الإبداع الأدبي النسائي: مؤشر تنمية

الإبداع الأدبي النسائي: مؤشر تنمية
        

الجديد في تقرير التنمية الإنسانية هذه المرة أنه يركز على إبداع المرأة، وهي خطوة فكرية ومعرفية مهمة.

          صدر التقرير الرابع من سلسلة تقارير التنمية الإنسانية العربية (للعام 2005)،  ومحوره «نحو نهوض المرأة في الوطن العربي». وكم يسهل على المرء أن يتخيل صعوبة إنجاز مثل هذا التقرير بين سياسات حكومية رسمية تتبنى الدفاع عن النساء، وتعلن أنها حققت من التقدم ما لم تصل إليه ثقافات مغايرة. إلا أن التقرير نجح في الإفلات من قبضة الخطاب الرسمي وقام بطرح الحقائق المحيطة بأوضاع النساء في العالم العربي دون أدنى محاولة للتزين أو التخفيف من وطأة الواقع. وهو ما حدا كمال درويش، المدير العام لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على أن يؤكد في المقدمة التي كتبها للتقرير: «إن تقارير التنمية الإنسانية العربية - بما فيها تقرير هذه السنة - تطرح وجهات نظر لا يشارك فيها برنامج الأمم المتحدة. وهي تستخدم في بعض الأحيان لغة شفافية لا ضرورة لها».

          تناول التقرير الواقع والمأمول في حال المرأة العربية وذلك عبر سبر أغوار العوامل السياسية والاقتصادية والقانونية والفكرية والمجتمعية الشاحذة للهمم والمثبطة لها. وكانت الإحصائيات واستطلاعات الرأي بمنزلة مؤشرات تكمل الصورة بشكل يوضح مناطق القصور ونقاط القوة معًا. ويعتبر ذكر الإبداع الأدبي في سياق التقرير بمنزلة خطوة فكرية ومعرفية غاية في الأهمية. فلطالما تم اعتبار الإبداع الأدبي والفني رفاهية لايمكن تناولها في سياق اقتصادي تتدنى مؤشراته بشدة، وفي سياق مجتمعي يقنن ويبارك ممارسة العنف ضد النساء، وفي سياق مناطق وبلدان محتلة تعاني فيها النساء  كل أشكال العنف. ولذلك، فإن تناول الإبداع الأدبي للنساء في الفصل الخاص بالبنى الثقافية ينقل الكتابة والإبداع من خانة الرفاهية إلى خانة الضرورة، ويحول الكتابة الإبداعية إلى مؤشر أساسي يتيح قياس البنى الثقافية المتشابكة والمتقاطعة بالضرورة مع البنية المجتمعية والقانونية والسياسية والاقتصادية، وهي كل البنى التي تناولها القسم الثالث من التقرير تحت عنوان «السياق المجتمعي لحال المرأة في البلدان العربية».

الإبداع والموروث

          وإذا ركزنا النظر على فصل البنى الثقافية الذي ورد فيه ذكر الإنجاز الأدبي للمرأة العربية سندرك فورًا أنه ليس منفصلاً عما قبله أو بعده. بمعنى أن الإبداع الأدبي يرتبط مباشرة بالموروث الديني التقليدي، وبالأمثال الجارية التي تدعم أخلاق المفاضلة بين الجنسين، وبوضعية المرأة في الفكر العربي المعاصر، ومن ثم، فإن هذا الارتباط بين الإبداع وتلك العوامل التي تخلق له البيئة المشجعة أو الطاردة، لابد أن يتماثل بشكل أو بآخر فيما يخص وجود المرأة في السينما والإعلام.

          في اللحظة الأولى التي أسماها التقرير بناء على الورقة الخلفية التي قدمها كمال عبداللطيف «لحظة إدراك الفارق: المرأة الأخرى في مرآة الذات» كان صوت الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي قد بدأ في الظهور جليًا عبر كتابيه «المرشد الأمين في تربية البنات والبنين» (1934) و«تخليص الإبريز في تلخيص باريز» (1870). لايمكن القول بوجود ما يسمى إبداعًا أدبيًا في تلك الفترة، ولكن في الربع الأخير من القرن التاسع عشر يمكن رصد بذور تنبئ بولادة وشيكة لفعل الكتابة. فقد ظهر العديد من المجلات النسائية التي واكبها عدة صالونات أدبية شهيرة تعقدها الأميرات من الأسرة المالكة.

          كما تم أخيرًا اكتشاف رواية «غادة الزاهرة» التي كتبتها زينب فواز العام 1899، وأصبحت تستخدم في التأريخ لبداية الرواية. في هذا السياق لا يمكن إغفال اسم عائشة التيمورية (1840 - 1902) التي كانت تكتب الشعر بالعربية والفارسية والتركية.

