هل يشهد الغد غياب القوميات؟.. د. أحمد أبوزيد

هل يشهد الغد غياب القوميات؟.. د. أحمد أبوزيد
        

          تغيرات هائلة يمر بها العالم الآن، وازدياد في الحراك السكانى على المستوى الأفقى، واختلاط الأعراق واللغات والعقائد والأديان والثقافات، كل هذا نتيجة للهجرات البشرية الضخمة التى لم تعد تعترف بالحدود الفاصلة بين الدول.

          لقد حدث توغل سريع  لتيارات العولمة فى مختلف جوانب الحياة وهدم الحواجز الاجتماعية والسياسية والاقتصادية القائمة بين مختلف الشعوب، والتقدم العلمى والتكنولوجى فى جميع المجالات وتطور وسائل وأساليب الاتصال نتيجة للثورة الإلكترونية وما ترتب عليها من تدفق المعلومات وسهولة التعرف على أحداث العالم وتقارب الأفكار وتلاقح الثقافات، ساعدت كلها على اتساع نظرة الإنسان المعاصر إلى ذاته وإلى وضعه فى العالم ككل، بحيث بات يشعر بأنه جزء عضوى من ذلك العالم الواسع الفسيح المتنوع وليس مجرد مواطن بسيط يعيش ويحيا فى مجتمع له مساحته الجغرافية الضيقة المحدودة، إذا قيست إلى ضخامة حجم المجتمع الكوكبى المترامى الأطراف والشديد التعقد. وقد أدى ذلك - فى كثير من الأحيان وبخاصة فى الدول الغربية المتقدمة - إلى تراجع الشعور بانتماء الفرد إلى تلك الرقعة الجغرافية المحددة التى يشغلها شعب معين بالذات له نظمه وتقاليده وقيمه وتاريخه وتراثه وحكومته وقوانينه التى تميزه عن غيره من الكيانات المماثلة والتى تعطيه هويته السياسية وذاتيته الثقافية والاجتماعية، التى تؤلف الركيزة الأساسية لقيام ما يطلق عليه اسم الدولة/الأمة. ويبدو أن هذا الوضع الجديد أصبح من أهم الموضوعات التى تشغل بال المفكرين فى العالم الغربى باعتباره أحد الملامح الأساسية المميزة للقرن الواحد والعشرين، وإن كان يثير فى الوقت ذاته كثيرا من الجدل حول النتائج التى سوف تترتب عليه، نظرًا لتعارضه الشديد مع ما اعتاد عليه المجتمع البشرى منذ ظهور مفهوم الوطنية والقومية وقيام الدولة/الأمة وتنظيم العلاقات الإنسانية والسياسية وفق هذا المفهوم التنظيمى.

          وساعد على قيام هذا الوضع الجديد حالة التشوش والاضطراب والبلبلة وعدم الوضوح وازدياد كثافة التناقضات الاجتماعية التى يعانى منها المجتمع الإنسانى المعاصر فى العقود القليلة الماضية وتفاقم حدة هذه التناقضات، رغم مزاعم العولمة بأنها تهدف إلى ردم الفجوة الثقافية والاقتصادية والسياسية بين شعوب العالم وتوفير حد أدنى من التجانس على جميع المستويات، إذ يقابل ذلك فى الوقت نفسه ازدياد الميل لدى كثير من هذه الشعوب إلى التمايز بل والتباعد السياسى والاجتماعى والثقافى عن التأثيرات الخارجية وظهور نزعات إقليمية ومحلية تعكس الرغبة فى الانفصال والاستقلال تأكيدا للهوية الخاصة. فثمة إذن نوع من الازدواجية الواضحة المتمثلة فى محاولة التقريب والتجميع والتنسيق القائمة على ترسيخ التجانس وإزالة الفوارق بين الشعوب والثقافات من ناحية، وازدياد النزوع نحو الاتجاهات الانفصالية وظهور الأيديولوجيات الوطنية والقومية وارتفاع الشعارات الدينية وتأجج النعرات العرقية من الناحية الآخرى، مما يجعل صورة المستقبل مبهمة فى كثير من الأذهان. ولكن هذه التناقضات لم تمنع حتى الفرد العادى فى المجتمع المعاصر من الشعور بقوة ارتباطه بغيره من البشر خارج حدود مجتمعه الجغرافية ومشاركته الآخرين البعيدين عنه مكانيا فى كثير من جوانب وعناصر وملامح الحياة المعاصرة المعقدة وتعاطفه مع أفكارهم وآمالهم ومستقبلهم بدرجة لم تكن معهودة من قبل، دون أن يؤدى ذلك إلى التنكر بالضرورة للأصول العرقية واللغوية والدينية الخاصة.

تراجع مفهوم الدولة

          وقد رأى الكثيرون من المفكرين فى الخارج فى هذه التغيرات دليلا على تراجع مفهوم الدولة/الأمة وضعف الدور الذى تلعبه فى حياة الفرد وأن دورها يكاد يكون محصورا فى بعض الجوانب التقنية فحسب، وأن كل ما يمكن أن تضطلع به الدولة فى الوقت الحالى هو أن تقوم بوظيفة المؤسسة التكنوقراطية وأن تقنع بتقديم الخدمات الأساسية وتوفير البنية التحتية فى المجتمع دون أن تطمع فى استيعاب الأمة التى لم يعد لها - فى الأغلب - توجهات أو مصالح أو مطالب موحدة، نتيجة لتأثيرات العولمة والتفاوتات الصارخة فى مطالب الشعوب، وأن الوقت قد حان للتفكير فى قيام نظام تتعدى فاعليته حدود الدولة الجغرافية ويستطيع التجاوب مع الظروف الجديدة الناجمة عن الهجرات الكثيفة، التى تعانى منها معظم دول العالم سواء من جراء النزوح الكثيف إلى الخارج ،الذى يصفه البعض بأنه لون جديد من الشتات، أو من جراء كثرة أعداد الوافدين من الخارج، طلبا للإقامة والعمل وما قد ينشأ عن ذلك من اضطرابات ومصادمات بين هؤلاء الوافدين من ثقافات غريبة وبين السكان الأصليين الذين يرفضون هذا الغزو البشرى المكثف الذى يهدد طابعهم القومى الخاص.

          فالظروف الحالية المعقدة تقتضى إذن وجود أشكال وأنواع جديدة من المؤسسات والتنظيمات الاجتماعية والسياسية تتجاوز إمكاناتها وقدراتها حدود الدولة/الأمة الحديثة وتعمل على توطيد وترسيخ مفهوم مابعد القومية postnationalism لكى يحل محل النزعات الوطنية والقومية التى تقوم على التعصب العرقى أو الدينى، وتكون بذلك مصدرا للصراع مع الآخر كما هو مشاهد الآن فى العلاقات المتوترة بين الدول وبخاصة فى العالم الثالث. ويعترف المفكرون المناصرون لهذا الاتجاه الجديد بأنه سوف يواجه بمقاومة عنيفة كنتيجة طبيعية ومنطقية ومشروعة للرغبة فى الاحتفاظ بالهويات الثقافية والاستقلال السياسي للشعوب المختلفة التى تعتز بانتماءاتها الوطنية والقومية ولكن هذه المقاومة لن تصمد طويلا أمام متطلبات المستقبل المتغيرة. بل إن بعض هؤلاء المفكرين يذهبون إلى حد القول إنه لم يعد فى العالم الآن من يريد الاستقلال تماما، لأن العصر الحالى هو عصر التكتلات الكبرى وأن التغنى بالاستقلال والسيادة الوطنية أصبح من مخلفات الماضى الذى عفا عليه الزمن، وأنه خلال العقود القليلة القادمة سوف يشهد العالم قيام نظام (هجينى) جديد ناشئ عن تداخل الأعراق واللغات والديانات والثقافات والمصالح، نتيجة لموجات الهجرات البشرية الضخمة على مستوى العالم وازدياد تأثير اتجاهات العولمة العارمة وإتاحة مزيد من الفرص للتعرف على الآخرين واحترام ثقافاتهم مما يؤدى فى آخر الأمر إلى قبول هؤلاء (الآخرين) وتهذيب حدة النزعات الوطنية والقومية التى تثير الشكوك والكراهية والصراعات المتبادلة، ولقد شهدت العقود الأخيرة تراجعا ملحوظا فى الأيديولوجيات القومية والوطنية بكل ماتحمله من دعوات للتمييز والتعصب والتفرقة بين الأنا والآخر. وهو مايظهر بوضوح فى أوربا الآن متمثلا فى الاتحاد الأوربى الذى يهدف - ضمن أشياء أخرى - إلى إزالة مظاهر التمييز بين الهويات السياسية وترسيخ مفهوم مابعد القومية وإن لم يفلح فى ذلك تماما.

رؤية للمستقبل

          ويعتبر الاتحاد الأوربى فى نظر الكثيرين بمنزلة رؤية جديدة لعالم المستقبل، وتحديا لنظام الدولة/الأمة ومثالا لما سيكون عليه الوضع فى عصر ما بعد القومية, ونموذجا يمكن تطبيقه فى مناطق أخرى من العالم رغم كل ماقد يلقاه من اعتراضات من جانب المتحمسين لفكرة القومية، وبخاصة فى العالم الثالث والدول التى خضعت للاستعمار ولم تعرف طعم الاستقلال إلا منذ عهد قريب نسبيا. فالاتحاد الأوربى - كنموذج للكيانات بعد القومية - يتسامى عن مشاعر الكراهية المتوارثة والمتأصلة الكامنة وراء نشأة وقيام القوميات بأشكالها المختلفة والتى كبلت الناس بأوهام ونعرات التاريخ وأساطيره وربطتهم بالماضى بدلا من أن ينظروا إلى المستقبل.فالنزعات والحركات القومية عامل من عوامل الجمود والتخلف. ولذا يعتبرها البعض فى المجتمعات الغربية (قوة ظلامية) لايمكن التنبؤ بنتائجها وتهديدا للحياة الحضرية الحديثة، بل إن هناك من يذهب إلى أبعد من ذلك فيراها نتاجا شيطانيا للعالم الثالث يرفضه الغرب المتقدم وإن كان يقف أمامه عاجزا لايستطيع القضاء عليه تاركا لتطورات المستقبل أن تقوم بهذه المهمة.وينسى الغرب فى ذلك حقائق التاريخ التى تقول إن مفهوم القومية هو نتاج التراث الغربى فى القرن التاسع عشر، وقيام القوميات بأشكالها المختلفة والتى تجعل ما بعد القومية تمثل مرحلة نهاية وجود الدولة/الأمة، إذ المفروض فى رأى البعض أنه لن توجد فى عصر مابعدالقومية (الذى بدأت بشائره تتراءى بقوة فى قيام الاتحاد الأوربى) حكومات تتولى صياغة وفرض قوانين خاصة بأى مجتمع على حدة وانفراد، دون أن يؤخذ فى الاعتبار مصالح ومتطلبات المجتمعات الأخرى المشاركة فى الكيان الجديد، بل الأغلب والأوفق أن تنتقل هذه المهمة إلى مؤسسات أخرى لها نظرة أوسع وأكثر شمولا، كما أن الانتماء الوطنى سوف يتحول إلى نوع من الترابط والولاء لهذا الكيان الذى يمثل الدول الأعضاء، مع الاعتراف والاعتزاز فى الوقت ذاته بالانتماءات الأصلية إلى أن يأتى الوقت الذى تذوب فيه تلك الخصوصيات.، وهو فيما يبدو أمل صعب المنال.

          وواضح أن الشعور بضرورة تقبل والاعتراف بما بعد القوميات ومحاولة تنفيذها على أرض الواقع إنما جاءت استجابة لضغوط بعض التطورات التى حدثت فى التسعينيات من القرن الماضى بوجه خاص، مثل اشتداد وطأة تكنولوجيا المعلومات (وبخاصة بعد انتشار الإنترنت) كوسائل قللت من التأثيرات السلبية للفوارق الزمنية والمكانية بين الشعوب والثقافات، ثم ظهور أمم ودول صغيرة جديدة بعد تفكك الاتحاد السوفييتى تعتز باستقلالها وهويتها الوطنية، ولكنها تدرك مخاطر هيمنة التكتلات السياسية الكبيرة، وازدياد الوعى بفاعلية تيارات العولمة بإيجابياتها وسلبياتها بالنسبة للكيانات الصغيرة وظهور مؤسسات عالمية ذات تأثير يتعدى الحدود الدولية كما هو الشأن بالنسبة لمنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولى وغيرهما بالإضافة إلى التداخلات العرقية والثقافية الناجمة عن موجات الهجرة البشرية الضخمة والواقع الجديد المعقد الذى يتعين الاعتراف به والتعامل معه.

          وعلى أية حال فإن التغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية تتضافر الآن للقضاء بقدر الإمكان على النزعات الوطنية والقومية التى تعزز الانفصال والتمايز والعزلة. ويكاد مفهوم القومية التقليدى يفقد جانبا كبيرا من مغزاه وسحره القديم ولم تعد الدولة/الأمة تعتبر- على الأقل فى العالم الغربى - من العناصر الأساسية فى التماسك الاجتماعى وفى تحقيق درجة أعلى فى التطور والرقى والتقدم التاريخى على ما يقول إريك هوبزبوم Eric Hobsbawm فى كتابه القيم الذى صدر العام 1990 بعنوانNations and Nationalism. وهذه على أي حال آراء وأحكام خلافية ولكنها خليقة بأن نعطيها نحن ما تستحقه من تفكير، فى ضوء المتغيرات والخلافات والصراعات العنيفة والمدمرة التى يعانى منها العالم العربى رغم كل عوامل التقارب والتماسك التى يتمتع بها، والتى تفتقر إليها دول أوربا الغربية.

أزمة القومية

          والظاهر - كما يقول عالم الأنثروبولوجيا الهندى / الأمريكى أرجون أبادوراى -Arjun Appadurai - أن الدولة/الأمة القائمة على فكرة القومية تمر الآن بأزمة شديدة، وأن عمليات الهجرة والتواصل على مستوى كوكب الأرض سوف تؤدى إلى انفصال واستقلال الهويات عن الأبعاد والعوامل المكانية الإقليمية والمحلية فى عالم ينحو نحو التقارب, بل والمزج الثقافى نتيجة لامتداد واتساع نطاق (الشتات) البشرى والهجرات الجماعية وتدفق المهاجرين والنازحين ورءوس الأموال والتكنولوجيات والأيديولوجيات المتضاربة. وقد أخذ العالم المعاصر (يمد بصره وفكره) إلى ما وراء حدود الدولة/الأمة ويتصور إمكان وجود شكل جديد من السيادة والإقليمية. وفى هذا كله سوف توفر الوسائط الإلكترونية مصادر ثرية للخيال عن الذات وعن العالم. وإذا كان بنديكت آندرسون Benedict Anderson يذهب إلى أن ما يسميه «رأسمالية الطباعة» قد أدت إلى ظهور (مجتمعات متخيلة) من البشر الذين لم يتقابلوا أبدا وجها لوجه، وأن هذا كان أحد المتطلبات الأساسية اللازمة لقيام الدولة/الأمة فإن «الرأسمالية الإلكترونية» - حسب تعبيره - سوف تساعد على قيام صور وأشكال من العلاقات وبالتالى من التنظيمات تتعدى إمكانات الطباعة وتتجاوز الحدود الجغرافية للدول، وتخلق وعيا عالميا ووحدة فكرية وأيديولوجية تتجاوز كل الحدود والحواجز والموانع الفيزيقية. وعلى ماتقول الباحثة ليلى الزبيدى فى نشرة صدرت عن قسم الأنثروبولجيا بجامعة إنديانا فى مايو 1998 فإن مفهوم مابعد القومية أصبح واحدا من المفاهيم الأساسية المرتبطة بالألفية الثالثة وأحد التصورات التى يبدو أنها سوف تلازم التنظيم السياسى والاجتماعى فى مجتمع الغد. وقد يكون هذا صحيحا على الأقل فى نظر المفكرين الذين يتغاضون عن قوة وعمق المشاعر الوطنية والقومية، والذين يتناسون موقف بريطانيا المناهض لفكرة الاندماج الكلى فى الاتحاد الأوربى من أجل الحفاظ على الهوية البريطانية المتمايزة، وذلك رغم الإيمان بأهمية التكتلات السياسية الكبرى وإدراك أن الأيديولوجيات الوطنية والقومية آخذة فى التراجع والانحسار فى العالم الغربى المتقدم، وأن (الأمة) لم يعد لها مصالح بسيطة وواضحة وموحدة أمام هجمة العولمة الشرسة، وأمام تعقد التركيب السكانى عرقيًا ودينيًا ولغويًا وثقافيًا نتيجة للهجرات البشرية الكاسحة، التى شهدها المجتمع البريطانى فى السنوات الأخيرة.

تجاوز الدولة

          ومهما يكن الأمر فإن الواقع يقول إن الكثيرين على مستوى العالم - وليس فقط فى أوربا أو فى الدول الغربية - يرون أن الاتحاد الأوربى كمثال للتنظيم الذى يتجاوز حدود الدولة / الأمة يمكنه أن يتغلب على القوميات التى تقوم على مبادئ السيادة الجغرافية داخل الحدود المكانية للدولة وأنه أفضل صورة ممكنة للتحرك وراء عصر الدولة / الأمة، وأنه إذا كانت مشاعر الكراهية المتأصلة العميقة والمتوارثة تقف وراء قيام فكرة القومية، وأنها هى الدافع الأساسى وراء الرغبات الانفصالية الحديثة لإنشاء كيانات سياسية مستقلة، فإن تطور التاريخ يشير إلى أن هذه التكوينات لن تستطيع الصمود طويلا أمام التغيرات المستقبلية, وأمام تيارات العولمة والهجرات البشرية والتداخلات السكانية والاحتكاكات الثقافية, التى سوف تجرف أمامها تلك الكيانات السياسية الصغيرة الناشئة، التى تقوم على الاعتزاز المبالغ فيه بالماضى والتمسك بدعاوى التاريخ بدلا من توجيه جهودها نحو المستقبل والعمل على تحقيق التقدم الذى يتطلبه ذلك المستقبل. وعلى ذلك فإن الدعوات الانفصالية والشعارات التى تنادى بها والتى تصدر عن التعصب اللاعقلانى وعن المشاعر القومية التى ترفض الخروج والتحرر من القيود المفروضة على (الأمة) سوف تكون عاملا فى ترسيخ الجمود وسببا للتخلف عن مسيرة المجتمعات، التى أدركت أبعاد ومعنى وأهمية التكوينات المابعد قومية، التى ستكون هى الشكل السياسى والاجتماعى والثقافى الذى يسودعالم الغد، رغم كل ماقد يكتنف قيامها من صعوبات.

          للشاعر الأمريكى المعاصر لورانس فرلينجيتى Lawrence Ferlinghetti قصيدة بعنوان «مازلت أنتظر» يقول فى بعض مقاطعها :

          «مازلت أنتظر عصرًا يشهد القلق فيه مصرعه ونهايته

          ومازلت أنتظر قيام حرب تخلص العالم تماما من الفوضى الشاملة

          ومازلت أنتظر عهدا يشهد اختفاء الحكومات من الوجود

          ومازلت أنتظر مولد الدهشة والغرابة

          ومازلت أنتظر وسيلة تهدم كل القوميات

          دون أن تقضى على أحد من بنى البشر».

 

أحمد أبوزيد