المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية
        

الكويت

رؤى ضوئية بالأسود والأبيض

          شهدت قاعة عرض متحف الفن الحديث بالكويت افتتاح معرض للتصوير الفوتوغرافي تحت عنوان «أبيض وأسود» وسط حضور كثيف لعدد من هواة ومحترفي التصوير في الكويت تعرفوا على أعمال سبعة مصوريين أطلقوا على أنفسهم مجموعة «رؤى ضوئية»، وهم فهد الشحمان، يوسف خليفة، غسان بورحمه، عبدالله القحطاني، ناصر الدين أسد، هنادي السلمان ومحمد جاسم القلاف.

          حرصت المجموعة في معرضها الخاص بالصور ذات اللونين الأبيض والأسود على تحقيق هدف نشأتها والذي يتمحور حول رفع مستوى التذوق البصري عند المتلقي وتقديم الفن الجاد الذي يطرح فكرا باستخدام التصوير الفوتوغرافي. ويعد التصوير باللونين الأسود والأبيض الانطلاقة الحقيقية لفن التصوير ولايزال يحتل مساحة شاسعة ومهمة في مجالات فنية وعلمية وعملية لأنه يعطي للمتلقي نقلا مباشرا دون رتوش عن حدث معين في لحظة مهمة، كما يسمح بطرح أفكار لاحدود لها وإبداع من ناحية التكوين والإضاءة، بالإضافة إلى البساطة الفنية الكامنة في الطرح والتقديم. ومن هذا المنطلق كان الدافع كبيرا وحافزا لتقديم الجديد للساحة الفنية بالكويت تحت شعار المجموعة الدائم «إن لم يكن جديدا.. فهو حتما مختلف».

          تختلف الآراء، ويأتي جوهر هذا المعرض بضم تلك الرؤى المختلفة في مكان واحد وضمن إطار مجموعة واحدة من المصورين الكويتيين اختلفت سنوات خبراتهم في هذا المجال من ثلاثة أعوام إلى أكثر من عشرين عاما حاصدين فيها جوائز محلية ودولية ومشاركات في العديد من المسابقات والدورات والفعاليات الفنية والثقافية داخل وخارج دولة الكويت. وبلغت المشاركات الفنية للمجموعة 46 لوحة تصويرية مثلت شخصيات ملتقطيها.

          ففي لوحات الفنان محمد القلاف ظهرت لمحات شرقية لمجتمعات آسيوية عريقة التقطتها عدسة الكاميرا أثناء زياراته لعدد منها مثل إيران وباكستان. وفي سبع لوحات فنية قدم الفوتوغرافي فهد الشحمان جوانب من الحياة اليومية المهمشة مستعرضًا إياها في لقطات للطبيعة ولوحات بورتريه ذات دلالات فلسفية عميقة لكل من يراها خاصة متفننا في استدراج اللونين الأسود والأبيض كاشفا الغطاء عن رهبتهما. من البحرين كانت مشاركة الفنان ناصر الدين أسد والتي حظيت بإعجاب كبير لتضمن لوحاته ملامح واقعية ناطقة للمجتمع البحريني بأفراحه وهمومه وبقديمه وحديثه مبرزًا أصالة تميزه عن بقية المجتمعات الخليجية. أما الفنان غسان بورحمة فقد كانت انطباعاته التصويرية مختلفة عن البقية بلمسة انفتاحية مبهمة للوحاته تجبر من يراها على تأملها لمعرفة مغزاها والوصول إلى غايتها.وقد طغى على لوحات القاص الشاب يوسف خليفة التنوع الرائع في المدارس الفنية متنقلا بين الانطباعية والطبيعية. والملاحظ ان هذه اللوحات مملوءة بالدلالات الفلسفية والسياسية التي يستشفها الإنسان العربي من يومه فحاكى عناصره الفنية مثلما يحاكي شخوصه القصصية. وبين الطبيعة والطبيعة الصامتة استعرض عبدالله القحطاني حسه المرهف في معايشة الواقع بما فيه من معاناة وألم مثلتها صوره بين صمت وتأمل. ونختتم المعرض بلوحات الفنانة المذيعة هنادي السلمان التي تنوعت بين البورتريه والطبيعة أنطقت من خلالها اللقطات الفنية بمضمون جمالي ذي قيمة.

عمّان

تشكيليات كويتيات في الأردن
قصائد وألحان بلغة الريشة واللون

          ضمن مشروع التبادل الثقافي بين وزارة الثقافة في الأردن والمجلس الوطني للثقافة والفنون في الكويت، أقيم في صالة فخر النساء زيد في المركز الثقافي الملكي بعمان، معرض بعنوان (باقة مختارة من الفنانات التشكيليات الكويتيات بالمملكة الأردنية الهاشمية).

          ضم المعرض (36) لوحة عالجت مختلف الاتجاهات الفنية والمدارس المتباينة، حيث تباينت الرؤى والأساليب والمعالجة باختلاف اتجاهات ومشارب كل فنانة، فهناك من تمسك بالأكاديمية... وهناك من اتجه منهن إلى الإضافة والاستعارة من مذاهب الواقعية والتعبيرية والتكعيبية والسريالية والتجريدية.

          اشترك في المعرض (14) فنانة تشكيلية، وهن: «هدى العبد الهادي، أمل العوضي، جنان خسروه، شيخة السنان، مي السعد، سمر البدر، هبة الكندري، نورة العبد الهادي، منتهى العمار، سهيلة النجدي، سوزان بشناق، آلاء الفزيع، آلاء الحداد، بشرى الظفيري ».

          في هذا المعرض حاولت الفنانة هدى العبد الهادي تسجيل معالم الحياة البحرية والاعتماد على لون واحد (الأسود ودرجاته) في تسجيل المشهد الذي يمثل صيادًا جالسًا يعالج موضوع (نسيج الشباك)، وقد أشعرت الفنانة المتلقي من خلال الدقة في رسم عناصرها الصياد والمركب بأنها رسمت لوحتها في لحظات الضوء المشرق، وهذا أكسبها المزيد من الحيوية والنبض؛ وهي هنا لم تقف عند حدود التسجيل، بل تجاوزته إلى العناية بالتكوين واللون.

          وفي السياق نفسه نلاحظ لدى الفنانة أمل العوضي اهتماما بتصوير المراكب المرتحلة إلى عرض البحر، والفنانة هنا لم ترد أن تنقل لنا بواقعية تسجيلية عملية الغوص، ورحيل الصيادين؛ لذلك فلا نكاد نرى على هذه السفن أشخاصا يهمون بالرحيل، بل اكتفت بالمعنى من إدبار السفن وتوجهها صوب عرض البحر.

          وتقدم الفنانة جنان خسروه بأسلوبها السريالي الخاص، رؤيتها الفنية التي تجمع بين المضمون السياسي والاجتماعي، الذي يزاوج بين الواقع واللاواقع بحس تعبيري من خلال عناصر ورموز متنوعة مثل: الشجرة ضمن تكوينات خاصة تغلب عليها الألوان الباردة.

          أما الفنانة شيخة السنان فقد جمعت بين المساحات اللونية ذات الطابع التجريدي، وقطع من السجاد المزخرف السدو (الكولاج) إلى جانب الوحدات الزخرفية النباتية بألوان دافئة مستوحاة من بيئة الكويت وذلك محاولة منها لإيجاد معادل موضوعي بين اللوحة كموضوع ولون وبين المتلقي.

          وتتطرق الفنانة مي السعد في لوحاتها (إيقاع من التراث)، إلى التراث الكويتي قديما وحديثا من خلال تسجيل العادات والتقاليد الشعبية التي تكاد تكون قد انقرضت. وفي إطار التجريد حرصت الفنانة سمر البدر، من خلال البحث والتجريب، على ابتكار تقنيات خاصة وأساليب متفردة عن طريق عمل خطوط ذات أبعاد مختلفة، لإيجاد الشكل والأرضية بدرجات خطية إيقاعية توحي عن طريق التفاوت أو التدرج بالحجوم والتجسيم، موظفة في الوقت ذاته الحلي الشعبية التي تحيط بها حروفا عربية لا تنتمي لخط معين.

          الفنانة هبة الكندري اختلفت عنهن جميعا عندما لجأت إلى شكل البناء الهندسي للوحتها المربع والمستطيل التي تشبه رقعة الشطرنج، حيث صورت شخوصها ورموزها ووحداتها البصرية، تتحرك من وسط وخلف تلك المربعات والمستطيلات اللونية.

          واعتمدت الفنانة نورة العبد الهادي على اللون في إظهار المساحات الصريحة عندما قامت بتنظيم ألوانها وفق علاقات مدروسة تتداخل وتتناقض على مسطح لوحاتها، وقد جاءت حركات وضربات فرشاتها المختلفة على السطح لتوحي بالأبعاد المختلفة، وبقوة العمل، ومتانة بنائه. وكشفت الفنانة منتهى العمار في العناصر التي اختارتها (قماش، جرار، كراسي)، مدى ما تحفل به حياتنا اليومية من عناصر تراثية، يمكن أن تكون مصدرا مهمًا إذا أُحسن التعبير بها، وأعاد الفنان تأليفها ضمن لوحته، وهي هنا تكشف لنا أن الفنان لا يحتاج للابتكار من خياله لأن الواقع الذي يعيش فيه غني بكل العناصر التي تساعده على التعبير. ويمكن التوقف عند تجربة الفنانة سهيلة النجدي التي ربطت الفن بالصيغ التعبيرية التجريدية عندما قدمت لنا الشكل الإنساني المختزل، الذي يملك الطاقة التعبيرية العميقة واللامحدودة.

غازي انعيم

القاهرة

إعادة اكتشاف نجيب محفوظ في كتابات أولى نادرة

          لأول مرة تتاح الكتابات الأولى والنادرة للكاتب الكبير نجيب محفوظ (1911-2006) مجانا على موقعه على الإنترنت. وتنقسم هذه الكتابات التي لم تجمع أو تنشر من قبل إلى 26 مقالة كتبها محفوظ ما بين عامي 1930 و1945 في «المجلة الجديدة» لسلامة موسى، و«الرسالة» لأحمد حسن الزيات، وغيرهما من الدوريات، وهي مقالات تتميز بطابعها الفلسفي العلم الذي درسه الأديب الكبير ومزجه لاحقا في آثاره الروائية.

          أما الجزء الثاني من الكتابات الأولى التي تقدمها دار الشروق على الموقع الإلكتروني www.shorouk.com/naguibmahfouz المخصص لنجيب محفوظ فهو أول 22 قصة قصيرة نشرها الأستاذ نجيب محفوظ ما بين عامي 1937 و1945 في «الرسالة» وغيرها من المجلات، وتعد كنزا أدبيا لا يقدر بثمن. وقد قام بجمع وتحقيق وتقديم هذه المقالات والقصص الدكتور مصطفى جودة الأستاذ بالجامعة البريطانية بالقاهرة وأحد عشاق الكاتب الكبير. ويصف الدكتور مصطفى جودة الكتابات على أنها انفعالات الشباب وأفكاره البكر، وكيف أنها أدخلت محفوظا حديقة الأدب من باب الحكمة مسلحا بأساسيات الفلسفة التي درسها وتفوق في دراستها، ومتأثرا بأفكار الفلاسفة العظماء وطريقة حياتهم، ملتزما بالمنطق ودقة التعبير وآخذا بالمنهج العلمي فيما يكتب بفاعلية شديدة. القارئ لمحفوظ يحس بفنان مسئول تجاه وطنه وثقافته وإحداثيات مكانه وزمانه. وإضافة إلى الموهبة الفذة الأصيلة، والتعليم الجيد، والثراء الثقافي المطرد وربيع مناخ النهضة الأدبية الذي نشأ فيه نجيب محفوظ وعايشه في سنوات شبابه ووجود القدوة المؤثرة في حياته، كان هناك الالتزام الصارم والمثابرة والصبر والمصابرة والرسوخ فيما يفعل. كما أنه لم يلجأ أبدا إلى التعميم والشعارات وركوب الموجة والإلصاق لأي أحد أو فكرة ولو كانت مخالفة.

          وتحدث نجيب حفوظ في مقالاته عن تطوير الفلسفة إلى ما قبل عهد سقراط، وعن أفلاطون وفلسفته، والحب والغريزة الجنسية، وفلسفة الحب، والمجتمع والرقي البشري، والسيكولوجية واتجاهاتها وطرقها القديمة والحديثة، وفلسفة برجسون، والبراجماتيزم أو الفلسفة العملية، وماذا تعني الفلسفة والقصة عند العقاد. وفي مقال له بعنوان «ثلاثة من أدبائنا» يتناول شخصيات العقاد وسلامة موسى وطه حسين بالتحليل، فيقول عن العقاد: هو رجل البداهة، الصادق أو الطبع السليم، ونقصد بذلك تلك الموهبة الطبيعية، التي تنفذ إلى الحقائق فتعرف ماهياتها، وهي درجة من الكمال يبلغها الصوفي بالاجتهاد ويحوزها الفنان بفطرته وطبعه، وإذا أردت أن تتحقق مما نقول فاقرأ شعر العقاد - والعقاد في نظرنا شاعر فنان قبل كل شيء - فمن أهم مميزاته أنه ليس قشورًا سطحية، وليس نغمًا لفظيًا، وإنما هو معنى عميق تذوقه وتحسه، وتعرف فيه روحًا حيًا يكاد يتحرك ويتغير كلما راجعته. وعن طه حسين يقول محفوظ: أما طه فهو رجل الذكاء، وهو يظهر في مكانتين من أهم مكاناته، البساطة والسخرية، وإنك لتقرأ لطه حسين فلا تعثر على كلمة شاذة أو جملة معقدة أو تعبير ملتو أو فكرة غامضة، وإنما تفهم كل ما يريد أن يفهمك إياه وأنت مرتاح سعيد في نشوة وصفاء، وليست هذه السهولة مما يدل على سهولة الموضوع الذي يعالجه الكاتب أو على ابتذاله، كونها دلالة على الذكاء النافذ، الذي لا يطيق الغموض أو التعقيد. ثم يقول محفوظ عن سلامة موسى: ويمتاز الأستاذ سلامة بتفكير عملي، وكل ما يهمه من النظرية أن يطبقها، لأن همه منصبّ على الحياة وعلى الكمال في هذه الحياة.

          ويختم نجيب محفوظ مقاله بالقول: أحب ألا تفهم مما كتبت أن هذه المميزات التي أضفتها إلى هؤلاء الكتّاب هي كل ما لهم، وإنما هي التي تبرز فيهم، وهل ينكر إنسان أن للعقاد أبحاثًا هي مثال التفكير المستقيم والعبقرية الفكرية، وهل ينكر أحد أن لطه حسين آثارًا أدبية بلغت الذروة في جمالها وقوتها، وهل ينكر قارئ أن لسلامة موسى مقالات وكتبًا في النقد كخير ما كتب في هذه المواضيع؟ أما إذا أردنا التقسيم والتحليل - وهو طبع العقل - فيحق لنا أن نقول إن العقاد هو روح النهضة الأدبية، وطه حسين عقلها وسلامة موسى إرادتها.

مصطفى عبدالله

طرابلس

إنشاء المركز العربي الأول للثقافة الرقمية

          أوصى المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية بإنشاء مركز عربي متخصص بنشر الثقافة الرقمية، على أن تكون الجماهيرية الليبية مقرًا له. وأكد المشاركون في المؤتمر على أهمية عقد هذا المؤتمر سنويًا لمواكبة المستجدات في مجال الثقافة الرقمية.

          تضمن برنامج المؤتمر مجموعة من المحاور شارك فيها أكاديميون ومبدعون ومثقفون متخصصون في الحقل الرقمي، وجاءت توصياتهم بإنشاء مركز عربي متخصص يعنى بنشر الثقافة الرقمية استنادًا إلى أن الرقمية تشكل رهانا استراتيجيا للتنمية في عالم اليوم، وذلك بالتعاون بين المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر واتحاد كتاب الإنترنت العرب، يحمل اسم المركز العربي للثقافة الرقمية، ويتخذ من مدينة طرابلس مقرًا له؛ والعمل على عقد هذا المؤتمر سنويًا لمواكبة المستجدات في مجال الثقافة الرقمية؛ مع ربط صلات بالمنظمات والجهات الأجنبية ذات العلاقة، بغاية جعل المؤتمر عالميا؛ وتكوين مكتبة عربية رقمية تحوي المنتج الثقافي والإبداعي العربي الذي انتقلت ملكيته إلى المجال العمومي، وذلك في أفق إنشاء خزانة في مستوى المكتبات العالمية الموجودة مثل الخزانة الوطنية الفرنسية Gallica وغيرها.

          وتمنى المشاركون توسيع قاعدة مستخدمي شبكة الإنترنت في الوطن العربي، من خلال عقد دورات تدريبية وورش عمل متخصصة في جميع الأقطار العربية تقيمها المؤسسات الثقافة المحلية بتنسيق مع اتحاد كتاب الإنترنت العرب؛ ودعم اتحاد كتاب الإنترنت العرب ماديا ومعنويا من لدن المؤسسات الثقافية وتشجيع إنشاء فروع لاتحاد كتاب الإنترنت العرب في الدول العربية ونشر الكتب الرقمية وبناء المواقع الإلكترونية فيها، فضلا عن نشر الوعي بحقوق الملكية الفكرية وحمايتها على شبكة الإنترنت والوسائط الرقمية وذلك من خلال صياغة قانون عربي موحد يتم إقراره من قبل جامعة الدول العربية وتلتزم بتطبيقه كل الأقطار العربية؛ وسن قوانين لرصد ومكافحة جميع أشكال الجرائم المنتشرة في الإنترنت حماية للمستخدمين وضمانا لأمن معطياتهم على الشبكة، مع العمل الجاد لتأسيس ثلاث نظريات أدبية ونقدية وإعلامية تأخذ بعين الاعتبار التغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم وتتسق مع روح العصر الرقمي وثورة المعلومات والاتصالية وتؤكد خصوصية الثقافة العربية والجذر الحضاري للأمة.

بيروت

مدونات الحرب اللبنانية

          وسط الحصار المضروب على قراهم ومدنهم، وانعزالهم عن ذويهم وأقاربهم من المناطق القريبة والبعيدة، والشعور بالعجز عن تغيير مسار الأحداث والابتلاءات التي تحيط بهم، حاول اللبنانيون بذل محاولات حثيثة لفهم المأساة التي تحبك خيوطها حول مصائرهم، ويحاولون استعادة بعض ممارسات الحياة الطبيعية. بعضهم لم يجد سبيلاً لذلك غير الكتابة عبر الإنترنت، وكتاباتهم تعبر عن مقدار الألم والحزن الذي يعيشونه وتمتلئ به قلوبهم.

          وسجلت المدونات جزءًا من هذه الكتابات. 

26 يوليو 2006

بقلم حورية

          ما تراه في نشرة الأخبار على التلفاز هذه الأيام من صور لضحايا الحرب يعتبر أسوأ ما يمكن عرضه. ما يحدث لبلدنا ولأهلنا شيء رهيب بالفعل، ولكني أستحلفك ألا تفزع على مصيري (مثلاً عبر الهاتف أو عبر المسنجر)، لأن ذلك سيزيد الأمر سوءاً بالنسبة لي. لقد قررت ألا أرحل (على الأقل حالياً)، لأني لست مستعدة لذلك بعد. كما أن قلبي لا يطاوعني على الرحيل غداً على متن أحد القوارب. ولكني لا أعلم كيف سأتصرف إذا ما تأزمت الأمور أكثر من هذا. أظن أني سأضطر حينها للرحيل على أية حال.

          الجميع هنا يعانون من الحرب التي ضربتنا فجأة بين ليلة وضحاها. إلا أننا كنا محظوظين (أنا أتكلم عن نفسي وبعض من أعرفهم) فقد تسنى لنا الحصول على ما يكفي من الطعام، وكذلك منزل مناسب وسرير وكهرباء وإنترنت وهواتف. كما لا يتم قذفنا حالياً (على الأقل ليس بشكل مباشر).

8 أغسطس 2006

بقلم بوب

          حلت أزمنة الحرب هنا .. وبدأ الناس يتحولون إلى الروتين اليومي الخاص بأزمنة الحرب. فهم ينتظرون في طوابير لساعات طوال كيما يحصلوا على لترات قليلة من الوقود لسياراتهم، ويستكملون الباقي بشرائه من السوق السوداء مقابل ضعف أو ثلاثة أضعاف السعر الرسمي. بينما أصبح السير في الطرق البديلة وغير الممهدة يلقي براكبيه إلى مناطق غير مأهولة. وحتى نصف الساعة التي اعتدت أن أقضيها في قيادة السيارة للوصول إلى المكان الذي أريده أصبح يستغرق حوالي الساعتين تقريباً. كذلك ارتفعت أسعار الإيجار في الأماكن الآمنة ضد القصف إلى الضعف، والأكثر من هذا أنها حتى غير متاحة حالياً.

9 أغسطس 2006

بقلم حورية

          أنا آسفة للغاية عن أني تركت كثيرين ممن أحبهم خلفي ورحلت. أنا آسفة جدًا، يا بيروت، أني أدرت لك ظهري ورحلت، في هذه الأيام الفظيعة! أنا آسفة للغاية ياجماعة لأني لا استطيع أن أكتب أي كلمات إيجابية. اليوم في ساعة متأخرة من الظهيرة بدأت أدرك موقفي. الأمطار تتساقط هنا وأنا أشعر ببرودة قارسة لدرجة التجمد. الناس يبدون باردين ومنغلقين. مضيت أهيم على وجهي في شوارع فيينا وأنا عاجزة عن الشعور بأي رابطة بيني وبين هذه المدينة التي عشت فيها لمدة سبع سنوات. أعتقد أني لم أشعر قط بأني في وطني في هذه المدينة ولو لمرة واحدة.

4 أغسطس 2006

بقلم أورشاليم

          بالأمس ذهبت إلى «حلات» (في شمال بيروت) لزيارة بعض الأصدقاء. وفي طريق عودتي وعندما جاورت «كازينو دي ليبان»، رأيت الكوبري الذي يصل بين «جونيه» وشمال لبنان. وللحظة جالت بخاطري فكرة، أوف، ما زال هذا الكوبري صامداً لم يقصف بعد؟! ثم فكرت في الكباري الأخرى التي مررت عليها في طريقي بين بيروت و«حلات». وشعرت بالقلق. ولكني صرفت الفكرة عن رأسي على الفور. وقلت لنفسي: من المستحيل أن يقصف الإسرائيليون هذه الكباري. فمناطق «كازينو دي ليبان» وجونيه وحلات وغزير، تعتبر كلها مشمولة بعناية الكاردينال نصرالله صفير، بطريرك المسيحيين المارونيين في لبنان. ثم نظرت إلى السماء وقلت: «لابد أن هذه الأماكن هي أكثر الأماكن المحمية في لبنان اليوم»! لهذه الأسباب فإنهم لن يجرؤوا على قصف هذه الأماكن. لكني كنت مخطئاً. فقد قصفت أربعة كباري من تلك التي مررت عليها البارحة. 

2 أغسطس 2006

بقلم زينا

          وصلت المنزل للتو .. كنت أقود السيارة كالمجنونة .. يقولون إن إسرائيل هددت بضرب بيروت .. أشعر بالعجز .. اتصلت بمايا، قالت لي إنها إذا ماتت اليوم فبمقدوري أن أحتفظ بمشغل الـ«دي في دي» الذي استعرته منها، وقد قلت لها إني لو مت فبمقدورها أن تحتفظ بما استعارته مني أيضاً.

          اتصلت بزوجي وطلبت منه العودة إلى المنزل لأني أريد أن أكون بين ذراعيه عندما أموت.

          عمري 30 عاماً فقط. وليس لدي أطفال بعد، وأريد أن أنجب أطفالا، أريد أن أحيا، أريد أن أعيش حتى أصبح مسنة إلى جوار زوجي .. وأريد لأطفالي أن يلعبوا مع أطفال أصدقائي. هذه أحلامي البسيطة، التي أريدها.

9 أغسطس 2006

بقلم مجنون قليلاً

          عثرت على أفضل طريقة لعدم الانشغال بالتفكير في الحرب لمدة ساعتين ونصف. فقد ظللت أنتظر لبعض الوقت (ياه، لبضعة قرون قليلة) لمشاهدة «الرجل الحديدي» الذي عاد إلى الشاشة الفضية، وذلك بعد أن حصلت على بعض الإشباع المتوسط من مشاهدة حلقات لويس وكلارك (بل وحتى قدر بسيط من حلقات «سمولفيل»، لكن أرجو ألا تخبر أحداً بذلك) بين الحين والآخر، إلا أن الأمر كان يستحق الانتظار من نواح عديدة، مهما كان ما يظنه بعض الناس بخصوص هذا الأمر.

4 أغسطس 2006

بقلم مانامانيا

          منذ الواحدة صباحاً وحتى الآن كان هناك قصف شديد للمنطقة. استيقظت عدة مرات على صوت أزيز الطائرات الذي يتبعه صوت انفجار شديد. ظل هذا الأزيز يتردد في أذني لأيام طوال. ولكني لست متأكداً أنه الأزيز نفسه في كل مرة. يا لها من ليلة!.

الرباط

قراءة في لوحات سهام حلي
الفنانة التشكيلية الأمازيغية

          نظمت الفنانة التشكيلية الأمازيغية سهام حلي معرضا تشكيليا في قاعة النادي البحري بمدينة الناظور تحت عنوان«واقع وإيحاء 2»، ضم سبع عشرة لوحة تشكيلية بإطارات هندسية مختلفة الأبعاد والأشكال والمنظورات.

          ومن المعلوم أن سهام حلي من مواليد الناظور سنة 1978م، وهي خريجة المعهد العالي للفنون الجميلة بتطوان. وقد حصلت على الإجازة في الفنون التشكيلية بامتياز. وانفتحت على كثير من التجارب والمدارس الفنية في مجال الرسم والتشكيل. وأقامت كثيرا من المعارض الفنية داخل الوطن (شفشاون، وتطوان، وطنجة، والرباط)، وخارجه (مدريد والرباط). وتذكرنا سهام حلي بالفنانة التشكيلية الأمازيغية الرائدة مريم مزيان التي أمتعتنا بلوحاتها التشكيلية الرائعة وصارت مرجعا في عالم الرسم والتجسيد البصري.

          وعليه، تنطلق سهام حلي من عالم البيئة الذي يحيط بوجود الإنسان من جميع جوانبه ويشكل حياته وكينونته الحقيقية في العيش والبقاء، بل يرسم حتى ثقافته وهويته الحضارية والفنية. وتحضر الطبيعة ضمن هذا العالم بتجلياتها المتناقضة وملامحها التشخيصية تعبيرا وانطباعا وتمثلا. ومن هنا نجد تأثرا فنيا كبيرا بالرومانسية في رصد الطبيعة في ألوانها الضوئية المشعة وعواطفها الإنسانية وخاصة تصوير ملامح الغروب والانعكاس الشمسي الجميل الذي يحيل على الحب والحياة والانتشاء والافتتان بالعواطف الإنسانية وتجسيدها بكل رمزية تشكيلية وتجريد ميتافيزيقي.

          وتنطلق الفنانة سهام حلي من التصور السوريالي الذي يتجاوز الواقع إلى ماوراء الواقع التجريدي الغيبي لاقتناص إيحاءاته ودلالاته النفسية الشعورية واللاشعورية. وإذا كانت الرؤية الدادائية حاضرة في لوحات الفنانة من خلال فلسفة تعرية الواقع البيئي وفضح سلوكيات الإنسان التي تسعى إلى تخريب الطبيعة وتحطيم مقومات البيئة الإنسانية وإثارة الرعب والبشاعة في عالم النقاء والصفاء، فإن الفنانة تميل إلى تشخيص الطبيعة بطريقة سوريالية قائمة على استدعاء الأحلام واللاوعي واستنطاق المكبوتات والتمرد على العقل والمنطق والوعي وكل قواعد الحضارة وأسسها المادية.

          ونقرأ في لوحات الفنانة روح التشاؤم في بداية سجلها التشكيلي وألبومها التصويري من خلال استحضار خراب البيئة وتمزقها كينونيا وسيميائيا وذكر جروحها وندوبها الحزينة من خلال الضغط على النغمة البكائية وسوداوية المنظور، إلا أن الفنانة سرعان ما تغير اتجاه الإيقاع البصري لتنقلنا إلى عالم التفاؤل والألم والانفتاح على الحياة كما تشير إلى ذلك الألوان الضوئية الطبيعية المشرقة وخاصة الأصفر والأزرق والأخضر. وتتخذ الأشجار بفروعها وغصونها تموجات من الأحلام المتداعية والمتدفقة التي ترسم أحاسيس الفنانة ومشاعرها المتيقظة وأملها في الحياة الحاضرة والمستقبلية. وفي الوقت نفسه تثور فيها على واقعها المتردي ومجتمعها العابث الذي يخرب كل شيء ويقتل أعز مايملكه ألا وهو الوجود الطبيعي. ومن ثم تسجل كثرة التناقضات اللونية والضوئية وتقاطع الدلالات البصرية والمعنوية لتنسج لنا عالما سيكولوجيا يسوده الحب والكراهية، والبناء والهدم، والموت والحياة.

د. جميل حمداوي

المغرب

لقاء مفتوح مع محمد برادة

          يعد محمد برادة علامة متميزة في الثقافة المغربية والعربية، يحتل موقع الصدارة لحضوره المتواصل وإسهاماته بصفته باحثا في تأسيس الدرس الأدبي الأكاديمي بالجامعة المغربية وفي تجديد البرامج والمناهج بإدراج محاور للتدريس ومسألة الأجناس الأدبية والمناهج الحديثة في النقد وقراءة النصوص وقضايا الخطاب الروائي العربي والعالمي، وبتعدد اهتماماته، حيث عمل من خلال دراسته لمشروع محمد مندور على إعادة قراءة الخطاب النقدي العربي في مرجعياته النقدية والفكرية والسوسيوثقافية، واتسمت طروحاته بالتجديد والتجدد والابتكار، كما أغنى الحقل الثقافي العربي بمشروع الترجمة.

          وامتد إسهام برادة إلى الكتابة الإبداعية، وخاصة مجال السرد حيث كتب القصة القصيرة : مجموعة سلخ الجلد، وودادية الهمس واللمس والرواية: «لعبة النسيان» و«الضوء الهارب» و«امرأة النسيان»، ومثل «صيف لن يتكرر» نموذجًا من الكتابة الروائية المتجددة. إن هذا المسار العلمي والإبداعي الغني والمتجدد شكّل أرضية للنقاش والتأويل وطرح السؤال من خلال اللقاء المفتوح الذي نظمته كلية الآداب جامعة شعيب الدكالي بتنسيق مع فرع اتحاد كتاب المغرب بالجديدة، وبعد ترحيب مقدمة اللقاء فاطمة الزهراء أزرويل، تحدث نوسي عبدالمجيد في مداخلة، الترجمة وتحديث النقد، قائلاً: إن برادة كان مترجما منتظما لنصوص منتقاة وإنه ترجم إبداعات أيضا على شكل قصص كانت قنطرة للعبور من الدرس اللغوي إلى النقد، وإن النقد في تلك الفترة كان نقدًا اجتماعيًا، وكانت له القدرة لربط المناهج التكوينية الدقيقة ضمن إطار التلقي العام الذي كان واسعًا وجسرًا أساسيًا لتحديث النقد وكانت ترجمته واعية. وقدمت الأستاذة ثريا وقاص دراسة بعنوان: «الخلق عند محمد برادة» مثيرة لفظة الكتابة لدى المبدع، وأنه داخل النص يمكن أن يخلق النص المتعدد، مشيرة كذلك إلى الخلق الإبداعي لديه وان الكلمات امتداد للذاكرة، وهي عبارة للتحكم وأن الحياة ابتداع لأماكن جديدة. في الشهادات، قال الناقد الروائي المصري جمال شحاتة: إن ثقل السؤال يتصل بالنقد الأدبي وبالثقافة العربية ككل ، وتساءل: كيف يمكن أن نخلص للنص، وكيف يدفعك النص الإبداعي لبحث مفاهيم جديدة، وأن برادة يعتبر بالنسبة له متنًا كبيرًا. وأشار إلى قولة بيسوا: الذكرى خيانة للطبيعة...الراوي لديه تشكك في نفسه يجعلك تكتشف تعدد الذاكرة، حيث يتكئ النص على بلاغة استراتيجية ، نصوصه تجعلك تتأمل ، وهي بمنزلة إنتاج يسعى إلى خلق نص نقدي مواز للنص الإبداعي, خاتمًا تساؤله كيف ينشئ نصًا موازيًا أو يخلص للروح الأولى في النص الإبداعي. في مداخلة القصاص والروائي المصري منتصر القفاش أشار إلى أن لقاءه ببرادة يشكل بالنسبة له مفاجأة سارة تولد نقاشًا كبيرًا، وأن القصة القصيرة نوع متعدد ويمتلك إمكانات، لأنه يسائل الذاكرة ، هذه اللعبة تأخذ أوسع مجالها باستخدام التأملات، وأننا نحتاج إلى الصيرورة في الكتابة الإبداعية. وختمت الجلسة الأولى بتوضيح من برادة، مؤكدًا أنه فعلا تعلم من الحركة الوطنية، وأنه ناضل في اتحاد كتاب المغرب مدركًا أنه لا يوجد أدب مغربي، مكتشفًا أن البقاء هو للمكتوب، وأنه لا يصلح للسياسة: كأن يكون مثلاً عضوًا في المجلس البلدي، وأنه اعتذر عن أشياء كبيرة، ويظن أنه لا يستطيع أن يكتب في السياسة.

