عزيزي العربي

عزيزي العربي
        

خير الأمور الوسط

          اطلعت على مقال الكاتب التونسي د.الحبيب الجنحاني المنشور في «العربي» العدد رقم (576) سبتمبر 2006 تحت عنوان: «التنويريون العرب والدولة المدنية».

          والحقيقة أنني لا أتذكر مقالات الدكتور الجنحاني خلال الأعداد الماضية من «العربي»، ولكنني فوجئت بذكر الكاتب لأساليب لغوية غير معتدلة في مقاله المذكور مثل:

          1 - «...وسندان المحافظين من شيوخ النقل الببغائي...».

          2 - «... ولا شك أن فقهاء الأحكام السلطانية الذين برروا...».

          إلى آخر عبارات الكاتب، وأولاً أود أن أذكر أنني أعرف تونس جيدًا، حيث زرتها مرتين عام 1987، ومرتين عام 1988 في إحداها سكنت مع أسرة تونسية في منطقة قرطاج الضاحية الشمالية للعاصمة لمدة أربعين يومًا.. وتونس بلد عظيم بكل تأكيد، خصوصًا من الناحيتين الحضارية والثقافية، وهي نتيجة تحققت بفعل مثابرة الشعب التونسي من أجل بناء بلد رائع مثل تونس، ولكن يجب علينا حتى لو كنا تنويريين ألا نصطدم مع الثوابت الدينية. وأذكر الدكتور الجنحاني هنا بكتابه «التحولات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الإسلامي في صدر الإسلام»، فلا يجوز لنا أن نتجرأ بهذه الطريقة على دين عظيم مثل الإسلام، والذي هو في مبتدئه ومنتهاه رحمة لساكني الأرض حتى لغير المسلمين، ومثال ذلك أن أول آية في القرآن الكريم هي (اقرأ) ولم يقل سبحانه وتعالى (قاتل) أو (حارب): مثلاً وكذلك لو قارنّا بين نسبة الأمية قبل ظهور الإسلام وبعد انتشاره لوجدنا البون شاسعًا وظهور كتّاب إسلاميين مثل ابن النديم وابن خلكان، وابن الأثير، وأبي الأسود الدؤلي، والفراهيدي، والخيام، ومسكويه ونفطويه. وغيرهم كثير، مما نخلص معه إلى أن رفض التنويريين العرب للدين هو ضياع بكل معنى الكلمة، مذكرًا الجنحاني بزيادة نسبة الانتحار والفصام والاكتئاب في دول وبلدان لا يربطها حتى رابط بسيط من الدين مثل هولندا وغيرها. وإنني أنصح الكاتب بزيادة صلته بثقافتنا الدينية بقراءة كتب التفسير والعقيدة التي هي بكل تأكيد خير، والبعد عنها شر، ولا يعني ذلك أنني من المروجين للسلفية مثلا، فأنا تنويري تمامًا، ومن الصعب أن أكون في يوم من الأيام سلفيًا، وإنني أعتقد أنه من المستحيل أن تكون الحياة دنيا دون دين أو دينًا دون دنيا، ولذلك فإننا تنويريون لأننا متدينون.

نايف الظفيري
الكويت

السفر عبر الزمن

          في مقال د. أحمد أبو زيد في العدد رقم (573) أغسطس 2006 ذكر أن قوانين الفيزياء النظرية لا تمنع السفر عبر الزمن إلى الوراء، ولكن الشيء المؤكد أننا لن نستطيع أن نسافر عبر الزمن - لا الآن ولا في المستقبل - إلى الماضي.

          ليس بسبب قوانين الفيزياء، ولكن لأننا لو فرضنا أن الإنسان سوف يكتشف في المستقبل آلة للسفر عبر الزمن إلى الوراء، لكان هذا الإنسان رجع إلى زمننا أو زمن سابق، وكنا عرفنا بطريقة ما أن الإنسان سوف يكتشف آلة الزمن، ولأن هذا لم يحدث، فيبقى استحالة السفر عبر الزمن - ويبقى السفر عبر الزمن موجودًا في قصص الخيال العلمي، التي تجعلنا نحطّم قيود الزمن ونسبح في عالم عجيب.

