قسنطينة .. عش النسر وموطن المقاومة صادق يلي تصوير: فهد الكوح

قسنطينة .. عش النسر وموطن المقاومة

على ربوة صخرية عالية تقبع "قسنطينة" كأنها جزيرة عائمة وسط بحر من الرمال. تاريخها موغل في القدم. بربر وفينيقيون وبيزنطيون وأتراك وفرنسيون، ولكن العرب هم الذين أعطوا المدينة ملامحها الأساسية. وخلال فترة الاحتلال الفرنسي الطويل ظلت قسنطينة قابضة على دينها محافظة على هويتها كالقابض على الجمر.

تعد قسنطينة اليوم ثالثة مدن الجزائر وتقدر مساحتها بنحو 19 ألف هكتار، ويبلغ تعداد سكانها نحو 700 ألف نسمة، فهي تبعد عن العاصمة شرقا بنحو 433 كيلومترا، وتبعد عن ساحل البحر المتوسط بنحو 85 كيلومترا، وهي بذلك تتوسط إقليم الشرق الجزائري الذي يعد أحد الأقاليم الاقتصادية والعمرانية للجزائر.

وهي واحدة من أجمل مدننا العربية قاطبة، فهي بجبالها ووديانها الخضراء السحيقة وشوارعها الملتوية التي تربطها الجسور المعلقة، وأشجار الصنوبر المحيطة بها ترسم أجمل لوحة فنية طبيعية قد يشاهدها الإنسان في حياته. وهي تعد بوابة شرق الجزائر والمنفذ الرئيسي للصحراء. وقد اتسعت قسنطينة وكبرت بالأعداد الكبيرة التي قدمت إليها بعد استقلال الجزائر من الاحتلال الفرنسي، فقد تضاعف سكانها مما أدى إلى إقامة ضواح سكنية جديدة بلغ عددها عشرا، ومن أشهر هذه الضواحي ضاحية القنطرة ذات المباني المتعددة الأدوار، ثم ضاحية لامي التي تحيط بها أشجار الصنوبر والتي تضفي على المدينة جمالا باهرا.

وفي وسط المدينة تقع معظم المباني الحكومية، فهناك مبنى بلدية قسنطينة ومبنى إدارة الولاية وبعض المباني ذات الطابع الغربي والتي يرجع تاريخ بنائها إلى أيام الاحتلال الفرنسي، بالإضافة إلى الساحات والشوارع المشهورة مثل ساحة أول نوفمبر التي تقع وسط المدينة، حيث تحيط بها المؤسسات الثقافية والإدارية مثل المسرح الجهوي والبريد المركزي ثم مبنى البنك المركزي، وتتفرع من هذه الساحة عدة شوارع وأنهج. فهناك ساحة الشهداء التي تعد أكبر ساحة بالمدينة اتساعا، وفي هذه الساحة تلتقي الأنهج والشوارع المؤدية إلى أحياء المدينة وضواحيها، ثم ساحة العقيد عميروش التي تروي ذكريات المقاومة الشعبية التي خاضها أهالي قسنطينة ضد المستعمر الفرنسي خلال سنوات الثورة.

أما المدينة القديمة فلم نستطع أن ندخلها بسبب الإجراءات الأمنية التي تعيشها معظم مدن الجزائر في الوقت الحاضر، إن الظاهرة التي تسترعي الانتباه في قسنطينة تتمثل في أنها مدينة نهارية، فالمدينة تخلو من المسارح أو الملاهي أو الحانات. فالجميع يعود إلى منزله مع غروب الشمس ومع حلول الساعة التاسعة. بعد أذان العشاء تكون المدينة في هدوء تام، ولكن مع بزوغ الفجر تعود الحياة متدفقة إلى الشوارع والساحات العامة.

مدينة الجسور المعلقة

وقد اشتهرت قسنطينة بأنها مدينة الجسور المعلقة، ونظرا لتضاريسها الجبلية الوعرة ووديانها العميقة، ولتأمين وصول الأهالي إلى مناطقها المختلفة، أقيمت في المدينة سبعة جسور لتيسير وتسهيل وربط ضواحيها المختلفة بعضها بالبعض الآخر، ويعد جسر سيدي مسيد أو الجسر المعلق واحدا من أكبر هذه الجسور، حيث يبلغ طوله 168 مترا فوق واد عميق يبلغ 175 مترا، وهو أعلى جسور المدينة، وقد تم بناؤه عام 1912 ليصل بين المدينة القديمة وضاحية سيدي مسيد الجديدة، أما ثاني هذه الجسور فهو جسر سيدي راشدالذي يعد أعلى جسر حجري في العالم، ويتكون من 27 قوسا يبلغ قطر أكبر هذه الأقواس 70 مترا حيث يلتف على شكل نصف دائرة، وهذا الجسر يربط بين وسط المدينة ومحطة السكة الحديد. أما طول هذا الجسر فيبلغ 447 مترا وارتفاعه 105 أمتار، كما يبلغ عرضه 12 مترا. ثم جسر ملاح سليمان وهو جسر حديدي مخصص للمشاة فقط ويبلغ طوله 125 مترا وعرضه متران ونصف المتر، ويربط هذا الجسر بين المدينة القديمة ووسط المدينة التجاري. وبالإضافة إلى الجسور السابقة توجد جسور أخرى وهي جسر الشلالات وجسر باب القنطرة وهو من أقدم جسور المدينة الذي بناه الأتراك، وعندما احتل الفرنسيون مدينة قسنطينة بعد مقاومة باسلة من أهلها بقيادة الحاج أحمد باي دامت سبع سنوات هدموا هذا الجسر وبنوا على أنقاضه الجسر القائم حاليا الذي أعيد فتحه لحركة المرور عام 1860.

