سأهيئ الحقائب... للسفر

سأهيئ الحقائب... للسفر
        

شعر

في الطريق إليك
سوف أعلن الحربَ
من جهةٍ واحدة
لأنني
لا أملك غير ضحكةٍ
واحدة
سوف أفرغُ الثلاثين عامًا
وأسأل العيالَ والشوارعَ والمحطاتِ
وبائعي الصحف
عن دم ليس لي
وأصدقاء
تركوا نحيبهم ومضوا
سوف أعيدُ ترتيبَ أحلامي
وحذائي الوحيدَ المتسخ
بتاريخ الحرب والسلم
وأهذي
ربما بأشياء
تبدو عادية جدًا
النخلةُ التي لا تثمرُ
أبدًا
الكلبُ الذي مَلَّ نباحَهُ
فمات وحيدًا
وذلك الحلاج القديم
في الطريق إليكَ
أنسى خيباتِ يديَّ
وعراكَ عيالي
وحاجتي الملحة للبكاء
وأسأل
كم وردةً في الطريق

...................
...................

لأنني لا أملك من الحرب
سوى غبار فتوحاتٍ
واهمة
سأهيئ الحقائبَ للسفر
والخوذةَ للنزهةِ
والعصافيرَ
للبندقية

....................
....................

آه لو يدركني الغيمُ
وأنا أخبئ العاصفةَ
بنصف قميصي
وأمنحُ الميادين قهوتي
وأنحني
للهواء الذي بعثر
لمةَ الأحباب
آه لو تدرك الحربُ أني
أعد الحصى
في غليون طفلتي القصير
ليس في الحافلات سوى
الحرب
وليس في الحرب سوى
طريقٍ
لا يؤدي إلى أي شيءٍ جديد

 

محمود سليمان