محمود حلمي السيد
سوهاج / مصر

عصر محمد علي

          ورد في العدد رقم (569) أبريل 2006 من مجلتكم مقال بعنوان (عصر محمد علي وجماعة السان سيمونيين) للدكتور «محمد حافظ دياب» ذكر فيه أن الباحثين قد أغفلوا جميعًا أمر تأثير معتنقي فكر الفيلسوف «سان سيمون» على مشروع «محمد علي» للنهضة بمصر، ولعل الكاتب لم يطلع على كتاب عالم الاجتماع الدكتور محمد طلعت عيسى (أتباع سان سيمون وفلسفتهم الاجتماعية وتطبيقها في مصر) الذي تطرق فيه لذاك الموضوع وتناوله باستفاضة، والذي هو في أصله رسالة الدكتوراة التي تقدم بها الدكتور إلى «جامعة القاهرة» في العام 1957م، وكذلك كتاب الأستاذ جمال بدوي (محمد علي وأولاده) الذي أفرد فيه فصلاً كاملاً للموضوع ذاته.

          والفيلسوف الفرنسي «سان سيمون» بدأ بالبحث في علم الاجتماع ثم اتجه لدراسة العلوم البحتة، ولما اتجه «نابليون بونابرت» نحو الديكتاتورية ثار ضده ليصير مشردًا جائعًا ومطاردًا من أجهزة الأمن حتى حاول الانتحار بإطلاق النار على نفسه لتذهب الرصاصة بعينه فقط، واتجه بعدها في السنوات الخمس الأخيرة من حياته - والتي صاحبه فيها تلميذه الأشهر أوجست كونت للتأملات والشطحات، كما قام بصياغة مسودة «عصبة الأمم» قبل وفاته.

          ونقطة أخيرة فقد ورد اسم «طنطاوي الجوهري» في ختام المقال والصحيح أن اسمه «طنطاوي جوهري»، وقد كان من علماء الأزهر في القرن الماضي، وكانت له اهتمامات بتحضير الأرواح! كما قام بوضع تفسير عجيب للقرآن سماه «الجواهر» انتقده الكثير من أهل العلم, وعلى رأسهم العلامة « عبدالرحمن السعدي» - رحمه الله - في رسالة لمجلة «المنار» وقتها (المجلد 29 - الجزء 2)، وقد اشتُهر «جوهري» أكثر لذكر «طه حسين» له ولمشاغباته معه في سيرته الذاتية «الأيام».

سيد عبدالمطلب علي
القاهرة / مصر

الحناء جمال يدوم

          قرأت في مجلة العربي الغراء العدد (580) مارس 2007 مقالاً بعنوان «الحناء... جمال يدوم» للكاتبة الباحثة هدى طالب سراج. وفي اعتقادي أن المقال أحاط بموضوع «الحناء» من معظم جوانبه بدءًا بتعريفه «أداة من أدوات الزينة التي ارتبطت بالمرأة منذ القدم، مضيفة مباركة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم له، بوصيته ذات القيمة الطبية والعلاجية والتراثية بتقاليد الزواج فيه، فضلاً عن النقش والرسوم والأشكال وما شابه، إلى جانب الأغنيات الجميلة عنه التي تتناولها النسوة جيلاً بعد جيل.

          وأخيرًا لا آخرًا تلك اللفتة الكريمة بتخليد الحناء على الطوابع البريدية لحفظه كتراث شعبي في شرق الأرض ومغربها.