          وإذا كانت تلك الفترة، أي نهاية القرن التاسع عشر، قد اتسمت بظهور نساء من الطبقة الأرستقراطية - وهذا مفهوم باعتبار فرصة التعليم التي حصلن عليها - فإن المرحلة الثانية التي يسميها كمال عبداللطيف «لحظة وعي التحول: بداية محاصرة السقف الفكري والمكرس للدونية» قد أتاحت لنساء الطبقة الوسطى المشاركة مع نساء الطبقة الأرستقراطية في تأسيس اللبنات الأولى لقاعدة إنجاز أدبي ونقدي. ففي تلك المرحلة تضافر صوت قاسم أمين مع صوت الشيخ محمد عبده لتتم شرعنة تعليم النساء وهو ما يعني إمكان التحاقهن بالمجال العام - والكتابة تنتمي بلا شك للمجال العام - على الرغم من انطلاقها من نوازع ذاتية.

          في تلك الفترة يمكن بسهولة أن نتذكر اسم ملك حفني ناصف المعروفة باسم باحثة البادية، ونبوية موسى التي صدر ديوانها العام 1938.

          كما أن المجلة التي أسستها هدى شعراوي بعنوان «L'Egyptienne» العام 1925 ثم مجلة «المصرية» العام 1937 كانتا بمنزلة مساحة متاحة للكثير من الأقلام النسائية التي أثارت جدلاً كثيرًا آنذاك.

لحظة الوعي عند المرأة

          بالنظر إلى الإنجاز الأدبي للنساء يمكن القول إن لحظة وعي التحول امتدت حتى ستينيات القرن العشرين، إلا أنها امتدت بتلوينات متعددة ومطالب مختلفة ولذلك لم تبدأ نتائجها في الظهور بشكل أدبي إلا بعد أن تم تحقيق عدة مطالب للنساء على رأسها حق التعليم والحقوق السياسية. بالطبع كانت العائلة هي دائمًا أحد أهم العوامل المتحكمة في بروز الموهبة أوخفوتها، فمثلاً تمكنت نازك الملائكة من نشر أول قصيدة لها بعنوان «الكوليرا» العام 1945، وكانت بذلك تؤسس لمدرسة الشعر الحر وتتمرد على الشكل العمودي، وقد قدمها التقرير في إطار «لامعة» (ص58). أما فدوى طوقان وهي التي تكبر نازك الملائكة بحوالي ست سنوات فقد ظهر أول ديوان لها بعنوان «الجلاد» العام 1952. وقد أسهبت فدوى طوقان في شرح الظروف العائلية المتزمتة التي نشأت بها، وذلك في سيرتها الذاتية «رحلة جبلية.. رحلة صعبة». وقد قدمها التقرير أيضًا في إطار «لامعة» (ص99). وفي عام 1960 ظهرت رواية »الباب المفتوح« للمصرية لطيفة الزيات، وهي أول رواية تطرح إشكالية انخراط المرأة في المجال العام عمومًا والنضال الوطني خصوصًا. توالت المسيرة ولكن التقرير مع الأسف لا يرصد إلا قلة من أسماء الكاتبات المنتقاة من كل بلد، وهو ما لا يقدم الصورة كاملة بشكل وافٍ، إلا أنه من المفهوم بالطبع أن الرصد التفصيلي ليس مكانه هذا التقرير، ويكفي أنه قام بذكر موسوعة «نور» الصادرة عن المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة العام 2002 والتي تجمع أسماء كل الأديبات في العالم العربي. ويلاحظ التقرير أن «عدد المبدعات العربيات في ازدياد، وإن كان بطيئًا، ما عدا في العراق الذي بدأ يقل فيه وصول إبداع النساء إلى الجمهور» (ص97).

          وقبل الانتقال إلى اللحظة الفارقة الثالثة في موقع المرأة في الفكر العربي المعاصر لابد من الإشارة إلى توظيف التقرير لثلاثية نجيب محفوظ: «بين القصرين» (1957)، «قصر الشوق» (1957)، «السكرية» (1957) بوصفها عالمًا سرديًا كاملاً قام برصد التحولات وتناقضات المجتمع المصري في مختلف أبعاده، خاصة في موضوع علاقة المرأة بالرجل. ويصل التقرير إلى أنه بالرغم من هيمنة ذكورية أحمد عبدالجواد على النص، التي يقابلها خضوع أمينة فإن نسل أحمد عبدالجواد وأمينة سيولد في قلب مجتمع الرواية مختلف الإرهاصات المؤشرة على تحول نوعي في النظر إلى المرأة داخل مجتمعنا. وهذا بالذات هو ما يجعلنا نتحدث عن تأريخ الثلاثية لصورة الاستبداد وأخلاق الخضوع كما عاشتها وما فتئت تعيشها النساء في عالمنا، وتأريخها في الآن نفسه لمفارقات ثنائية هيمنة - خضوع وما ولدته من توجهات تروم التمرد على واقع لم يعد يناسب القيم الجديدة في مجتمعنا» (ص146).