توجه إسلامي

وتعد قسنطينة أحد حصون الإسلام المنيعة منذ أن دخلها الإسلام، فهي مركز مهم لهذا الدين الذي أضاء بنوره غياهب الظلام وأصبح الناس إخوة متحابين في الله، لقد بقيت قسنطينة نبعا فياضا للغة القرآن، فقد ازدهرت اللغة العربية في هذه المدينة برغم أن المستعمر الفرنسي حاول بشتى الطرق محوها، وازدهرت اللغة العربية بفضل الكتاتيب والمدارس الدينية التي أنشأتها طائفة من علماء هذه المدينة وعلى رأسهم المجاهد والمصلح الديني الكبير الشيخ عبدالحميد بن باديس الذي أقام مجموعة من المدارس الدينية لتعليم اللغة العربية والدين لأبناء المدينة، لقد صمدت قسنطينة أمام الحوادث الجسام التي أصابتها وبخاصة عندما احتلها الفرنسيون في مايو عام 1848. يقول المؤرخان الجزائريان الدكتور عبدالعزيز فيلالي ومحمد الهادي لعروق وهما أستاذان لمادة التاريخ في جامعة قسنطينة في كتابهما "مدينة قسنطينة.. دراسة التطور التاريخي والبيئة الطبيعية" لقد قام المستعمر الفرنسي بطرد الجزائريين من بيوتهم وأملاكهم وحلوا محلهم. واستخدموا معهم سياسة التجويع والجهل فأغلقوا المساجد والمدارس العربية وحولوها إلى كنائس ومدارس فرنسية، كما ضيقوا على العلماء والفقهاء حتى فر الكثير منهم ناجيا بجلده وإيمانه، وبرغم هذه السياسة الشديدة فقد ظل الشعب الجزائري يحمل لواء المعارضة ضد الاستعمار. لقد قامت نحو أربع وعشرين ثورة وانتفاضة شعبية في الجزائر في فترة لا تزيد على ستين سنة، وحاول الفرنسيون تجريد الشعب الجزائري من شخصيته العربية والإسلامية وذلك بالسماح للفرنسيين والإيطاليين والإسبان بالإقامة الدائمة في قسنطينة، إلا أنهم لم ينجحوا في تحويل أفكار الجزائريين عن قيمهم الروحية، بل ظلوا يتغذون من العروبة والإسلام ويستمدون منهما قوتهم ونضالهم وصمودهم.

وقد جاءت هذه النهضة على مرحلتين، بدأت المرحلة الأولى في العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر وتمثلت في الوسائل التقليدية القديمة في الدرس والتحصيل في الكتاتيب والزوايا لتعلم أصول الدين واللغة العربية، وقد أصبح هذا التعليم - برغم بساطته - سلاحا مقاوما يمثل الاتجاه الوطني ضد الغزو الثقافي الفرنسي، كما أن تيارات الإصلاح التي عرفتها بلاد المشرق كانت تصل إلى أهل قسنطينة وشيوخها بطرق عدة، فتأثروا بهذه النهضة ونقلوها إلى تلامذتهم في الحواضر الكبرى للجزائر، وفي هذه الفترة ظهرت في قسنطينة شخصية عبدالقادر المجاوي 1848 - 1913 الذي يعود إليه الفضل في إيقاظ روح الإصلاح ونشر اللغة العربية وإحياء التراث الإسلامي وكانت أفكار الشيخ المجاوي اللبنة الأولى للنهضة الإصلاحية في الجزائر وفي قسنطينة بخاصة، وقد خلف هذا المصلح عددا كبيرا من التلاميذ ساروا على دربه واتخذوا منهجه منارا يهتدون به في جهادهم الوطني أمثال الشيخ حمدان بن لونيس وأحمد مرزوق الحبيباتي والشيخ المولود بن الموهوب والشيخ أحمد البرعوني وغيرهم الكثير.