          والوجه الآخر للحناء (الخِضاب) الذي فات الكاتبة التطرق إليه، الحوار الوجداني، العتاب بين الحبيبين (قيس وليلى) لدى عودة الحبيب من رحلة ما، مستهجنًا متوهمًا خروج الحبيبة عن التقليد التراثي المتبع القاضي بمنع الزوجة من التخضيب أي (استعمال الحنة في غياب الزوج). واللوحة الشعرية الوجدانية التالية كافية لإزالة كل لبس أو هاجس.

ولما تلاقينا على سفح رابةٍ رأيت بنَان العامرية أحمرا
فقلت خضبت الكفَّ بعد فراقنا فقالت معاذ الله ذلك ما جرى
ولكني لما رأيتك راحلاً ذرفت دمًا حتى بللت به الثرى
مسحت بأطراف البنان مدامعي فصار خضابًا بالأكف كما ترى


          وهكذا فورود الخضاب بمعنى الحناء في الشعر - المرجع الأساسي - دليل على مصداقية القول.

د. حبيب عبدالكريم محفوظ
لبنان

اقتراح

          أقترح إجراء استطلاع حول جمهورية حديثة الاستقلال 1991 لم يسبق لها وأن حظيت باهتمام مجلتكم المثاليثة. وهي جمهورية أرمينية، بلد له تاريخ وثقافة مميزة.

هشام بوقروة
ولاية الطارق - الجزائر

الوثائق الإفريقية... في ذمة التاريخ

          قرأت باهتمام بالغ، والقلب يتفطر أسى، مقالة الأخ: عادل أحمد الصاوي في «المفكرة العربية» في العدد (576) نوفمبر 2006، بعنوان: «الوثائق العربية... في مهب الريح». هل، حقًا يعيد التاريخ نفسه في هذا المجال؟! من حسن حظ هذه الوثائق أنها حظيت بمن يتذكرها ويأسف لها، على أقل تقدير، فما يجري لهذه الوثائق ليس بعيدًا عما جرى لمثيلتها الإفريقية، ربما مع اختلاف بسيط في سرعة تنفيذ هذه العملية الإجرامية. فقد خرج المؤرخون الغربيون في بدايات القرن العشرين، في جوقة شبه جماعية مغزاها أن ليس لإفريقيا - كل إفريقيا - تاريخ قبل مجيء الأوربيين، مستدلين على ذلك. بحق أو بغير حق، بعدم وجود ما يثبت عكس رأيهم من وثائق تاريخية.

          وكان هذا الادّعاء مقصد المؤرخ البريطاني: وارد W.F.ward، 1948 ، زعم فيه أنه «لا أحد سكن بلاد غانا قبل مجيء الأوربيين»، واعتبر، زورًا، أن تاريخ غانا يعود للقرن الخامس عشر والسادس عشر.

          كان نقص الوثائق التي تثبت أصالة فكره وفهمه في التاريخ أقوى مؤيد له في ما ذهب إليه، ولا أقول «فقدان الوثائق» لأنه في الحقيقة ثبت بما لا يدع مجالاً لطالب الحقيقة أنّ القارة تمتلك كنزًا من التاريخ، والتنقيبات التي تظهر الآثار الدفينة، في نيجيريا والكونغو وسواهما من بلاد السودان وإثيوبيا خير شاهدة لها لدحض ادّعاءات هؤلاء. ولكن يد الغدر عملت فيها وفي أناسها ما شرعتْ في عمله مع الوثائق العربية. فما إن تطمئن على سيطرتها على زمام الأمور التاريخية، حتى تبدأ في زيادة وحذف، بل قُلْ، تزييف ما يحلو لها. عند ذلك لن يختلف الوضع كثيرًا عما عليه إفريقيا اليوم، حتى إن بعض أبنائها ردّت على الجوقة الأوربية بسيمفونية أكثر لحنًا، متبرّئين، جهلاً، من جذورهم: مستهترين، رذالة بأجدادهم وأسلافهم.

