لا تزال اللوحات التي
أبدعتها ريشة الفنان صلاح طاهر شاهدا على أنه عملاق، وواحد من الفنانين التشكيليين
الرواد في مصر. ولا يزال تسلسل لوحاته يصف تأثراته خلال مراحل حياته الفنية التي
بدأها متأثرا بفكر العقاد، حيث كان حريصا على التقرب منه، إذ يقول : (أنا مدين
للعقاد بأكثر من الكثير من حياتي الثقافية والعلمية). واقتنع منه بأن الفن
الكلاسيكي هو قمة الفن، والطبيعة هي أم الخيال، ولذلك اتجه بعد تخرجه إلى الريف
المصري لينهل منه ما يسكبه على لوحاته. فقد ولد هذا الفنان في القاهرة عام 1912
وتأثر في صباه بإرهاصات ثورة 1919 التي هزت المجتمع المصري والتحق بمدرسة الفنون
الجميلة وتخرج عام 1934. وعندما أوفدته وزارة المعارف عام 1943 ليتولى الإشراف على
مرسمها في الأقصر كانت هذه تجربته الحية في الالتقاء بالفن الفرعوني والطبيعة الحية
المفتوحة. ولكن هذا الفنان لم يلبث أن تحول إلى الفن التجريدي الذي رأى فيه فرصة
لاكتشاف ذاته واستمر مخلصا للمدرسة التجريدية ومدافعا عنها، فالفن التجريدي حسب
رؤيته هو الفن للفن الشكلي برغم انحسار التعبير التجريدي منذ الستينيات. وإخلاص
صلاح طاهر لفنه جعل الجوائز تنهال على لوحاته من جائزة الدولة التشجيعية (1959) إلى
جائزة الدولة التقديرية (1974)، ولعل أبرز جوائزه جائزة جوجنهايم العالمية (1959).
وقد تقلب في العديد من المناصب الرسمية آخرها كان مديرا للأوبرا المصرية عام 1960
ثم عمل مستشارا فنيا للأهرام حتى الآن. وقد قدم صلاح طاهر إلى الفن المصري نوعا من
الصراع. خاصة في مرحلته الأخيرة. بين اللون والحركة. واشتملت لوحاته على كثير من
عناصر الموسيقى الخفية التي تستمد جذورها من ارتباطه بالتاريخ والبيئة المصرية. وقد
قامت بإجراء الحوار الكاتبة والقاصة الكويتية فاطمة العلي. التي أصدرت رواية (وجوه
في الزحام) ومجموعة قصصية بعنوان (وجهها وطن) ولها مساهمات في الحركة الأدبية في
الكويت.
- إنني أبحث عن بداية خيط لهذا الحوار. أعتقد
أن أي إبداع فني يبدأ من "الإلهام". هل تراها بداية موافقة، حتى مع الاختلاف على
معنى الإلهام؟ ثم: هناك من يبحث عن إلهامه في السماء، ومن يبحث عنه في الأرض .. أو
ما بينهما .. من أي فريق أنت؟
- منذ أقدم عصور
الحضارة انشغل المفكرون والفلاسفة بموضوع الإلهام. هذه قضية معروفة متعددة الصور.
الرأي القريب إلى نفسي، وأمارسه عمليا، بشكل يومي، هو أن هناك فكرا كونيا، يمكن
الوصول إليه عن طريق التأمل. "اليوجا" هي الكلمة المستخدمة في هذا المجال، فهذه
الرياضة التأملية تصل العقل الفردي بالعقل الكوني. أما الإلهام المباشر فيأتي من
العقل الباطن، الذي يملك قدرات خارقة، وطاقة مختزنة للعمل، لأنه مخزن تكمن فيه كل
المشاعر والرؤى. وهو منبع البصيرة، فإذا كان العقل الواعي يتكون من المنطق والحساب
وإعمال الحواس، فإن العقل الباطن هو تراث الإنسانية. الخبرة البشرية المختزنة، التي
تمتد في الزمن إلى عشرات الآلاف من السنين. أعود إلى فكرة العقل الكوني أو الذكاء
الكوني الذي يمكن الاندماج به عن طريق اليوجا، فأضيف أن الكون يتحرك بالذبذبات،
التوازن الكوني قائم على الجاذبية، وقانون الجاذبية، الذبذبات تتزايد مع ازدياد
الكتلة، هذه الذبذبات مليئة بالأسرار والعجائب، وهي صانعة الحب والكراهية، الجاذبية
والنفور، فإذا فكرنا في هذه العلاقة بين الذبذبات والانفعالات ربما نصل إلى أصل
"الإلهام" الذي يتحول إلى ذبذبات، كما أن تفكيرنا متأثر أيضا بهذه
الذبذبات.
- هل أقول إن ذبذباتك كفنان تجيء من جاذبية
الأرض؟
- ليس تماما،
القضية أكبر، لأن الأرض جزء من الكون، ليست منفصلة، هي جزء صغير، نافذة على كون لا
يمكن تخيل حجمه أو ملامحه إلا بدراسة مستوعبة لعلم الفلك.
اليوجا.. الجسد
والروح
- اليوجا هي طريقك إلى التأمل، والاندماج في
العقل الكوني.. منذ متى والفنان صلاح طاهر يمارس اليوجا؟
- اليوجا رياضتي
المفضلة التي أحرص على أدائها بانتظام منذ 45 سنة، وأنا أمارسها بنوعيها: الجسدي
والروحي، فأنا أمشي يوميا، ثم أستغرق في التأمل دون حركة ولو لعشر دقائق. أؤكد لك
أن هذه الدقائق القليلة - يوميا تخلق مني إنسانا آخر، تمسح عن نفسي أي توتر، تخلصني
من القلق، تتجدد نفسي وتكتسب راحة هي التي تمكنني من العودة إلى العمل بنشاط. هل
أستطيع أن أوجه نصيحة من خلالك؟!
- لكل
الناس..
- هذه الدقائق من
التأمل لا يحتاج إليها الفنان وحده، كل الناس يستفيدون منها. بعض ممارسي "اليوجا"
يرتفع بالدقائق العشر إلى نصف ساعة. يخصصها للتأمل يوميا، كل المطلوب أن ينسى الشخص
كيانه الجسدي، ينسى كل ما حوله ويركز في ذاته.
الملاكمة
تخجلني
- بمناسبة الرياضة، وانطلاقا من ممارسة اليوجا
ونسيان الكيان الجسدي، عرفت عن بداياتك أنك اتجهت للرياضة العنيفة، بل لعلها أعنف
رياضة "الملاكمة". إنني أجد صعوبة في تصور الفنان صلاح طاهر ملاكما، وصعوبة أكثر في
تصور الجمع بين أرقى الفنون، وأكثرها جمالا وحسية ورهافة، وبين هذه الرياضة الدموية
"الملاكمة".أنت وحدك الذي تستطيع رفع الستار عن هذا المشهد الغامض ..
- لا بد أن أعترف
بأنني أخجل من موضوع الملاكمة، ومع ذلك ففيه ما يستحق أن أذكره، وكل شيء مرهون
بظروفه، فأنا أخذت بطولة وزن خفيف المتوسط أربع سنوات.
- ليس المهم ما حصلت عليه من بطولات، المستغرب
هو العمل نفسه؟
- صحيح، ولكن
تذكري أنني كنت شابا، أو يافعا، وهذه المرحلة من العمر يكون اهتمام الإنسان بجسمه
قويا، إنه مشغول به حريص على إبلاغه حد الكمال في القوة واللياقة، وفي تلك الفترة
كانت رياضة الملاكمة هي الأشهر، فاندمجت فيها، واشتركت في النادي الأهلي، وبعد
البطولات أقلعت عن كل هذا فجأة، ومن المعروف أن الإقلاع الفجائي عن ممارسة الرياضة
يصيب الجسم بأمراض خطيرة، وقد عانيت مرض الأعصاب، ولم ينقذني منه غير ممارسة اليوجا
بتوسع أولا، اليوجا الجسدية والروحية .. بهذا تغلبت على متاعبي العارضة .. وللآن،
بسبب "الملاكمة" ثم "اليوجا" لا أزال أملك لياقة بدنية هي التي تسعفني في مزاولة
عملي يوميا والحمد لله.
- رجعنا لليوجا مرة أخرى، لكنني أريد أن أعيد
استكشاف بداياتك.. ليس بالكلام عن الملاكمة، وإنما عن الرسم.. متى قررت أن تكون
الفنان صلاح طاهر؟ ومن كان صاحب القرار: الوراثة؟ البيئة؟ الدراسة؟
الإرادة؟
- في تصوري أن كل
إنسان مفعم بالمواهب، التراث البشري الذي تحدثت عنه سابقا، ويمتد عشرات الآلاف من
السنين مختزن داخل كل إنسان، ولكنه لا يتفجر كموهبة مبدعة إلا عندما تتاح له البيئة
المواتية .. من حسن حظي أنني نشأت في بيت يهيئ أحسن الظروف لتنشئة فنان. كان والدي
مغرما بالشعر والأدب، كان يحفظني قصائد من الشعر الرصين. طويلة، وأنا طفل في
السابعة، وكانت مكافأتي عن كل قصيدة "قرش تعريفة"، كان هذا مدخلي إلى التراث، كما
كان هذا الوالد يحكي لي الأقاصيص والآداب العربية وأساطير ألف ليلة، التي غذت
خيالي. أما أخي الأكبر فكان دوره مباشرا وبنفس الدرجة من الأهمية، وبالمناسبة، كان
هذا الأخ يكبرني بعشرين عاما، هذا الأخ كان يحكي لي أيضا، ولكن حكاياته عن عظماء
الفنانين مثل روفائيل ودافنشي، ويطلعني على رسوماتهم، طبعا أخي لم يفعل هذا من
فراغ، كان يحب الفن، وكان يحب لي أن أحب الفن، فكان يشتري لي الألوان والكراسات
ويشجعني .. ثم يأتي دور الأم، وهو يتجاوز العطف والحنان الفطري إلى الفن .. فن
الموسيقى بالتحديد، كان لها صالون سيدات يوما في الأسبوع، وكانت تحضره عازفة عود
تركية، وكانت تغني أيضا، كان عمري أربع سنوات، يعني: لا اعتراض على جلوسي واستماعي
.. بل تشجيعي، لدرجة أنني تعلمت العزف على الكمان، ونشأت على حب الموسيقى، لا يزال
هذا الكمان عندي، ومازلت حريصا على سماع الموسيقى .. الرسم موسيقى أيضا .. موسيقى
لونية.
القرار
الداخلي
- الحكايات، وفن الرسم، والموسيقى، بين هذه
الثلاثة علاقة قوية بالطبع، وكان يمكن أن تكون أديبا كاتب قصص، كما كان يمكن أن
تكون موسيقيا، كيف حسم الأمر لصالح الرسم بصفة خاصة؟
- طبعا هناك
موهبة غالبا، وأجيد تغذيتها، وكان تصميمي أو خبرتي الداخلية تقول إنني سأكون رساما.
في الابتدائي وأنا مجرد طفل سألني صديق عاوز تطلع إيه؟" قلت له: "أطلع زي روفائيل"
!! طبعا أنا نسيت هذا الكلام الطفولي، ولكن بعده بعشرين سنة أقيم للوحاتي معرض
بالإسكندرية، حضره ذلك الصديق القديم، وكنت نسيت اسمه وشكله، فعرفني بنفسه، وذكرني
بكلمتي.. معنى هذا أن القرار كان في داخلي منذ وقت مبكر. وهنا أستكمل الإجابة عن
هذا السؤال، فأنا أعتقد أن الثقافة مهمة جدا للفنان. الآن عندي مكتبة تضم خمسة
وأربعين ألف كتاب، وأنا أقرأ يوميا، كما أرسم يوميا، وأسمع الموسيقى يوميا كذلك.
مجموعة الفنون الجميلة بينها تكامل: الشعر والموسيقى شقيقا الرسم، والثقافة
المتنوعة غذاء ضروري، هي التي تجعل الفنان متجددا باستمرار، أذكر عندما كنت في منحة
اليونسكو عام 1964 كنت اجتمع بفنانين من دول مختلفة لتبادل الخبرة والرأي. في لقاء
مع أحدهم، وهو عظيم وشهير، كان معي شرائح مصورة لبعض لوحاتي لأطلعه عليها، ولكن
لاحظت أنه لا يتكلم معي عن فنه ولم يعرض علي شيئا، وإنما أخذ يتكلم عن الشعر
الإنجليزي!! انتظرت أن يتوقف لندخل في موضوعنا فلم يتوقف، فطلبت منه أن يطلعني على
رسوماته، وقلت له : نؤجل الكلام عن الشعر، فهو موضوع آخر!!
ظهرت الدهشة على
وجه الرجل، وقال بثقة وبساطة وصدق: مستر طاهر، منذ صباي درست خمس لغات أخرى غير
لغتي الفرنسية لأقرأ شعر هذه اللغات مباشرة، دون واسطة من مترجم!! الفنان في الغرب
عموما استوعب هذا المبدأ ويطبقه بإخلاص، الفن عندهم ليس صنعة، ولا شطارة. في بلادنا
يتباهى المليونيرات بأموالهم وجهلهم، هناك يتباهون بثقافاتهم وارتفاع تذوقهم. وهنا
أقول إنه إذا كان بقي لي من ذيول "الملاكمة" أنني أدخل في صراع مع اللوحة، وألاكم
بالفرشاة، فإن الموسيقى تعمقت في نفس الاتجاه نحو التجريد، وتفضيله على
الواقعية.
بعيدا عن
الأكاديمية
- أستاذ صلاح طاهر أنت فتحت نافذة على تاريخك،
أو تطورك الفني.. بدأت واقعيا، أنت الآن تجريدي.. كيف؟ ولماذا؟ وهل هو أثر الزمن أم
مجاراة المدارس الحديثة في الرسم؟
- أولا
أحب أن أقرر بعض الأمور.. أنا تعلمت على يد أساتذة احترمهم وأنحني إجلالا لهم، ولكن
لا بد من التحرر من الأكاديمية لبلوغ حالة الإبداع، الأكاديمية "تكتف" وتفرض أساليب
معينة، وليس كلامي هذا دعوة لرفض الدراسة العلمية المنظمة، فدون الدراسة والعلم
يخرج العمل مفككا، الموهبة لا تكفي كما قلت، ولكن هذه الموهبة لا بد أن تتفجر عن
جديد، إبداعي، ولا تظل محبوسة في قوالب الأكاديمية .. وأقول أيضا إن الفنان إذا
توقف عند مرحلة معينة، أو التزم أسلوبا واحدا طول حياته فإنه لا بد أن يكرر نفسه،
وبذلك يسجل نضوب موهبته .. أثر الزمن لا يمكن إنكاره أو مقاومته، والتجريد تطور نحو
الأرقى .. وحتى لا يقع لبس في فهم كلامي: الفن أسلوب، والفنان أسلوب مميز، وأعتقد
أن لوحاتي الواقعية أو الطبيعية، مثلها مثل التجريدية، ومثل أي بورتريه أرسمه ..
تدل على شخصي دون توقيعي عليها .. هذا هو معنى الأسلوب .. التميز، وليس الخضوع لنفس
المنظور، والتجريد.. لماذا هو أرقى وأعمق؟ لأنه ينبع من اللاشعور، أنا عانيت
الأمرين لكي "أطلع من مخي" ما تعلمته في كلية الفنون الجميلة، حتى أفتح الطريق
لاكتشاف نفسي، وهذا الاكتشاف يتجلى في التجريد، وليس في الواقعية أو
الطبيعية.
