المسلم فنانا

المسلم فنانا
        

          نظرتُ إليهِ مليًّا وهو ينسخُ الآي الحكيم من القرآن الكريم، تأملتُ زميله كثيرًا وهو يطرِّزُ ستر الكعبة منحنيا على القماش الأسود بخيوط الذهب في حنو بليغ، تابعت رفاقهما جليا ومنهم من يحفر الخشبَ مُتكَأ لكتاب مُنزَّل، أو يصنعُ صندوقا لحوائج الدنيا، أو يرفعُ بابًا لبيت الله، أو يجمعُ إطارًا لمرآة وصورة، أو يبدعُ درجًا لارتقاء المنبر، ومليت العينَ لأخريات وآخرين يرسمون، ويُزَجِّجُون، ويُعَشِّقُون، وينسجُون، ويغزلِون. إنها صورٌ للمسلمُ فنانًا، يخضِّبُ أكفَّ الحياةِ بالجمال، وتثمر بين يديه قطوفُ تاريخ طويل من الإسهام الفذ لفنون الحضارة الإسلامية.

          كنا شهود الحدث الاستثنائي في تاريخ الحرف التقليدية لحضارتنا الإسلامية حين اجتمع ممثلوها من دول منظمة المؤتمر الإسلامي على أرض العاصمة السعودية، الرياض. التأم شملُ الفنانين يعرضون مباشرة حرفهم التقليدية التي عاشت قرونا، ومعهم باحثون ومؤرخون يؤصلون ويدرسون التجارب والفنون وارتباطها بالحياة وتطورها، على مدى أيام «المؤتمر الدولي الأول للسياحة والحرف التقليدية»، الذي أقيم برعاية الهيئة العليا للسياحة، في المملكة، ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول (إرسيكا). وعلى الرغم من وجود نحو أربعين جنسية تتحدث لغاتٍ شتى، فإن الفن كان يوحِّدُ بينهم بأبجديته. وحين تحدثوا بلغاتهم الأم، كان هناك المترجمون عن الفرنسية والتركية والإنجليزية، التي تحدث بها مشارقة ومغاربة، بل وأحفاد التتار وأبناء المغول، ومواطنون من دول الاتحاد السوفييتي السابق جاءوا يمثلون الجمهوريات المسلمة الوليدة سياسيا، العريقة تاريخيا.

          كانت هناك تجارب سابقة في عقد مؤتمرات مشابهة نظمها مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول (إرسيكا)، بالتعاون مع دول إسلامية وعربية منها ما هو في دمشق عن فنون الزخرفة في حرف العالم الإسلامي، أو في أصفهان عن علاقة الفنون بالحرف الإسلامية، أو في تونس عن السجاد التقليدي والكليم في العالم الإسلامي، وفي أصيلة عن اكتشاف الفنون الإسلامية، لكن هذا المؤتمر الأول في منطقة الخليج كان شاملا وقد أقيم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وافتتحه الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة، وأقيمت في مركز الملك عبد العزيز التاريخي في الرياض فعالياته، بين محاضرات على مدار اليوم، وسوق حرفية على فترتين، وورشات للعروض الحية للفنون والحرف التقليدية. جاء هذا المؤتمر كتجربة ثانية للهيئة العليا للسياحة التي استضافت قبل أربعة أعوام المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء السياحة في الدول الأعضاء لمنظمة المؤتمر الإسلامي، من أجل الحفاظ على التراث الثقافي والعمراني، والاستفادة منه كوعاء للنشاطات السياحية والثقافية، والسعي لإيجاد وتطوير منتجات سياحية بينية.

          حضور مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول (إرسيكا) تمثل في مشاركة الافتتاح لمديره السابق البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي، الذي أصبح أمينًا عامًا لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وحضور المدير العام الحالي للمركز الدكتور خالد آرن، والدكتور نزيه معروف رئيس برنامج تطوير الحرف اليدوية في المركز الذي جعل من فكرة المؤتمر ممكنة، حيث عمل منذ العام 1989 دون انقطاع على تنظيم العديد من المؤتمرات والمعارض الدولية حول تطوير الحرف اليدوية في العالمين العربي والإسلامي.

ثلاث عشرة جلسة حافلة

          كانت الجلسات متعددة اللغات تتناغم حول لحن واحد؛ إحياء الحرف اليدوية، وذلك من خلال دراسة المنظور الثقافي والتراثي والاقتصادي للحِرف اليدوية، والقيمة الفنية للحِرف تلك في التراث الحضاري الإسلامي، وعلاقة هذه الحِرف بالعادات والتقاليد في مجتمعاتها، ضمن دعوة لإعادة استخدام المنتجات اليدوية كحاجة حياتية، وتطوير حجم الاستثمارات الموظّفة في قطاع الصناعات اليدوية، لزيادة نسبة نمو الدخل القومي للدول.

          وهكذا رأينا تجارب تناقش دور الحِرف اليدوية في تحريك قطاع القوى العاملة النسائية وخاصة في القرى النائية، وأخرى تركز على أهمية المعارض الدورية في تحريك أطر الترويج والتعريف والجذب السياحي للمنتجات الحِرفية، بحثا عن فرص جديدة، مما جعل الجميع يركز على أهمية اللقاء الدوري بين خبراء السياحة والقائمين على ميدان الحِرف اليدوية والمصممين، والممولين والمسوقين بهدف التشاور وتحديد سياسات مشتركة في هذا الصدد، لتحديد حجم المنافسة واتجاهات السوق، ودراسة حجم الدخل وفرص العمل التي يوفرها القطاع، ووسائل الجذب التي يمكن من خلالها ربط زيارات الوفود السياحية بالقرى الحِرفية، واستخدام التكنولوجيا والتعامل مع الوسائل الإلكترونية الحديثة كالإنترنت في تسويق الحِرف اليدوية، والاهتمام بأذواق المشترين مع الحفاظ على الأصول اليدوية، والبحث عن الجودة ومجالات جديدة للابتكار والإبداع وتجربة الأفكار والتصاميم الجديدة، من خلال المسابقات التنافسية للحرفيين في تحريك أطر البحث عن الابتكار والإبداع وتجربة الأفكار والتصاميم الجديدة للخروج بجودة في المنتجات، مع تكريس جهد إضافي لتدريب ورفع مؤهلات الحِرفيين العاملين في القرى الحِرفية للتوافق مع عالم يتسم بحدة المنافسة والسرعة في تلبية أذواق المستهلكين، وتكوين جيل من الواعين بأهمية الحِرف اليدوية والتراث من خلال برامج تعليمية مخصصة للأطفال في المدارس، تشمل تعريفا مبسّطًا بصور من التراث، وزيارات ميدانية للقرى الحِرفية للتفاعل معها، بدعم من الحكومات الإسلامية، في مجال التنشيط السياحي وتنمية الصناعات اليدوية، ولذلك رأينا دراسات لتجارب بعض الدول التي أحسنت توظيف التراث والحِرف اليدوية في المجال السياحي.

تجارب خليجية

          كان هناك زخم كبير لأوراق نظرية وتطبيقية من المملكة العربية السعودية، محتضنة المؤتمر، فتناول الدكتور علي الغبان أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة الملك سعود، الاستراتيجية الوطنية للحرف والصناعات اليدوية في المملكة، مع عرض تحليلي لأهم القضايا التي تواجهها الحرف في المملكة ومنها الارتباط المرجعي، الأنظمة واللوائح، التسويق، التمويل، التوثيق، وقال إن في المملكة أكثر من 20 ألف حرفي وحرفية يعملون في حوالي 45 صناعة يدوية بمختلف مناطق المملكة. وتعكس الاستراتيجية تصورًا لكيفية التعامل مع قطاع الحرف والصناعات اليدوية خلال فترة العشرين سنة القادمة، حتى سنة 2026م. من أجل معالجة الفقر، وتحقيق التنمية الإقليمية المتوازنة، وإخراج المجتمع من دائرة الاستهلاك إلى الإنتاج.

          من السعودية أيضًا كانت هناك أكثر من تجربة، منها دور جمعية الجنوب النسائية بمدينة أبها نموذجًا، دور الجمعيات الخيرية النسائية في مجال الحرف، حيث عرضت منى بنت إبراهيم البريك بعد تقديم مشروع تطوير الحرف بعسير، الأفكار الجيدة مثل إقامة متحف ومشغل للثوب العسيري للحفاظ على تراث المنطقة. الخبير السوداني للتنمية الاجتماعية بالهيئة العليا لتطوير منطقة حائل عبد الباسط ميرغني قدم عرضا مشتركا مع زميله يوسف بن عثمان الشغدلي عن إحياء وتطوير الحرف اليدوية كضرورة اجتماعية واقتصادية وثقافية بمنطقة حائل. فبعد دراسة حالة أسباب الفقر بالمنطقة من خلال الإحصاءات المتوافرة، والعمل الميداني، والبحث في كيفية الدعم والمساندة الاجتماعية وطرق التدخل والمشاركة المجتمعية، تم تنفيذ مشروع علمي من خلال بعث التراث الثقافي المهني المتمثل في تعزيز دور الأسرة المنتجة لممارسة فنون الحرف اليدوية الخاصة بالنسيج والسدو وأعمال الخوص والسعف، وكان من المثير في العرض المصور استخدام موتيفات مطبوعة على الصخر لإعادة إنتاج زخارف رائعة من أجل علامة تجارية مميزة وملكية فكرية خاصة. ومن حائل أيضا قدم الدكتور فهد بن صالح الحواس ترميم أحد قصور المنطقة (القشلة التاريخي) نموذجًا لصيانة وتوظيف معالم التراث العمراني للعروض المتحفية والحرف والصناعات اليدوية وتفعيلها ثقافيًا وسياحيًا. وتناولت عميدة كلية الاقتصاد المنزلي بمكة المكرمة سهيلة حسن اليماني إحياء الحرف اليدوية في مجال النسيج وإعادة توظيفها بصورة مبتكرة من خلال المشروعات الصغيرة، ودرست الدكتورة ليلى البسام مشغولات الخرز التقليدية في المملكة العربية السعودية، عبر نماذج تفصيلية باهرة، وتحدثت الدكتورة خديجة قشغري في بحث مشترك آخر مع رانيا خوقير، سعيدة عمار عن دور الحاسب الآلي في إعداد التصاميم الفنية الجديدة من خلال دراسة الأزياء التقليدية الشعبية لقبيلة حرب بالمملكة، وتحدث عبدالله الشايب عن أهمية وصعوبات المراكز التدريبية للحرف التقليدية، متخذًا من مركز النخلة بالاحساء نموذجًا، وتناولت عبير الصاعدي القيم الفنية والوظيفية لمنتجات الحرف اليدوية، فيما اختار ناصر الحارثي الصناعات اليدوية التقليدية في مكة المكرمة بين الحضارة والسياحة. أما مشرف برنامج الحرف والصناعات التقليدية بالهيئة العليا للسياحة في المملكة سعيد القحطاني فقد عرض مفصلاً لأهمية الاستثمار في مجال الحرف والصناعات اليدوية.