ثم جاءت المرحلة الثانية لهذه النهضة الإصلاحية في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين بزعامة ابن قسنطينة الإمام المصلح الشيخ عبدالحميد بن باديس وبمعاضدة رفاقه وإخوانه في الجهاد من علماء عصره أمثال الشيخ البشير الإبراهيمي والطيب العقبي والعربي التبسي ومبارك الميلي الذين غذوا حركة الإصلاح بأفكارهم ومبادئهم، حيث كان لهذه الحركة الإصلاحية برنامج مرسوم وخطة مدروسة، وأهداف محددة، منها تصفية الدين من الخرافات، وبعث التعليم العربي الإسلامي وإحياء التراث بنشر الحضارة العربية الإسلامية، وإيجاد جيل يؤمن بهذه المبادئ والقيم الوطنية لمكافحة الاستعمار والجهاد في سبيل الله والوطن، فقد قام الشيخ عبدالحميد بن باديس بتأسيس جمعية الإصلاح في عام 1931 حيث كرس حياته للإصلاح مع رفاق صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقد سارت الجمعية منذ تأسيسها بخطى ثابتة وأيدتها جماهير قسنطينة والتفت حولها وآمنت بأفكارها، فأيقظت الشعور بالأصالة وحررت العقول من الأفكار البالية متحدية بذلك الإدارة الفرنسية التي كانت تعمل بشتى الطرق للقضاء على نشاط هذه الجمعية، فقد استطاعت الجمعية في فترة وجيزة أن تفتح ما يزيد على 400 مدرسة ومعهد في مختلف أنحاء الجزائر في المرحلة ما بين سنة 1931 حتى اندلاع الثورة الجزائرية سنة 1954، وكان للجمعية ومدارسها الفضل في نشر الثقافة العربية الإسلامية والوعي القومي والفكر الديني والتعبئة الجماهيرية المناهضة للاستعمار، مما أدى إلى قيام الثورة الجزائرية ومن ثم استقلال الجزائر، وقد سارت مبادئ جمعية عبدالحميد بن باديس جنبا إلى جنب مع مختلف التشكيلات السياسية للحركة الوطنية، فكان التعليم العربي الإسلامي هو الدرع الواقي للحفاظ على الشخصية القومية للجماعة، كما كانت اللبنة الأولى ليقظة الشعب ووعيه. لقد بذلت جمعية ابن باديس جهودا حثيثة لنشر التعليم الإسلامي العربي في مختلف أرجاء الجزائر بعد أن كان مركزا في مدينة قسنطينة على عهد الشيخ ابن باديس، فقد أصدرت قسنطينة منذ العقد الثاني من القرن العشرين ما يزيد على 15 عنوانا لدوريات ومجلات عربية مختلفة، وهو عدد كبير إذا عرفنا أن الإدارة الفرنسية كانت قد وضعت قيودا ورقابة صارمة على الصحف التي تصدر باللغة العربية، وبخاصة تلك التي تصدر من مؤسسات وجمعيات وطنية، كما يدل هذا الع دد من المجلات والدوريات على انتشار الوعي وقيام نهضة وحركة ثقافية ناشطة بين شباب قسنطينة، هذه المدينة التي لعبت دورا مهما في تغذية الحركة الوطنية في مختلف اتجاهاتها ومشاربها، وكانت من طليعة المدن الجزائرية التي خاضت غمار الإصلاح ومدت الحركة الوطنية والثورة بالمجاهدين الأبطال.

جامعة الأمير عبدالقادر

وتعد جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية واحدة من الصروح الثقافية الإسلامية في ولاية قسنطينة، فقد جاءت فكرة إنشاء هذه الجامعة مع إنشاء مشروع مسجد الأمير عبدالقادر الضخم عام 1984 في مدينة قسنطينة، وقد ساهم نخبة من علماء وأساتذة العالم العربي في وضع الأسس العلمية والمنهجية الإسلامية للدراسة في الجامعة منهم المرحوم الشيخ محمد الغزالي، والدكتور يوسف القرضاوي، والدكتور سعيد رمضان البوطي وغيرهم من العلماء الذين يزخر بهم عالمنا العربي والإسلامي. يقول رئيس جامعة الأمير عبدالقادر الإسلامية الدكتور رابح دوب الذي كان في استقبالنا لدى زيارتنا للجامعة، إن جامعة الأمير عبدالقادر تتكون من ثلاثة معاهد أو ثلاث كليات كما يطلق عليها إخواننا المشارقة، هذه المعاهد هي معهد الدعوة وأصول الدين وهو من أكبر المعاهد التي تضمها جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، ويضم ثلاثة أقسام متخصصة هي قسم الدعوة والإعلام وقسم العقيدة ومقارنة الأديان وقسم الكتاب والسنة، ويعد هذا المعهد من أهم معاهد الجامعة لأن التخصصات التي يدرسها تكاد تشمل علوم الشريعة كلها مضافا إليها بعض علوم العصر الحديث التي لا غنى لطالب العلم عنها. والمعهد الثاني في الجامعة، هو معهد الشريعة ويضم قسمين هما قسم الفقه وأصوله وقسم الشريعة والقانون. أما المعهد الثالث فهو معهد الحضارة الإسلامية.