          بينما الحقيقة باختصار شديد في الآتي: في قبيلة بالكاميرون، اكتشفت كتابة باكتشاف وثائق تعود إلى العهد الإمبراطوري للقبيلة التي تسمى «باموم Bamum» يقرب عدد الوثائق من 7000 وثيقة، تحتوي علومًا في الطب التقليدي، والفنون، بل وتعاليم المسيحية، والإسلامية والأديان الإفريقية الموروثة.

          ولاتزال لدى بعض العائلات، في مدينة «فومبان Foumban» عاصمة المملكة، وثائق مهمة ومخطوطات على أوراق شجرة البنانا. يذكر أنّ متطوعين بدأوا بتدريس هذه اللغة المحلية الإفريقية الخالصة، ليزداد النفع، ويمتنع الاندثار.

          هذا الاكتشاف يدحض الادّعاء القائل إن إفريقيا لا تمتلك كتابة خاصة بها، وما هذا النموذج إلا واحد من كثير.

          وشاع عن إفريقيا أنها كانت منذ وجودها بدائية، وليس فيها أدنى ما يدل على تراثها حضاريًا وثقافيًا، وهي، بذلك، لم تضف إلى جهود البشرية لإعمار الكون شيئًا، إن لم تكن تحمّل العالم عبئًا ثقيلاً، من كل الجبهات. ولكن مع ظهور الكتابة لم يعدْ لذلك الزعم معنى، ولن أدعو هنا إلى الاطلاع على تلك الوثائق في الكاميرون، بل ما كتبه أصحاب الضمير من الغربيين أنفسهم، ممن وفدوا إلى إفريقيا، تجارًا ومبشّرين، في قرون ما قبل الاستعباد فالاستعمار. والحقّ ما شهد به العدو.

          وانظر إلى ما كتبه: روبين ووكر Robin walker في كتابه: «عندما حكمنا»: «استمر تاريخ بنين Benin (نيجيريا الجنوبية) حتى عام 1896، عندما غزا الجيش البريطاني المدينة ونهبها، وقام بطرد «قبيلة» أوبا Oba. سرق الإنجليز الآلاف من المصنوعات اليدوية، التي لا تقدّر بثمن، ولاتزال محتفظة في المعهد البريطاني، وقد أحرقوا المدينة بعد هذا الانتهاك».

          وقد اعترف مبشّر برتغالي في مذكراته بعظمة ما عاين وشاهد في مدينة Lalibela في إثيوبيا، بعد زيارة تبشيرية، يقول في تقريره: «أقسم بالله الذي أحيا بقوته، أن كل ما كتبت (عن وصف المدينة) صحيح، وهناك الكثير مما حذفتُ بعد الكتابة خشية اتهامي بالكذب والتزييف» والمبشر هو: فرانسيسكو ألفاريز Francisco Alvarez، في عام 1542.

          وهذان المثالان غيض من فيض من تلك المؤلفات، التي ندر وجودها الآن، ولقد حاول روبين ووكر الإحاطة بهذه المؤلفات في كتابه المذكور When we ruled، من نشر دار Every generation media، والكتاب على الإنترنت: www.whenweruled.com.

من هذه المؤلفات:

          1 - تاريخ الكونغو: فليبو بيغافيتا، 1591
          2 - استشهاد رجل: وليم وندوودريد 1872
          3 - تيمبوكتو، المدينة الخفية: ماجوردي بوا. نشر أولاً في نيويورك عام 1896، ثم في لندن، في العام التالي. وهذه للذكر لا الإحصاء.

          وكتاب روبين يُنصح به لمن يريد الاطلاع على حقيقة تاريخ إفريقيا، عندما ستحظى باقتنائه، وذلك كل ما أتمناه، فإنك لن تطرب أبدًا بعد، على الجوقة الغربية.

سيتاسيري صالح بونكونغو
من بوركينا فاسو
طالب صحافة في سورية - دمشق

تصويب

          جاء في مقال للشاعر الكبير فاروق شوشة «مجلة العربي» العدد (573) أغسطس تحت عنوان «عندما كان السياب غريبًا على الخليج».

          وتصحيحًا لما ورد في المقالة أحب أن أصحح معلومة، ربما وصلت إلى شاعرنا عن طريق الخطأ، حيث ذكر في معرض حديثه «وعبر الأحداث التي أطاح بعضها بتمثاله في البصرة». وأستغرب أشد الاستغراب أن يكتب هذا الكلام من دون التأكد من صحته. وأقول للأستاذ الشاعر إن تمثال شاعرنا الكبير بدر شاكر السياب لم يتعرض إلى الإطاحة أو التدمير. كيف وهو رائد الشعر الحديث أو ما يسمى بالشعر الحر في العراق والوطن العربي، بل العالم كله الذي يحق لنا أن نفتخر به فكيف لا نعتز به نحن أبناء مدينته ووطنه؟!

          إننا نؤكد أن تمثال الشاعر الراحل الذي يحتل مكانًا مرموقًا على شارع النهر المعروف باسم «الكورنيش» وفي مقدمة الشارع يقف شامخًا منتصبًا في مكانه كنخيل العراق، وتأتي إليه بين الفينة والأخرى السيدة إقبال أم غيلان «زوجته» لتقوم بعملية الإدامة والتنظيف.

          أما بقية التماثيل التي أطيح بها فهي لرجال من الضباط الشهداء الذين سقطوا في ساحات الوغى أثناء الحرب العراقية - الإيرانية التي أشعل النظام المقبور فتيلها، لتلتهم الأخضر واليابس والتي راح ضحيتها أكثر من مليون شهيد إضافة إلى المعاقين.

          ومن أهم هذه التماثيل، تمثال عدنان خيرالله طلفاح وهو كما تعلمون ابن خال الرئيس المخلوع صدام وصهره والذي كان يشغل وزير الدفاع في ذلك الوقت.

          أما سبب مقتله فهي مؤامرة حاك خيوطها صدام نفسه بعد أن دبر له حادث سقوط الطائرة التي كانت تقله من مصايف الشمال إلى بغداد.

          إن تماثيل الرجال العظام والنصب كالسياب والرصافي والزهاوي ومحمد سعيد الحبوبي وأحمد الصافي النجفي والخليل بن أحمد الفراهيدي وأبي نواس ونصب ثورة العشرين والمرأة وغيرها كثير في بغداد وجميع المحافظات لم يطلها التخريب والتدمير لتكون شاهدًا على إخلاص الشعب وحبه لهم على مر الدهور والأزمان.

عبدالمجيد فيصل
البصرة - العراق

وتريات

نشيد الرّاحل

ما بال الصبح عازفا ألحان ساعات الغروب
ما بال الصبح عازفا عن لحنه الشّادي الحبيب
ما بال الصبح دامسا في غمرة الأفق الرّحيب
جهم المحيّا كابتا في السرّ مغناه الطّروب
ذبلان اللمح خافتا عالي جفنيه الشّحوب
رثّ الثياب وناعيا ماضيه في صوت النعيب
ما بال الفجر خاضعا في عتمة الليل الكئيب
يرقى النجوم نحيبه فيرنّ صداه بلا مجيب


تيجاني سمير
المطويّة - تونس

العدد التذكاري

          أتوجه بالشكر إلى الجميع بمجلة العربي بمناسبة إصدار العدد التذكاري رقم (577) - شهر ديسمبر 2006 الذي احتوى بين صفحاته حدثين عظيمين للأمة العربية:

          أولهما: إلقاء الضوء على الجوانب المتعددة والثرية للأديب العربي والعالمي المرحوم نجيب محفوظ والذي ساهم بكل جد واجتهاد ولسنوات عدة في إثراء الأدب والثقافة العربية في عالمنا المعاصر، مما زاد من اهتمام الأجانب في الشرق والغرب باللغة والثقافة العربية.

          ثانيهما: تاريخ قناة السويس وبيان مدى تضحية أبناء مصر في حفر وإقامة تلك القناة، والتي كانت مطمعًا للمستعمر الأجنبي. كما دارت على ضفافها حروب أعوام 1956، 1967 ثم 1973 والتي بحمد الله شهدت انتصار أبناء مصر والأمة العربية على العدو الإسرائيلي.

          لي رجاء وهو مداومة تذكير شبابنا العربي بماضي وحاضر وعظمة أمتهم العظيمة، ولتكن تلك الأحداث منطلقًا لبناء مستقبل زاهر لأمتنا العربية.

د. رمضان محمد سليمان فراج
الإسكندرية / مصر

وتريات

غدًا تلقاني

أتحبُّ!! قُلْتُ، لمرّةٍ، وكفاني ضاقتْ بنزوة موجها شُطْآني
أحببْتُ حتى شفّ ما بيَ من هوى وَصَبَوْتُ حتى رقّ عذبُ بياني
لكنّني، لما صحوتُ، وجدتُني في المشتهى ما عِشْتُ غيرَ ثواني
هل خطوةٌ، فيما تحاولُ، أخطأتْ أمْ كانت الأحلمُ دونَ مواني
كمْ قلتُ: أصبو!!؟ والنسيمُ مُشاغبٌ، حملَ الشذا منِها، فهزّ كياني
حتى كأني بالصّبابة مولعٌ أنِفٌ، واسأل: ما الذي أغراني
لأكون مَلْفى كلّ نجم شارد وتكونَ بُستانَ الندى أغصاني
لوْ بسمتان تسلّمان، ودمعةٌ جالتْ بصبْوتها على النّدمان
لغفوتُ حتى طاف بي حلم المنى ما بينَ ناء في النعيم، وداني
أرأيتِ روعة ما حلا!!؟ هي رعشة في الثغر مسّها شفاه دناني
عَذُبَتْ، فرقّت، واسْتَوَت بكمالها حتى تجلّى ذاك في الإنسان
طوفي حدائق نشْوتي، كمْ شفّ بي ما فيك داهمني بلا استئذان


محمود حامد
دمشق - سورية

النفير

يا نائمين بلا شعورْ نوم الهياكل في القبورْ
عجبًا لكم ولنومكم والكل في الدنيا خطير
طوفانها الطاغي بدا والليل يوشك أن يغير
ما حولكم إلا الردى حالاً يحيل إلى السعير
يا نائمين وحولكم كل الأيادي في نفير
قوموا وقولوا قولكم لا ترتضوا هذا المصير
هذا مصير لم يزلْ قبل التكون والظهور
روموا مصيرًا غيره كم من مصير لا يصير
لا تيأسوا فإلهكم ربٌ على كل قدير
كونوا يكنْ نصرًا لكم رغم الحمائم والصقور


حسن عبدالخالق أبو الغيط
شبين الكوم - مصر

وتريات

من دفتر العشق

الفل المحروم

يقول البنفسجُ للفُلِّ: مهلاً بياضُكَ يجرحُ لي كبريائي
فإنِّي ارتديتُ ثيابَ الحِدادِ وأنتَ ارتديتَ ثيابَ البهاءِ
تصَبِّرُ أنتَ قلوبَ العذارى وتبكي عليَّ عيونُ السماءِ
تسافرُ أنتَ إلى كُلِّ فرْحٍ وحزني يسافرُ نحو الشقاءِ
فيهطل دمعٌ مِن الفُلِّ يهمى ويهمسُ في أُذْنِه في الخفاءِ
أُعوِّضُ حرمانَ قلبِ المُحِبِّ وحرمانُ عمري بغيرِ انتهاءِ!

   


أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية