اعتذار...!
        

شعر

قالَتْ: أَعُودُ؟
قُلْتُ:.. وَيْ.. بَعْدَ خَرَابِ البَصْرَه!
بَعْدَ نضوبِ الماءِ واصْفِرارِ الخُضْره
وَصَار كُلُّ ما نَحْلُمُ في شموخِهِ
مُنْطَرحًا في حُفْره
يا هذه: أيُّ مَعادٍ بَعْدَمَا تَشَظَّتْ المجرَّه
وامَّسَحَتْ مَعَالمُ الطَّريقِ
والزَّمَانُ لا يَعْرِفُ مُسْتَقَرَّه

***

الهَجْرُ يأكُلُ الهوى ويَسْحَقُ المَسَرَّه
وَهًلْ يَدُومُ النَّهْرُ بَعْدَمَا يَجِفُّ نَبْعُهُ
وَتَزْحَفُ الدِّيدَانُ إثْرَه
لَمْ أَكُ كافِرًا بِنَعْمةٍ وما أَزَحْتُ عَنْ خبيء سِتْرَه
كُلُّ الذي جَرَى، أُكِنُّ سِرَّه وَجَهْرَه
وَمَا عَلَيْكَ مِنْ جُوفٍ إذا تَحَدَّثُوا
مَا فَرَّقُوا ما بَيْنَ تَمرِة وَجَمْرَه
يَرُونَ كُلَّ شَيء حَسْبمَا يَرُونُه
كأنّمَا الصِّدْقُ لَدَيهم مَعَرَّه
سَيَّدتي: لا تَتْرَكي سجْنَك
فالسِّجْنُ ملاذُ كُلِّ حُرَّه
حَيْثُ الخُروجُ خنْجَرُ مُزَيّنٌ بَدُرَّه
ألا خَشِيتِ مَكْرَه؟.

 

علي السّبتي