- ولكن جمهورك يفضل صلاح طاهر القديم، الواقعي
الطبيعي؟
- هم أحرار فيما
يفضلون، لكن الفنان وناقد الفن لهما رأي آخر .. الرسم التجريدي مثل الموسيقى
الكلاسيكية، السيمفونية، ينبع من الداخل، يقوم على تصميم، لا يعتمد على محاكاة
الواقع، لذلك فهو فن صعب، وعميق، ونحن الآن نجد من يتحمس ويفضل الموسيقى المصاحبة
للأغاني، ويطرب لها، لأنها بالنسبة إليه مفهومة، وسهلة، وتخاطب الغرائز القريبة،
الموسيقى الكلاسيكية تخاطب الروح، تبعث الضمير، تحرك الانفعال، بل تولد حالات
وأفكارا، وكذلك الرسم التجريدي. أنا لم أصل إليه بسهولة، عانيت، وجربت.. حاولت،
اكتشفت أنني أقلد الفنانين التجريديين الأوربيين، ثرت على نفسي، جربت "نصف حل": مزج
الواقع بالتجريد، فشلت المحاولة.. ثم تفجرت المحاولة ووجدت نفسي في الفن التجريدي،
اللوحة السيمفونية.
الأصول
العرقية
- الكلام في الفن ليس له نهاية، ولكن نهاية
هذا الحوار تقترب، فهل تأذن ببعض الأسئلة الشخصية؟
-
مثلا؟!
- مثلا.. أصولك العرقية خارج مصر؟!
- الذي أعرفه أن
جد والدي هندي، الأستاذ العقاد أخبرني أن اليونان امتزجوا بالهنود في زمن الإسكندر،
فوجد الهندي اليوناني الأبيض، وفينا أصول تركية، أما المصري فمن بهنسا، وأنا مولود
في العباسية، يعني قاهري تماما، ومصري صميم منذ الطفولة.
- أريد أن أسألك عن رأيك في عدد من كبار
الرسامين في العالم، وفي مصر .. والجواب في جملة أو جملتين: رينوار؟
- شاعرية خارقة
للعادة، في عالم التأثرية.
- تأثر بالفنون
الشرقية، والفن الجزائري. فهو مزيج من الأوربي والشرقي.
- اخترق المنطق
العقلي للأشياء، فأسلوبه مميز إلى أقصى حد.
- عبقرية خارقة
للعادة في الفن الكلاسيكي، يتميز بالتركيز على عنصري: النور والظل.
- نصل إلى العرب.. النحات حسن
حشمت؟
-
شاطر.
- عبدالبديع
عبدالحي - إنجي أفلاطون - تحية حليم - صلاح طاهر؟
- شاطر، شاطرة،
شاطرة .. وصلاح طاهر .. مش عارف!!
- من أهم من رسمتهم غير العقاد وأم
كلثوم؟
- رسمت الشهبانو،
وجيهان السادات، ومسز تيتو حاكم يوغوسلافيا، تيتو هو الذي طلب مني أن أرسم زوجته،
ورسمتها في منزل حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية. وزوجة تيتو شخصية عجيبة جدا،
فيها قوة جبارة، رجولة رفيعة، وفي نفس الوقت منتهى الرقة والأنوثة .. كانت سيدة
مقاتلة بحق.. وقد قاتلت مع تيتو ضد الألمان، وحاولت الانقضاض على السلطة
بعده.
- هل تضع شروطا لكي ترسم بورتريها
لشخص؟
- بكل تأكيد ..
يستحيل أن أرسم شخصا من أول جلسة، ويحتمل بعد هذه الجلسة أن أعتذر.
- يمكن أن ترسم امرأة جميلة.. ولكن
تافهة؟
- لا أعتقد، لأن
الجلسة المشار إليها لا تكون للرؤية فقط، وإنما للحوار أيضا.
- سؤال أخير: في داخل الفنان الكبير ديكتاتور
.. أناني .. مغرور.. كبير. ماذا في داخل صلاح طاهر من هؤلاء؟
- كل هؤلاء
مجتمعين .. ولكن .. في لحظة ممارسة الإبداع فقط. فأنا ديكتاتور على نفسي قبل أن
أكون على الآخرين.