ويبلغ مجموع طلبة الجامعة 2300 طالب وطالبة والدراسة في هذه الجامعة مختلطة، وعدد الطالبات يفوق عدد الطلبة بصورة ملحوظة، كانت الدفعة الأولى من خريجي هذه الجامعة في سنة 1988، ثم توالت أعداد الخريجين.

يقول الدكتور رابح دوب: إن جامعة الأمير عبدالقادر تعتبر جامعة وطنية ذات بعد إفريقي، والدولة عندما أقامت هذه الجامعة كان هدفها أن تكون مركز إشعاع إسلاميا إفريقيا يقف في مواجهة الحملات التبشيرية الأوربية والأمريكية التي تغزو إفريقيا، وقد نجحنا والحمد لله في سعينا هذا، ولدينا الآن مجموعة من الطلبة الإفريقيين الذين يدرسون في جامعة الأمير عبدالقادر وهم طلبة من تشاد ومن ساحل العاج وأوغندا وغيرها من الدول الإفريقية، حتى أن بعض خريجي جامعتنا يحتلون مناصب قيادية في بلادهم وكذلك في البوسنة والهرسك، والدراسة في الجامعة بالمجان ويحصل طلبة المنح على مخصصات مالية شهرية، وفي السنوات الأخيرة فتحت الجامعة أقساما للدراسات العليا في جميع تخصصات المعاهد الثلاثة التي تتألف منها أقسام الجامعة، التي تقوم أيضا بطبع الرسائل الجامعية المجازة وتقدم حوافز مالية لأصحابها.

مسجد الجامعة الكبير

وتعد مباني وتجهيزات جامعة الأمير عبدالقادر الإسلامية تحفة فنية نادرة، فقد بنيت هذه الجامعة ومرافقها على النمط الإسلامي المغربي، فالنقوش وأعمال الخشب الزخرفية جاءت وفق نظام هندسي إسلامي حديث، روعيت فيه كل متطلبات الحياة الحديثة من صالات وممرات ومدرجات وغرف، ويأتي المسجد الجامع الملحق بمباني الجامعة كتحفة إسلامية نادرة. يقول أحد المهندسين الذين ساهموا في أعمال بناء مباني الجامعة وبناء المسجد الكبير: لقد جاءت هندسة جامعة الأمير عبدالقادر إحدى ثمرات التعاون بين المهندسين المصريين وإخوانهم الجزائريين بالإضافة إلى مجموعة من الفنيين المغاربة الذين شاركونا في تنفيذ زخارف ونقوش المصلى الكبير للجامع، والذي يسمى بالزلاج، ويعد جامع الأمير عبدالقادر الجامع الرئيسي والرسمي لمدينة قسنطينة حيث تقام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجمعة من كل أسبوع، كما تقام فيه صلاة التراويح والقيام وصلاة العيدين ويقوم التلفزيون الجزائري في كل شهر بنقل وقائع صلاة الجمعة من هذا الجامع. لقد ساهم العمال والمهندسون الجزائريون بالنصيب الأوفر في بناء هذا الجامع، فقد قاموا بإنجاز أعمال الخرسانة المسلحة والمباني والخشب والحديد، أما الأعمال الهندسية فقد قام بها مكتب الدراسات المختلط وهو مكتب جزائري - مصري قام بإعداد الدراسات ووضع الخرائط الهندسية. وتبلغ مساحة المسجد نحو 9 هكتارات ويتسع لنحو 15 ألف مصل، وهناك أروقة وصالات للمسجد مخصصة لطلبة وطالبات جامعة الأمير عبدالقادر تتسع لنحو ثلاثة آلاف مصل. وقد قام بتصميم مباني المسجد المهندس المصري المرحوم مصطفى موسى الذي يعد واحدا من أقدر المهندسين العرب في بناء التصاميم الهندسية المعمارية الإسلامية الحديثة.

يقول المهندس الذي رافقنا في جولتنا في المسجد: لقد استغرق بناء المسجد مدة طويلة تقدر بحوالي 23 سنة، أما المواد الخام التي استخدمت في البناء فأغلبها مواد خام من الجزائر، فالرخام المستخدم في البناء والواجهات رخام جزائري، وكذلك الخشب المستخدم للأبواب والشبابيك والقواطع، أما الثريات والأضواء الكهربائية فبعضها مستورد من المغرب، والكريستال والزجاج الملون من بلاد التشيك. وفي منتصف الصالة الرئيسية أو المصلى تقع القبة الرئيسية التي يبلغ ارتفاعها نحو 65 مترا، وسوف تزدان بثريات وأضواء تتناسب مع فخامة هذا الجامع.

