في أعماق الضباب حسن عبدالله القرشي

في أعماق الضباب

شعر

سهادي طويل
وعمري قليل
وأيامنا تشبه المستحيل
ونبحث عن حلم غارب
لدى سبسب مقفر ناحب
ونطوي الصدور على كارب
من الأمر يتبعه موجع
فما ثم في الروح غير الأسى
تغلغل ليس له رادع
وما ثم في القلب غير العويل
وفي الجسم غير الفنا والذبول
وغير العناء الثقيل.. الثقيل
***
سهادي طويل
وعمري قليل
وفي الليل تثقب سمعي الطبول
ويحبطني كل يوم قبيل
يشق الروابي، ويطوي السهول
تمر الليالي، وتمضي الشهور
وكم قد هفا قمر للأفول
وفي طلل موحش كم ندور
كأنا على شرفات القبور
ويخبو بريق المنى والحبور
فما ثم من موعد للسرور
تطيش السهام، وينأى المنام
يضيع المرام
ويعلو الضباب
ويدنو القتام
وقد شاه في العين مرأى الزحام
وتسقط أوطارنا كالحطام
فما تبصر العين غير الظلام !
***
سهادي طويل
وعمري قليل
ولا رشفة من جنى سلسبيل
فكم قد هوت باسقات النخيل
وكم قد تساءلت أعشى الخطى
تراني ضياع نما من ضياع
فثم الجهام طويل المدى
وثم حنين ولا من صدى
ويحصب قلبي فحيح الخريف
وظل جدار المآسي المخيف
فلا من طيوف، ولا من قطوف
تساءلت هل ثم من مورد؟
لعطشى، وجوعى، وصرعى هوان ؟
لقافلة ضلت المهرجان
لكوكبة ضاع منها الطريق
كأن بها جنة لا تفيق
وغاب الخليل، وولى الرفيق
تلوح الأماني كلمع البروق
ونحن حرمناه طعم الرحيق
فما ثم زاد سوى الذكريات
وغير رؤى مل منها الشتات.

 

حسن عبدالله القرشي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات