القِطار الأَخير

 القِطار الأَخير
        

شعر

دارت الأرضُ بي، فكيف أدورُ ومكاني فيما تبقّى صغيرُ
وأنا فيه عابرٌ يتناءى وزجاجٌ مُعَتَّمٌ مكسورُ
لغتي الصمتُ، والذبولُ تعابيري فنومي مَوْتٌ، وصَحوي نشورُ
كنتُ في عَتمةِ الغيابِ وحيدًا فإذا أنتِ في الغياب الحضورُ
وإذا كلُّ ما لديّ ربيعٌ وافتتاحٌ، وضجّةٌ، ونفيرُ
خبّريني، مِن أيّ شقٍّ تجلّيتِ ودوني بابٌ صفيقٌ وسورُ
أَفُتونٌ هذا، أم الحظُّ وافى أم على قَدْرهِ يجيء المصيرُ
فتنتي أنتِ واهتدائي كأنّي قاصِدٌ جَنّةً غزاها سعيرُ
فإذا بي أهوي إلى الأرضِ في حينِ قُبَيْلَ السقوط كدتُ أطيرُ
كيف غيَّرتني وكنتُ عصيًّا قانطًا لا يَهمّهُ التغييرُ
فإذا ما أفقتُ نام انتباهي ونبا بي عند الرّقادِ السريرُ
كيف والصدرُ من سنين صقيعٌ فَنَهاري خاوٍ ولَيْلي ضريرُ
فإذا مَيّتُ البراكين ينشقّ وأعتى ما في لظاها يَفورُ
أنتِ أقصى ما في فضائي فكوني نجمةَ الصُّبح ينجَلِ الدّيجورُ
فرصتي تلك، والمواعيدُ فاتَتْ فخُذِيني... أنتِ القطارُ الأخيرُ


 

شوقي بغدادي