عزالدين الماعزي

حيدر آباد

القارة الهندية تحتفي بالأدب العربي

          في أول مؤتمر للأدب العربي في عمان بالقارة الهندية عقد بالمعهد المركزي للإنجليزية واللغات الأجنبية في حيدر آباد قدمت جملة من البحوث والدراسات تناولت الشعر والقصة والرواية والمسرح والمقالة من خلال ما أبدعته أقلام بعض الرموز الشعرية من الأدباء والشعراء العمانيين. ومن الوقفات الجميلة أن أحد أساتذة الأدب العربي من جامعة (كيرالا) وهو يتحدث بلكنته العربية المليبارية حول التأثيرات العربية والعمانية في ولاية (كيرالا) أكد أن أصل التسمية لكيرالا هو عربي حرّف من «خير الله» إلى «كيرالا».

          وأن دلالات هذه التسمية العربية جاءت من أن العمانيين والعرب حين دخلوا هذه المدينة ورأوا ما رأوا من جمال وخيرات وفواكه ومزروعات ومياه وقنوات صاحوا «هذه خير الله»؛ فجرت هذه التسمية على ألسنة الناس حتى حرّفت إلى «كيرالا».

          وذلك يذكرنا بتسمية العمانيين لـ«جزر القمر» حينما دخلوها ليلاَ وكانت مقمرة والجو جميلاَ فاتفقوا على تسميتها بجزر القمر وهو ما أثبته الدكتور مصطفى الزباخ أمين عام اتحاد الجامعات الإسلامية العربية الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم في كتابه عن الحضارة العربية الإسلامية في إفريقيا مخالفاَ بذلك الرأي الفرنسي الذي يسميها «جزر الكمر»(Comoros).

          واليوم حين نتحدث عن حوار الحضارات فإن الوشائج التي تربطنا بالهند قديماً وحديثاً لجديرة بأن تنال الاهتمام الذي تستحقه لاسيما وأن الهند أضحت من الدول المتقدمة في العديد من الحقول العلمية المعاصرة إلا أن الاهتمام العربي الحالي لم يكن بالمستوى المطلوب.

          إلا أننا لا يمكن أن ننسى الإشارة إلى الدور الثقافي المتميز للكويت لاسيما عبر مجلة العربي التي أجرت تحقيقات ضافية ونشرت مقالات قيمة تتصل بالعلاقات الثقافية العربية - الهندية.

          وتبرز في هذا الشأن أيضًا جهود الدكتور عبدالله القتم الذي كتب عن المخطوطات العربية في الهند وكوّن صداقة مع العلماء والمثقفين الهنود امتدت لأكثر من عشر سنوات أثمرت توقيع اتفاقية بين كلية الآداب بجامعة الكويت والمعهد المركزي الحكومي للغة الإنجليزية واللغات الأجنبية بحيدر آباد الذي عقد عدة ندوات عن الأدب العربي سواء في الكويت أو السعودية أو المغرب العربي أو غيرها، كما خصص ندوة تناولت أدب نجيب محفوظ وندوة أخرى عن الأدب في سلطنة عمان، ويعتزم إقامة ندوة عن الأدب العربي في السودان.

د. سعيد العيسائي





عدسة عبدالله القحطاني





عدسة غسان بورحمة





عدسة فهد الشحمان





لوحة للفنانة منتهى العمار





 





 





 





من فعاليات ندوة (الادب العربي الحديث في عُمان) التي استضافتها حيدر آباد