ميلاد وعي جديد

          كانت تلك هي العوالم، التي صوّرها نجيب محفوظ وغيره من المبدعين العرب. ولكن مع تبلور الرواية النسائية - والتي يمنحها التقرير عنوانًا جانبيًا «بدايات الوعي الفردي ومواجهة ثقافة الدونية» (ص146) لابد من العودة إلى اللحظات المفارقة في موقع المرأة في الفكر العربي المعاصر. فاللحظة الثالثة والتي أسماها كمال عبداللطيف «لحظة وعي المأسسة» (ص143) هي اللحظة التي ولدت فيها الرواية النسائية عن حق. أما مظاهر هذا الوعي الجديد، فهي تبدأ «بتبديد الصورة النمطية للمرأة التي استعيرت من تاريخ في طور التلاشي» (ص143). وهذا بالتحديد ما تفعله الرواية النسائية الآن، ومن باب الدقة منذ تسعينيات القرن الماضي. ومن أهم المظاهر في هذا الوعي الجديد الذي أنتج رواية جديدة تراجع العلاقة بين الجنسين في الرواية إلى الخلفية وتحويلها إلى نتيجة، وليس سببًا. بمعنى أن الكاتبة تغيرت نظرتها إلى سؤال المرأة، وأصبح الأمر مرتبطًا «بأسئلة التحوّل الكبرى الجارية في المجتمعات العربية» (ص144). وبذلك يتأتى للرواية النسائية الآن أن تقوم بمواجهة ثقافة الدونية وتطرح سبل تجاوزها. فالإبداع الأدبي النسائي يعمل على «بناء حساسيات لغوية وجمالية داعمة لفضاءات التخيّل المبدع في الرواية العربية، وداعمة في الوقت نفسه لقيم تنشأ لتفتت قيمًا سائدة» (ص146)، ويستشهد التقرير بلحظة صدور رواية ليلى بعلبكي «أنا أحيا» العام 1958 و«أيام معه» لكوليت خوري (1959)، و«ليلة واحدة» للكاتبة نفسها العام 1961. قامت هذه الروايات وغيرها بتفتيت القيم التي تكرّس ثقافة الدونية، وعملت على إلغاء الصورة النمطية للنساء.

          وفي هذا السياق تقدم الناقدة فوزية أبوخالد أربع صور للمرأة يمكن قراءتها في متون النصوص النسائية وهي: المستلبة والمناضلة والمتمردة والمتعددة، وربما ما يهمنا هنا هو صورة »المرأة المتعددة«, ويقدم التقرير أمثلة روايات تجلت فيها صورة هذا التعدد، منها أعمال سحر خليفة وأحلام مستغانمي وهدى بركات وعلوية صبح وبتول الخضيري.

          وتبدو لي صورة المرأة المتعددة مهمة، وجوهرية ليس فقط لأنها تعبّر عن لحظة فارقة تعلن ميلاد وعي جديد يكسر كل الصور النمطية الأحادية، التي توصف بها النساء، ولكن أيضًا لأنها الصورة، التي تنسحب على مجمل الإبداع الأدبي النسائي الحاضر من الأجيال الجديدة، التي لم يتناولها التقرير. وهو التعدد الذي أعلنت عنه بوضوح، على سبيل المثال، الشاعرة اللبنانية جمانة حداد في ديوانها «عودة ليليت» (2006). ومن الواضح أن التقرير لم يذكر الشعر إلا لمامًا - فيما عدا مي زيادة وفدوى طوقان ونازك الملائكة - لأن المقاربة الأساسية لموضوع الإبداع الأدبي النسائي هو مفهوم الصورة الروائية التي ترتبط بالواقع المعيش. إلا أن ديوان «عودة ليليت» والذي يعيد كتابة تاريخ النساء على لسان ليليت، تلك الشخصية الأسطورية والتوراتية، يمكن اتخاذه مرتكزًا لقراءة صورة المرأة المتعددة.

اتجاهات جديدة للرواية النسائية

          وتطور الأمر مع الجيل الحالي من الكاتبات، فبدأن في نقد الأوضاع السائدة المحيطة بالمرأة الكاتبة، بمعنى أنهن يكتبن عن الكتابة، وهو ما ظهر جليًا في رواية «هند والعسكر»  2006 للكاتبة السعودية بدرية البشر، ورواية «عروس المطر» 2006، للكويتية بثينة العيسى. بل إن العديد من الكاتبات وظفن فكرة الإنترنت كتقنية رئيسية في أعمالهن، وليس أدل على ذلك من رواية «بنات الرياض» (2005) للكاتبة السعودية رجاء الصانع، والتي أثارت ضجة حين صدورها، ورواية «سعار» (2005) للكويتية بثينة العيسى، والتي حصلت على جائزة في بلدها.