جامعة قسنطينة عين الباي

وإذا كانت جامعة الأمير عبدالقادر أنشئت لتلبي احتياجات الجزائر من الكوادر الإسلامية، فإن جامعة قسنطينة تعد هي الأخرى إحدى القنوات الثقافية والعلمية التي تفخر بها مدينة قسنطينة إن عمرها الزمني الآن قد تجاوز ربع القرن، فقد بدأت الدراسة بها سنة 1969 بداية متواضعة حيث كانت تابعة لجامعة الجزائر العاصمة تدرس بعض التخصصات المحدودة مثل الآداب والحقوق والطب، ومنذ عام 1969 عرفت جامعة قسنطينة توسعا في شتى الميادين، كما تعددت بها التخصصات العلمية نتيجة للإقبال المتزايد والمتنامي للطلبة الذين أصبح عددهم يرتفع سنة تلو أخرى، ومع هذا التطور الكمي تطورت هيئة التدريس والهياكل والموظفون والمقاعد التربوية والوسائل التعليمية، كما تم الاهتمام بسياسة التعليم من خلال مراجعة البرامج والمناهج وتطوير الدراسات العليا وتنويعها والاهتمام بالبحث العلمي وتدعيمه.

يقول مدير العلاقات العامة الذي صاحبنا في جولة في أقسام وكليات الجامعة إن أعداد طلبة جامعة قسنطينة لهذا العام قد تجاوز ال 20 ألف طالب وطالبة، والدراسات في جميع كليات ومعاهد الجامعة مختلطة، أما الهيئة التدريسية التي تقوم بإلقاء المحاضرات والتدريس فتبلغ نحو 1500 أستاذ وكلهم من الجنسية الجزائرية. إن الناظر إلى مباني الجامعة من عل يرى أنها صممت بطريقة هندسية فريدة، إنها أشبه ما تكون بكتاب مفتوح، ثم حوض من الماء على شكل محبرة، ثم مسلة أو عمود على شكل قلم، أما المبنى الذي يشبه الكتاب المفتوح فهو قاعة محاضرات كبرى باسم المرحوم محمد بن الصديق بن يحيى وزير خارجية الجزائر الأسبق والذي توفي في حادث سقوط طائرته بين الحدود العراقية - الإيرانية أثناء قيامه بالوساطة لإنهاء الحرب بين البلدين عام 1982، وهذه القاعة مخصصة للمحاضرات العامة والملتقيات الثقافية، إذ يحاضر بها الأساتذة الزائرون في شتى فروع المعرفة.

تنقسم جامعة قسنطينة إلى ثلاثة معاهد كبيرة هي: معاهد العلوم الإنسانية والاجتماعية وتضم تسعة معاهد، ثم معاهد العلوم، وتنقسم إلى سبعة معاهد، ثم معاهد العلوم التطبيقية والتكنولوجية وتنقسم إلى ثمانية معاهد، وبالتالي فإن مجموع معاهد جامعة قسنطينة عين الباي تبلغ 24 معهدا. يقول مدير العلاقات العامة والإعلام بالجامعة: لقد أولت وزارة الجامعات أو كما تسمونها في المشرق وزارة التعليم العالي اهتماما كبيرا بإدارة الجامعة وعصرنتها بإدخال وسائل التسيير الحديثة والأنظمة الإعلامية، كما قامت بتجديد المختبرات والأجهزة العلمية بأحدث ما أنتجه العالم من تقنيات حديثة. إن جامعة قسنطينة تقوم الآن بالتعاون مع وزارة الجامعات بوضع مخطط لتطوير الجامعة لتشمل المعاهد العلمية والتكنولوجية بالإضافة إلى الوسائل المشتركة كالنقل والطبع والنشر، ثم الأجهزة السمعية والبصرية.

وتعد مكتبة جامعة قسنطينة المركزية من أحدث المكتبات الجامعية، فهي تقدم خدماتها لجميع التخصصات الموجودة في الجامعة، إذ تبلغ معاهد الجامعة نحو 23 معهدا. وكل معهد لديه قسم خاص بهذه المكتبة، تقوم إدارة المكتبة التي تقع وسط مباني جامعة قسنطينة بتزويد مكتبات المعاهد بما تحتاج إليه من كتب ودوريات. وتتكون المكتبة من طابقين رئيسيين وملحق. الطابق الأرضي عبارة عن قاعة فسيحة للمطالعة بالإضافة إلى قاعة الخدمات المكتبية أو المراجع والرسائل الجامعية، أما الملحق فهو مبنى متخصص للمصورات الفيلمية والميكروفيلم ثم أجهزة الفيديو والتقنيات الحديثة، وهو في طور التجهيز. أما الطابق السفلي أو البدروم فيضم المخازن وبهو الفهارس والأقسام الداخلية التي تتألف من قسم الدوريات وقسم الاقتناء ومصلحة المعالجة. وتقدم مكتبة جامعة قسنطينة خدماتها إلى نحو 30 ألف طالب وقارئ وأستاذ وباحث، بالإضافة إلى طلبة الإقليم الشرقي للجزائر حيث يتوجهون إلى مكتبة جامعة قسنطينة نظرا لكثرة مراجعها وتنوعها وسعتها.

يقول الأستاذ باشور محمد أمين عام مكتبة جامعة قسنطينة: إن المكتبة بها نحو 800 ألف عنوان ولدينا 28 ألف كتاب، والدوريات لدينا منها 1200 عنوان، أما عن الطريقة التي نتزود بها بالكتب والمراجع، فإننا نتعامل مع ممولين عرب وأجانب يقومون بتزويدنا بما تصدره المطابع من كتب، وفي هذا العام تم إنشاء مجلس التوثيق الجامعي، وهذا المجلس يضم مكتبيين وأساتذة وباحثين، وهو يقوم الآن بوضع خطة للتوثيق. وقد تمكنت المكتبة الجامعية في السنتين الماضيتين من تدعيم معهد دراسات العلوم الإنسانية والاجتماعية بعدد كبير من الوثائق الجديدة وبخاصة اللغة العربية. ويضيف الأستاذ باشور محمد: إن لنا علاقة جيدة مع كل الجامعات العربية وبخاصة جامعة الكويت ومكتب الدراسات العربية ونتبادل معهما الكتب والرسائل الجامعية.

صناعات ثقيلة

ونتيجة لارتفاع عائدات البترول وازدياد الدخل القومي للجزائر منذ منتصف السبعينيات من هذا القرن قامت الدولة بوضع برنامج طموح تمثل في إدخال الصناعات الثقيلة في البلاد، فكان لقسنطينة من هذا البرنامج نصيب الأسد، ويوجد بها الآن ثلاثة مصانع كبيرة للصناعات الثقيلة تابعة لوزارة الصناعة الثقيلة الجزائرية يأتي في مقدمتها مصنع المجارف والرافعات الذي يقع في عين السمارة بولاية قسنطينة. يقول مدير المصنع المهندس قسيطة محمد : إن إنشاء مصنع المجارف والرافعات جاء في إطار سياسة تنمية وترقية الصناعات الميكانيكية والهيدروليكية في الجزائر، ولتغطية حاجة السوق الوطنية من هذه الرافعات والمجارف ولسد التوسع الكبير لحركة البناء والتشييد التي تشهدها مدن الجزائر، وكذلك للمساهمة في إنجاز مشروع شبكة المجاري الصحية ومجاري الأمطار الجاري تنفيذها في أرجاء البلاد.

بدأ المصنع إنتاجه سنة 1981 بعد حصوله على امتياز من شركة "ليبهير" الألمانية التي تقوم بصنع الجارفة والرافعة تحت سقف واحد، ويعد هذا المصنع الوحيد في الجزائر وفي البلاد العربية.

يقول المهندس قسيطة: إن مصنعنا يقوم بتصنيع ما يقرب من 65% من أجزاء الآلات التي ينتجها أما الباقي فيستورد مثل بعض الأجهزة الميكانيكية والأجهزة الكهربائية وبعض الأجهزة الدقيقة، لقد قمنا بتصدير جانب من إنتاجنا وهو نحو 600 آلة إلى روسيا في عامي 88 و 1989 كما نقوم الآن بتصدير بعض إنتاجنا إلى بعض دول أوربا الجنوبية مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا إضافة إلى بلاد المغرب العربي. إن مساحة مصنعنا المغطى هو 11 هكتارا، أما المساحة المفتوحة فتبلغ نحو 55 هكتارا.

والمصنع ينتج الآن أربعة أنواع من الرافعات وهي روافع بحمولة 12 طنا، و30 طنا، و25 طنا، و40 طنا بالإضافة إلى خمسة أنواع من المجارف، ثلاثة أنواع منها مجنزرة ونوعان آخران على عجلات، كما تقوم الشركة الآن بوضع خطة لإنتاج مصنوعات جديدة مثل عربات التحميل ذات العجلات والجرافات الرافعة وجرافات التسوية.

مصنع الآلات الصناعية

ومن المصانع التي تنفرد بها الجزائر عن باقي الدول العربية وتحتضنها ولاية قسنطينة مصنع المعدات الصناعية، وهذا المصنع ينتج المخارط والفرازات والمقشطات والثاقبات وعجلات الشحذ والمناشير الميكانيكية، وقد بدأ المصنع في إنتاج هذه الآلات الدقيقة سنة 1976. يقول المهندس المندور الخضراوي مدير مركز التجارة في شركة المعدات الصناعية: إن هذه الآلات الدقيقة التي يقوم المصنع بإنتاجها تنطبق مع المقاييس المعمول بها دوليا، حيث نعمل بمقياس "دين" الألماني، وهذه الآلات تنتج على مراحل من حديد الصلب حتى تصبح آلة متكاملة، وفي الوقت الحالي يقوم مصنعنا بإنتاج آلات ذات التحكم العددي والتي تسمى باسم "سي أند سي مشين".

أما عدد العمال والفنيين الذين يعملون في هذا المصنع فيبلغ نحو 750 عاملا فنيا، مقسمين على ورديتين حسب الطلب. ويستهلك سوق الجزائر نحو 80% من الإنتاج، والنسبة الباقية تصدر إلى بلدان الاتحاد المغاربي وهي المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، كما يقوم المصنع بتصدير جزء من إنتاجه إلى إيطاليا واليونان، أما العمالة في المصنع فهي جزائرية مائة في المائة، والمواد الخام التي يستخدمها المصنع من المسابك الوطنية، بالإضافة إلى أنواع من الحديد ذات المواصفات الخاصة ذات تقنية دقيقة تستورد من بلاد أوربية وبخاصة ألمانيا ولا تتجاوز نسبتها 10%، ويعد هذا المصنع الوحيد في بلادنا العربية الذي يقوم بإنتاج هذه الأنواع من الآلات الدقيقة، وهي بلا شك تحتاج إلى تقنية عالية. إن كل العمال الذين يعملون في هذا المصنع درسوا في ألمانيا واجتازوا فترة من التدريب وصلت لمدة 15 شهرا أو سنتين.

مع والي قسنطينة

وكان لا بد لنا من أن نجري لقاء مع والي قسنطينة الأستاذ محمد غازي ليحدثنا عن شئون وشجون الولاية والتصورات التي يراها لتنمية المشاريع فيها، قال: إن لدينا العديد من المشاريع التنموية، فهناك مشاريع التوسع العمراني، لأن مدينة قسنطينة أصبحت الآن محدودة جغرافيا، والتوسع العمراني القادم لا بد أن يكون خارج المدينة، ففي منطقة عين الباي وهي من المناطق المرتفعة والجميلة سوف نقيم بها مجموعة من الأحياء السكنية، أو بالأحرى مدينة جديدة، وبلديات ولاية قسنطينة لديها برنامج إسكاني تنموي كبير حتى يخف الضغط والتكدس السكاني على مدينة قسنطينة، أما من ناحية التربية والتعليم فلدينا مشاريع تربوية لبناء مؤسسات تربوية مختلفة تتبع مختلف بلديات الولاية، ومن المعروف أن ولاية قسنطينة يتبعها 12 بلدية، وكل بلدية لها استقلالها وميزانيتها وتشرف الولاية على هذه البلديات، كما توجد مشاريع صحية وعيادات ومستشفيات، وسوف نتسلم في الشهرين القادمين مركزين صحيين، ويتضمن البرنامج فتح طرق جديدة، حيث إن مدينة قسنطينة بطبيعتها الجغرافية الجبلية تحتاج إلى الكثير لفتح الطرق الجبلية وإقامة الكباري والتوصيلات أمام حركة المرور، ولما كانت مدينة قسنطينة هي عاصمة الشرق الجزائري فكل الحافلات والمركبات لا بد أن تمر عليها لقضاء احتياجاتها، كما أن مطار عين الباي الذي يخدم ولاية قسنطينة سوف يشهد توسعة كبيرة وبخاصة في مدرجي الهبوط والإقلاع لاستقبال الطائرات الكبيرة.

وسألنا والي قسنطينة عن النهضة الصناعية التي تشهدها ولايته واحتياجات هذه الصناعات للطاقة الكهربائية ومدى توافرها لتفي بالغرض فأجابنا قائلا: لا شك أن ولاية قسنطينة تشهد منذ الستينيات نهضة صناعية كبيرة، فهناك العديد من المصانع الضخمة، وهي مصانع كبيرة للصناعات الثقيلة مثل مصنع الجرارات الزراعية، ومصنع الرافعات والجرافات، ومصنع النسيج، ومصانع أخرى. إن إجمالي الأيدي العاملة في الولاية هو نحو 20 ألف عامل، وبالطبع فإن لهذه المصانع أهمية وطنية حيث تقوم بتصدير جانب من إنتاجها إلى الخارج، وهي في الواقع وجه مشرق للجزائر. إن لدى الجزائر شركة وطنية هي المسئولة عن توفير الطاقة الكهربائية المطلوبة لاحتياجات هذه المصانع على مستوى الدولة، ولديها الآن عدة محطات تنتج الطاقة الكهربائية، وهي تغطي حاجة المصانع وكذلك حاجة المواطنين من الكهرباء، وأستطيع القول بالنسبة لولاية قسنطينة إن إنتاج المدينة من الكهرباء يغطي احتياجاتها ما عدا بعض المناطق الريفية التي لم يصلها التيار الكهربائي، و هناك برنامج طموح للتنمية الريفية وهي بصدد إيصال الكهرباء لهذه القرى النائية.

ولما كانت مدينة قسنطينة من المدن الجبلية الجميلة ذات الطقس الممتاز والتي تصلح أن تكون مصيفا دوليا، خاصة أن بها كل متطلبات الاصطياف، سألنا الوالي محمد غازي: هل هناك اتجاه وتصور لجعل مدينة قسنطينة مركزا للاصطياف؟ فقال: الواقع أن قسنطينة تصلح أن تكون مصيفا رائعا فالمناخ هنا مناسب للاصطياف، لذلك فإني أدعو الإخوة المستثمرين سواء كانوا مواطنين أو من الإخوة العرب والراغبين في الاستثمار، أدعوهم إلى بناء فنادق ومرافق سياحية، والولاية على أتم الاستعداد لمساعدتهم، بالإضافة إلى أن ولاية قسنطينة تمتاز بصناعاتها التقليدية، وبعمق ثقافتها العربية الإسلامية، وكذلك وجود الآثار القديمة ومناظرها الخلابة التي هي من العوامل المهمة لجذب السياحة.

قسنطينة والرقم 7

في لقاء مع الدكتور أديس أبوديبة الأستاذ في جامعة قسنطينة حدثنا عن طبوغرافية مدينة قسنطينة فقال: إن المدينة تمتاز بطبوغرافية عجيبة، فهي مبنية على جبل يتكون من سبعة رءوس، وكانت قسنطينة قديما لها سبعة أبواب، كما أن بها الآن سبعة جسور معلقة، كما أن كلمة قسنطينة تتألف من سبعة أحرف ومن المعروف أن الرقم سبعة في جميع الحضارات القديمة يرتبط بالسحر والأشياء العجيبة والخرافات، وهذا الرقم لا يزال حتى الآن لغزا، نقول السموات السبع والأرضين السبع والعجائب السبع، والحق أن تاريخ مدينة قسنطينة مرتبط بهذا الرقم اللغز حتى أن الرحالة العرب القدامى كانوا يسمونها المدينة السعيدة.

وقد خلدت هذه المدينة وجمالها في أغلب النصوص الأدبية، فمن الجزائريين محمد العيد الذي وصف المدينة وجمالها، كما أن هناك نصا أدبيا رائعا لمفدي زكريا وهو من أكبر شعراء الجزائر، والذي ألف النشيد الوطني الجزائري. وقد أنجبت قسنطينة مجموعة من الروائيين، منهم: مالك حداد، وقد عاش في هذه المدينة وكان من المعجبين بها وله حس وطني برغم أنه يكتب بالفرنسية، وهناك رواية جميلة للطاهر وطار مبنية على مدينة قسنطينة، وهي رواية (الزلزال). وهذه الرواية تدور أحداثها في قسنطينة والروائي كان يتوقع أن تصاب هذه المدينة بزلزال، والرواية مبنية على سبعة جسور وكل جسر يحمل اسما من أسماء المدينة. أما في العصور القديمة فقد نالت إعجاب الكتاب والأدباء لسحر طبوغرافيتها وجغرافيتها. فمن علماء العصر الحديث المصلح الكبير عبدالحميد بن باديس، وكذلك رضا حوحو الذي عاش في قسنطينة، ثم مالك حداد وأحمد الغوالمي، أما في العصور القديمة فابن قنفذ القسنطيني، وكان في قسنطينة عدد كبير من العلماء والأدباء وهي مدينة من المدن المحافظة، وبرغم أنها تعرضت إلى الكثير من التغييرات، فإنها بقيت محافظة على التقاليد والطابع العربي الإسلامي وتماسك المجتمع والأسرة.

 

صادق يلي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




قسنطينة .. عش النسر وموطن المقاومة





والي مدينة قسنطينة الأستاذ محمد غازي





السوق الشعبي في المدينة. زحام وبضائع وحركة لا تهدأ إلا مع غروب الشمس





المصلى الخاص لطالبات الجامعة ويتسع لحوالي 15 ألف مصل





جامعة الأمير عبدالقادر تحفة إسلامية رائعة. استخدام التراث في المعمار الحديث





تمثال الإسكندر المقدوني الذي يقال إنه قام بتأسيس المدينة المعلق





مباني جامعة قسنطينة عين الباي التي تتألف من 24 معهداً يدرس بها نحو 20 ألف طالب وطالبة يقوم بتدريسهم نحو 1500 أستاذ كلهم من الجزائر





أحد الأنفاق العديدة التي شقت وسط الجبال لتسهيل حركة سير المركبات





المركز التجاري لمدينة قسنطينة والحركة على أشدها في ساعات النهار





تمتاز مدينة قسنطينة بصناعاتها العديدة التي تستهوي العديد من السياح وفي الصورة عرض لثوب نسائي تقليدي





مصنع المجارف والرافعات في مدينة قسنطينة وهو الوحيد في الجزائر والبلاد العربية





يقوم مصنع الجرارات الزراعية بمدينة قسنطينة بإنتاج نحو خمسة آلاف جرار زراعي سنوياً





جسر معدني معلق يصل بين شطري المدينة





جسر سيدي راشد.. أعلى جسر يتكون من 27 قوساً ويبلغ قطر أكبر أقواسه 70 متراً