          الشيخة ألطاف سالم العلي الصباح الراعية والرئيسة الفخرية لجمعية السدو التعاونية بالكويت التي تأسست في 1991 تحدثت عن أهداف مشروع السدو، ملخصة إياه في حفظ وتطوير حرفة الحياكة والنسيج ونشر الوعي الفني والثقافي بها، و تأكيد الهوية الوطنية وإثراء الذاكرة الثقافية من خلال التعريف العلمي بهذا المأثور الشعبي وتداخلاته الاجتماعية والاقتصادية، وإبراز قيم ومعاني الخصوصية الكويتية في الماضي المتمثلة في المثابرة، احترام العمل، الأمانة، واستثمار معانيها لتعزيز الثقة، التواصل والإبداع الشعبي. ويتكون المشروع كما عرضته الشيخة ألطاف - التي شاركت في هيئة تحكيم المؤتمر لاختيار الفائزين بجوائز الابتكار- من متحف فني يحكي قصة الحياكة التقليدية في الكويت من البادية إلى المدينة، البدوية والحضرية، ضمن سرد موثق لمكونات هذه الصناعة اليدوية القديمة، وموادها الأولية، وعناصرها، وأساليبها الفنية، واستخداماتها التي تعكس الواقع الاجتماعي والاقتصادي الكويتي، فضلا عن أرشيف فني حول أهم العناصر والرموز الفنية الخاصة بالمنسوجات التقليدية، يتضمن تسجيلا لمميزات وجماليات هذه المنسوجات التقليدية، يساهم هذا الأرشيف في إثراء الاستلهام والإبداع الفني لجميع الدارسين والمهتمين بالتراث الشعبي، ومدرسة للنسيج تقدم برامج تدريبية وورش عمل خاصة بالنسيج والحياكة التقليدية والحديثة، ومعرض (متجر) لنماذج مختلفة من الحرف اليدوية المستمدة من التراث بتصميم فنّانين كويتيين وغيرهم من المهتمين بالفنون اليدوية يساهم في الترويج للحرف التقليدية وتكيفها مع متطلبات المجتمع المعاصر.

          وكان هناك عرض لتجارب خليجية أخرى منها دراسة علي حسن فولاذ عن دور الصناعة الحرفية في تطوير الصناعة والاقتصاد الوطني بمملكة البحرين ، وورقة أحمد جاسم الصايغ عن الحرف التقليدية في قطر.

الحياة فنًا

          وإذا كانت السطور السابقة تمثل بانورما موجزة لبعض ما دار داخل القاعة الرئيسية لمركز الملك عبد العزيز التاريخي من محاضرات ونقاشات، فقد كنا بين الجلسات وبعدها نعيش الحياة فنًا كما ظهرت خارج تلك القاعة، سواء في السوق التي امتلأت ببضائع من مختلف دول العالم الإسلامي، وحتى من مناطق إسلامية في بلدان، كالصين وفييتنام. وعدا السوق، عاش الحرفيون التقليديون حياتهم بشكل سخي فقدم لنا العشرات منهم صورًا لصناعات الحرف اليدوية النسيجية والخشبية والزجاجية والمعدنية في نحو أربعين دولة إسلامية.

          الحرفيون كما هم في موقع العمل، كانت الكلمات التي تحملها لافتة تعتلي بوابة افتراضية لعوالم من الحرف التقليدية، جاء أصحابها من المشرق والمغرب، ليمارسوا أمام الزائرين فنونهم، وهي فنون تقاوم بفضل مثابرتهم الانقراض، وتحيا بدعم هواة اقتناء هذه الآيات من الأعمال المتعددة الأشكال والألوان والأحجام، والمختلفة الخامات والأثمان والأغراض.

          لو كنت تسعى للتعرف على ما هو منسوج، فقد تقف أمام غازل السدو والسجاد، وهو يؤلف بين الخيوط الصوفية أو الحريرية الملونة، لتصنع نقشًا، أو تنشيء رمًزا. أو تتأمل صناع البشت، وما أكثرهم بين الحرفيين الحاضرين من دول الخليج العربية.

بين النظرية والتطبيق

          في التجارب العربية والعالمية التي تناولت الحِرف اليدوية، رأينا تلك المزاوجة بين ما هو نظري، يتناول القيم، وينتقد الماضي، ويخطط للمستقبل، وبين ما هو تطبيقي يرصد الحاضر، ويبرز تجاربه. الدكتور نزيه معروف في طرحه الموسَّع والمعمق قارب فكرة تنشيط القطاع السياحي في العالم الإسلامي، من خلال إنشاء القرى الحرفية التي يمكن ربطها بالسياحة، من أجل التفاعل بين الحرفي والسائح بشكل يوفر للأخير فرصة لاقتناء قطعة أصلية من يد الحرفي، وفي الوقت نفسه إشعار الحرفي بشكل متواصل بأن هناك طلبًا على منتوجه، وترويجًا دائمًا وتسويقًا مستمرًا لهذا المنتوج، يمنع عنه شعور المراوحة، ويدفعه بالتالي للابتكار الدائم لتلبية رغبات السوق والمشترين المترددين عليه. كما أن هذه الخطوة تسهم أيضًا في إشعار السائح بأن هناك برنامجًا جديدًا يقدّم له ضمن زياراته، يسرّ به ولا يشعره بملل الزيارات الروتينية المعتادة للمتاحف والأسواق، كما يوفر فرصة للدول للتعريف بالجانب الثقافي والتراثي والسياحي الذي تتميّز به، مما يُحرك مجالات استقطاب وجذب المزيد من الزوار والسائحين.

          ويستطرد البروفسور معروف قائلا إنه في دراسة قام بها مركز الأبحاث الدولي للتنمية، تبيّن أن حرفيي بعض دول آسيا قد استطاعوا توفير عملة صعبة لهذه الدول من حاصلات منتجاتهم الحرفية، قدّرت عام 1984 بمبلغ 11 مليار دولار. وظهر حينها أن حوالي عشرين مليون حرفي كانوا متفرغين بدوام كامل في هذا القطاع، بينما اشتغلت فيه عدة ملايين إضافية بدوام جزئي (غير متفرّغ). ومن المتوقع لهذ الرقم حاليًا أن يكون قد تضاعف أكثر من ثلاث مرات على الأقل، أي أن الصادرات وصلت إلى ما يقارب الثلاثين مليار دولار تقريبًا، ووصل عدد الحرفيين العاملين بدوام متفرّغ إلى ستمائة مليون حرفي وملايين عديدة تعمل بدوام جزئي، ناهيك عما يعنيه ذلك من توظيف لعشرات الملايين من الحرفيين، وتحريك لقطاع الصادرات وانتعاش للحركة الاقتصادية.

          وقد اقترحتُ على البروفسور معروف خلال الجلسة النقاشية التي تلت محاضرته أن تتعاون المؤسسات المعنية لإصدار دليل شامل للقرى الحرفية في العالم الإسلامي، وأن يتبنى مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول (إرسيكا) طباعة مثل هذا الدليل الذي نفتقرُ إليه، مما سيجعلها مرجعًا لا غنى عنه على المستويين الفني والاقتصادي.

          الدكتور مسعود ضاهر (الجامعة اللبنانية) تحدث عن القيم المصاحبة للحرف التقليدية في مواجهة تكنولوجيا العولمة وثقافته، وهو يرى أن التخطيط للحاضر والمستقبل يهدف إلى الحفاظ على الهوية الثقافية، وحماية التراث الشعبي والثقافة والمعارف التقليدية بعد تطويرها وتحديث أوليات العمل والإنتاج فيها، فالأخذ بمقولات المعاصرة وأساليب عملها، لا يعني التخلي عن الهوية الوطنية والقومية في الفكر والممارسة، ولا عن أنماط الحياة اليومية، لأنه خطأ فادح وضع المعاصرة في موقع التناقض مع التراث أو الأصالة، كما أننا بالمقابل، لا يمكن حماية الذات والهوية عن طريق رفض العلوم العصرية، واستيراد التكنولوجيا المتطورة، وتوطينها والإبداع فيها. المخرج والمنتج السينمائي عبدالله الغازي، الأمين العام لهيئة التراث والبيئة (ألمانيا)، تحدث عن أهمية وسائل الإعلام في التعريف بالحرف التقليدية من أجل نهوضها، والدعوة إلى الاهتمام بتوجيه الاستثمارات بفاعلية في مختلف الحرف لدعمها وتنميتها، وحل مشكلة البطالة التي خلفتها المكننة في عصرنا الحديث، حين ألغت دور الإنسان الصانع المبدع، لأن كل مقاولة حرفية هي بمنزلة مدرسة للتكوين المهني، وهذا ما يضاعف الجهود من أجل رفع مستوى التعليم والتكوين الحرفي، مما يظهر أهمية الإعلام ودوره الحيوي في نشر ثقافة وحب الحرف اليدوية وتقريبها إلى قلوب الشباب، وإلى عقول المسئولين عن اتخاذ القرار والمستثمرين العقلاء الباحثين عن التنمية.

          الدكتور خالد عزب (مصر) أضاف في سياق التعريف الإعلامي بالمنتوجات الحرفية ضرورات أخرى أوجزها في الحرص على توقيع الصناع على القطع المصنوعة بصورة يدوية مع إقامة سجل خاص بها تعرف به، حتى يسهل عند تداولها وبيعها تتبع تاريخ صنعها، وهو أسلوبٌ كان متبعًا في الفنون الإسلامية قديمًا، حيث كان الحرفي يُسجّل في قوائم طائفته ويوقّع على منتجه، لذا أمكن تأريخ بعض التحف، وتأصيل زخارفها تارة، وإعلاء قيمتها تارة أخرى، إضافة إلى أهمية تقديم الصنّاع المهرة لوسائط الإعلام.

          وتناولت الدكتورة مي العبد الله (الجامعة اللبنانية) مفهوم السياحة الثقافية التي تأخذ شكلين: يتمثل الأول من خلال المعتقدات والتقاليد والعادات والمعارف والممارسات الاجتماعية والتفاعل الإنساني، في حين يتمثل الآخر في أدوات ملموسة ومحددة للتراث يتم عرضها بشكل من أشكال الجذب السياحي، كالمصنوعات الحرفية والنشاطات الفنية والمعارض وغيرها.

          الدكتور عبد الحميد حاج بور (إيران) أضاف أيضا بعدًا آخر لتكوين علاقة إيجابية بين الحرف اليدوية وصناعة السياحة، ومثله من قدموا تجارب بلادهم في توظيف تراث الصناعات المحلية للسياحة كمختار ميرجالوفا (أوزبكستان)، ومقبول سراج (الهند).

          ومن الدراسات التطبيقية المميزة ما عرضه الباحث آكيرا إيدا (اليابان) حين اختار تجربة قرية ميشيما اليابانية نموذجًا للتنمية السياحية لنهضة الحرف اليدوية يمكن أن تتبعه دول إسلامية للتوافق التام بين ظروف البيئتين. كما عرضت الجوزيل فاليفا ـ سوليمانوفا للحرف اليدوية في بلادها تتارستان، وآثارها التنموية داعية إلى إحياء الثقافة والتاريخ التتريين في ذلك المركز المهم الذي يتوسط أكبر قارات الدنيا؛ آسيا. أما الباحثة سابارا مامبيتوفا فأضاءت جانبا مهما للجهود التي تبذل لإحياء تقاليد الحرف اليدوية المعرض للاندثار في قرغيزستان، وهي المتخصصة في تطريز النسيج البارز التقليدي والمساهمة في توثيق الطرز التقليدية لهذا الفن الثري. وتحدث طاهر حبيبوف عن المشكلات التي تواجهها الحرف التقليدية في بلاده طاجيكستان، ومن أذربيجان قدمت رؤية بانورامية للحرف اليدوية الدكتورة آسيا شيرالييفا، المسئولة عن متحف الدولة الأذربيجاني لفنون السجاد والحرف الشعبية. ومن إسلام آباد قدمت الفنانة والباحثة صباح حسين دراسة لحالتين متمايزتين هما الأستاذ سيف الرحمان، عارضة فنونه في الخط العربي، ورسوم الفريسكو الجدارية، وغلام حيدر كاشيكار المتميز في صناعة الفخار المزجج والسيراميك، ومن مدينة فاس تحدث عمر أمين بن عبدالله عن تفاعل الحرف التقليدية والسياحة على المستوى الثقافي والتراثي والاقتصادي، ومن تونس تناول جويدة القصطللي التفاعل بين السياحة والصناعات التقليدية في الجمهورية التونسية، كما عرضت مواطنته فتحية الباروني بن سدرين للصناعات التقليدية من مظهر للتخلف إلى عامل للتنمية، ومن فلسطين تناولت سلمى مجدلاني واقع الصناعات التقليدية في فلسطين والعلاقة مع قطاع السياحة، ومن موريتانيا تحدث محمد ولد أحميداد عن واقع الصناعة التقليدية في بلاده، ومن تركيا سيتارا باقر تطبيقات السيراميك التركي التقليدي، وقدم حكمت بارودجيكيل تجربته في الرسم على سطح الماء، وعرض كاظم حادزيميجليك لتاريخ تجليد الكتب، ومن اليمن استعرض نبيل علي منصر للحرف اليدوية بين التاريخ والهوية من خلال حصر وتوثيق الحرف التقليدية اليمنية.

          من جنوب أفريقيا كتب أحمد سوني عن حالة الصناعات والحرف اليدوية التقليدية والسياحة في بلاده، وركز محمد الشريدة كلمته في علاقة السياحة بالحرف التقليدية فيمن خطط العمل الحكومية في الأردن، وشرحت نجاة عروة دور الحرف التقليدية في القطاع السياحي في الجزائر، وأفاض محمد الزكريوي في الحديث عن رسالة الصناعة اليدوية والحرف الفنية في العالم الإسلامي والدعوة لتفعيل دورها في التبادل والتواصل بين شعوب العالم،من خلال تجربته في اليابان، فيما كتب مواطنه المغربي الطاهر أعميار عن أهمية قطاع الصناعات التقليدية في بلادهما، وكانت ورقة الفنان الدكتور محمد علي حسن زينهم والدكتورة رشا محمد علي عن الحرف اليدوية وكيفية تطويرها والاستفادة منها في العمارة العربية ذات الطابع السياحي، مركزين على دراسات تكنولوجيا الزجاج المعشق والمشربيات، وطرق تنفيذها، مع استعراض لمزاياها، وتقديم نماذج منها كمتحف عبد الرءوف حسن خليل في مدينة جدة، ومشروع أكاديمية جراحات القلب بالقاهرة.

الرسم على النسيج والزجاج .. والماء أيضا!

          أقامت اللجنة المنظمة للمؤتمر معرضين غاية في الأهمية، يجمعان وجهي العملة الواحدة: العمل الحرفي. وإذا كان الأول قد خصص للمطبوعات من كتب ودوريات وموسوعات وملصقات التي تناولت الحرف اليدوية في أكثر من دولة، أبرزها وأكثرها إصدارات المملكة العربية السعودية وتركيا، عدا عن مطبوعات جاء بها أصحابها من مكتباتهم الخاصة للعرض المؤقت، فإن الوجه الثاني خصص لعرض منتجات حرفية باهرة الإتقان سمي بمعرض الروائع (وهو معرض مختلف عن ساحتي السوق والورش الحرفية).

          في معرض الروائع كنا كلما وجهنا البصر إلى أي زاوية رأينا الفنان المسلم يجرب الرسم على كل شيء. فمن مصر أذهلتنا سجادة رأينا عليها إحدى أشهر لوحات الفنان السكندري محمود سعيد، الذي قدم بنات بحري لعيون العالم، وصفحات الفن، فإذا بهن ينتقلن إلى إحدى اللوحات النسيجية البارعة.

          الفنان التركي حكمت بارودجيكيل الذي شرح تجربته في الرسم على سطح الماء من خلال فيلم فيديو مازج فيه بين الطبيعة ملهمته، والفن غايته، رأينا تلاميذ له يأسرون ألباب زوار معرض روائع الأعمال كبارًا وصغارًا على حد سواء. تأخذ فنانة تركية شابة تلميذة له، صندوقًا مستطيلاً يكاد يكون مسطحًا، تكاد المياه تصل إلى حافته، وتبدأ بنثر بقع لونية يمينًا ويسارًا، ما تلبث أن تشد خطوطًا بينها بطرف ريشة، فتتحول الأشكال إلى بقع على خلفية من ألوان الربيع، حينها تضع وجه الورقة على سطح الماء الملون، فتنتقل الصورة بسحر بالغ إلى الورقة، لتتركها تجف، بينما العيون مشدوهة باللوحة التي اكتملت في أقل من ثلاث دقائق!

          سألتُ حرفيًا موريتانيًا، وأنا أتأمل صندوقًا بديعًا، تكاد رسومه ونقوشه وتطعيماته تدفعك إلى إبقائه مغلقًا، عن المدة التي يستغرقها صنع مثل ذلك الصندوق، فقال لي: ثلاثة شهور! في ثلاثة شهور تكون المصانع قد أنجزت أكثر من مائة صندوق، لكنها ستفتقر إلى الروح، التي يبثها الفن في العمل، آناء النهار والليل، فيكاد الصندوق، أو أي غرض آخر، يصبح جزءًا من صانعه، ولم لا، وقد استمع إلى خفقات قلبه تسعين نهارًا؟!

خاتمة أم بداية الرحلة؟

          كنا ندور بين قاعة المحاضرات، وساحة السوق، ومجمع الحرفيين، ومعرض الروائع، في دوائر لا تنتهي. دراسة هنا، وطريقة متجددة هناك، كتاب في الداخل، وتحفة في الخارج. وجوه من الشرق والغرب تقول إن الإسلام إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، وإن فنون الإسلام هي أثمن ما تعطيه اليوم هذه الإمبراطورية.

          خاتمة الرحلة هي بداية لرحلة جديدة، من آنية إلى إطار، ومن صندوق إلى ثوب، ومن نقش إلى رسم، والمسلم فنان يبدع، فيبهج. هي خلاصة القرون، ينطق فيها الخشب المصمت بأوراق الشجر، وحروف البشر، وهي خلاصة السنين، تتجمع بها السبائك زينة للدين والدنيا، وهي العمر الذي ينصهر كما ينصهر الرمل ليكون زجاجًا وآنية ومرآة، فنرى فيها كلها وجوه التاريخ والفن والحياة. 

جائزة للابتكار

          الجائزة الدولية للابتكار في الحرف اليدوية كان يمكن أن تُمنح إلى كل الحرفيين المشاركين بكل أطيافهم، فلستُ أجد منهم من لا يستحق هذه الجائزة. تكمن أهمية هذه الجائزة الدولية التي منحت في ختام المؤتمر في إثارتها الانتباه لجانب مهم من تراثنا الحضاري الإسلامي والتعريف به على المستويين الدولي والإقليمي، وإذا كان حرفيون من مناطق بعيدة ومختلفة قد فازوا بها، فإن ذلك يعني أن ابتكار الحرفي المسلم بلا حدود، وأن تذوق مهارته وبراعته وتفرده لا يعرف اللغات. ومما لا شك أن هذه الجائزة ومثيلتها التي أوصى بها المؤتمر ستشعر الحرفيين (والحرفيات على حد سواء) بمدى الأهمية التي يوليها المجتمع لأعمالهم مما سيضمن المحافظة على العطاء المستمر في هذا التراث.

          وقد فاز بجوائز الابتكار في فرع الخزف والقاشاني حازم الزعبي (الأردن)، عبدالرحمن الزحيفي (السعودية Gvenç Gven ( (تركيا)، وفي قسم السجاد: علياء زهرة (أذربيجان)، هند الجريد (السعودية)، وفي ميدان السدو والكليم: عبعب العازمي (الكويت)، نورة بنت سعيد (السعودية)، وصابر علي عبد الرحيم (مصر)، وفي مجال الزجاج المعشق: عاطف طيارة (لبنان)، عادل فتحي عناني (مصر)، وفي مسابقة التطريز Begrastonrova Kulsaira Ibiraimovna (قرقيزيا)، جميلة قول (تركيا)، مختبر ميرجالالوفا (أوزبكستان)، وبفئة الزي التقليدي: لمياء البشاري (تونس)، ثريا البابا (لبنان)، رغد حتاحت (الأردن)، أما عن الحرف الخشبية ففاز Gaipov Tulyagan (أوزبكستان)، محمد بن لامين (المغرب)، يوسف حمد المرحوم (السعودية)، بينما تفوق في الزخرفة والمنمنمات Nursen Gven (تركيا)، وبفن التجليد Cazim Hadzimejic (البوسنة والهرسك)، وبحرفة التذهيب Fatma Fusun Barutçugil (تركيا)، Aslihan Gney (تركيا)، و(Gholamhossin Farrokh Nasab إيران)، في حين أخذت جائزة صناعة الورق التقليدي وفن الإبرو (تزيين الورق) Sema Balkaya (تركيا). وفي فضاء الحلي برع محمد أحمد الرموس (اليمن)، محمد البيلان (المغرب)، خالد زين سلامة (السعودية)، وفي الحرف المعدنية Mihmet Zeki Kusoglu (تركيا)، Kourosh Ghanouni (إيران)، Berik Alibayev (قازاخستان)، وبالفسيفساء منحت الجوائز إلى عبدالرزاق بن سعد بلقاسم (تونس)، زياد عزيز محمد عثمان (الأردن)، إبراهيم صالح مرعي (الأردن)، أما جوائز الحرف الجلدية فنالها كل من علي إبراهيم الهزاعي (السعودية) وHasan Seyidaliyev (قزاخستان)، فيما تقاسمت جائزة حرف السعف والخوص والخيزران نورة عبدالعزيز المقرن (السعودية)، فاطمة بنت أحمد (السعودية)، وفي صناعة النماذج والمجسمات كان لدول الخليج العربية الحضور الأبرز ففاز عبدالكريم سعد القلاف (الكويت)، وجعفر محمد الخير (البحرين)، أحمد الصايغ (قطر)، ومنحت باقي الجوائز إلى حرف متفرقة فنالتها فاطمة آية موسى (المغرب)، وبدرية محسن المطيري (السعودية)، ونادر التميمي (فلسطين).

بيان الرياض

          في البيان الختامي للمؤتمر، تم اعتماد بيان الرياض المتضمن توصيات الباحثين المشاركين فيه، وتلخص في:

  • الدعوة لتكثيف الجهود لإثارة الانتباه المحلي والإقليمي والدولي لأهمية قطاع الحرف اليدوية، كإشعاع حضاري إنساني، وبالتالي العمل على إحيائه وتوفير كل وسائل الدعم اللازم له.
  • العناية بالحرفيين، وتقدير دورهم ومكانتهم في المجتمع، باعتبارهم عنصرًا أساسيًا في بقاء التراث الإسلامي والحفاظ على استمراره.
  • توفير فرص التدريب والتكوين العام للحرفيين في الدول المختلفة، لرفع مستوى مؤهلاتهم بما يمكنهم من التعامل مع تحديات المنافسة، التي تصبغ العصر الحديث، والدعوة إلى إنشاء مدارس وكليات تضم بالإضافة إلى الحرفي المهندس المعماري والمصمم التقليدي، وخبير التسويق، بما يؤدي إلى التشاور المستمر وتبادل الخبرات والتجارب، ومتابعة التكنولوجيا والمواد الحديثة، وغيرها.
  • دعوة للدول الأعضاء والمؤسسات والجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات الضرورية العاجلة لرعاية مبدعي الحرف اليدوية، وتشجيعهم لعدم هجر القطاع وتركه، بحثًا عن ظروف معيشية أفضل، مع وضع خطط عاجلة لمساعدتهم في تسويق منتجاتهم وللتعريف بها محليًا ودوليًا.
  • مناشدة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، للعب دور كاف للتعريف بتراثنا على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، وإبراز أهميته بالنسبة لقضايا التنمية والسياحة والاقتصاد.
  • تأسيس مجلس للحرف اليدوية في العالم الإسلامي في إحدى الدول الإسلامية، من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي على غرار المجلس الدولي للحرف اليدوية، بحيث يضم المؤسسات والخبراء العاملين في قطاع الصناعات التقليدية في دول العالم الإسلامي، يجتمعون مرة في العام بشكل دوري للتداول في قضايا تطوير القطاع، وبحث سبل تفعيل أنشطة المعارض وتشجيع خطوات تكريم الحرفيين لضمان استمرار الابتكار والإبداع.
  • التنظيم الدوري لهذا المؤتمر مرة كل عامين على الأقل في إحدى الدول الإسلامية، لتناول موضوع الحرف اليدوية في العالم الإسلامي مع بعض الفعاليات المصاحبة، بحيث يمكن تناول موضوعات شتى كالابتكار، والتصاميم، وتوافر الخامات، والبحث عن فرص التسويق، وغيرها من الموضوعات الضرورية لتطوير القطاع.
  • الإشادة برعاية الهيئة العليا للسياحة بالمملكة العربية السعودية، وبالجائزة الدولية للابتكار في الحرف اليدوية، والتي أسعدت الحرفيين المشاركين بكل أطيافهم، وأشعرتهم بمدى التقدير الذي يكنه المجتمع السعودي لهم، والدعوة لتأسيس هذه الجائزة بشكل دوري لتحريك أطر الابتكار الدائم لحرفيي العالم الإسلامي.  

شعارٌ ومغزى

          الشعار الذي صممه الفنانُ الخطاط التركي أفضل الدين محمد قليج لاسم المؤتمر، كان له أكثر من مغزى. فلم يكن يكشف عن جماليات الخط العربي وقدراته التشكيلية وحسب، بل كان يرسم أيضا صورة الدَّلة الخليجية التي يصب منها مضيفك القهوة. فهي في مغزى ثان معادل موضوعي للضيافة، ثم إن لون خطوطها الذهبي يعكس عراقة الفن الإسلامي، وأخيرًا إن شئنا للشعار معنى مضافا فهو يعني أن الفن جزء من حياتنا اليومية، وهو يستخدم في صناعة أدوات لصيقة باليومي والمعيش، وليست فنونا تجريدية مبهمة أو تجارب خيالية مطلسمة. ويقف بجانب الشعار الدكتور نزيه معروف رئيس برنامج تطوير الحرف اليدوية بمركز إرسيكا.

 

أشرف أبو اليزيد   




صورة الغلاف





 





المطرِّزة الفائزة بالجائزة الأولى في مسابقة الابتكار بفن التطريز بيجراستنوروفا كولسايرة إبرايموفنا، من قرغيزيا





خطاط المصحف الشريف الشيخ عُثمان طه، المملكة العربية السعودية، نموذجان للفنان المسلم الذي يطوِّع الفن للحياة اليومية، ولفائدة الدين والدنيا معًا





الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة في المملكة العربية السعودية والسادة المسؤولين يفتتحون المؤتمر الدولي للسياحة والحرف الإسلامية الذي استضافه مركز الملك عبد العزيز التاريخي بمدينة الرياض