          بل إنني أكاد أقول إن جيل الكاتبات الحالي لايتمرّد فقط على الصور النمطية للمرأة، بل يتمرّد أيضًا على خطاب وتقنيات الرعيل الأول من الكاتبات، فتأتي كتاباته حاملة لرؤى وخطابات مغايرة تمامًا لمن سبقه. فهو جيل يقدم «حساسية جديدة» والمصطلح للناقد المصري إدوار الخراط بشكل مغاير تمامًا لما سبق، وبالأحرى بشكل ملائم تمامًا لتشظي الفرد مع ارتباطه في الوقت نفسه بمنظومة مجتمعية لا مفر من تغييرها. وتحضرني هنا رواية «سحر التركواز» (2006) للكاتبة المصرية مي خالد، ورواية «للحب صور أخرى» للكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي. من المهم أيضًا الإشارة إلى مظهر جديد من مظاهر الوعي لدى الجيل الحالي والذي يتجلى في إدراكه أهمية استخدام اللغة العربية، إذا كانت الكاتبة مهمومة بالتواصل مع جمهور قراء، ففي السنوات الخمس الأخيرة، ظهرت نصوص روائية وشعرية عدة لكاتبات من الجزائر والمغرب، وذلك بالرغم - مثلاً - من النجومية، التي تتمتع بها الكاتبة الجزائرية آسيا جبار، والتي لا تكتب بالعربية. كما أن انتشار الكتابة الإبداعية النسائية في مناطق معينة من العالم العربي يعد مؤشرًا على تغير وضع النساء بها، وليس أدل على ذلك من الطفرة التي حدثت بالسعودية، وأنتجت أسماء عدة مثل: قماشة العليان، ليلى الجهني، بدرية البشر، صبا الحرز وغيرهن ممن قمن بكتابة أعمال تشتبك مع الواقع المعيش مباشرة وتهدم سطوة تقاليد لاتسمح للنساء بممارسة الكتابة بوصفها شأنا عاما.

للنقد النسوي مكان

          وأخيرًا، فإن المسألة التي أجد من الملائم أن أختم بها هذا الاشتباك مع التقرير فيما يخص الإبداع الأدبي، هي تلك التي ذكرت بشكل عارض وسريع في الجزء الخاص بمساهمة النساء في إنتاج المعرفة. فإذا كنا نتحدث عن الأدب، فلابد أن نتحدث عن قراءة الأدب، أي النقد الأدبي. وتحت عنوان «العلوم الاجتماعية» يحتفي التقرير «بالإنجاز النسائي المتميز معرفيًا، أي الإنجاز الذي أحدث ريادة أو تنويرًا أو قطيعة مع التراث السابق عليه» (ص101)، ولا يرد ذكر لإنجاز النساء في حقل العلوم الإنسانية، والتي يدخل ضمنها النقد الأدبي. ويُعد هذا الغياب لافتًا للنظر إذا أخذنا في الاعتبار أهمية الشكل الإحصائي الذي يوضح توزيع الباحثات العربيات حسب الاختصاص (ص97)، حيث حصلت الآداب واللغة على أعلى نسبة (22%). ففي العقد الأخير من القرن العشرين، ظهر ما يُسمى «النقد النسوي» وهو النقد الذي واجه شتى الاتهامات، بداية من كونه مفهومًا مستوردًا (وكان ذلك مصاحبًا لرفض إضفاء أي خصوصية على الكتابات النسائية) وانتهاء بأنه دليل دامغ على التبعية الفكرية. وبرز العديد من الأسماء في هذا المجال: فوزية أبو خالد، رجاء بن سلامة، رشيدة بنمسعود، رفيف صيداوي، وغيرهن ممن قمن بالمساهمة الفكرية الجادة في مجال النقد النسوي، وهذا بالإضافة للترجمات المتخصصة، التي أدت إلى إثراء هذا المجال بحق.

          في النهاية لابد من توجيه  التحية لجهد ضخم مبذول في هذا التقرير الذي لم ينس أن يذكر الأدب فنقله من مصاف الرفاهية ومضيعة الوقت إلى مصاف المؤشرات التي تقيس تقدم وتنمية المجتمع العربي، فكما يقول التقرير «تقدمت أقلام نسائية على صعيد الأدب، وعبّرت عن نفسها بجرأة وجمالية. وبعضها فاجأ النقاد والقرّاء، ولم يعد بوسع أحد أن يوجه إلى كاتبة سؤالاً مثل: «مَن يكتب لك؟» (ص98).

 

شيرين أبو النجا