في المؤتمر تمت مناقشة 62 بحثا خلال 13 جلسة متعددة اللغات تتناغم حول لحن واحد؛ إحياء الحرف اليدوية، بدراسة المنظور الثقافي والتراثي والاقتصادي للحِرف اليدوية، وقيمها الفنية في التراث الحضاري الإسلامي





أحد المجسمات الطينية التي تصور حصن المصمك بالمملكة العربية السعودية، أما المعادن وخاصة الحلي الفضية فكانت محط أنظار الجميع. وتنوعت استخداماتها





إناء حافظ





قارورة عطر في طاقم عروس من كازاخستان





وقائع الجلسة العاشرة حيث صاحب إلقاء الدراسات عرض للصور والشرائح المصورة والأفلام على شاشة عملاقة في قاعة الملك عبد العزيز للمحاضرات





نموذجان من الصناعات التقليدية للمجسمات المنمنمة يمثل أحدها نافذة تقليدية من الجص والخشب المطعم بالنحاس، تتوزع على مربعاتها دلة قهوة، وموقد بخور، وغلاية شاي، ومنفاخ نار





كسوة الكعبة المشرفة بخيوط الذهب، وصناعة نماذج السفن التي تحكي رحلة البحارة العرب أبناء السندباد، وابتكار أبواب تقليدية للحصون بأحجام المنمنمات وصور للحرف التي حافظت على بقائها في دول الخليج العربية





كسوة الكعبة المشرفة بخيوط الذهب، وصناعة نماذج السفن التي تحكي رحلة البحارة العرب أبناء السندباد، وابتكار أبواب تقليدية للحصون بأحجام المنمنمات وصور للحرف التي حافظت على بقائها في دول الخليج العربية





كسوة الكعبة المشرفة بخيوط الذهب، وصناعة نماذج السفن التي تحكي رحلة البحارة العرب أبناء السندباد، وابتكار أبواب تقليدية للحصون بأحجام المنمنمات وصور للحرف التي حافظت على بقائها في دول الخليج العربية





 





قرب برج الرياض الشهير أقيمت أضخم ورشة كوزموإسلامية للحرفيين كما هم في مواقع أعمالهم ببلدانهم





حرف فنون الخط العربي، وتعشيق الزجاج الملون والحفر على سبائك المعادن النفيسة





حرف فنون الخط العربي، وتعشيق الزجاج الملون والحفر على سبائك المعادن النفيسة





حرف فنون الخط العربي، وتعشيق الزجاج الملون والحفر على سبائك المعادن النفيسة





في المملكة العربية السعودية أكثر من 20 ألف حرفي وحرفية يعملون في حوالي 45 صناعة يدوية بمختلف مناطقها، والصور من داخل ورش عمل الحرفيين





في المملكة العربية السعودية أكثر من 20 ألف حرفي وحرفية يعملون في حوالي 45 صناعة يدوية بمختلف مناطقها، والصور من داخل ورش عمل الحرفيين





في المملكة العربية السعودية أكثر من 20 ألف حرفي وحرفية يعملون في حوالي 45 صناعة يدوية بمختلف مناطقها، والصور من داخل ورش عمل الحرفيين





في المملكة العربية السعودية أكثر من 20 ألف حرفي وحرفية يعملون في حوالي 45 صناعة يدوية بمختلف مناطقها، والصور من داخل ورش عمل الحرفيين





كأنها لوحة لرسام استشراقي عن سوق تقليدية لبيع الأقمشة. المشهد يستقر في المخيلة لكنه يتجدد في الواقع. والصورة من داخل السوق التي شهدت إقبالا شديدا من الجمهور





صائغ الفضة اليمني محمد أحمد الرموس الفائز بالجائزة الأولى في مسابقة الابتكار يمارس عمله أمام الجمهور، ويحتفظ بصورة له من صدر الشباب تمثله وهو يعمل قبل أربعة عقود





معرض لروائع الأعمال تجولنا بين مقتنيات وأعمال من بلدان العالم الإسلامي، فرأينا صورًا لصناعات الحرف اليدوية النسيجية والخشبية والزجاجية والمعدنية في نحو أربعين دولة إسلامية





معرض لروائع الأعمال تجولنا بين مقتنيات وأعمال من بلدان العالم الإسلامي، فرأينا صورًا لصناعات الحرف اليدوية النسيجية والخشبية والزجاجية والمعدنية في نحو أربعين دولة إسلامية





معرض لروائع الأعمال تجولنا بين مقتنيات وأعمال من بلدان العالم الإسلامي، فرأينا صورًا لصناعات الحرف اليدوية النسيجية والخشبية والزجاجية والمعدنية في نحو أربعين دولة إسلامية





معرض لروائع الأعمال تجولنا بين مقتنيات وأعمال من بلدان العالم الإسلامي، فرأينا صورًا لصناعات الحرف اليدوية النسيجية والخشبية والزجاجية والمعدنية في نحو أربعين دولة إسلامية





معرض لروائع الأعمال تجولنا بين مقتنيات وأعمال من بلدان العالم الإسلامي، فرأينا صورًا لصناعات الحرف اليدوية النسيجية والخشبية والزجاجية والمعدنية في نحو أربعين دولة إسلامية





بنات بحري، اللوحة الأشهر للفنان التشكيلي محمود سعيد، التي تصور الحياة الشعبية في مدينة الإسكندرية، بعد أن تحولت على يدي فنان حرفي إلى لوحة من صوف وسجادة جدارية قدمت في معرض روائع الأعمال





 





 





تحول درعُ المحارب وسيفه ولباسه الحربي وراء هذا الفنان التتري إلى شكل من أشكال الزينة، ذهبت الحروب وبقيت الفنون، مع نظرة سلام